|
المصابون بالزهايمر..ضحايا كورونا المنسيّون
قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 6676 - 2020 / 9 / 14 - 12:16
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
المصابون بالزهايمر..ضحايا كورونا المنسّيون
مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية
كل الذين تجاوزوا سن الخمسين سنة هم اسهل ضحايا كورونا،ولهذا فأن الدول المتقدمة التي تتوصل الى لقاح ضد الاصابة بفيروس (كوفيد 19)، ستبدأ اولا باعطائه لمن هم فوق الخمسين..نزولا.لكن الفئة الاجتماعية التي يصرعها كورونا من اول جولة هم المصابون بمرض الزهايمر..وللأسف فان ثقافتنا الصحية والسيكولوجية تكاد تكون معدومة تجاه شيوخنا الذين اصيبوا بالزهايمر في زمن كورونا..الأمر الذي يتطلب اشاعة ثقافة علمية به وبعلاقته بكورونا . الزهايمر..تعريف مبّسط الزهايمر،يعني بالتعبير العام ( الخرف) وسببه الرئيس حصول ضمور في خلايا الدماغ يؤدي تدريجيا الى تلفها ثم موتها..يبدأ في الغالب بعمر خمسين سنة بأعراض بسيطة في الذاكرة القصيرة المدى الخاصة بالأحداث الأخيرة ،كأن ينسى اين وضع ساعة يده التي نزعها قبل عشر دقائق،ثم تتطور هذه الأعراض بعمر الستينات،وتكثر في السبعينات،وتصبح شائعة بعمر الثمانينات. ومع تقدم المرض زمنيا..تتطور الأعراض من ضعف طفيف للذاكرة وحالات تشوش وارتباك خفيفة،الى انخفاض مستمر في التفكير والقدرات العقلية والمهارات السلوكية والاجتماعية يصل فيها المصاب الى عدم قدرته على القيام بعمله بشكل مستقل، وتعطّل أداؤه اليومي المعتاد، بما فيها صعوبة بلع الطعام وشرب السوائل. والزهايمر،الذي يصيب الرجال اكثر من النساء،ليس حالة حتمية او مرحلة طبيعية من مراحل الشيخوخة،لكن احتمال الإصابة به يتزايد مع تقدم العمر،تصل نسبتها الى 5% للذين هم بعمر 65-75 سنة ترتفع بعمر الثمانين الى 50% يصل فيها الحال الى القضاء على التذكر والتعلم والتفكير المنطقي. ومع ان العلماء لم يحيطوا بعد بالأسباب الحقيقية لمرض الزهايمر لكنهم متفقون على انه ناجم عن تفاعل عوامل وراثية وبيئية تتعلق بنمط حياة الشخص وطبيعة الأمراض المزمنه التي يعاني منها وعلاقاته الاجتماعية،تؤدي الى تلف الخلايا الدماغية،ولهذا ينصح العلماء كبار السن بضرورة ان ينشغلوا بالقراءة والكتابة والنشاطات الاجتماعية والثقافية والترفيهية لتنشيط خلايا الدماغ..وبعمر مبكر ،لأنه يصيب بعض الاشخاص بعمر الأربعين! الزهايمر وكورونا مشكلتان في علاقة الزهايمر بكورونا ،الاولى تتعلق بالمصاب بالزهايمر ،ومشكلته الأساسية ان الذاكرة عنده معطوبة..فاذا دربته على لبس الكمامة فانه لا يلتزم بها..ليس اهمالا لكن حاله في التعامل معها كحاله في مشاهدة فلم يراه للمرة العاشرة وكانها المرة الاولى..والسبب ان الذاكرة تعطلت عنده تماما.واذا شرحت له عن كورونا بانه وباء عالمي اصيب به لغاية الان اكثر من 28 مليون انسانا فانه يبقى خارج الزمن،لأنك لو اعدت الشرح عليه ثانية بعد ساعة فأنه يبدو لك وكأنه يسمعك للمرة الأولى. خذ على ذلك مثالا الفنان العربي محمود ياسين(79) الذي اصيب بالزهايمر ولا يعرف الان ما يجري في العالم ،ولا يعرف ان زميلات له وزملاء قد غادروا الدنيا. والمشكلة الثانية تتعلق بالذين يتعاملون معه.فهو ليس متعبا لنفسه فقط بل ولأسرته ايضا لا سيما حالته النفسية،فالمصاب بالزهايمر..يكون مزاجه متقلبا،ومنطويا اجتماعيا،ومكتئبا، ،وعنودا جدا،وعدوانيا،ولا يثق بأحد..وينسى حتى اسم زوجته!.ولهذا لا يمكن ان يتحمله الا من له طاقة تحّمل استثنائية او تلقى تدريبا علميأ. وتفيد دراسات المعهد الكوري لابحاث الدماغ،وجود ارتفاع الاصابة بكوفيد 19 بين المصابين بالزهايمر،فيما توصلت دراسات اخرى قارنت بين مجموعتين من كبار السن واحدة مصابة بالزهايمر والاخرى سليمة، وجدت ان نسبة الاصابة بكورونا في مجموعة الزهايمر اعلى من السليمة..ما يعني ان شيوخنا في العراق ..صيد سهل لكورونا ونحن عنهم غافلون. والحــل؟ تصدّر العراق البلدان العربية في عدد الأصابات بكورونا في الأشهر الأخيرة لتردي الخدمات الصحية الذي اضطر الاطباء الى تكرار أضراباتهم لتعرضهم الى اعتداءات من اهل المصابين وتقاعس الوزارة والحكومة عن حمايتهم..ما يعني ان شيوخنا المصابين بالزهايمر لا يخطرون ببال من يعنيهم الأمر. وعليه فاننا امام حلّين: الاول : لأن الزهايمر يستهدف الرجال اكثر..فان الامر يتطلب اقامة دورات للزوجات في كيفية التعامل مع ازواجهن المصابين بالزهايمر..وهذه هي الطريقة الأفضل، ولنا في الفنانة شهيرة مثالا في العناية بزوجها محمود ياسين المصاب بالزهايمر. صحيح ان الزوجات العراقيات لا يمتلكن امكانيتها المادية لكنهن يمتلكن طاقة تحمل اكبر ستقوى اكثر بتلقيهن محاضرات سيكولوجية في التعامل مع المصابين بالزهايمر وحمايتهم من كورونا. والثاني : تدريب متطوعين من خريجي اقسام علم النفس والخدمة الاجتماعية في كورس تدريبي ليقوموا بعدها بعملين:تدريب احد افراد العائلة المصاب ابوها بالزهايمر،والثاني قيام كل واحد منهم بالعناية بحالة او اكثر وبالتعاون مع العائلة لقاء اجر او مكافأة. اننا اذ نضع هذا امام خلية الأزمة ووزارة الصحة والحكومة العراقية..نرجو من وسائل الاعلام ومنظمات المجتمع المدني الترويج لهذا المشروع..وشكرا للصحف والمواقع التي ستبادر الى نشره..اكراما لشيخونا العراقيين والعرب المنسيين. 12 / 9/ 2020 *
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ركضة طويريج (135) عاما!- تحليل سوسيوسيكولوجي (2)
-
ركضة طويريج (135)عاما! تحليل سوسيوسكولوجي(1)
-
قانون مناهضة العنف الأسري - تحليل سيكولوجي (3)
-
حسين ساحات التحرير و (حسين) الخضراء
-
كامل شياع..استذكار عاشق الثقافة والوطن
-
قانون مناهضة العنف الأسري - تقويم وتحليل سيكولوجي(2)
-
هيبة الدولة..من أضاعها؟
-
و..أنت ماذا صنعت؟
-
قانون مناهضة العنف الأسري العراقي- تقويم وتحليل سيكولوجي
-
الأنتخابات المبكرة..من سيربح الفوز؟ قراءة سيكولوجية
-
نعيمة البزاز..آخر الأديبات المنتحرات!. دراسة في انتحار الأدب
...
-
العنف في الشخصية العراقية..وراثة أم سلطة؟
-
حكايتي مع المدى..لمناسبة دخولها السنة الثامنة عشرة
-
دورات تثقيفية لأفراد الأجهزة الأمنية
-
الأديان والألحاد..وصنعة الموت
-
قراءة في كتاب (الفساد في العراق)- د فجر جودة النعيمي
-
الحاكم والذمّة وساسة الشيعة - مكاشفة صريحة (2)
-
الحاكم والذمّة وساسة الشيعة-مكاشفة صريحة(1)
-
العراقيون و..حسبنا الله ونعم الوكيل
-
مصطلح (الجائحة) ليس صحيحا.قضية للمداولة
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج
/ توفيق أبو شومر
-
كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
كأس من عصير الأيام الجزء الثاني
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية
/ سعيد العليمى
-
الشجرة الارجوانيّة
/ بتول الفارس
المزيد.....
|