بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لوفاته- الدكتور زهير البحراني: المعلّم والقدوة

عامر هشام الصفّار

الحوار المتمدن-العدد: 6674 - 2020 / 9 / 11 - 03:16
المحور: الطب , والعلوم
    

ضمن برنامج محاضرات في "الطب والعلوم" على تطبيق الزوم ألقى الدكتور عامر الصفار/زميل كلية الأطباء الملكية البريطانية في لندن يوم الأربعاء التاسع من أيلول الحالي محاضرة بعنوان "البحرانيان: زهير وأحسان".. وقد جاءت المحاضرة بمناسبة مرور عام واحد على رحيل أستاذ الجراحة في العراق د. زهير رؤوف البحراني.
وبخصوص الراحل الجرّاح البحراني ذكر المحاضر أنه كان قد ولد في بغداد عام 1933 ودرس في مدرسة مدام عادل الأبتدائية، ودرس الثانوية في الأعدادية المركزية ببغداد ليتأهل للدراسة الجامعية في كلية الطب بجامعة بغداد وذلك عام 1949. وقد فصّل المحاضر في الظروف الصعبة التي كان عليها العراق في الأربعينيات، خاصة بعد فترة الحرب العالمية الثانية والتي تركت أنعكاساتها على الواقع الحياتي والأجتماعي والأقتصادي في العراق.
وكانت كلية الطب حينذاك وفي الفترة بين عام 1949- 1955 تقاد من قبل ثلاثة عمداء وحسب الفترات الزمنية التالية:
1. الدكتور هاشم الوتري: كان عميدا للكلية للفترة 1946-1953.
2. الدكتور جلال العزاوي: كان عميدا للكلية للفترة بين نيسان 1953- آب 1954.
3. الدكتور صائب شوكت: كان عميدا للكلية للفترة بين آب 1954- آب 1958.
فكان أن درس الراحل البحراني على أيدي أساتذة أجلاء في أختصاصات الطب المختلفة ليتخرج طبيبا متميزا عام 1955 وليعمل بعد ذلك في المستشفى الملكي ببغداد، حتى أذا سنحت الفرصة عام 1959 راح يسعى لأن يدرس الدراسة العليا في لندن ليتخصّص بالجراحة وعلومها، ويجتاز أمتحان زمالة كلية الجراحين الملكية البريطانية عام 1963. وهكذا كانت لندن هي المدينة التي شهدت تخرجه متدربا ليكون جراحا أستشاريا، كما شهدت زواجه من زميلته في الدراسة الدكتورة فائدة رشيد كابان (رحمها الله فلقد توفيت عام 2019)، كما شهدت لندن ولادة أبنه البكر رؤوف عام 1961.
وقد عاد زهير الى العراق عام 1964 ليتم تعيينه مدرسا في كلية الطب بجامعة بغداد وليبدأ مسيرته في العمل الجراحي وفي شعبة جراحة أمراض الجهاز الهضمي مع عدد من زملائه. ومما قام به الأستاذ حينذاك هو أدخاله لجهاز الناظور وأتباعه منهج التنظير الداخلي في التشخيص المرضي لأمراض المعدة والأثني عشري وذلك عام 1964 حيث كانت البداية في ردهة 17-18 في الوحدة الجراحية الأولى في المستشفى الجمهوري البغدادي. كما كان البحراني حينذاك أول جراح عراقي يستعمل الناظور المرن في فحص القولون والمستقيم (الأمعاء الغليظة). كما نجح بأجراء عمليات تحويل الدورة الدموية البوابية لحالات تشمع الكبد. كما طوّر عمليات قرحة الأثني عشري مع عدد من زملائه الجراحين ومنهم الدكتور وديع حمندي. ومن العمليات الأخرى التي تميز بها أستاذنا البحراني هي عملية الرفع الكامل لسرطان غدة البنكرياس المتقدمة مع رفع الغدد اللمفاوية المجاورة لها.
وقد فصلّت المحاضرة في صفات الأستاذ الراحل الجرّاح زهير البحراني من خلال عمله على مدى 50 عاما في الجراحة في العراق:
1. كان الراحل في عمله قائدا وقدوة..فهو لا يهاب من العمل بكل دقة في العمليات الكبرى حيث كان حريصا كل الحرص على أن يعطي المريض فرصة لأن يكون في حال أفضل. وعليه فقد كان الراحل البحراني حريصا كل الحرص على متابعة مرضاه بنفسه قبل العملية وأثنائها وما بعدها وهو المهم مما يزيد في ثقة المريض بطبيبه ويزيد في الوقت نفسه من نسب تعافي المريض.
2. كان يكّن كل الأحترام لأساتذته الذين علّموه ويجيب ما يطلبونه منه قدر المستطاع وهو يخاطبهم دائما بالأستاذ.. وقد أستعان به أحيانا أساتذته في العمليات الجراحية.
3. تمتع الراحل البحراني بخاصية الحرص على التدوين والتوثيق الطبي وبما يخص نتائج عملياته وما يعرض على مرضاه من أعراض وما يتوصل أليه من تشخيص. وقد أفادته هذه الصفة الحميدة في أبداعاته في البحث الطبي الجراحي، حيث نشر ما يزيد على الخمسين ورقة بحثية في المجلات الطبية المتخصصة، وحضر العشرات من المؤتمرات المحلية والعالمية الجراحية لألقاء محاضرات عن بحوثه وما توصل أليه. ولعل أهتمامه بمرض اللمفوما أو سرطان الخلايا اللمفاوية في الجسم مما يصيب الأمعاء أحيانا، كان المحفز له لأن يقوم بتحليل عملياته ونتائجها الخاصة بالمرضى الذين يعانون من اللمفوما هذه فكان بحثه المنشور عام 1984 أفضل بحث جراحي عالمي.
وقد تطرقت المحاضرة كذلك الى بعض من بحوث الأستاذ الراحل زهير البحراني والخاصة بقرحة المعدة والأثني عشري في العراق، وتلك البحوث التي نشرها حول مرض الأكياس المائية والسل المتوطن في العراق، أضافة الى البحث الخاص بألتهابات القولون المزمنة وسرطانات الأمعاء.

#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات