|
ذكرياتي في يوم كارثة نيويورك 11 سبتمبر
أحلام أكرم
الحوار المتمدن-العدد: 6674 - 2020 / 9 / 11 - 21:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في صغري تعلمت بأن ديني خاتم الأديان السماوية الثلاث .. وأننا خير أمة أخرجت للأرض .. لم أكن أعرف بأن هناك شعوب مثلنا بالشكل وتماثلنا بأحلامها وتطلعاتها لمستقبل أفضل وحياة آمنه .. ولكن هذه الشعوب لا تدين بديني ؟؟؟ وخلافا للمسيحيين الذين وضعوا وسيط بينهم وبين الخالق فلا وسيط عندنا .. وعلاقتي التعبدية بيني وبين الله الخالق علاقة مباشرة ودون وصاية أو وسيط . ولكنني الآن وفي القرن الحادي والعشرون أجد وسطاء كثيرون كل منهم يتطلع إلى النجومية والشهرة ولكنه فقد في داخله الضمير في فتاويه ... وأشاهد المحطات التفزيونية لأسمع وأرى في كل يوم مصيبة جديدة يقوم بها أبناء ديني في مكان ما من العالم .. واليوم وللسنة التاسعة .. أشعر بالحزن والأسى لما حصل في هذا اليوم .. و أذكر بوضوح تام يوم الإعتداء على برجي التجارة العالمي في نيويورك .. كنت يومها في قناة المستقلة, التي إتفقت مع مديرها أن أقوم بإدارة برنامج أسبوعي "نبض الشارع " على الهواء مباشرة على أن يدفعوا ما بين آونة وأخرى مقابل أتعابي وعملي شيكا لإحدى المنظمات الخيرية التي أحددها لهم .. وبالتأكيد وبعد تقديم ما يُقارب 15 حلقة كانت آخرها عن كارثة 11 سبتمبر .. قدمت إستقاله شفهية لعدم إستطاعتي تقبُل وتحمُل كمية الحقد التي جاءت من مكالمات المستمعين عن الكارثة .. خاصة وأنه ممنوع علي أن أبدي رأيي أو أن أعارضهم بأي شكل ؟؟؟ ؟؟؟ وبالتأكيد خلال كل الفترة لم يتبرعوا بمليم واحد لأي جمعية .. في ذلك اليوم كنت في القناة للتسجيل المقدمه عن موضوع الحلقة القادمة .. وكان مع في المحطة أحد الأشخاص من المنظمة العربية لحقوق الإنسان .. حين كلمتني إبنتي التي كانت ستسافر في اليوم التالي إلى نيويورك لتخبرني عن التفجيرات .. وعلى الفور فتحنا الشاشات التلفزيونية لنشاهد برعب الجزء الثاني من التفجيرات .. سألنا مدير القناة ... (أنا والشخص الآخر من المنظمة العربية لحقوق الإنسان ) إن كان بإستطاعتنا التعليق الفوري على الحدث .. ( لم تكن المعلومات واضحة تماما ) ولكني وافقت .. كتمت دقات قلبي وخوفي من أن يكون الفاعلين او أي منهم فلسطيني .. خوفي على أحبائي في الأرض المحتلة هو ما دفعني للدعاء أن لا يكون أي من المتورطين من أصول فلسطينية ؟؟؟؟ دخلنا الأستوديو .. وأنا أشتم وأرى الشماتة في عيون معظم العاملين .. وأبديت كل تعاطفي وإحساسي مع الأميكريين في الكارثة لم أهتم بالتحليل عن أسبابها أو أي شيء آخر سوى التنديد بالعملية والتعاطف مع كل الضحايا .. بغض النظر عن جنسيتهم او ديانتهم .. بعدها بأيام كان هناك برنامج مع المذيع "حافظ المرازي تحت عنوان " من واشنطن " قام بإستطافة أربعة من ضمنهم شيخ للتساؤل عن سبب عملية التفجير ؟؟؟ ولماذا قام هؤلاء الشباب بعملية التفجير .. لم أستطع كتم صوتي وربما تكون المرة الأولى التي أشارك فيها على الهواء في أي من البرامج .. وأفرغت خوفي مما أسمعه وأراه مما يحدث في المنطقة العربية .تكلمت بعفوية مُطلقة وأرجعت السبب الرئيسي لكمية الحقد التي روّج لها رجال الدين الدين ومشايخه في نفوس شباب العالم العربي بحيث خلقوا جدارا عاليا من الكراهية يفصل بيننا وبين العالم .. تكلمت عن تلاعبهم ومن خلال النصوص .. بعقول هؤلاء من خلال التحريض المبطن ضد العالم المختلف . ذكرت أثر كلمات مشايخهم التي تتبجح بأن الإسلام هو الدين الوحيد الذي سينتشر ويحكم البشرية ؟؟؟؟ كما في مقولة الداعية عمر بكري بأننا وقريبا ما ستتحول بريطانيا وكل سكانها إلى الإسلام بأننا سنضع علم الإسلام فوق قصر بكنجهام بينما كنت أرى وجوه المذيع والضيوف والتعبيرات على وجوهم ؟؟؟؟؟ إستغربت أكثر حين فاجأتني صديقة بلهجة تلومني فيها .. كيف أتجرأ بنشر غسيلنا هكذا .. وأنني بهذا أفضح شيوخنا ؟؟؟؟ ردي القاطع كان بأنني لم أقل سوى الحقيقة كما شاهدتها على الشاشات العربية من شيوخنا ؟؟؟ وأهمية وضرورة تعاطفنا مع البشر في كل مكان .. لأن ما يجمعنا هو إنسانيتنا المشتركة وهي تعلو كل الأديان ... ما صعقني بعدها بأيام .. حين ذهبت خصيصا لإحدى المدارس العربية في لندن .. أحثها على إرسال إكليل تعزية بإسم الأطفال العرب تدين العملية وتتعاطف مع اهالي الضحايا .. وكان الرد بالرفض القاطع .. واكمل رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان إستغفالي حين برر بأنه لا يستطيع مرافقتي للسفارة الأميركية للتعزية في الضحايا . وطلب مني بكتابة تعزية بإسمة ؟؟؟؟ نعم ذهبت إلى السفارة الأميركية مع صديق من أصل فلسطيني .. كان الوحيد الذي تماثلت مشاعرنا في هذه الكارثة ..والتعاطف مع الضحايا بغض النظر عن أي شيء آخر .. وكتبت في كتاب التعزية عني و مدير المنظمة العربية لحقوق الإنسان ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ واليوم أعود لأتذكر ذلك اليوم وأبكي لما وصل إليه العالم كله .. ولكن وبحرقة أكبر على ما وصل إلية العالم العربي ؟؟؟؟ نعم كنت أتمنى آنذاك أن تعمل الولايات المتحدة بما عُرفت عليه من قيم عالمية .. ولكن خاب ظني مرة أخرى حين إنتهجت طريق الإنتقام ؟؟؟ بحيث أصبحنا جميعا في غابة نأكل بعضنا بعضا مُسيجين بالخوف من المختلف .. والآن الخوف على كل الأصعدة من الآتي من كورونا ؟؟؟
#أحلام_أكرم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدور الفقهي للإلتباس الإنساني والأخلاقي في جريمة قتل الشرف
-
الإلتباس الفقهي خلق الإلتباس التشريعي في جريمتي الإغتصاب وال
...
المزيد.....
-
كيفية استقبال قناة طيور الجنة على النايل سات وعرب سات 2025
-
طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025 TOYOUR BAB
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21
...
-
” أغاني البيبي الصغير” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي عل
...
-
زعيم المعارضة المسيحية يقدم -ضمانة- لتغيير سياسة اللجوء إذ أ
...
-
21 اقتحامًا للأقصى ومنع رفع الأذان 47 وقتاً في الإبراهيمي ا
...
-
24 ساعة أغاني.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل
...
-
قائد الثورة الاسلامية:فئة قليلة ستتغلب على العدو المتغطرس با
...
-
قائد الثورة الاسلامية:غزة الصغيرة ستتغلب على قوة عسكرية عظمى
...
-
المشاركون في المسابقة الدولية للقرآن الكريم يلتقون قائد الثو
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|