سامي العباس
الحوار المتمدن-العدد: 1601 - 2006 / 7 / 4 - 07:34
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
الى كل من لازالت الحداثة تحتل ركناً ولو يسيراًمن عقله وضميره...ولا زال يراها مخرجاً للتملص من شرط التخلف المقيم..ولم يأكل لسانه قط الأصولية الدينية أو يملئ فمه ماءً..الى كل هؤلاء على اختلاف مواقعهم : كتاباً وفنانين وناشطين سياسيين في إطار أحزاب الجبهة أو المعارضة ..داخل سورية وخارجها...وبمعزل عن خصومتهم السياسية مع النظام في سورية أو ولائهم له . التداعي الى موقف مشترك من الضغط الذي يتعرض له ماتبقى من مظاهر العلمنة التي راكمتها سورية مجتمعاً ونظاماً سياسياً منذ انفك عن رقبتها النير العثماني..
لقد تداعى من يظنون أنفسهم وكلاء الله على الأرض ,مستفيدين من مناخ القنوط الذي يلف مجتمعاتنا العربية-الإسلامية جراء فشل التنمية وتنامي البطالة واتساع فجوة الفقر-متناسين أنهم جزءٌ من المشكلة لا من الحل-جراء موقفهم المعرقل لانخراط مجتمعاتنا المحلية في السياق الكوني الذي تشقه الحداثة في منطقتنا منذ قرنين..لقد تداعى هؤلاء ( لرقع الصوت) بالويل والثبور من المؤامرات التي تحاك في وزارة التربية السورية لمنع التلاميذ من التوجه الى المدارس الشرعية حتى استكمال مرحلة التعليم الأساسي..وهم يهددون بفتح الأضابير التي يسربها لهم ممثلوهم –وهم كثر ويحتلون مواقع متقدمة في الوزارة- التي تفضح المؤامرات التي تحاك للإسلام في عقر دار وزارة التربية..
أيها الأصدقاء : لاحاجة لتذكيركم بالمسؤولية الكبيرة لنظام التعليم عن السياقات التي سيذهب اليها التطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي لمجتمعاتنا.. فالأجدر أن تكونوا أكثر وعياً لهذه المسؤولية من خصومكم في الخندق الآخر..وأن لاتدعوا لاختلاط الأوراق الراهن أن ُيزحط أقدامكم لللإصطفاف وراء إسلام سياسي تتبادل مكوناته الأدوار بين الوسطية والتطرف..لا تنسوا أنكم قوميين وماركسيين وليبراليين تجمعكم هموم واحدة(الخلاص من التخلف وتحسين الشرط البشري لسكان المنطقة )..
ادعوا الجميع للشد بالنواجذ على ما تبقى من مكتسبات العلمنة في سورية والوقوف صفاً واحداً في وجه الزحف الأصولي الذي يصنع المقدمات اللاهوتية لعرقنة سورية التسامح..
#سامي_العباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟