أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عمر الماوي - في الذكرى الرابعة و الاربعون لرحيل ماو العظيم.. التطوير الماوي للديالكتيك و زيف المتمركسين المفلسين ايدولوجيًا وخبطهم العشوائي.















المزيد.....



في الذكرى الرابعة و الاربعون لرحيل ماو العظيم.. التطوير الماوي للديالكتيك و زيف المتمركسين المفلسين ايدولوجيًا وخبطهم العشوائي.


عمر الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 6672 - 2020 / 9 / 9 - 11:41
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


- مقدمة
- دورة التطور اللولبي
- الطرف الرئيسي في التناقض وتحول الشيء الى نقيضه
- نفي النفي ليس قانونًا ديالكتيكيًا
- إزدواج الواحد لا دمج الاثنين في واحد
- عمومية وخاصية التناقض
- التعادي
- خاتمة ـ عاشت الماركسية اللينينية الماوية

- مقدمة
اربعة و اربعون عاماً على وفاة القائد العظيم ماو تسي تونغ باني و مؤسس جمهورية الصين الشعبية و اخر سيوف الشيوعية و رموزها العظام ، قاهر التحريفية المعاصرة و الذي ذاد بكل بسالة و شجاعة عن علم الثورة البروليتارية العالمية. اليوم بعد 44 سنة نتذكر ماو نحن الشباب الذين لم نحظى بمعاصرة هذا الرمز الثوري العظيم و نحن ندرك تمام الادراك ان عالم اليوم احوج ما يكون الى قائد مثل ماو العظيم الذي امن بالجماهير كصانعة و محركة لعجله التاريخ ، اليوم احوج ما نكون الى من صاغ فهماً حقيقياً للماركسية كفلسفة مادية.
في غمرة ما تعانيه الحركة الشيوعية اليوم من سيادة لتيارات انتهازية تحريفية حولت الماركسية من نظرية الى مجرد شعارات جوفاة خالية المضمون و افرغتها تماماً من محتواها الثوري بل حتى حولتها الى نظرية برجوازية وقع تنقيحها على نحو يضمن اقلمتها على الظروف القائمة بعيدا عن الزخم و العنف الثوري الذي تتسم به الماوية. لقد حاول اعداء الماوية -اعداء الشيوعية- وضع الحواجز الفاصلة بين "شيوعيتهم" المثقوبة ذات المقادير البرجوازية ليبتعدوا عن صخب و عنف الماوية و يحظوا بشيوعية هادئة مسالمة. و كما قال عنوان قديم لجريدة la cause de peuple التي كانت تنطق بإسم حركة gauche prolétarienne الماوية في فرنسا"بذكر الرئيس ماو و الثورة الثقافية يمكن وضع الخط واضح و فاصل مع الماركسيين الزائفين"!.
علاوة على ذلك فإن الماوية انزلت الماركسية من البرج العاجي للمستثففين البرجوازيين و قاعات الاكاديميا البرجوازية "النخبوية" المعزولة عن الواقع الاجتماعي و قدمتها للجماهير الشعبية المسحوقة و المستغلة كمصل مضاد لكل ما تعانيه هذه الجماهير و كسلاح ايدولوجي فعال يمكن لهذه الجماهير ان تهزم و تسحق اعداءها الطبقيين من خلاله (لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية - لينين). لقد امن ماو بالشعب و الشعب وحدة كصانع للتاريخ. و اراد ان تكون الثورة من القاعدة (من الاسفل الى الاعلى) بتوعية و تثقيف واستنهاض جماهير الشعب لا سيما من الشرائح الاجتماعية الاشد و الاكثر تخلفاً في الريف. على النقيض من التجارب التحريفية والبرجوازية الصغيرة التي اهملت هذه الشرائح الاجتماعية الاشد فقراً و ارادت ان تكون الثورة من الاعلى و هذا ما ينافي القيم و المُثل الماركسية الحقيقية لان الجماهير هي صانعة التاريخ و هي المحرك لعجلة التاريخ و بدون استنهاض جماهير الشعب من المحال تقدم و تطور المجتمع و عبور التاريخ فمن يريد ان يتعامل مع حقائق العالم الموضوعي لتغييره و تطويعه عليه اولا ان يتخلى عن التفكير الذاتي و يتعامل مع العالم الموضوعي بحقائق العالم الموضوعي لا بالحقائق الذاتية. على غرار التجارب البرجوازية الصغيرة لا سيما الكوبية التي ظن قادتها ان الاشتراكية مسألة محققة لمجرد انهم ارادوا ذلك. هذه هي الذاتية و الثورات "من فوق" على العكس من الفهم الماوي للثورة التي تبنى و تقوم من قاعدتها السفلى المتمثلة بجماهير الشعب المستغلة و الفقيرة. فالماوية كانت و ستبقى خط الجماهير.
و اليوم من خلال هذا الطرح نتذكر اهم اسهامات ماو العظيم الفلسفية و الايدولوجية بتطويره الخلاق للجدل الماركسي كما لم يفعل احد من قبله و لا من بعده.
ففي حياة ماو كما بعد وفاته خاض الماويون كفاحاً ضد النزعات المثالية والتحريفية الرجعية التي سادت وطغت على الحركة الشيوعية منذ صعود التحريفية عالميًا بعد وفاة ستالين و بعد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي الذي قام من خلاله قائد الطغمة التحريفية الخائن نيكيتا خروتشوف بإنقلاب تحريفي على ستالين و منجزات ثورة اكتوبر و البناء الاشتراكي.

لكن الامر لم ينتهي هنا فحتى بعض من اخذوا موقفًا معاديًا لتحريفية خروتشوف ازاحوا اللثام عن وجوههم القذرة و قادوا موجة تحريفية دغمائية اخرى للهجوم على ماو قائد البروليتاريا العالمية و قاهر التحريفية المعاصرة بعد وفاته .
فمنذ ان تصدى ماو لتحريفية خروتشوف انضم له زعيم حزب العمل الالباني انور خوجا الذي قطعت عنه التحريفية السوفييتية الدعم الاقتصادي فلجأ الى ماو والصين ولم يبخل عليه القائد ماو فما كان من خوجا لماو في حياته سوى التمجيد كقائد عظيم للبروليتاريا العالمية.
وبعد وفاة ماو في 1976 و صعود التحريفية الصينية بقيادة دينغ شياو بينغ تم قطع كل المساعدات الاقتصادية لالبانيا الامر الذي اثار ثورة خوجا واخذ يكيل التهم والشتائم ويخلط الحابل بالنابل ويقود هجومًا دغمائيًا على ماو بعد وفاته .
لكن بالطبع ان ماو ترك رفاقً مخلصون لخطه الثوري ولا يقبلون بتزييف وتدليس الوقائع وانبروا للدفاع عن الماوية كأرقى ما توصل اليه علم الثورة البروليتارية العالمية امام الهجوم الانتهازي الدغمائي لانور خوجا .

و للأسف ان الحركة الشيوعية عبر العالم تعاني ما تعانيه من تغول للنزعات المثالية و التحريفية و التناول الميتافيزيقي المثالي لصيرورة التطور و الاحداث ـ و الشيوعية العربية بطبيعة الحال ليست بمنأى عن ذلك بل هي سباقة الى سلك هذه المسالك التحريفية لدرجة صار فيها البعض من ادعياء الشيوعية العرب لا يفرقون بين الشيوعية الحقيقية و بين النزعات التحريفية. الشيوعية ماتت في الاتحاد السوفييتي بموت ستالين في ١٩٥٣ و ماتت في الصين بموت ماو في ١٩٧٦ وما في كلا البلدين منذ تلك التواريخ لا يمت بصلة للاشتراكية و لتاريخها قبل هذه التواريخ. لكن المتمركس العربي لا يستطيع ان يفرق بين ما قبل هذه التواريخ وما بعدها.. فلا يمكن ولا باي حال من الاحوال ان يكون خروتشوف قائداُ شيوعياً على غرار لينين و ستالين ولا يمكن لزمرة التحريفيين الاوغاد بالصين ان تشبه القائد و المعلم الثوري العظيم ماو تسي تونغ.
فلم يحسن المتمركس العربي التمييز بين ما هو شيوعي وبين ما هو تحريفي.
و غدت نماذج كالنموذج الكوبي نماذجًا ملهمة رغم ما يشوبها من الانتهازية و التحريف. الماويين لهم موقف تاريخي جذري و صريح ازاء تحريفية وانتهازية فيدل كاسترو و قطعوا معه منذ عقود طويلة ـ فكاسترو كان كما هو معروف مرتميًا في احضان تحريفية الخائن خروتشوف وابنًا باراً لهذه المنظومة التحريفية وكل التجربة الكوبية كانت في ظلال التحريفية السوفييتية فمن واجب كل الشيوعيين الحقيقيين القطيعة مع هذه التجارب بدلا ً من اخذها كتجربة ملهمة ـ فالماويين ليسوا بحاجة للأذيال الخروتشوفية ليأخذوا الدروس الثورية منها ـ وهنا يحضرني ان الانتهازي بيدق التحريفية السوفييتية فيدل كاسترو كان قد شن هجومًا تحريفيًا على القائد ماو بعد وفاته في 1976 في احدى مقابلاته مع الصحفية الاميركية باربرا والترز اتهمه فيها بأنه سعى لتكريس عبادة الفرد وهي نفس التهمة التي القاها خروتشوف على ظهر ستالين بعد وفاته.
كما اتهمه بإرتكاب اخطاء كبيرة ولسنا ندري كيف لكاسترو ان يقيم تجربة عملاقة كتجربة الصين ـ ماو نجح في تحرير و توحيد كل الصين التي زاد عدد سكانها انذاك عن 650 مليون نسمة وكانت اصغر مدينة في الصين تكبر كوبا بأكملها من حيث الحجم و السكان فلا ندري من اي منطلق ينطلق كاسترو في هجومه على ماو سوى انه يرى تلك التجربة الصينية الغنية بعيون تحريفية خروتشوفية عمياء ولسنا ندري ماذا قدم كاسترو بالمقارنة مع ماو من اسهامات على مستوى النظرية و الممارسة في علم الثورة البروليتارية حيث انارت هذه الاسهامات الماوية القيمة الطريق امام الاجيال لتهتدي بها في علم الشيوعية.
لسنا بصدد الهجوم على كوبا لكن لان الشيء بالشيء يذكر علينا ان نسمي الامور بسمياتها بوضوح وصراحة وبلا مواربة ازاء كل من لوث نفسه في المستنقع التحريفي و هذه من المهام الاكيدة والاساسية و الضرورية للماويين انطلاقًا من الدور الذي علمنا ان نضطلع به القائد و المعلم ماو و من واجبنا ان نعري كل التحريفيين ـ وان نحدد موقفنا من كافة التجارب التي دار اصحابها في فضاء التحريفية السوفييتية ـ و انطلاقا ً من هذا التحجيم و القطيعة مع هذه التجارب نعري شيوعية المتركسين العرب الذين لا يفرقون بين ما هو ثوري وبين ما هو تحريفي فتركوا كل التجارب الثورية الغنية والتصقوا بكل ما هو تحريفي وبرجوازي لم يقطع مع النظام القائم ـ ولا مبالغة عند القول بأن معظم المتمركسين العرب لا يدركون ابدا ً حقيقة ان الشيوعية في الاتحاد السوفييتي ماتت بموت الرفيق ستالين في 1953 وما كان بعد ذلك لا يمت للشيوعية بصلة ـ وكل منطلقاتهم و تصوراتهم تدور في هذا الفضاء التحريفي البرجوازي الدغمائي و هنا في هذه الاطروحة التي كتبتها و انجزتها منذ فترة سنتناول التطوير الماوي للماركسية اللينينة و للجدل الماركسي و اهم مبادئه وطبعا ً هذا امر مغيب تماما ً في اوساط المتمركسين لان المتمركس بطبعه لا يجيد الا الحديث بالشعارات الجوفاء الفارغة من كل مضمون حقيقي و هذا الامر ساد عربيًا كما ساد عالميًا في الاوساط الشيوعية فلقد افرغت الشيوعية من محتواها الثوري والعلمي تماما ً ولم يتبقى الا الماوية لتذود عن علم الشيوعية و الثورة البروليتارية العالمية وتحفظها من الاندثار بعد الانقلابات التحريفية التي حدثت في دول الاشتراكية المحققة الاتحاد السوفييتي والصين .

في حياته خاض ماو نضالا ً لا هوادة فيه ضد كل النزعات الميتافيزيقية التحريفية وقد طور الديالكتيك الماركسي ليقطع مع كافة النزعات التحريفية المثالية الرجعية التي لا زالت الحركة الشيوعية غارقة حتى اذنيها بها ـ وتاليًا اهم ما طوره ماو في الديالكتيك و الجدل الماركسي.

دورة التطور اللولبي
وبالطبع لا يٌقصد هنا بالدورة ان الامور تتطور على شكل دائري بحيث تعود في نهايتها الى حيث بدأت فقد واجه ماو الطرح الدغمائي التحريفي القائل بأن الاشياء ذاتها تتولد وتتكرر الى مالا نهاية في صيرورة الاحداث ـ حيث قال في مؤلفه الفلسفي العظيم (في التناقض) : " و يرون أنّ الشيء لا يمكن إلاّ أن يتكاثر و يتولد عنه نفس الشيء مرارا و تكرارا إلى الأبد ، و لا يستطيع مطلقا أن يتغيّر إلى شيء آخر مختلف. و فى رأي الميتافيزيقيين أن الإستغلال الرأسمالي و المنافسة الرأسمالية و الإيديولوجية الفردية فى المجتمع الرأسمالي ، و هلمجرّا ، يمكن أن نجدها فى المجتمع العبودي فى الزمن القديم ، بل فى المجتمع البدائي ؛ و لن تبرح موجودة إلى الأبد دون أدنى تبديل".
فما هو المقصود بالدورة هنا اذن ؟!
اولا ً من هذه النقطة بالتحديد يكمن الخلل في التناول المثالي للكثير من المتمركسين العرب ـ الاكيد أن الاحداث لا تدور في دورة دائرية مغلقة بل وشكل التطور في صيرورته المعقدة يسير في خط لولبي لا بخط مستقيم كما تعلمنا و المقصود بالدورة هنا ان حركة التطور وصيرورتها المعقدة تمر دائمًا بحركة طبيعية ينطوي خلالها المد على الجزر و الجزر على المد و النصر على الهزيمة و الهزيمة على النصر ـ فحركة الجماهير لا تمر بخط مستقيم من الاتصارات المتتالية التي لا تتوقف بل يتخلل هذه الحركة ـ كحركة تطور تاريخي ـ الكثير من الهزائم والعثرات والانكسارات ـ فالهزيمة دوما ً ما تنطوي على النصر ـ فلا هزيمة بدون نصر ـ الثورة الصينية ذاتها تعرضت لهزائم كبيرة قبل 1927 ـ حيث مني الشيوعيون بهزائم مدوية وتعرضوا لمذابح على ايدي رجعيي الكومنتانغ بقيادة شيانغ كاي شيك لكن عودة الحزب الشيوعي لتنظيم نفسه في الريف قلبت الامور لصالح الشيوعيين في اخر المطاف .
فالنصر والهزيمة و التقدم و التراجع اشياء ملازمة لبعضها ولا يمكنها ان تنفصل عن بعضها البعض في صيرورة التطور الطويلة و المعقدة والتي تأخذ اشكالا ً من التغيرات الكمية و النوعية ـ فالحرب مثلا ً تتطور وتُحسم بين تقدم الجيوش وتراجعها و تقدمها مجددا ً وهكذا التقدم يقطعه التراجع و التراجع يقطعه التقدم فلا حركة دون انقطاع ـ هذه دورة موجودة في كل الاشياء لذلك فالتطور يسير في خط لولبي وليس مستقيمًا ـ و الحركة الشيوعية على مستوى العالم ـ حركة الجماهير الشعبية ـ بكل الهزائم و النكسات التي منيت بها هي ايضًا تسير في تطورها بخط لولبي متعرج منيت بالهزائم بعد ان ظفرت بالانتصارات و ستعود لتنتصر مجددا ً في المستقبل حين تكون جماهير الكادحين واعية لذاتها وتنظم نفسها لتخوض الصراع الطبقي و تعبر التاريخ نحو الاشتراكية. هذا اكيد ولا ريب فيه.
وهذا ما عبر عنه ماو في مؤلفه (في التناقض) بالسكون النسبي ـ دوما ً ما يكون السكون نسبيًا من حيث الشكل ـ قالتناقض والصراع الطبقي لا يمكن ان يكون فقط صراعًا تناحريًا ـ لانه بطبيعة الحال يمر بمراحل من السكون والسكون نسبي ـ لكن التناقض مطلق طالما ان العلاقة تقوم على الاستغلال .
فالحرب العالمية الثانية تبعت سكونًا وسلمًا نسبيًا بعد الحرب العالمية الاولى ـ هذا تماثل بين الشيء ونقيضه بين الحرب والسلم ـ وستبقى البشرية بين حرب يتبعها سلم، وسلم يتبعه حرب حتى بزوغ فجر الشيوعية فالحرب تنطوي على السلم والسلم ينطوي على الحرب تتطور المجتمعات من خلالها الى حروب الطبقة العاملة التي ترتقي بالمجتمع الى مراحل تنتفي فيها اسباب الحرب وينتهي استغلال الانسان للإنسان فما بين مشاعية بداية التاريخ وشيوعية نهاية التاريخ مراحل طويلة بين السلم و الحرب تخللهتا الكثير من التغيرات الكمية و النوعية والتي ستفضي في اخر المطاف الى التغيير والتحويل الثوري للمجتمع نحو الشيوعية فصيرورة التطور كما هو واضح هنا تأخذ شكلا ً لولبيًا بين سلم وحرب و سلم وحرب ونصر وهزيمة وتراجع وتقدم لكن الاهم أن تلك الحروب في دورة التطور اللولبية هذه تساهم في تطور المجتمعات.
ولنتذكر هنا ان الثورة البلشفية جاءت في اعقاب الحرب الامبريالية الاولى حين رفض الكادحون ان يكونوا اداة في ايدي القيصرية في صراعاتها ـ لذلك فحروب الطبقة العاملة الثورية هي الوحيدة التي من شأنها ان تنهي كل اشكال الحروب حيث سترتقي المجتمعات البشرية وينتهي استغلال الانسان للإنسان وهنا يحضرني قول ماو "نحن دعاة لإلغاء الحرب .لكن الحرب لا تلغى الا بالحرب ولإلقاء السلاح ينبغي حمل السلاح".

الطرف الرئيسي في التناقض و تحول الشيء الى نقيضه

فيما سبق نلحظ ان ماو في تطويره لمسألة التناقض قد اكتشف تماثل الشيء ونقيضه و ان الشيء يتحول الى نقيضه في صيرورة التطور ـ فالحرب تتحول الى سلم والعكس بالعكس ـ و دائما ً يوجد طرف رئيسي في التناقض كما اكتشف ماو يحدد هذا الطرف شكل الظاهرة و ايضًا يحدد نوع التناقضات الاخرى .
فالحرب والسلم كما اسلفنا تناقضان لا ينفصلان وحين يتحول السلم الى حرب تصبح الحرب هي الطرف الرئيسي المسيطر في التناقض والعكس .الامر نفسه في غزو الامبريالية اليابانية كان قد حصل في الصين ـ حيث تحولت التناقضات ما بين الحزب الشيوعي والكومنتانغ الى تناقضات ثانوية و صارت الامبريالية اليابانية هي الطرف الرئيسي في التناقض ونلاحظ هنا كيف حدد الطرف الرئيسي في التناقض شكل التناقضات الاخرى .

لكن هل تحول الشيء الى نقيضه يعني حل التناقض نهائيًا ؟! هنا سنأتي للمتاهة الاخرى التي دخل بها اصحاب الفهم المثالي من المتمركسين العرب وغيرهم والذين لا يفرقون كما قلنا بين الشيوعي والتحريفي وايضًا بين الاشتراكية كمرحلة انتقالية و الشيوعية كتحول نوعي تضمحل به الطبقات وهذا ما برهن عنه كبير الانتهازيين انور خوجا في هجومه الدغمائي على ماو ـ فقد اتضح ان خوجا لا يفرق او لا يعرف الفرق الجوهري بين الاشتراكية و الشيوعية.

بداية ان انتصار ثورة الطبقة العاملة و تحول الدولة من اداة في ايدي اعداء الطبقة العاملة لقمعها الى اداة في ايديها لقمع اعداءها لا يعني ان التناقض قد حل نهائيًا وان لا امكانية للعودة الى الوراء فالتجارب في كل من الاتحاد السوفييتي والصين تؤكد ذلك منذ صعود التحريفية في كلا البلدين.
لقد اثبت ماو ان الصراع الطبقي يحتدم ويشتد في الاشتراكية التي تمثل مرحلة انتقالية نحو الشيوعية بالتالي تعبر عن تراكمات كمية تفضي الى تحولات نوعية تتمثل بالوصول الى الشيوعية ـ اي ان التناقض يتم حله في صلب هذه المرحلة للوصول الى المجتمع الشيوعي كمرحلة عليا من المجتمع الانساني حيث يخلو المجتمع من التناقضات الطبقية.
وهنا لا يستطيع المتمركسون ادراك حقيقة ان تحول الشيء الى نقيضه لا يعني ان التناقض قد وقع حله بل هي مرحلة جديدة يحل من خلالها التناقض يصبح فيها الثانوي رئيسي و الرئيسي ثانوي ـ فعندما تنتزع الطبقة العاملة السلطة ستعمل على قمع الطبقة البرجوازية و مصادرة املاكها وحل التناقض معها نهائيًا تمهيدا ً لارتقاء المجتمع الانساني نحو المجتمع الشيوعي حيث تضمحل الطبقات وتنتفي الحاجة الى الدولة كأداة و وسيلة وليست غاية ـ لان الدولة عند بلوغ المرحلة العليا من المجتمع تنتهي وتضمحل وبهذا الصدد يقول ماو " إن توطيد دكتاتورية البروليتاريا أو دكتاتورية الشَّعب يعني بالضبط تهيئة الظروف لتصفية هذه الدِّكتاتوريَّة والتقدم إلى مرحلة أعلى، مرحلة يتم فيها القضاء على جميع أنظمة الدولة. وإن تأسيس الحزب الشيوعيّ وتطويره يعني بالضبط تهيئة الظروف للقضاء على الحزب الشيوعيّ وجميع الأحزاب السياسيّة. وإن تأسيس الجيش الثَّوريّ بقيادة الحزب الشيوعيّ والقيام بالحرب الثَّوريّة يعني بالضبط تهيئة الظروف للقضاء على الحرب إلى الأبد. إن هذه الأشياء متناقضة لكنها يكمل بعضها بعضاً في الوقت ذاته".
لكن بطبيعة الحال البرجوازيين الصغار الذين لا يفرقون بين الاشتراكية و الشيوعية بالنسبة لهم الحكم والسلطة غاية وليست وسيلة لان انور خوجا في هجومه الدغمائي على ماو بعد وفاته قال ان الاشتراكية لا تختلف عن الشيوعية الا كمرحلة اكثر من حيث النضج .
الاشتراكية تعتبر اعنف مراحل التطور الاجتماعي و التناقضات الطبقية فيها تتسم بالحدة اكثر من اي مرحلة سابقة لان الطبقات الرجعية ستسعى بكل ما اوتيت من قوة لتعيد سيطرتها وهيمنتها على المجتمع ـ اعنف المراحل انطلاقا ًمن ما تقدم ذكره و من الحقيقة التي ذكرتها انها مرحلة تراكمات كمية تفضي الى تحولات نوعية و تتأتى من خلالها الظروف للعبور نحو المرحلة العليا من المجتمع ـ فالإشتراكية ليست الهدف النهائي بالنسبة للشيوعيين بل هي المرحلة الانتقالية التي يتم من خلالها القطع تدريجيًا مع سمات المجتمع القديم و بقاياه السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الاخلاقية ان الاشتراكية و الشيوعية تتناقضان من حيث الشكل و المضمون ايضًا. فإحتدام الصراع الطبقي بإعنف صوره خلال المرحلة الاشتراكية يعني بالضبط حل التناقضات الكامنة في صلب هذه المرحلة لتهيئة الظروف وتعبيد الطريق للعبور نحو المجتمع الشيوعي الذي يخلو من الطبقات وصراعاتها.
ان الحبط العشوائي و عدم التفريق بين الاشتراكية و الشيوعية هو ايضًا من اهم السمات الجوهرية للفكر التحريفي الذي يقول بأن التناقضات تنتهي في الاشتراكية كما سبق واعلن الخائن خروتشوف خلو المجتمع السوفييتي من التناقضات الطبقية و تحدث حينها عن "دولة الشعب بأكملة" وهذا ما يقودنا الى المفهوم الديالكتيكي "ازدواج الواحد" كفهموم مناقض للمفهوم البرجوازي التحريفي الدغمائي "دمج الاثنين في واحد" والذي سنتطرق له لاحقًا.

وهنا يصف ماو المسألة بمنتهى الوضوح " و كثيرا ما نتحدّث عن " حلول الجديد محلّ القديم ". إنّ حلول الجديد محلّ القديم هو قانون عام للكون لا يمكن مقاومته أبدا. إنّ تحوّل شيء إلى شيء آخر تبعا لطبيعته و للظروف المحيطة به و بواسطة أشكال مختلفة من القفزات، تلك هي عملية حلول الجديد محلّ القديم. إنّ كلّ شيء يحوى تناقضا بين طرفه الجديد و طرفه القديم ، تناقضا يشكّل سلسلة من الصراعات الملتوية. و نتيجة لهذه الصراعات يتعاظم الطرف الجديد و يرتفع فيحتلّ مركز السيطرة ، بينما الطرف القديم يتضاءل بصورة تدريجية حتى يضمحلّ. و حالما يسيطر الطرف الجديد على الطرف القديم ، فإنّ الشيء القديم يتحوّل إلى شيء جديد من حيث الطبيعة. و من هنا نرى أنّ طبيعة الشيء يقرّرها بالدرجة الأولى الطرف الرئيسي للتناقض، الذى يحتلّ مركز السيطرة. و عندما يطرأ تبدّل على الطرف الرئيسي للتناقض ، الذى يحتلّ السيطرة فإنّ طبيعة الشيء تتبدّل تبعا لذلك".

نفي النفي ليس قانونًا ديالكتيكيًا
من اهم الاسهامات الفلسفية للقائد ماو تسي تونغ على مستوى الديالكتيك هي اثباته القاطع بأن ما تم وصفه بالقانون الثالث للديالكتيك "نفي النفي" ليس بقانون ديالكتيكي بل ان نفي النفي هذا كان منفذاً امام التحريفيين ليسوقوا توجهاتهم التحريفية ويلبسوها لبوس الديالكتيك الماركسي ـ لكن بطبيعة الحال فإن ماو و رفاقه قد اثبتوا بشكل قاطع ان هذا القانون ليس بقانون ديالكتيكي عام يكمن في كافة اشكال التناقضات في مجرى تطور كل الظواهر ـ ومن المعروف أن ماو كما لينين قبله اكدوا على ان قانون التناقض ـ وحدة وصراع الاضداد ـ هو لب وجوهر الديالكتيك وهو النقطة الاساسية والمركزية لقانون التناقض ـ وقد وضع ماو في اسهامه كامل الديالكتيك على قاعدة وحدة وصراع الأضداد كقانون عام وشمولي ومطلق الوجود في كافة الظواهر والحق القانون الثاني "التغيرات الكمية و الكيفية" به ، وهذا ما عرف ايضًا بتوحيد الديالكتيك بدلا ً من تثليثه.
والان سنعرف لماذا نفي النفي ليس بقانون ديالكتيكي يكمن في كافة اشكال التناقضات في مجرى تطور الظواهر .

قلنا ان ازدواج الواحد حيث يجتمع الشيء ونقيضه في وحدة واحدة هذا الامر مطلق الوجود في كل شيء بالكون ـ فكل شيء ينطوي على نقيضه وانطلاقاً من هذا المبدأ الماركسي كما وصفه انجلز "الشيء في كل لحظة هو ذاته وشيء مختلف ايضًا" ـ انطلاقًا من هذا القانون المطلق تحدث ماو وقال " تأكيد ، نفي ، تأكيد ، نفي فى تطوّر الأشياء ، كل علاقة فى سلسلة الأحداث هي فى آن تأكيد و نفي. المجتمع العبودي نفي للمجتمع البدائي و لكنّه نسبة للمجتمع الإقطاعي مثّل بالعكس تأكيدا. و مثّل المجتمع الإقطاعي نفي علاقات المجتمع العبودي لكنه كان فى المقابل تأكيدا بالنسبة للمجتمع الرأسمالي. و المجتمع الرأسمالي كان نفي المجتمع الإقطاعي لكنّه فى المقابل تأكيد بالنسبة للمجتمع الإشتراكي ".

بمعنى كل مرحلة وكل ظاهرة تنفي ما قبلها وتؤكد ما هو ارقى منها و بدون ذلك سينتهي المجتمع الى مستنقع راكد لان التطور والارتقاء هو القانون العام للكون.
ولنؤكد على ان قانون نفي النفي ليس بقانون ديالكتيكي ولا يستوي ان يكون قانونًا مطلق الوجود فلسنا ندري هل توجد عناصر من المجتمع الطبقي ستعاد على مستوى ارقى في المجتمع الشيوعي اللا طبقي ؟! الامر لا يستقيم! كذلك الامر بالنسبة للانسان نفسه في تطوره العضوي من مرحلة الولادة و من ثم الطفولة والصبى و المراهقة و الشباب و الشيخوخة لو كل مرحلة نفت ما قبلها مع الاحتفاظ بالعناصر الايجابية لكل مرحلة ـ أي عناصر ارقى سيحملها الانسان معه عند الموت ؟! ايضًا هذا لا يستقيم النفي والتأكيد هو التعبير الدقيق والاكثر شمولية بما لا يقارن ـ لذا فهذا الطرح و التطوير الماوي الخلاق قد اكد على ان نفي النفي لا يمكن ان يكون قانونًا عامًا و مطلق الوجود .

لقد استغل التحريفيون في كل من الاتحاد السوفييتي والصين قانون نفي النفي في مساعيهم التحريفية الانقلابية على كل المثل و القيم الماركسية الحقيقية التي يعتبر الوصول الى المرحلة العليا من المجتمع (اللا طبقي) اسمى اهدافها .
لقد سعى التحريفيون لاعادة تركيز الرأسمالية و استخدموا نفي النفي خدمة لاهدافهم فقد استخدم التحريفيون الصينيون نفي النفي في غمرة الصراع الايدولوجي في مطلع الستينات قبل الثورة الثقافية ليبرهنوا بقيادة التحريفي ليو شاوشي على ان نفي النفي هو بالضبط ما يؤدي الى دمج المتناقضات في بعضها كنفي لحالة التناقض السابقة وهذا ما يمثل وفق وجهة النظر التحريفية ارقى مراحل التطور فمن وجهة نظرهم التي جسدوها على ارض الواقع بعد وفاة ماو ان المجتمع الطبقي بالملكية الخاصة قد نفى مجتمع المشاعية البدائية و ان الشيوعية ستنفي المجتمع الطبقي بالجمع بين المتناقضات ـ وطبعًا هم لا يجدون فرقًا بين الشيوعية والاشتراكية ـ فبالنسبة لهم الشيوعية هي ذاتها الاشتراكية مع قليل من النضج كما عبر عن ذلك الخائن انور خوجا الذي رغم انه قد عادى التحريفية قولا ً لكنه تماهى معها فعلا ً ـ فالتحريفية لا تعتبر الاشتراكية مرحلة انتقالية للشيوعية يسودها الصراع الطبقي العنيف بين طبقة تسعى لتوطيد مكاسبها الثورية وتهيئة الظروف للقضاء على كافة اشكال الاختلاف و التفاوت الطبقي وبين طبقة تسعى لاعادة تركيز نظامها ـ بالنسبة للماركسيين اللينينيين الماويين فإن الاشتراكية ليست هدفًا نهائيًا بل هي الوسيلة التي ستؤدي الى الهدف الاسمى المتمثل بالمجتمع الشيوعي اللا طبقي لكن بالنسبة للتحريفيين الاشتراكية هي اقصى درجات التطور الاجتماعي حيث تدمج العناصر المتناقضة في المجتمع الطبقي السابق و بذلك يتحقق نفي حالة التناقض السابقة على قاعدة دمج الاثنين في واحد كمفهوم ميتافيزيقي رجعي معادي لعلم الثورة البروليتارية ـ فالماركسيين اللينينيين الماويين يرفضون هذا المصطلح التحريفي بكل ما ينطوي عليه من دلالات ويعلنون بصراحة اهدافهم بحل التناقضات على قاعدة المفهوم المادي الجدلي الثوري "ازدواج الواحد".

إزدواج الواحد لا دمج الاثنين في واحد

ازدواج الواحد هو المفهوم المادي الجدلي الذي يعد جوهر الديالكتيك فلكل شيء طبيعة مزدوجة ولكل شيء تناقضاته الكامنة فيه و طابعه المزدوج حيث يقول ماو بهذا الصدد "الشيء الواحد له طابع مزدوج فهو في نفس الوقت سيء وحسن.ان عدداً لا يستهان به من الرفاق ما زالت الفكرة لم تكتمل لديهم بوضوح حول هذا الموضوع. ان اعتبار العناصر السيئة و الاشياء السيئة مضرة بصورة مطلقة طريقة احادية الجانب و ميتافيزيقية وغير جدلية وليست بوجهة نظر ماركسية. ان العناصر السيئة و الاشياء السيئة لها مظهر سلبي و مظهر ايجابي ونفس الشيء بالنسبة الى الشيء الحسن فهو يتضمن ايضًا مظاهر سلبية".

كذلك يقول انجلز "أنّ الحياة تستقيم قبل كل شيء بالضبط فيما يلى : أن الشيء هو فى كلّ لحظة ذاته و شيء مختلف أيضا و بالتالي فإنّ الحياة هي أيضا تناقض حاضر فى الأشياء و العمليات التطورية ذاتها ، وهو ينشأ و ينحل بصورة متصلة ، و لا يكاد هذا التناقض ينقطع حتّى تنتهى الحياة أيضا و يحلّ الموت. و لقد رأينا كذلك أنّنا لا نستطيع فى مجال الفكر أيضا أن نفلت من التناقضات “.

كما قلنا في الامثلة السابق ذكرها ان الشيء دوما ً ينطوي على نقيضه ويحمل بذرة فناءه فكما بيننا ان الحرب تنطوي على السلم والسلم ينطوي على الحرب ـ و الحياة على الموت ـ حياة الانسان ذاتها تعبر عن هذا التناقض بين خلاياه الوليدة والخلايا الميتة .
ان النصر والهزيمة كذلك ينطوي كل منهما على الاخر وماو هنا يعطينا درسًا بهذا الخصوص ويقول " لما غزا اليابانيون الصين نعتوا ذلك بالنصر . و إعتبر الصينيون إجتياح المعتدى لمناطق واسعة من البلاد هزيمة. مع ذلك ، فى هزيمة الصين كانت توجد بذور النصر، و النصر الياباني كان ينطوى على الهزيمة. ألم يؤكد التاريخ ذلك ؟ "

و حتى في عالمنا اليوم الذي ما زال يعيش في ظلال جائحة كورونا فإن الاجراءات المشددة و التدابير الاحترازية مثل الحجر الالزامي وعدم الخروج من البيت لفترة معينة وما صاحب هذا من اغلاقات وتعطل للاعمال بالضبط كان ينطوي على نقيضه بتهيئة الظروف للخروج من المنزل والعودة الى الحياة الطبيعية بكامل نشاطاتها الاقتصادية و الاجتماعية وغيرها. البقاء في المنزل و الخروج منه امور متناقضة لكنها لا تنفصل عن بعضها.
يقول لينين : " إن إزدواج ما هو واحد و معرفة جزئيه المتناقضين يشكلان جوهر الديالكتيك "
كما يقول ايضًا" إن الديالكتيك ، بالمعنى الخاص للكلمة، هو دراسة التناقضات فى ماهية الأشياء نفسها ".

لذا فمن الضروري دائما ً النظر الى الاشياء من منظور تناقضاتها الكامنة في داخلها والتي تدفع هذه الاشياء الى التطور و التبدل المستمرين من حالة الى اخرى، وعليه فإن مفهوم ازدواج الواحد هو المفهوم المادي الجدلي الثوري .

في حين ان مفهوم "دمج الاثنين في واحد" هو المفهوم الميتافيزيقي المثالي الرجعي الذي ينكر اهم مبادئ الماركسية ويدفع المرء للانزلاق الى المستنقع التحريفي البرجوازي كما هو مئال الاحزاب الشيوعية (دون الماوية) حول العالم اليوم والتي تحولت الى احزاب اصلاحية برجوازية رجعية ما انفكت عن السير في فضاء النظام العالمي القائم بدلا ً من مقاومته و السعي الى تحطيمه لذا فتذيلت هذه الاحزاب مجتمعاتها وتقوقعت على نفسها وفشلت في ان تكون الحاملة الاجتماعية لمشروع التغيير الثوري .

ان مفهوم "دمج الاثنين في واحد" عوضًا عن مفهوم "ازدواج الواحد" يعني ان هذا المجتمع يمكن ان يئول الى حالة من الوئام و الوفاق الطبقي بين المستغَلين والمستغِلين المبدأ الذي رسخته مدرسة ديبورين و يحاول اتباعها ان يوطدوه فقد قال اتباع مدرسة ديبورين بأن ما بين الفلاحين و الكولاك في الريف السوفييتي ليس بتناقضات وانما مجرد "تفاوت طبقي" ـ وبالتالي يمكن من خلال العمل الاصلاحي اذابة هذا التفاوت على قاعدة دمج الاثنين في واحد وهذا ما سعت الى ترسيخه التحريفية السوفييتية ابتداءً ومن ثم التحريفية الصينية لاحقًا فقد اعلن الخائن التحريفي خروتشوف على اثر انقلابه التحريفي أن الاتحاد السوفييتي صار خاليًا من كافة التناقضات الطبقية وان الدولة صارت دولة الشعب باكملة وهذا ما كان مجافيًا للحقيقة وانكارا ً لشمولية التناقض وخيانة لاهم المبادئ الماركسية المادية الجدلية لان معالجة التناقضات خلال المرحلة الاشتراكية يبنغي ان تكون انطلاقًا من هذا المفهوم (ازدواج الواحد) من خلال ممارسة ديكتاتورية البروليتاريا أي دولة البروليتاريا لا دولة الشعب بأكمله كما ادعى التحريفيون ومن خلال السعي الى تطوير و توطيد ديكتاتورية البروليتاريا للمضي قدمُا لتصفية كافة اشكال التفاوت الطبقي بالمجتمع.

دمج الاثنين في واحد يعني دمج البروليتاريا بالبرجوازية وهذا يعد ضربًا من ضروب المثالية والانتهازية المجافية لابده بديهيات الماركسية ونظرتها الفلسفية الى العالم التي تقول بإزدواج الواحد ـ بينما تعبر فكرة دمج الاثنين في واحد عن النظرة البرجوازية المثالية الى العالم تلك النظرة المغرقة بالرجعية والانتهازية فتحليل كافة الظواهر يعلمنا ويرشدنا كيف ان ازدواج الواحد هو قانون موضوعي و مطلق و موجود بمعزل عن الوعي الارادة حيث ينفي الواحد نقيضه ويتحول الشيء الى نقيضه بصورة جدلية ـ هذه حقيقة موضوعية ملموسة بينما يعتبر دمج الاثنين في واحد من الحقائق المجردة التي لا يمكن لها ان تتجسد على ارض الواقع وهنا يحضرني قول المأثور والمبدأ اللينيني الراسخ "كل الحقائقق هي حقائق ملموسة ولا وجود لحقائق مجردة".

ان تحليل التناقضات تعتبر مهمة ملحة وشديدة الاهمية ـ لقد عرف التاريخ الانساني بأكمله الصراعات الطبقية في المجتمع حيث سادت الطبقات الرجعية المستغِلة على الطبقات المسحوقة و المستغَلة ولكن في نهاية الامر كانت الحقيقة الموضوعية ايضًا تقول ان الطبقات الثورية هي من كانت لها الغلبة وسحقت الطبقات الرجعية لذا ففي تهاية الامر ستنهض هذه الطبقات الثورية لتحلق اقسى الهزائم بالطبقات الرجعية ممثلة بالإمبريالية الاميركية في النطاق العالمي الاوسع وكل من دار في فلكها لتبني هذه الطبقات الثورية عالمها الاشتراكي ـ الشيوعي الذي سينفي العالم القديم هذه الحقائق موضوعية وليست حقائق ذاتية يمكن التعامل معها كما فعل التحريفيون ونادوا بدولة الشعب بأكمله على قاعدة (دمج الاثنين في واحد) وسار المتمركسون الاصلاحيون البرجوازيون على هذا الخط ـ خط اتباع مدرسة ديبورين ـ كخط انتهازي يتحدث اتباعه عن وجود مجرد تفاوت طبقي لا يصل الى حد التناقض الطبقي ــ صعد اتباع هذه المدرسة بصعود التحريفية عالميًا قبل عقود طويلة الى يومنا هذا.
حتى عربيًا الامر نفسه نجده في فلسطين فهناك من يهرول الى التطبيع مع العدو الصهيوني والى التفاوض معه املا ً في "التعايش السلمي" الذي تنادي به البرجوازية الفلسطينية والبرجوازية العربية وكافة الأرهاط الرجعية منذ عقود و حاربت و تواطئت ضد كل من نادى بالكفاح المسلح و استعاضت بغصن الزيتون عن البندقية ـ لان الكفاح المسلح هو الوسيلة الانجع والانسب لحل التناقض مع هذا الاحتلال الصهيوني كتناقض تناحري لا يحل الا بالحديد والنار لان فلسطين لا تتسع الا لاصحابها ولا تقبل القسمة على اثنين ـ يعتبر هذا مثالا ً حيا ً على عدم امكانية "دمج الاثنين في واحد" كذلك يعتبر مثالا ً على النقطة اللاحقة.
لذا فمن الضروري ان يقع تحليل كافة التناقضات و ايجاد الطرق المناسبة لمعالجتها كتناقضات موجودة بصورة موضوعية .

- عامية وخاصية التناقض


التناقض موجود في تطور كل الاشياء من البداية حتى النهاية من الاشكال البسيطة للحركة حتى الاشكال المعقدة وقد اوضح لينين عمومية التناقض حين قال " في الرياضيات: + و-، التفاضل والتكامل.
في الميكانيكا: الفعل ورد الفعل.
في الفيزياء: الكهرباء الموجبة والسَّالبة.
في الكيمياء: اتحاد الذرات وتفككها.
في العلوم الاجتماعيّة: الصِّراع الطَّبقيّ" .
اذا ً فالتناقض موجود بصورة مطلقة في كافة العمليات وفي كل اشكال الحركة وهو اساس ومصدر التطور في الطبيعة والمجتمع و الفكر الانساني ـ و كما سبق وبيننا ان هذا مبدأ عام و مطلق الوجود ـ رغم الادعاء المثالي الميتافيزيقي الدغمائي لاتباع مدرسة ديبورين بأن التناقضات غير موجودة وان وجدت فتكون في مرحلة معينة ـ و هذا بالمناسبة ما حاول كبير الانتهازيين انور خوجا اثباته في سعيه لنقض ما ذهب اليه ماو في الهجوم الدغمائي عليه بعد وفاته ـ و هذا ما سجل خوجا من خلاله مخالفة واضحة وفاضحة وصريحة وخروج عن المبادئ الماركسية اللينينية و خيانة للمادية الجدلية .

ولتبيان عامية التناقض اكثر يقول ماو في مؤلفه (في التناقض) "إن الهجوم والدفاع في الحرب، التقدم والانسحاب، النصر والهزيمة، كلها مظاهر متناقضة. ولا يمكن لأحد منها أن يبقى بدون نقيضه. وهذان الجانبان متصارعان ومتحدان في وقت واحد، يؤلفان بذلك الوحدة الكلية للحرب، ويدفعان الحرب إلى التطوُّر.
وينبغي النَّظر إلى كل اختلاف في مفاهيم الإنسان على أنه انعكاس لتناقض موضوعيّ. إن التَّناقضات الموضوعيّة تنعكس في التَّفكير الذاتي، فتشكل حركة التَّناقض في المفاهيم، وتدفع التَّفكير نحو التطوُّر، وتحل دون انقطاع المشاكل التي تقوم في فكر الإنسان.
إن تضاد الأفكار المختلفة والصِّراع بينها في صفوف الحزب ينشأ على الدَّوام، وهو انعكاس داخل الحزب للتناقضات بين القديم والجديد في المجتمع. ولا شك أن حياة الحزب ستتوقف إذا خلا من التَّناقضات ومن الصِّراع الأيديولوجيّ من أجل حلّ هذه التَّناقضات".

في هذا النص يوضح ماو ويعرف "عامية التناقض" كمسألة موجودة في كل شيء ـ ومنها سنأتي لخاصية التناقض والتي تعتبر مسألة في غاية الأهمية ويجدر بكل الشيوعيات و الشيوعيين ان يفهموا هذه المسألة و ان يكونوا ملمين تمامًا بها فبدون هذا الفهم سيستعصي حل التناقضات وفهم الية حل التناقضات تبعًا لطبيعتها وبالتالي طريقة حلها.
من عامية التناقض ندخل الى خاصية التناقض فبدون فهم واستيعاب عامية التناقض يستحيل فهم خاصية التناقض ـ التسليم بالحقيقة الموضوعية القائلة بشمولية التناقض هو المدخل الرئيس لفهم خاصية التناقض وان فهم خاصية التناقض كذلك تعتبر مدخلاً لفهم التناقضات بعموميتها ـ ففي الفكر الانساني والعلوم التي تتطور شيئًا فشيئًا ينتقل الانسان تدريجيًا من فهم ادق التفاصيل كأشياء وحيدة ومفردة وخاصة الى المعرفة العامة بإنتقال ديالكتيكي من الوحيد الى الخاص ومن ثم العام والانتقال من البسيط الى المعقد من خلال فهم الجوهر الخاص لكل ظاهرة ـ فلا يمكن صناعة علاج لمرض ما بدون فهم ادق حيثيات ذلك المرض وكل ما يرتبط فيه. كذلك ان حل التناقض بين المجتمع و الطبيعة يتطلب من الانسان ان يفهم اولا ً القوانين الدقيقة لهذه الطبيعة .

حتى النظرية الديالكتيكية عن المعرفة تقول بأن المعرفة العقلية هي نتاج اكيد للمعرفة الحسية فالإنسان يكتشف الحقائق عن طرق الممارسة العملية و يطور هذه الحقائق ويثبتها عن طريق المزيد من الممارسة العملية في عملية مستمرة الى مالا نهاية ـ هكذا تتطور العلوم في مختلف حقولها من خلال التأثير المتبادل بين المعرفة الحسية و العقلية حيث يفضي ذلك الى ارتقاء مضمون المعرفة بشقيها الحسي والعقلي مع كل مرحلة هكذا يتغير العالم الذاتي و الموضوعي كما يقول ماو ـ ومن هنا تتطور معرفة وفهم الانسان من الوحيد الى الخاص الى العام بمعرفة ادق التفاصيل و الحيثيات و الانتقال الى مستوى اعلى من المعرفة وحل التناقضات.
ان معرفة البشر للمادة هي معرفتهم بأشكال حركة هذه المادة فلا شيء يتحرك بهذا العالم سوى المادة وحركة المادة لها اشكال عدة بعضها مشترك بين مختلف الاشكال وبعضها لا ومن خلال هذا التمييز بين اشكال حركة المادة وسماتها المختلفة نفهم خاصية التناقض ـ ان جميع اشكال حركة المادة رغم اختلافها لكنها مرتبطة ببعضها البعض و تعتمد في بقاءها على بعضها البعض.
ان اغفال هذه المسألة من شأنها ان تجعلنا ننزلق نحو التفكير المثالي والميتافيزيقي الذي يفصل بين الجوهر و المضمون و بين الخاص و العام.
يقول ماو "أصحاب الجمود العقائدي بيننا يرتكبون أخطاء في هذه المسألة، لأنهم، من جهة، لا يفهمون أنه يجب علينا أن ندرس خاصّيَّة التَّناقض ونعرف الجوهر الخاصّ لكل شيء من الأشياء المفردة قبل أن نستطيع أن نعرف بصورة كاملة عموميَّة التَّناقض والجوهر المشترك للأشياء المختلفة؛ ولأنهم، من جهة ثانية، لا يفهمون أنه يجب علينا بعد الإلمام بالجوهر المشترك للأشياء أن نتقدم لدراسة تلك الأشياء المحددة التي لم تُدرس بعد بصورة معمقة أو التي نشأت للمرة الأولى. إن أصحاب الجمود العقائدي بيننا قومٌ من الكُسالى، يرفضون القيام بأية دراسة شاقَّة للأشياء المحددة، ويعتبرون الحقائق العامَّة كشيء هبط من السماء فيجعلونها صيغاً مجردة صرفة لا يمكن أن يدركها النَّاس، وبذلك ينكرون كل الإنكار ويقلبون في الوقت ذاته الترتيب الطبيعي الذي يتوصل الإنسان بواسطته إلى معرفة الحقيقة".

بالتالي فإن فهم خاصية التناقض لا تعني فهم طريقة حل التناقض فحسب بل ايضًا تعني تحديد اولوية التناقضات في مجرى سير التطور و هذه نقطة في غاية الاهمية يغفلها الكثير من المتمركسين من الدغمائيين اصحاب النظرة الوحيدة الجانب .

فهم خاصية التناقض تعني فهم الطريقة و الاسلوب الامثل لحله ـ فليست كل التناقضات واحدة ولا طريقة حلها واحدة ـ فالتناقض بين الرفاق في الحزب لا يحل بالعنف بل يحل بالنقد و النقد الذاتي ـ كذلك الامر التناقض بين البرجوازية و البروليتاريا لا يحل بالنقد و النقد الذاتي بل يحل بالعنف الثوري و الثورة الاجتماعية ـ و التناقض بين الامبريالية و المستعمرات و اشباه المستعمرات لا يحل بالثورة الاجتماعية بل يحل بالثورة الوطنية حين تنخرط جميع "الطبقات الثورية" المناهضة للاستعمار بما في ذلك البرجوازية الوطنية و الصغيرة بهذه الثورة الوطنية. ايضًا حل التناقض بين جماهير الشعب و النظام الاقطاعي - شبه الاقطاعي يحل بالثورة الديمقراطية الجديدة والتي تنخرط فيها كافة الطبقات الثورية من البرجوازية و البرجوازية الوطنية والصغيرة لحل هذا التناقض واحلال الجديد مكان القديم.
و حل التناقض بين العمال والفلاحين في المجتمع الاشتراكي يحل بطريقة مختلفة ايضًا من خلال التجميع الزراعي ومكننة الزراعة.
وحل التناقض بين العمل اليدوي والعمل الذهني في المجتمع الاشتراكي كذلك يحل بطريقة مختلفة من خلال القطع مع تقسيم العمل البيروقراطي كإحدى بقايا المجتمع البرجوازي القديم.

كذلك فإن حل التناقض بين المجتمع و الطبيعة يحل بطريقة مختلفة عن طريقة حل التناقضات في المجتمع ـ من خلال فهم قوانين الطبيعة و توظيف هذا الفهم لحل التناقض.
فيما سبق نلحظ بوضوح ان حل التناقضات يختلف بإختلاف طبيعة هذه التناقضات في مجرى التطور وكما اسلفت ان هذا الفهم لا ينطوي فقط على طريقة حل التناقض بل ايضًُا ينطوي على تحديد اولوية هذه التناقضات و تحديد الطرف الرئيسي الذي يحدد طبيعة وشكل باقي الاطراف.
بين كل مرحلة تختلف عن سابقتها ـ وبهذا الصدد يقول ماو "إن العمليَّات تتبدل، فتتلاشى العمليَّات القديمة والتَّناقضات القديمة، وتنبثق عمليات جديدة وتناقضات جديدة، وطبقاً لذلك تختلف طرق حل التَّناقضات. فثمة فرق أساسيّ بين التَّناقض الذي حلته ثورة فبراير (شباط) وبين الذي حلته ثورة أكتوبر (تشرين الأول) في روسيا، وكذلك بين الطُّرق التي استعملت لحل تلك التَّناقضات. فاستخدام الطُّرق المختلفة لحل التَّناقضات المختلفة هو مبدأ يجب على الماركسيّين اللينينيين أن يراعوه مراعاة دقيقة. أما أصحاب الجمود العقائدي فلا يراعون هذا المبدأ، إذ إنهم لا يفهمون الفوارق بين الحالات الثَّوريّة المختلفة، وبنتيجة ذلك لا يفهمون أنه ينبغي اللجوء إلى طرق مختلفة في سبيل حل التَّناقضات المختلفة، بل يعتنقون بانتظام صيغة واحدة يتخيلون أنها غير قابلة للتبدل، ويطبقونها بصورة آلية على كل شيء، الأمر الذي لا يؤدي سوى إلى جلب النكسات على الثَّورة أو إلى إفساد قضيَّة كانت تسير على ما يرام حتى ذلك الحين".

بالتالي فإن فهم اطراف التناقض وتحديد الطرف الرئيسي بينها هو الامر الذي يرشدنا الى الصواب ـ فالتناقضات عديدة بعضها نضجت شروطه ليكون تناقضًا عدائيًا يستوجب الحل في الظرف الراهن وبعضها في ظروف مجرى التطور الحالي لم تنضج شروطه بعد ـ فالتناقض بين الامة العربية و الصهيونية و الامبريالية و الرجعية ـ يستوجب الحل كتناقض عدائي ـ لكن التناقض بين الكادحين العرب و البرجوازية العربية التي حافظت على روحها التقدمية في مواجهة الاحتلال والاستعمار لم تنضج بعد لكنها ستنضج في مرحلة قادمة تتبع حل التناقض القائم حاليًا .
وهنا نذكر الشعار الذي تم رفعه اثناء الثورة الفلسطينية (كل البنادق لتحرير فلسطين) في اشارة واضحة لتحييد كافة التناقضات بين القوى الوطنية الفلسطينية لانها تبقى من نوع التناقضات الثانوية مالم يتم حل التناقض الرئيسي المتمثل بالعدو الصهيوني ومن وراءه كل قوى الهيمنة الامبريالية و اذيالها الرجعية العربية و عند حل هذا التناقض و انجاز الثورة الديمقراطية الجديدة ذات الافق الاشتراكي لتعبيد الطريق نحو الاشتراكية تصبح الظروف ناضجة وملائمة لاثارة كل التناقضات التي كانت ثانوية و تم ارجاءها الى حين حل التناقض الاساسي والرئيسي القائم ـ لذا فمن الضروري فهم وتحليل كافة التناقضات و مواقعها و تأثير بعضها على البعض و اعتمادها على بعضها في البقاء و التطور . انطلاقًا من المبدأ اللينيني الذي طوره ماو (التحليل الملموس للواقع الملموس) كأهم مبدأ اساسي و جوهري في الماركسية.

ان بعض المتمركسين من ضيقي الافق الكسالى اصحاب النظرة الوحيدة الجانب الذين لا يبارحون قوالبهم الجامدة في طرحهم الدغمائي لا ينطلقون من منطلقاتهم المادية الديالكتيكية في دراسة وتحليل القضايا بل ان منطلقهم دوما ً ما يكون مناقضًا للديالكتيك في التحليل ـ وكي لا نخطأ علينا دائمًا ان ننطلق من منطلقات مادية جدلية و ان نحلل الامور من كافة جوانبها و لا ننطلق من منطلقات ذاتية وسطحية.

يقول ماو حول هذا الامر " أما النَّظرة الوحيدة الجانب فمعناها العجز عن دراسة القضايا من جميع جوانبها. ومن أمثلة ذلك، فهم الصِّين وحدها من دون اليابان، وفهم الحزب الشيوعيّ وحده من دون الكومينتانغ، وفهم البروليتاريا وحدها من دون البرجوازيّة، وفهم الفلاحين وحدهم من دون مُلاّك الأراضي، وفهم الظروف الملائمة وحدها من دون الظروف العسيرة، وفهم الماضي وحده من دون المستقبل، وفهم الجزء وحده من دون الكّل، وفهم النقائص وحدها من دون المنجزات، وفهم المدعي وحده من دون المدعى عليه، وفهم العمل الثَّوريّ السري وحده من دون العمل الثَّوريّ العلني، وهلم جرا. وباختصار، عدم فهم خاصّيَّة كل طرف من طرفي تناقض ما. وهذا ما يدعى النَّظر إلى القضايا نظرة وحيدة الجانب. أو يدعى رؤية الجزء دون الكلّ، كرؤية الشَّجرة دون الغابة. فإذا فعلنا ذلك، فلن نستطيع الاهتداء إلى طرق حل التَّناقضات، ولا إنجاز مهمات الثَّورة، ولا أداء الواجبات بصورة مرضية، ولا تطوير الصِّراع الأيديولوجيّ في داخل الحزب بصورة صحيحة. لقد قال سون تسي حول العلوم العسكرية: إذا كنتَ على بينة من أمر عدوك وأمر نفسك فلن تنهزم في أي معركة تخوضها".
ان هذا الفهم للامور من كافة جوانبها يعني الاهتداء الى طرق حل هذه التناقضات والى طبيعتها و اولوياتها ـ فالتناقضات الرئيسية و الاساسية التي تحدد اشكال التناقضات الاخرى الكبيرة والصغيرة منها في مجرى التطور تزداد حدة كذلك الامر بالنسبة للتناقضات الاخرى في مجرى التطور بعضها يزداد حدة و بعضها الأخر ينكفئ ويحل بصورة جزئية او مؤقتة

وهذا ما ينبغي ان نفهمه في واقعنا العربي فنحن لم ننجز اي مرحلة تطور تاريخي ولا زالت طبيعة بلادنا كما هي كأشباه مستعمرات الامرالذي يتطلب ان تضطلع القوى العاملة بدورها التاريخي لقيادة الجبهة المتحدة المناهضة للاستعمار. بدون تذيل القوى البرجوازية الصغيرة ذات المحتوى الايدولوجي الرجعي طالما اننا نناقض خطها الايدولوجي بل ويجب في هذه المرحلة خوض النضال الايدولوجي ضد هذه القوى ونقد نزعاتها المثالية بإستمرار من باب رسم التخوم معها ايدولوجيًاً لكن هذا التناقض لا يتحول الى تناقض عدائي (رئيسي) طالما بقينا في طور مرحلة التحرر الوطني و طالما لم تنضج شروط هذا التناقض في خضم هذه المرحلة.
وهنا يقول ماو "حين ندرس خصائص التَّناقضات في كل مرحلة من مراحل عمليَّة تطوُّر شيء ما، فإنه ينبغي لنا ألا ندرسها في ترابط التَّناقضات وفي مجموعها فحسب، بل ينبغي لنا أيضاً أن ندرسها في كل طرف من أطراف التَّناقضات في كل مرحلة من مراحل التطوُّر".
ان فهم عمومية وخصوصية التناقض يعتبر نقطة الانطلاق في فهم التناقضات وطرق معالجتها ـ ولقد اكتشف ماو انه في ظروف معينة يتحول الخاص الى عام و العام الى خاص و مثال على ذلك ـ التناقض بين الطبقات الرجعية و الثورية يعتبر شكلاً لعمومية التناقض لكن التناقض في المجتمع الصيني بين القوى الاقطاعية الرجعية و القوى الثورية التي شكل الفلاحون سوادها الاعظم و ترتب على ذلك قيادتهم للثورة عوضًا عن قيادة البروليتاريا التي لم تكن متبلورة في الصين بعد كحامل اجتماعي للتغيير الثوري ـ هذه بالضبط خصوصية التناقض التي من خلالها تكتشف الية حل التناقض. هكذا اذن تتم دراسة التناقضات بعموميتها وخصوصيتها بنظرة تحليلية من كافة جوانبها بعيدا ً عن النظرة السطحية والاعتباطية الوحيدة الجانب لاكتشاف التناقضات في الظروف الواقعية المحددة في حركة الظواهر الموضوعية وتحديد كل طرف من اطراف هذه التناقضات من خلال معرفة و تحديد المركز المحدد لهذه التناقضات و طبيعتها .

- التعادي
كما سبق واشرنا في هذا الطرح فإن "السكون" مسألة نسبية و ان التناقض مطلق الوجود ـ ففي المجتمع الطبقي الرأسمالي كما الاقطاعي و العبودي هناك طبقتان تتصارعان وتتعايشان لفترات طويلة في مجتمع واحد ولا تنضج شروط التعادي (التناحر) الا عند درجة معينة من التطور ـ هذا التطور الذي يمر في مقدمات ضرورية واكيدة تمهد الظروف لنضج الشروط الاساسية المسبقة ليتحول التناقض من شكله الغير عدائي الى شكله العدائي ـ وقد اكتشف ماو بصورة خلاقة ان التناقضات الغير عدائية و التناقضات العدائية تتحول كل منها الى الاخرى عند درجة معينة من تطور هذه التناقضات ونضوج شروط تحولها في مجرى التطور وهي ذات الشروط في المسألة التي سبقنا وذكرناها حول التحول بين السلم والحرب .

يقول ماو "إن المرحلة التي تمرّ على القنبلة قبل انفجارها هي مرحلة تتواجد فيها المتناقضات في كيان واحد بسبب عوامل معينة. ولا يقع الانفجار إلا عندما يحصل عامل جديد (الاشتعال). وثمة وضع مماثل في جميع الظواهر الطبيعية عندما تتخذ في النِّهاية شكل التَّعادي الصريح كي تحل تناقضات قديمة وتنتج أشياء جديدة".

ان التعايش بين الطبقات المتناقضة ( الثورية و الرجعية) لن يلبث حتى ينفجر ويتحول التناقض الى تناقض عدائي لان السكون نسبي و التناقض مطلق ولا بد من ان يحل حتى ينتج الجديد ويحل القديم فلا تعايش بين المتناقضات كما ينادي التحريفيون البرجوازيون بالوئام و الوفاق الطبقي فهذه كما سبق واشرنا ايضًا مسائل موضوعية موجودة بمعزل عن الوعي و الارادة وليست بمسائل ذاتية ـ التحولات الكيفية هي تعبير عن السكون النسبي الذي لن يلبث طويلا ً حتى تتحول الظاهرة الى شكل جديد من خلال التحولات الكمية البطيئة التي تفعل فعائلها في مجرى التطور و التحول بين الكمي و الكيفي و الكمي وهكذا… فالتحولات الكمية و الكيفية تتحول كل منها الى الاخرى ايضًا الى مالا نهاية.

التناقض والصراع اشياء عامة مطلقة الوجود لكن اشكال الصراع وبالتبعية طرق حل التناقضات تختلف تبعًا لاختلاف هذه الاشكال وطبيعة التناقضات فيها. فبعض التناقضات تاخذ الصفة العدائية و بعضها الاخر على النقيض من ذلك وفي مجرى تطور الاشياء والظواهر تتطور التناقضات التي لم تكن ذات صفة عدائية لتصبح عدائية و في المقابل التناقضات التي كانت ذات صفة عدائية تتطور وتصبح غير عدائية.

وعن ذلك يقول ماو "إن التَّناقض بين الأفكار الصَّحيحة والأفكار الخاطئة داخل الحزب الشيوعيّ هو انعكاس للتناقضات الطَّبقيَّة في الحزب، عندما يكون الطبقات موجودة. وليس محتماً أن يظهر هذا التَّناقض فوراً، في البداية، أو فيما يتعلق بمسائل خاصّة، في شكل عدائي. لكنه يمكن أن يتطوُّر، مع تطوُّر الصِّراع الطَّبقيّ ويصبح تناقضاً ذا صفة عدائية. إن تاريخ الحزب الشيوعيّ في الاتحاد السُّوفياتيّ يبين لنا أن التَّناقض بين التَّفكير الصحيح للينين وستالين والتَّفكير الخاطئ لتروتسكي وبوخارين وآخرين، لم يظهر في البداية في شكل التَّعادي، لكنه تطوُّر فيما بعد وأصبح تناقضاً ذا صفة عدائية. وقد حدث مثل ذلك في تاريخ الحزب الشيوعيّ الصِّيني. فالتَّناقض بين التَّفكير الصحيح لعدد كبير من رفاقنا في الحزب وبين التَّفكير الخاطئ لتشن دو شيو وتشانغ قوه تاو، وآخرين، لم يظهر أيضاً في البداية في شكل التَّعادي، لكنه تطوُّر فيما بعد وأصبح تناقضاً ذا صفة عدائية. والتَّناقض بين التَّفكير الصحيح والتَّفكير الخاطئ في حزبنا في الوقت الراهن لم يظهر في شكل التَّعادي، وهو لن يتطوُّر إلى تناقض ذي صفة عدائية إذا أصلح الرفاق المخطئون أخطاءهم".

خاتمة - عاشت الماركسية اللينينية الماوية
في ختام هذا الطرح نلاحظ تماما ً ان كل النقاط التي ذكرت كانت متمحورة حول القانون المركزي و العام للكون "ازدواج الواحد" او "وحدة وصراع الأضداد" فمن هذا القانون العام وجدنا ان صيرورة التطور في الطبيعة و المجتمع و الفكر دوما ً ما تكون على شكل خط لولبي لا خط مستقيم و من هذا القانون ايضًا عرفنا كيف يتحول احد اطراف التناقض الى طرف رئيسي بالتناقض وبالتالي يتحول الشيءالى نقيضه بعد ان كان طرفًا ثانويًا في مجرى تطور الظاهرة ـ أي ظاهرة ـ ايضًا فهمنا على هذه القاعدة ان نفي النفي ليس بقانون ديالكتيكي ولا يمكن ان يكون قانوناً عاما ً للكون و ايضًا فهمنا من خلال فهمنا لهذا القانون ومن خللال فهمنا لحقيقة ان نفي النفي ليس قانوناً ديالكتيكياً ان ازدواج الواحد كقانون مادي جدلي هو القانون العام للكون وليس دمج الاثنين في واحد ـ ومن خلال فهم ازدواج الواحد فهمنا عامية وخاصية التناقض وكيف ان لكل ظاهرة خصائصها وسماتها الخاصة والعامة التي لا تنفصل عن بعضها البعض و انطلاقًا من هذا الفهم فهمنا اين ومتى يمكن أن يصبح التناقض عدائيًا بين اطراف التناقض .
ان فهم التناقض (الوحدة والصراع) أو (ازدواج الواحد) كقانون عام للكون مسألة مفصلية محددة لشكل التفكير فنحن نعلم ان الصراع الفلسفي في العالم يدور بين وجهتي نظر ونظرتان الى العالم المادية الجدلية و الميتافيزيقية المثالية و بالتالي فإن الفهم الصحيح لهذا القانون الموضوعي المطلق يترتب عليه فهما ً ماديًا صحيحاً لمختلف اشكال الظواهر الموضوعية في الكون والتحليل الملموس للواقع الملموس كما علمنا لينين ـ وخلاف هذا الفهم سيؤدي بالمرء الى الانزلاق و السقوط في وحل التفكير المثالي وكل ما يترتب عليه من عواقب وفهم خاطئ .
يدرك الماركسيون اللينيينون الماويون كما لم يدرك غيرهم من اصحاب الجمود العقائدي الدغمائيون كل الحقائق الموضوعية وكل ما ينطوي عليها لذا فقد عرف الماويون طريق الحل الثوري ـ في حين انزلق الاخرون بعيداً عن الطريق الثوري وسقطوا في مستنقع الاصلاحية (دمج الاثنين) هذه حقيقة كل الحركات الشيوعية المزيفة (دون الماوية) حاليًا وكل المتمركسين الذين ينكرون الماوية كتطوير خلاق و ضروري للماركسية اللينينية ـ وهؤولاء الذين مرغو القادة المؤسسون بالتراب لا يدركون الحقيقة القائلة بأن انكار الماوية عمليًا هو انكار للماركسية اللينينية فلا ماركسية لينينية دون ماوية ـ فالماوية حافظت على الروح الثورية للماركسية اللينينة و اصبغتها بمزيد من الصبغة العلمية وفق المبدأ اللينيني (التحليل الملموس للواقع الملموس) فالماوية نقلت الماركسية اللينينية الى نطاق اخر بعيداً عن قوقعتها الاورومركزية ـ الى نطاق اكثر اتساعً ـ الى المستعمرات واشباه المستعمرات التي لم تتطور بها الرأسمالية حتى وجسدت المبدأ اللينيني السابق ذكره على ارض الواقع فنحن نعلم جيداً كيف كانت الثورة في الصين من هزيمة الى اخرى تحت قيادة البرجوازية الصغيرة التي سعت الى استنساخ اعمى للتجربة السوفييتية لغاية 1927 و قيادة الماويين لهذه الثورة والذين عرفوا بالتحليل الملموس للواقع الملموس كيف يأخذون ثورتهم من انتصار الى اخر على اعداءها .
و انطلاقا ً مما تقدم فان الماوية كأرقى ما توصل اليه علم الثورة البروليتارية العالمية وكحامل حقيقي لمشروع التغيير الثوري هي التعبير الاكثر كثافة عن مفهوم "الثورة" و الحرب المستمرة ضد اعداء الجنس البشري و اعداء الشعوب ومضطهديها ـ وفي هدفها النهائي التبيل تصبو الى القضاء على كافة اشكال استغلال الانسان للانسان و الاضطهاد الطبقي و القومي و الجندري و بالتالي فإنها المرشد الى العمل لحل التناقضات الكامنة في صلب المجتمع للارتقاء نحو عالم شيوعي خالي من الطبقات والتناقضات الاجتماعية ـ لذا فقد اضطلع الماويون بدورهم وخاضوا النضالات الحقيقية في سبيل التغيير الثوري والارتقاء الاجتماعي وخاضوا ولا زالوا يخوضون الكفاح المسلح في عدة اماكن حول العالم ـ من اقصى الشرق الاسيوي في الفلبين والهند والنيبال الى اقصى غرب العالم في البيرو ـ بينما اكتفى الدغمائيون والتحريفيون من اصحاب الجمود العقائدي صغار البرجوازيين نقاد الماوية بالسفسطة والتنظير وانغلقوا على انفسهم وحولوا الماركسية من نظرية ثورية الى شعارات جوفاء فارغة المضمون يعلكون بها في قاعاتهم البرجوازية المغلقة والتي اكتسبوا من خلالها امتياز المثقف البرجوازي الذي لا يجيد سوى السفسطة والتنظير ويفر من كل المعارك االحقيقية لانه ليس معنيًا بالتغيير الذي يبدأ من خوض النضالات الايدولوجية وتثقيف الناس طالما بقي محافظًا على امتيازه كمثقف. في حين ان الماويين انخرطوا في صفوف الجماهير مطبقين ما قاله ماركس "القوة المادية لا تحطمها الا قوة مادية و النظرية حين تلتحم الجماهير تصبح بحد ذاتها قوة مادية".

انتهى.



#عمر_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كراس (كوبا تبخر اسطورة...) التحريفي الانتهازي الخائن فيدل كا ...
- ماو تسي تونغ - خدمة الشعب
- ارتباط المعرفة و الممارسة. هكذا انتصرت المادية على المثالية ...
- لندع مائة زهرة تتفتح .. القيادة الماوية و الصراع الطبقي في ا ...
- ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان .. الوهم الذي سوقه البرجوازيون ...
- بيير موران .. الرفيق الشيوعي الماوي الذي تنصل من فرنسيته و س ...
- في ذكرى رحيل الرفيق القائد و المعلم ستالين عاشت الماركسية ا ...
- اميركا الصهيونية الانسان التافه صفقة القرن و بالعكس
- دفاعا ً عن الماركسية : ردا ً على ما نشره الإخونجي صالح الرقب ...
- حين يكذب الإسلامويون. ماهو نظامهم الإقتصادي الإسلامي الذي يز ...
- انتم ايها الشيوعيون ملح هذه الارض .(من هو الشيوعي الحقيقي ؟! ...
- ملخص لكتاب فريدريك انجلز-أصل العائلة و الملكية الخاصة و الدو ...
- الجبهة الداخلية الفلسطينية بين التثوير والتعهير
- سقوط سوريا الحلم الأميركي العبراني الإخونجي ومطايا العابرين!
- أعداء ستالين و ماوتسي تونغ أعداء الشيوعية
- قضية فلسطين بين الأفيون التلمودي المعتق و الانسنة !
- الزواج البرجوازي. أقرب الى الدعارة المقنعة !
- نقد الدين و ترهل الأحزاب الشيوعية


المزيد.....




- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عمر الماوي - في الذكرى الرابعة و الاربعون لرحيل ماو العظيم.. التطوير الماوي للديالكتيك و زيف المتمركسين المفلسين ايدولوجيًا وخبطهم العشوائي.