محمد الذهبي
الحوار المتمدن-العدد: 6671 - 2020 / 9 / 8 - 22:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هذا الشطر الاول انشودة ظهرت في الثمانينيات على يد الفيلق الثامن فيلق الشعراء والفنانين، اما الشطر الثاني فهو لسان حال لمن حارب وتشرد وأسر وضاعت عائلته، فهو يتحسر بعد ان رأى الهاربين الأحياء قد شملهم العفو الذي كان يصدر بين فترة واخرى لإعادة من تسرب من الخدمة ولتقوية الجيش من جديد، الشطر الثاني اختراع شعبي يتحسر به المواطن على السنين التي احترقت من عمره وهو يذرع العراق طولاً وعرضا، وسط الخوف والهلع والتشرد، من منا لم يصح صباحاً على القذائف والهاونات وعضات الفأر التي وصلت الى الشفتين، من منا لم تخلف عنده تلك الفترة المؤلمة عدداً من الأمراض المزمنة لينام ويصحو على كوابيس الحرب والحرمان من العائلة.
كانت معاناة كبيرة لايمكن وصفها وسط الطعام المزري والكافور اللعين الذي كان يوضع في ماء الشرب للتقليل من اثر الرغبة الجنسية، حاربونا بأجسادنا وارواحنا وشوهونا من الداخل، كان الصنف الذي خدمت فيه صنف الهندسة العسكرية لأنني خريج معهد تكنلوجيا/ بناء وانشاءات، وكانت حفلة كبيرة مع الأعضاء المقطوعة، لايمر اسبوع حتى ترى المعوقين يملأون القلم لجلب كشف مخصصات كي يتقاضوا مرتباتهم، فزع كبير ان تتعامل مع عدو لاتراه ، اللغم الذي تغطيه الأرض ربما نبشه حيوان وصار سببا بقتلك، حياة مملة وقاتلة مأساة مضحكة لاتملك منها الا ايام الاجازة، اما التعامل الذي يلقاه الجندي من الضباط فهو تعامل غير انساني ، تعامل يحتاج الى تشريح نفسية الضابط الذي يعلمونه في الكلية العسكرية كيفية اذلال الآخرين، ناهيك عن تصرفات اصحاب البيريات الحمر، الانضباط العسكري، وسجن الحارثية الكريه، وبعد هذا كله تحال الى التقاعد بدولة اخرى تبجحت انها قضت على اذلال الناس وقطع الأذان وعقوبات الموت، دولة تقول انها قضت على الديكتاتورية والظلم والاضطهاد، وتكون المفاجأة انك تدفع ثمن خدمتك العسكرية للوطن، والتي كانت تسمى خدمة العلم، تدفعها بثمن باهض جدا، اليوم بألف دينار عراقي، ونظراً لكون الخدمة طويلة فقد دفع المتقاعدون (١٢) مليون واكثر نتيجة امتثالهم لنداء وطنهم ودفاعهم عنه، هذا مايحصده المواطن العراقي من هذه الثلة الظالمة، والمؤذي في الامر ان هذه الخدمة لاتحتسب لأجل العلاوة والترفيع، فأية سخرية هذه من قبل اناس اضاعوا لحن العراق وراحوا يعزفون على الحان شرقية اخرى.
#محمد_الذهبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟