أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - ربيع العراق ... ونيران إيران .. تداعيات الهيمنة ؟















المزيد.....

ربيع العراق ... ونيران إيران .. تداعيات الهيمنة ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 469 - 2003 / 4 / 26 - 04:02
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

تسارع الأحداث الداخلية في العراق وتطورها صوب الإتجاه لمحاولة بعض الأطراف السياسية العراقية لصياغة برنامج حكم عراقي مستقبلي يتسم بشكل ديني وأصولي محض قد أصبح اليوم هاجسا حقيقيا لايؤرق أصحاب الفكر التحديثي والليبرالي والدستوري في المعارضة والمجتمع العراقي فقط ، بل أضحى هاجسا عاما إقليميا وعربيا ودوليا ؟ إذ من المعلوم والواضح والمسجل تاريخيا أن أهم أسباب فشل إنتفاضة عام 1991 العراقية الشعبية هي المخاوف من تحول تلك الإنتفاضة وبالشعارات التي ظهرت بها ومحاولة بعض الأطراف الإيرانية تجييرها لصالحها إلى مشروع هيمنة سياسية أصولية على الوضع العراقي الهش وقتذاك وسط ركام هزيمة النظام العراقي البائد الكارثية في حرب تحرير الكويت ! وهو ماكان ولم يزل خطا أحمر للإستراتيجية الأميركية المعلنة بوضوح والقاضية بعدم التعامل مع الحكم الأصولي سنيا كان أم شيعيا؟ ، واليوم وفي إطار الإنهيار المفاجيء والسريع لنظام صدام البائد تحركت كل الأطراف المهتمة بالوضع العراقي بسرعة قياسية لتحاول ملأ الفراغ الكبير الناجم عن هروب وتلاشي السلطة العراقية وإنفتاح الأوضاع على أكثر من إحتمال ! خصوصا وأن الأجهزة الإستخبارية الإيرانية والجماعات السياسية المرتبطة بها كانت على أتم الإستعداد للتدخل السريع وبطريقة وثوب إستراتيجية من شأنها أن تشكل مفاجأة حقيقية لكل الإحتياطيات الأمنية لقوات التحالف الدولي ؟ فالإيرانيون قبل غيرهم يعتبرون العمق العراقي بمثابة قدس الأقداس في الحفاظ على تجربة الحكم الإيراني ؟ وحتى في تعاملاتهم مع خصمهم اللدود السابق صدام فإنهم كانوا في منتهى البراغماتية والإنتهازية السياسية ، وكانت مصلحتهم الإستراتيجية العليا تكمن في المحافظة قدر الإمكان على نظام ضعيف ومحاصر ولايتعيش إلا على الشعارات ولايصدر سوى الأحلام رغم أن هذا النظام قد أضر كثيرا بشيعة العراق إلا أن ذلك الضرر لم يحفل به الإيرانيون كثيرا فمهام الحفاظ على دولة الثورة الإيرانية ونموذج دولة ( الولي الفقيه ) أهم كثيرا من كل إعتبارات التضامن اللفظية مع المستضعفين العراقيين ؟ لذلك لم تكن غريبة المواقف الدبلوماسية الإيرانية بالوقوف لجانب النظام العراقي لأن الإيرانيين كانوا يتخوفون من وجود المارينز على حدودهم ولكنهم يتخوفون ويتعوذون ويبسملون ويرتعبون من وجود نموذج ديمقراطي حقيقي في العراق ؟ لأن ذلك بمثابة إعلان حرب على دولة الولي الفقيه التي لاتحظى بقيول شعبي عراقي لإعتبارات عديدة لعل أهمها طبيعة الوضع الطائفي العراقي وطبيعة المؤسسة الدينية الشيعية العراقية ذاتها ؟ وطبيعة وضع أحزاب المعارضة العراقية ذاتها ، بالإضافة لطبيعة الديموغرافيا العراقية ذاتها ؟ وجميعها تصب في خانة الرفض المطلق لأي مشروع سياسي إيراني مشابه لن يجلب سوى الدمار للعراق والعراقيين .. وهذه حقيقة إستراتيجية لاتقبل التأويل ولا الجدل ؟ فالإستقطابات الطائفية وهي حساسة وخطيرة ستصيب العراق في مقتل ! وهي حالة لايريدها العراقيون مهما تصاعدت درجة خلافاتهم السياسية ؟ ومن الملاحظ من خلال متابعة المسيرات الهستيرية في أربعينية الإمام الحسين (رض) في كربلاء يتضح أن الأصابع الإيرانية كانت واضحة عبر الشعارات وعبر إستغلال طاقات الجماهير المكبوتة التي أتيح لها أن تنطلق بعد ربع قرن من الكبت البعثي والذي كان سياسة غبية وحمقاء ، فظهور شعارات مثل ( الموت لأميركا ) !! لم يكن تعبيرا عن رغبات الشارع العراقي العام بقدر ماكان شعارا إيرانيا إنتقل بقدرة جهازي ( الإطلاعات ) و( السافاما ) إلى الشارع الكربلائي وسط فورة الجماهير ؟ لأنه وببساطة لولا التدخل الأميركي الذي أسقط نظام البعث وكنسه من خارطة السياسة العراقية ماتسنى لكل هذا الحشد أن يلتئم ؟ ولما شعر العراقيون بفضاءات غير محدودة من الحرية التي عبرت عن ذاتها بممارسات متشنجة ومظاهر غير مرغوبة ولكنها الحرية المفقودة ولاتسألن الجائع والمحروم عما يفعل في لحظات الصدمة الأولى .. ولكنكم حاسبوه بعد أن يشبع ؟ وكما قال الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري ( رض ) : عجبت لمن لايجد قوت يومه لماذا لايخرج على الناس شاهرا سيفه ؟ وقد أخرج شيعة العراق سيوفهم لاليمارسوا ممارسات خاطئة وغريبة عن الدين فقط بل تعبيرا عن حنقهم من كل مصائب العقود الماضيات ؟

ولكن مع إستعراض القوة الشيعي في يوم الحزن الكربلائي ألا يتساءل المرء عن جدوى تلكم الحشود وهي تلطم الخدود وتشق الجيوب والظهور وتفلق الرؤوس بالسيوف لتطلخ ببقايا الدماء على أجساد الأطفال في مناظر أقل مايقال أنها مقرفة ولاعلاقة لها من قريب أو بعيد بالولاء لآل بيت النبوة الكريم المطهر ولا بأي طقس من طقوس الإسلام والتشيع الحقيقي وليس التشيع الصفوي المتخلف ؟ ولماذا لم تستثمر تلكم الحشود والدماء طاقاتها ودمائها في صراعها ضد نظام صدام الذي داس على كل قيم الشرف والمروءة والكرامة لغالبية العراقيين ؟ ولوفروا بذلك على العراقيين جميعا مذلة الإحتلال الأجنبي وهوانه ؟ وبعد كل ذلك الكرنفال الحاشد يخرج من بين الصفوف من يشتم الأميركان ويستل الشعارات السياسية المطبوعة في الدوائر الإيرانية ليحاول تمرير المشروع السياسي الإيراني المرفوض شعبيا وشيعيا وإسلاميا ووطنيا ؟.

الإستقطاب الطائفي الذي مثلته الشعارات غير المسؤولة والتحركات المدروسة لبعض الشيوخ الذين هادنوا صدام ثم عادوا ليشعلوها فتنة لاتبقي ولاتذر ليس له مستقبل في الأفق السياسي العراقي والمشروع المستقبلي الذي ينبغي أن يكون مشروعا وطنيا حداثيا وعلمانيا لايخضع لمرجعيات خارجية ولايقامر على وحدة العراق في لعبة المصالح الإقليمية الخطرة ، فالعراق للكردي مثلما هو للعربي وللتركماني مثلما هو للآثوري وللمسيحي مثلما هو للمسلم وللشيعي مثلما هو للسني وليس لعراقي على عراقي من فضل إلا بمدى ولائه للعراق ولشعبه ولقيم الحرية والخير والتسامح الطائفي والقومي والديني والحزبي ، واي حديث عن دولة إسلامية يعني بصريح العبارة حديث وتكريس للتقسيم وتسويق لمنطلقاته ، وليس سرا أن إيران تلعب لعبتها من خلال رجالها في المعارضة الإسلامية المرتبطة بها وخصوصا جماعة المجلس الأعلى الذين تسيرهم إيران بشكل واضح ولايستطيعون فكاكا من الإلتزام بالولاء لإيران حتى وإن كانت رغباتهم الذاتية عكس ذلك تماما لذلك نرى الإستقطاب السياسي قد إشتدت وتائره وبما ينذر بإصطدامات قد تحدث داخل الجسم الشيعي ذاته وبما يعرقل حالة الإنتقال السياسي في العراق لمرحلة جديدة هي مرحلة ( العراق النموذج ) الذي تراهن الإدارة الأميركية وقوى التحالف عليه وبما يتناسب وضرورات المرحلة القادمة في العراق ، حيث البناء ، والتفاعل السلمي ومحاولة اللحاق بركب التطور الحضاري بعد سنوات العزلة البعثية القاتلة ! ، فالصراع على العراق وفيه وحوله سيشتد لامحالة ، وكل المشاريع تتقاطع اليوم في الدروب العراقية المنهكة وتراجع المشروع القومي في العراق بفعل حماقات البعث لايعني غلبة المشروع الطائفي ولاسيادته ، بل يعني حالة إمتزاج وتفاعل جديدة ستقرر صورتها التطورات القادمة ، ولكن العراق لن يسقط في حبائل الصراعات والتناقضات ، بل سينبثق العراق الحر الليبرالي الجديد وبما يعوض كل سنوات العذاب والدكتاتورية ، أما الإستقطابات الطائفية فلاتعني في البداية والنهاية سوى تهاوي كل رموز الماضي أمام قوى الحداثة والتغيير .

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قناة الجزيرة .. بين الشيخ ... والأمير ؟
- ربيع بغداد ... أحلام الولي الفقيه ؟
- عالم عربي لما بعد معتقلات الموت ؟
- الشيخ أحمد الكبيسي ... الولي الفقيه والخطبة البتراء ؟
- ليلة القبض على برزان التكريتي ؟
- سجناء العراق وأسرى الكويت .. شرخ في ضمير العروبة !
- حواسم ) صدام ... هل تحسم ( البعث ) في الشام ؟
- هل يتحول صدام لمهدي المحبطين المنتظر ؟
- صدام الذي كان ... والسيوف العربية الصدئة ؟
- وأخيرا ... إنتهى البعث من حيث إبتدأ ؟
- سقوط أصنام الهزيمة ... البعث الذكرى والمأساة ؟
- هلوسات بعثية ... وزير الأكاذيب وآخر كذبة ؟
- حديقة ( البعث ) الجوراسية ؟
- الإنتحاريون العرب والموقف السوري ... إقتراح قومي ؟
- قناة الجزيرة .. تسويق الإرهاب عربيا ؟
- السوريون وصدام ... ودموع الأطفال ؟
- تنظيف العراق .. إضمحلال البعث .. ومعركة المصير الواحد ؟
- موسم إصطياد البعثيين ؟
- أفعى ( الصحاف ) ... و( جيب المحمرة المهلك ) .. سوابق للأكاذي ...
- تظاهرات أنظمة الإستنساخ العربية ... والدماء العراقية ؟


المزيد.....




- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - ربيع العراق ... ونيران إيران .. تداعيات الهيمنة ؟