محمد أبو قمر
الحوار المتمدن-العدد: 6678 - 2020 / 9 / 16 - 09:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم ينتبه الفلسطينيون إلي أن الانقسامات الفكرية والسياسية لا ينبغي الخوض فيها بينما وطنهم مغتصب.
لم ينتبه الفلسطينيون إلي أن الوطن ينبغي أن يكون الهدف وليست السلطة.
لم ينتبه الفلسطينيون إلي أن الدخول في محاور سياسية يضيع التركيز علي الوطن الذي ينبغي التمحور حوله.
لم ينتبه الفلسطينيون إلي أن قضيتهم هي قضية وطن مغتصب وشعب مشرد وليست قضية دينية.
لم ينتبه الفلسطينيون إلي أن أن الثرثرة حول قدسية القدس ضيعت قدسية كل مدينة فلسطينية أخري وقدسية كل قرية فلسطينية أخري وكل زقاق في أي بقعة فلسطينية أخري.
لم ينتبه الفلسطينيون إلي أن فلسطين لا ينبغي اختصارها في المسجد الأقصي بل كان ينبغي عليهم اعتبار كل ذرة تراب في فلسطين لها نفس قداسة الأقصي.
لم ينتبه جميع قادة فلسطين إلي أنهم كانوا طوال الوقت منشغلين بالقيادة والسلطة بينما يوجهون كل اللوم لمن لا يهتم بقضيتهم من العرب.
لم ينتبه الفلسطينيون إلي أن الخطب البليغة الرنانة لا يمكن أن تحرر وطنا مغتصبا ، وأن النضال من أجل استرداد الحقوق الضائعة غير النضال من أجل السلطة .
لقد استغل المغتصبون العنصريون القتلة هذا التيه الذي انغمس فيه أصحاب القضية وتمكنوا من استغلاله واللعب عليه وراحوا يفتتون المفتت أكثر ويبعثرون أكثر ما بعثره أصحاب القضية أنفسهم ، فصارت قضية غزة غير قضية الضفة ، وقضية الأقصي غير قضية القدس ، وقضية اللاجئين غير قضية المشردين في أنحاء العالم المختلفة ، وصارت قضية فلسطين الآن تسمي في جميع أروقة السياسة العالمية صفقة القرن.
هل فات الوقت؟!! ، لا يفوت الوقت أبدا طالما هناك شعب حي ، كل ما في الأمر فقط هو تخلي جميع قادة الفصائل والمنظمات الفلسطينية عن الدوران البائس حول السلطة الموهومة المزيفة فهي سلطة علي لا شيء وحكومة بلا دولة ثم القبض علي جمرالوطن .
القضية هي قضية الأرض المغتصبة وشعبها المشرد ، فلا هي قضية غزة ولا الضفة ولا القدس ولا هي المسجد الأقصي ، ولا شأن لها بالدين ، وكل المكونات الفصائلية ما هي إلا محض عبث ومضيعة طالما ظلت الأرض مغتصبة وشعبها إما لاجيء أو مشرد .
#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟