أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الناشف - مهلاً .. كيلا نحرث البحر














المزيد.....

مهلاً .. كيلا نحرث البحر


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1601 - 2006 / 7 / 4 - 07:25
المحور: المجتمع المدني
    


بالوقوف قليلاً عند إحدى محطات الحياة المتنقلة , لزام علينا التوقف التام والتبصر الدقيق , لما يجري على أدراج هذه المحطات .
المحطة الأولى تبدو فيها الصورة متلبدة كتلبد الغيوم , تجري فيها الماء من تحت أقدامنا دون أن يشعر أحدنا بشيء , إنها محطة الحرث في بحر الفساد , الكل يريد حرث الفساد واقتلاع جذوره , ليسويه على مستوى الأرض , إلا أن هذه الإرادة تبقى في حدود الأمنيات والأحلام الوردية , السبب في ذلك يرجع إلى قلة الاستدراك , فحدس الفساد موجود وملموس ومعاش يومياً , لكن الخلل يأتي من ضعف المساحة التي يستدرك فيها الفساد , أي أنه يرى بعين دون أخرى , فأخصائيو معالجة الفساد يسلمون بصعوبة علاجه , لاعتقادهم أن الفساد أشبه ببحر سحيق لا ساحق له , لذا, فإن حرثه ما هو إلا حرث في قاع البحر , لا شيء يرجى منه سوى استمرار تكاثره بشكل متسارع , فالجميع ضد الفساد ومع حرثه , طبعاً دون أن يعلموا على أي أرض يحرثونه وأين هي أرضه أصلاً ؟.
المحطة الثانية تكاد تكون من أهم المحطات وأخطرها على الإطلاق , فأهميتها ناتجة عن اتصال جزئياتها بجميع المحطات السابقة واللاحقة لها , فحرث البحر قد يكون مفيداً فيها , إذا ما عبرت عن حالتين اثنتين ..
الحالة الأولى : عودة كل مغترب إلى وطنه بعد غياب طويل له أسبابه ومسبباته .
الحالة الثانية : الدفع باتجاه الوحدة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد , وتعزيزها أكثر مما هي عليه في الواقع كما يدعي البعض .
أمّا خطورة هذه المرحلة تقوم على تغييب الحالتين الأنفتين , والادعاء بوجود هما على الأرض , مما يفاقم من خطورة الموقف ويعود بنا إلى الحرث مجدداً في قاع البحر , فلا استقامة للبناء الوطني بدون هاتين الحالتين , ولا معنى لكلمة وطن إذا ما أبعد أبناءه وطال إبعادهم طويلاً , كما لا يجوز التغني بوجود وحدة وطنية شكلية تستوعب من تشاء وتستبعد من تشاء .
المحطة الثالثة تمتاز بسلبياتها لا بإيجابياتها , تظهر سلبياتها من خلال حمل كل طرف أدوات حرثه في وجه الطرف الآخر ( المختلف معه) فالواضح أن حمل الطرفين لأدواتهم تجاه بعضهم , يعيدنا إلى عصور مرت وانقضت , ومن غير اللائق استحضارها , فالكل يهوى الحرث في البحر كما يحلو له .
بعد هذه المحطات الثلاث لا بد لنا من أن نقف على محطة رابعة وأخيرة نتبصر فيها ما يحيط بنا من مخاطر مهلكة , محطة من شأنها أن تقوّم عيوب المحطات السابقة وتجعلها أكثر توافقاً .
نافل القول إنّها المحطة التي يجب أن يكون الحرث فيها على أرض الوطن , لا في البحر , فالأجدر ألا يكون حرثنا حرثاً وهمياً , ولا نحرث بعضنا البعض , ولا ندعي حرثاً طوبا وياً , فالمطلوب أن نحرث سويةً وإن اختلفت أدواتنا وبرامجنا وأولوياتنا.
إن الوقوف عند هذه المحطات حاجة ملحة لنا , بقدر ما هي دمار لنا سيما إذا أطلنا الوقوف في مكاننا , عندها سيكون الغرق ماثل أمامنا , فاغراً فمه لابتلاعنا دفعة واحدة , والحرث لا يزال مستمراً .. فمهلاً أوقفوا حرثكم إن بقي لبحركم وأرضكم رحمةً في قلبكم .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبودية ما بعدها عبودية
- وصولية المصالح اللامحدودة
- بين المعارضة والنظام وطن واحد
- حقاً إنه زمن العجائب
- تريدون حرية .. فلتأخذوها
- المعارضة السورية وثقافة الاتهام
- أبعد من الذبح
- ثمن أن يفيض الفرات
- عندما يفيض الفرات
- التماثل بين مساري الأيديولوجيا والشمولية
- الثالوث السلطوي المقدس, ترغيب, ترهيب, تربيب
- سوريون وراء الحدود
- ...الأنظمة : مشروعية التماهي بالأوطان
- المجتمع المدني .. الوجه الآخر للديموقراطية
- بين الحاجات الوطنية والدوافع القومية
- سورية: معارضة فنادق أم خنادق .. ؟
- مزالق الديموقراطية المرتهنة
- أميركا:الخطاب الديني المتقلب
- عقد الاستبداد العربي وعقليات إنتاجه
- السفينة العربية المضادة للغرق تغرق نظرية أرخميدس


المزيد.....




- برنامج الأغذية العالمي يغلق جميع مخابزه في غزة
- الأمم المتحدة: ادعاء إسرائيل أن مخزون الغذاء في غزة كاف لفتر ...
- نادي الأسير: تصريحات بن غفير اعتراف بارتكاب جرائم منظمة بحق ...
- مشرعون أمريكيون يهددون الأمم المتحدة بعقوبات في حال التحقيق ...
- استشهاد 322 طفلا منذ استئناف الحرب على غزة واليونيسيف تدق نا ...
- الأمم المتحدة: إدعاءات إسرائيل بشأن الغذاء في غزة سخيفة
- عاجل | حماس: قطاع غزة دخل فعليا مرحلة المجاعة في واحدة من أس ...
- عضوان بالكونغرس يهددان الأمم المتحدة بعقوبات بحال التحقيق ضد ...
- مقتل صحفي مع أسرته بقصف على خانيونس استمرار لنهج إسرائيل في ...
- يونيسف: استشهاد ما لا يقل عن 322 قاصرا في غزة منذ استئناف ال ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الناشف - مهلاً .. كيلا نحرث البحر