عايد سعيد السراج
الحوار المتمدن-العدد: 1601 - 2006 / 7 / 4 - 08:32
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
ثلاثة و عشرين كاتباً , من كتاب الحوار المتمدن يكتبون عن العلمانية , والدين والمجتمع , جدلية العلاقة , بين العلمانية والحياة , وعلاقة الدولة الدينية بمجتمعها , ومن ثم اليسار والإسلام , وهل ثمة من أفق للعلمانية في العالم العربي , ثم هل العلمانية كفراً ؟ والماركسية والدين , ثم ماهي الثقافة العلمانية المعاصرة ؟ وعن الحداثة وتجديد الفكر الديني , ثم العلمانية مفهوم يحرف الإدراك ويلغو فيه , ومن ثم الدعوة لحكومة علمانية خدعة كبيرة للطبقة العاملة والكادحين , والعلمانية والدساتير الدينية العربية , وهل العلمانية منقذ للمحنة العراقية ؟ ثلاثة وعشرين كاتباً من كتاب الحوار المتمدن كلهم كتبوا في ذلك , وكلهم طرحوا أسئلة كبيرة , نحتاج إلى طرح هذه المسألة الجدلية المعقدة , التي ننوء تحت ظلها نحن في بلداننا المتخلفة التي لا زلنا فيها نركب الجمل إلى جانب أحدث السيارات الفارهة , ونضع بيوت الشعر داخل القصور كنموذج عن العيش البدوي الذي نتفاخر به , أربعة عشر كاتباً من كتاب الحوار المتمدن كما غيرهم الكثيرين يحاورون العلمانية بوجوهها المختلفة, وما تحوي من مفاهيم على وضعنا الخاص , وكلهم لديهم النية والرغبة الأكيدة بأن يساعدوا إنسان هذه المنطقة على كيفية التعامل مع العلم كمنهج حياتي , وكنمط عيش ٍ يعتاش به في زمن القدرة الجبارة كمنتج الكائن المتطور والمتسابق مع الزمن , في الوقت الذي لا زالت مجتمعاتنا في حل ٍ مما يجري في هذا الكون , ففي عدد الحوار المتمدن /1/7/2006 – يقول ماركس عن المسألة اليهودية والدين , ( لا يعود ثمة دين حين لا يعود ثمة دين يتمتع بالإمتيازات ( خذو الدين من قوته المميزة فلا يعود له وجود ) وكذلك ( ليس الإنسان في ما يسمى بالدولة المسيحية وإنما الاغتراب , والإنسان الوحيد المهم وهو الـمُلك , يختلف عن الناس الآخرين , وهو في ذلك كائن متدين يرتبط بالسماء وبالله مباشرة , إن العلاقات التي تسود هنا لا تزال علاقات قائمة على الإيمان , فالروح الديني لم تصبح بعد دينوياً حقاً , يمكن للروح الديني أن يتحقق بقدر ما تبرز درجة العقل البشري , والذي هو تعبير عنها , وتنشأ في شكلها الدنيوي , وهذا يحدث في الدولة الديمقراطية ليست المسيحية وإنما الأساس الإنساني للمسيحية هو أساس الدولة , يبقى الدين هو الوعي المثالي غير الدنيوي لأعضائها , لأنه الشكل الأمثل لدرجة التطور البشري التي تتحقق فيه ) وفي العودة إلى المقالة المذكورة يمكن قراءة , حقوق الإنسان والطبيعة والحرية , والمواطنة , والمساواة , وحق الملكية , والأمن , والمفهوم السياسي الاجتماعي , ونحن هنا نريد فقط أن نذكـِّر بالعودة إلى هذا المصدر لأهميته , فبمفهوم التحرر ( على المسيحي أن يرتفع درجة واحدة , أن يرتقي فوق دينه , لكي يتخلى عن الدين بشكل عام ) ( أما اليهودي فليس عليه بالعكس أن ينتهي من جوهره اليهودي فقط وإنما أيضاً من تطور اكتمال دينه , من تطور بقي غريباً عنه ) ( كذا ) لقد انبثقت المسيحية من اليهودية , ثم عادت وذابت في اليهودية ( كذا ) لقد كان المسيحي منذ البدء هو اليهودي المنظر , واليهودي من هنا هو المسيحي العملي ( كذا ) المسيحية هي الفكرة النبيلة لليهودية واليهودية هي الاستخدام العادي للمسيحية ) وأخيراً إن التحرر الاجتماعي لليهود هو تحرر المجتمع من اليهودية ) المراجع موجودة في المقالة نفسها, أما الكاتبة – مريم نجمة فتكتب ( لايمكن أن تعيش كذلك الدولة المعادية للعلمانية أي الدولة الدينية دون التعايش مع الخرافة والأسطورة التي تمزق المجتمع , وتحولهم إلى أتباع ومتبوعين , وأكثرية وأقلية , ضمن أوامر صارمة فوقية مفروضة على الجميع دون مناقشة أو حوار ) وكذلك الكاتبة سحر حويجة : في مقالتها المعنونة , العلمانية ما بين فصل الدين عن الدولة , وفصل الدين عن السياسة , فتكتب ( أثبتت التجربة إن العلمانية وثيقة الصلة بكل قضايا العصر الحديث , قضية الحريات الديمقراطية , والمجتمع المدني , لكن نجد أنها ما زالت موضوع رفض مطلق من قبل التيارات الدينية الفاعلة , ومن قبل مثقفي هذه التيارات , مع أنهم يتعايشون ويمارسون كامل حرياتهم في الدولة العلمانية , وفي حالة التعدي على حقوق المسلمين , نراهم يتناولون الموقف من زاوية تعارضه مع العلمانية السائدة في الغرب , أو بمعنى أخر لو لم تكن الدولة الغربية علمانية كيف سيكون مصير المسلمين هناك ؟ ) أما الموقف اليساري من الإسلام مع الكاتب : صائب خليل فهو على الشكل التالي : ( أقول أن الهدف السياسي الصحيح لليسار هو في دراسة الحركات الإسلامية دراسة تفصيلية من أجل التمكن من مد جسور مع المعتدل منها والمشاركة معه في مفاوضات والتوصل إلى اتفاقات حيثما كانت هناك أهدافاً مشتركة وهي كثيرة , وأولها الدفاع عن الوضع الاقتصادي للجماهير الفقيرة ) وكذلك يقول الكاتب : عواد أحمد صالح , ( من شروط العلمانية إذن فصل الدين عن السياسة , إقرار حرية الضمير والمساواة بين الأديان اعتبار المواطنة والإنسانية أساس لهوية الفرد , وليس دينه أو قوميته أو عرقه أو جنسه , فالعلمنة تحرر الدين من الانتهاز يين المستثمرين وتحرر العباد من استثمارهم ) العلمانية ليست كفراً , وهكذا تقول الكاتبة : فريدة النقاش , وتقول :( نجح خصوم الديمقراطية وبخاصة تيارات الإسلام السياسي بمختلف اتجاهاتها في تشويه العلمانية , ومحاصرة ماضيها والأفكار والتاريخ الطويل الذي ارتبط بها , وفعلوا ذلك حين قرنوا بينها وبين الكفر والإلحاد , رغم أنهم يعلمون جيداً أن هناك ملحدين كثيرين ليسوا علمانيين , وأن هناك علمانيين ليسوا ملحدين , ويعلمون أيضاً أن الإلحاد ينتمي إلى ميدان الفلسفة , وأنه وجد مبكراً جداً في تاريخ البشرية حتى قبل عصر الديانات , ويعلمون أيضاً أن العلمانية تنتمي إلى ميدان الفكر السياسي , وأننا إذا شئنا تقديم تعريف مبسط لها فسوف نقول أنها فصل الدين عن السياسة والدولة , وليس فصله عن المجتمع والحياة , ذلك أن الدولة الدينية هي بالضرورة دولة استبدادية ) ولا أروع من هكذا تحليل , أما ما يقول الكاتب : مايكل لوفي وبترجمة للكاتب : بشير السباعي ( إن من شأن قراءة متأنية لمجمل فقرة ماركس التي يظهر فيها تعبير " الدين أفيون الشعوب " أن نتبين أن كاتبها أكثر إدراكاً لدرجات الألوان مما هو شائع عنه , فهو يأخذ في اعتباره الطابع المزدوج للدين ’’ إن الهم الديني هو في الوقت نفسه تعبير عن هم واقعي واحتجاج على هم واقعي , إن الدين هو آفة الخليقة المضطهدة , هو قلب عالم لا قلب له , مثلما روح وضع بلا روح , إنه أفيون الشعوب ’’ ينظر معظم مؤيدي الماركسية وخصومها إلى عبارة ’’ الدين أفيون الشعوب ’’ الشهيرة على أنها خلاصة المفهوم الماركسي عن الظاهرة الدينية , على أننا يجب أن نتذكر بادىء ذي بدء أن هذا التعبير ليس ماركسياً بشكل خاص , فالعبارة نفسها يمكننا العثور عليها , في سياقات مختلفة , في كتابات : كانط , وهيردر , وفيورباخ , وبرونوباور , وهاينز هاينه 00 , وهنا يمر معنا الدين , والظاهرة الدينية , والوعي , والإنتاج الروحي , والطبقي الخ 00 ويؤكد الكاتب : عبد الله المدني 0 لماذا ننادي بعلمانية الدولة , حيث يجيب الكاتب على هذا التساؤل قائلاً : ( علمانية الدولة ببساطة شديدة هي أن تقف الدولة موقف الحياد من العقائد , والمذاهب التي تدين بها مكونات شعبها , بمعنى ألا تكون في قراراتها , وسياستها , وخططها , بما في ذلك مناهجها التعليمية , وسياساتها الإعلامية والثقافية , منطلقة من مذهب أو عقيدة أو مرجعية دينيوية معينة , وإن كانت عقيدة مرجعية الأغلبية , لما في ذلك من تهميش لعقائد الآخرين , وتمييز ضدهم , وإحلال بمبادئ المساواة والعدالة والمواطنة ) وكذلك في العلمانية والدين والمجتمع , يؤكد في مقالته الكاتب : باقر جاسم محمد , يؤكد الكاتب ( الشرائع الدينية جزء مهم من التكوين الثقافي الأنتروبولوجي لأي مجتمع , ولذلك فهي يمكن ويجب أن تكون أحد مصادر التشريع , ولكن في ظل الدولة من الطراز الذي يجعل الدين مصدراً أساسياً للتشريع , فقد يمكن تحقيق مجتمع مدني محدد الفعالية ) وفي العلمانية منهج أم عقيدة ؟ يؤكد الكاتب :باقر الفضلي [ بأن إشكالية العلاقة بين الدين والعلمانية وبدايات تشكيلها , تعود في جذورها التاريخية إلى بداية الإرهاصات الأولى للثورة الصناعية منذ أواسط القرن الثامن عشر , وبدايات القرن التاسع عشر في أوروبا وأمريكا , ومع تطور الإنتاج من المرحلة الحرفية التي رافقت ولفترة طويلة النظام القطاعي إلى المرحلة الصناعية الخ ] ويؤكد الكاتب : حازم العظمة , { العديد من أنظمة الاستبداد العربية المعاصرة تستخدم فكرة ( الامتياز الإلهي ) هذه صراحة ومواربة , ما يعني أن الدولة المعاصرة الاستبدادية لم تختلف كثيراً عن سلطة وسطوة القبيلة في المجتمعات البدائية , ومن المدهش أننا نجد أن المبرر – الذريعة للتسلط والاستبداد ما يزال يعمل في أيامنا هذه , نفي كل مرة ينهض المجتمع المدني , موضوع الاستبداد} أما الكاتب : جمال محمد تقي , فيؤكد في مقالته , دولة الناس ودولة الله , ( لا يحق منطقياً لأحد مهما كان ومهما ادعى أو اجتهد نفاقاً لإقامة دولة الله على الأرض , لأنها قائمة أصلاً , بكل ما فيها من صالح وطالح , شر وخيرٍ , وكل دول الأرض جزء من دولة الله , أنها جزء من البناء الإلهي للكون بعد أن علم الدين كله وبعد أن قال الله قولته أن لا إكراه فيه , بواسطة الأنبياء والمرسلين ) وما يؤكده الكاتب : فاضل الخطيب , العلمانية الدين الدولة 0 ( لا أريد إجبار أحد على ترك دينه , ولكنني أرفض أن ُيجبرني أحد للدخول في دين ما , فصل الدين عن الدولة , يحفظ للدين مكانته البعيدة عن الصراعات السياسية اليومية المستقبلية , وموقف الأحزاب السياسية وصراعاتها ) وكذلك الكاتب : محمود العبدلي , في كتابته – الدولة الدينية ضد الدين 0 يقول الدولة ضد الدين , الدولة العلمانية مع الدين , والتضليل الثاني الذي يسعى أعداء العلمانية إلى استعماله , هو قولهم , أن العلمانية هي ضد الدين وهذا أيضاً غير صحيح بالمرة , وإنما العكس هو صحيح تماماً , الدولة الدينية هي التي ضد الدين , والعلمانية على عكس ذلك تحترم الدين , فالسلطات في البلدان العلمانية الديمقراطية هي أكثر احتراماً للأديان مما في البلدان الدينية أو غير العلمانية , ويؤكد أن المملكة العربية السعودية تمنع وجود أتباع ديانات أخرى على أراضيها ولا تسمح بدور العبادة الخاصة بالديانات الأخرى ويؤكد تمنع إيران على سيبل المثال إقامة مساجد للسنة على أراضيها ) وأيضاً الكاتب : كمال غبريال في مقالته العلمانية وسقوط الأيديولوجية – يرى أن ( علمانية الألفية الثالثة , غير علمانية القرن السابع عشر والثامن عشر , فهي تحرير للإنسان من جميع الرؤى التوحيدية الشمولية , سواء كانت ميتافيزيقية أو عقلانية , هي تحرير للعقل من ذاته , فهو الذي ابتكر هذه وتلك 0 هي علمانية تطلق العقل من أساس تكامله واعتماديته على قوى غيبية ) أما الكاتب أحمد مصارع فيؤكد في مقالته نحو ثقافة علمانية معاصرة , فيؤكد ( العلمانية كثقافة علمية موضوعية , لاتقبل الإنحيازلأي دين أو مذهب أو طائفية , لأن كل هؤلاء متفرقون بينما العقل البشري واحد وتوحيدي , ولا يقبل الإنعزال , بل الموضوعية العلمية التي لا يمكن لها أن تكون اندماجية متكاملة , الجميع أبناء والجميع أحرار ) – ثم الحداثة وتجديد الفكر الديني – مقالة الكاتب : برهان غليون 0 يؤكد ( لا بد من أجل إعادة إطلاق الديناميكية التاريخية من إعادة تأسيس القيم المحررة للإنسان 0 وليس هناك وسيلة لتحقيق ذلك إلا من خلال ممارسة النقد السياسي , والأخلاقي والفكري , فبهذا الثمن يمكن أن يستعيد المسلمون هوية تشوشت , أو يجددوا هوية هرمت وفقدت وعيها الذاتي لعلهم يستطيعون التعرف من خلالها على آليات الحداثة , وبالتالي الارتقاء بممارستها وتطبيقها والسيطرة عليها , إن أي تقدم إنساني , أي أخلاقي بشكل أساسي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تقدم مسيرة الحداثة الإنسانية , التي تخضع العقلانية الأداتية إلى حرية الوعي والضمير ) وعند الكاتب : - سمير إبراهيم خليل حسن – في بحثه , العلمانية مفهوم يحرف الإدراك ويلغو فيه – يؤكد على الحرية ( الشخصية للفرد ( طبعاً عند الإنسان الأوروبي ) وكذلك مسألة إنهاء سيطرة وهمجية الكنسية عليه وعلى سلطة الدولة وعلى المجتمع وتشريعاته وتوجهاته النظرية والعلمية , وبذلك صار فصل الكنسية عن الدولة أمر قائم ومطلب إنساني يقوم على مسؤلية الفرد أمام ربه من دون تدخل في تلك المسؤلية ) وأيضاً الكاتب :– يرى أن ( العلمانية مفهوم سياسي يتعلق بحسم مسألة دور الدين السياسي في المجتمع والدولة 0 أما الأسس الاقتصادية والاجتماعية والفكرية للعلمانية فإن الاقتصاد الحر والمجتمع المدني والدولة القائمة على التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة ) ويرى الكاتب : حسقيل قوجمان – في مقالته – الدعوة لحكومة علمانية خدعة كبرى للطبقة العاملة والكادحين 0 يؤكد ( أن الدعوة إلى تشكيل حكومة علمانية هي دعوة تجعل كأن التناقض الأساسي للمجتمع هو بين العلماني والاتجاه الديني ) – أما الكاتب : جورج سامي – في مقالته العلمانية والدساتير الدينية العربية – فيقول : هل يمكن تحقيق العلمانية في ظل قوانين ودساتير ذات مرجعية دينية ؟ بالقطع وبالطبع لا 0 فكما يعرف البعض أن العلمانية ليست ضد الدين أو على النقيض منه ولكنها التحرر من سيطرة المؤسسات الدينية على أمور الدولة وشؤون الحكم , أو هي تحول سلطة المؤسسات الدينية , إلى المؤسسات المدنية ) ويؤكد الكاتب : كمال سيد قادر – في مقالته العلمانية كمنقذ للمحنة العراقية 0 ( لو لم تبتكر فكرة العلمانية في عصر التنوير في الغرب , لتم ابتكارها اليوم لإنقاذ العراق من وباء الحرب الطائفية التي أصابت جراثيمها بالفعل الجسد العراقي 0 لأن الوضع الحالي في العراق يشبه إلى حد كبير الوضع السياسي في أوروبا في القرنين السادس عشر والسابع عشر , قبل بداية عصر التنوير , والدولة العلمانية لا تمثل ديناً أو طائفية )
إن ما آخذناه عن هؤلاء الكتاب الأجلاء , ليس بديلاً عن مقالاتهم , وإنما هو استعراض بمثابة الأسئلة الجوهرية في مقالاتهم , وهو احتفاءاً بهم , ومن ثم احتراماً لما قدموه وغيرهم الكثير مما ساعدوا على إخراج ملف العلمانية إلى النور الذي ظهرت بدايته بتاريخ 1/7/2006 0 إذ هو مستمر على مساحة الموقع وفي اعداده الماضية والحاضرة , ومن هنا تأتي أهمية الموقع الإلكترونية العلمانية والديمقراطية في التعامل مع ذهنية ليس الكاتب فقط , بل وتحترم كليهما لصياغة فهم متحرر , وحر في منطوته التفكير , فعلى الرغم من التباين الواضح عند الكتاب في تناول الموضوع , وهذا هو جوهر المسألة , ولكن الاختلاف , يعطي ثماره لطرح العلمانية في رؤيتها الأكثر اتساعاً وشمولاً , وفي جوانبها المختلفة في رؤيتها , للمجتمع , والدين , والحكم , والاقتصاد , والسياسة , والمعرفة , بل لكل تلاوين أسباب عيش الكائن الإنسان , ومن ثم ما يطرح من معادلات , ونظم تفكير , تؤدي إلى الأفضل في أنماط حياته وتعاملاته مع الوجود , وإيجاده دائماً الصيغ الأفضل لصالح أنماط عيش الإنسان , والبحث الدائم عن كيفية أن يكون متفرداً برقيه واحترامه لإنسانيته بعيداً عن ضيق الأفق في منطق التفكير , ومن هنا فإن كتاب الحوار المتمدن , على مشارب أنماط رؤيتهم بأسباب الأمور , يحاولون جميعاً أن يكونوا نموذجاً للتفكير المختلف الحر المتفاعل , ومن ثم المتناقض أحياناً , ولكن في الوقت ذاته القادر على التعايش بسمو وَرُقي , وأيضاً الباحث عن المجدد لخدمة الحياة , ثلاثة وعشرين كاتباً من كتاب الحوار المتمدن يكتبون في وعن العلمانية , هؤلاء الكتاب هم ليسوا أعداءً للدين والدنيا , ولا يعتمدون على برامج جاهزة مفخخة أو مملؤة بالكره , كلّهم وكلّهم ومئات من كتاب الحوار المتمدن غيرهم ينشدون خير الناس , وسلام الناس , وليس لهم غاية سوى أن تعيش شعوبهم وشعوب العالم آمنين , لا يفكرون من أجل نصب الأ فخاخ أو الكراهية , وليسوا عملاء لأحد , بل هم صادقون مع ذواتهم مخلصون لضمائرهم , مفكرون بالذي لصالح الإنسان , يحترمون العقل والمنطق , ويحترمون حرية الناس في العقيدة , والمذهب , ويحلمون جميعاً أن يصل البشر كما هو خير الناس جميعاً , ويؤمنون بالديمقراطية أسلوبا لممارسة والحوار , هم لم يكونوا كذلك لأنهم مؤمنون أو ملحدون , وهم لا يعيبون على أحد إيمانه , ولكن جلّ ما يهمهم أن يصل الناس جميعاً إلى احترام كرامة الإنسان , وأن نؤّمن له فرص العيش الكريم , فالإلغاء هو أسوء أشكال الممارسة , وإدخال الناس في المفاهيم عنوة هو قهر للناس , وبما أن البدائل للقناعات والمفاهيم التي تجاوزتها الحياة موفورة , إذن لما لا نبحث عن الأ رقى والأكثر حرية , لنحقق إنسانيتنا, لماذا يحشر الناس أنفسهم ودائماً في الزوايا الضيقة , وهم يعلمون أنهم سوف يكونون أكثر غريزية وتوحداً مع الحالة المتقولبة لنمط الجنس ضيق الأفق , المتوحد مع العودة إلى بدائيته , كلهم كتبوا بحوثاً ومقالات , تثير أسئلة جوهرية في العلائق الإنسانية , وجوهر النظم , والاستبداد , والديمقراطية , ملف في العلمانية والدين والمجتمع يفتحه موقع الحوار المتمدن , دون تعصب لرأي أو فكرة , أو قانون , فالكل هنا قابل للحوار , والآراء والمفاهيم جميعها محترمة , وليس عليها رقابة سوى منطق العقل الحر , والتعود على الحوار الراقي , فلا إلغاء ولا إقصاء حتى لأصحاب البهتان , هكذا هي الحياة فسيفساء من التكوينات المختلفة والمتضادة أحياناً , وكم كان الأمر مهماً لو أن مشايخ الأديان أو مدعي ذلك يدلون بدلوهم في هكذا مواضيع , لماذا لا يحولون الصراع على المفاهيم بدلاً من قتل الأرواح , وليحاولوا أن يثبتوا أنهم الأكثر إقناعا ً , ويتركوا منطق الحياة يأخذ دوره , بدلاً من التعصب والكراهية , والتناصر المتقابل بين المفاهيم , أليس احترام القناعات والأديان , والحرية الشخصية لقيم الناس , هي جوهر الحياة , إذن لماذا هذا التعالي الكاذب طالما الجوهر بعيد عن الحقيقة , فتحية محبة إلى الحوار المتمدن بهيئته العلمانية المتمدنة , وتحية إلى كتاب الحوار المتمدن بكافة مشاربهم , ولنعمل لمزيد من الملفات الأكثر تجدداً وسخونة في هذا العالم , من أجل خدمة الإنسان , وليس خدمة السياسة 0
#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟