المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير
الحوار المتمدن-العدد: 1601 - 2006 / 7 / 4 - 15:27
المحور:
الصحافة والاعلام
ببالغ الأسى والأسف والمرارة تنعى المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير إلى جميع الصحفين السوريين والعرب ، وكافة الصحفيين المدافعين عن الحرية حيثما كانوا ، وفاة الزميلة الصحفية المخضرمة سلوى أسطواني التي رحلت عن عالمنا عند الثانية والنصف بعد ظهر اليوم بتوقيت دمشق في مشفى بلدة صيدنايا عن حوالي ستين عاما بعد دخولها في غيبوبة لحوالي أسبوع إثر جلطتين دماغيتين متتاليتين خلال أقل من ثلاثة أيام .
عملت سلوى أسطواني على مدار سنوات طويلة صحفية متمرسة ومحترفة منذ أن كانت طالبة في كلية العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في القاهرة . وكان من أبرز محطات حياتها المهنية عملها مراسلة للقسم العربي في هيئة الإذاعة البريطانية BBC في دمشق ، فضلا عن وكالة الأنباء الإسبانية والعديد من الصحف ووكالات الأنباء العربية التي كان آخرها وكالة الأنباء العربية . وخلال فترة عملها الطويلة تميزت بمهنيتها العالية وحرصها على الدقة والموضوعية في ظل شروط عمل بالغة الصعوبة والسوء لجهة العمل الصحفي بلادها . وبسبب جرأتها في تغطية الأخبار الحساسة في بلادها ، وبشكل خاص وقائع ما عرف بـ " ربيع دمشق " إثر وفاة الرئيس حافظ الأسد ، تعرضت لضغوط وأذى بالغين من قبل أجهزة الاستخبارات السورية كان من أبرزها سحب بطاقة عملها الصحفية عدة مرات ولفترات طويلة ، وصولا إلى قيام اللواء بهجت سليمان ، رئيس الفرع 251 في المخابرات العامة آنذاك ، بإرسال جرافة هرست سيارتها أمام بيتها في وضح النهار على خلفية إصرارها على مرافقة المعارض السوري نزار نيوف ووداعه في مطار دمشق الدولي حين سفره إلى فرنسا للاستشفاء بعد إطلاق سراحه ، ثم سحب بطاقتها الصحفية نهائيا ومنعها من مزاولة العمل الصحفي بشكل قانوني . وكان اللواء مصطفى التاجر ، رئيس فرع فلسطين في المخابرات العسكرية ، قد أحالها خلال العام 1998 إلى محكمة ميدانية على خلفية نشرها تحقيقا عن جريمة فساد كبرى لصالح صحيفة الشرق الأوسط الصادرة في لندن . وقد صدر بحقها حكم بالأشغال الشاقة المؤبدة قام بإلغائه لاحقا الرئيس الراحل حافظ الأسد . وهي إلى ذلك ، كانت قد تعرضت لمحاولة اغتيال على أيدي عملاء المخابرات العسكرية السورية أثناء تغطيتها لإحدى التظاهرات الفلسطينية في مخيم اليرموك بدمشق .
كان من أبرز ما تميزت به الراحلة الكبيرة ، فضلا عن مآثرها الكثيرة الأخرى ، هي رفضها المطلق لتوجيهات السلطة وأجهزة مخابراتها بنشر أو تسريب أخبار ملفقة ضد المعارضة السورية ، وهي " المدرسة الصحفية " السائدة اليوم والتي يمارسها تسعة أعشار الصحفيين السوريين ، وبشكل خاص أولئك الذين يعملون مراسلين لمؤسسات إعلامية عربية وأجنبية خارجية .
للراحلة الكبيرة كل الذكرى العطرة ولنا من بعدها الوفاء لذكراها ولكل القيم المهنية والإنسانية التي حملتها طيلة حياتها ولم تتخلى عنها في يوم من الأيام .
لمزيد من التفاصيل حول الراحلة سلوة أسطواني ، يمكن العودة إلى التقرير المفصل الموجود على الرابط التالي :
http://www.alarabiya.net/Articles/2006/07/02/25319.htm
#المنظمة_العربية_للدفاع_عن_حرية_الصحافة_والتعبير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟