أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - القصيمي و دايروش شايغان.. مقدمة اولية














المزيد.....

القصيمي و دايروش شايغان.. مقدمة اولية


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6670 - 2020 / 9 / 7 - 23:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد نومة شبه ابدية، استيقظ القصيمي، ليرى اطلال ينعب عليها الغراب، خراب داكن، ارضا لا تصلح لإنبات كل شيء من اجل شيء، فهو كان مخدوعًا، أو قُل كان يسير على نهج اسلافه، اذ قد اوهموه بعبقرية واحقية اولئك الاسلاف، وهو، بعدُ، مقلّد لغيره ممن يدعون العلم والادب والمعرفة، ويحملون بين اياديهم اعلام المعرفة، لينيروا بها الدجى، كما يدعون، فهو فتح عينيه على تلك الثقافة الهابطة وعاش على اطلالها، واعتقد انها هي الحقيقة بعينها(اول امره).
وحين صحا من مفعول ذلك المخدر، صُدم، وأي صدمة تلك التي تلقاها، انها اعادته الى رشده ووعيه، وكأنه كان في عالم غير عالمه، فذُهل وكاد أن يجن جنونه، بل فعلا جن جنونه. (هذه هي الاغلال)، إذن، انتبه على أن الشعوب العظيمة اخذت تتطور وتتقدم، وتقفز قفزة نوعية على كل المستويات، بما فيها العلمية والتكنولوجية، بل وحتى الانسانية، بينما الشعوب العربية والاسلامية تتراجع للورى، وتغفى في ظلام دامس، ما يعني انها ترجع الى عصر الظلام، عصور التخلف والجهل، وترضى بالعبودية مقابل الحرية.
فطفق يضحك طويلا، ويبكي كثيرًا، لماذا يحدث ذلك؟، اين ابن النفيس، اين ابن رشد، بل اين ابن سينا، وامثال اولئك العظماء الذين خدموا العلم والمعرفة حتى ارتقى الانسان بتلك العلوم.
(لا) هذا لا يمكن أن يجري، ولا يصح أن يجري، فلمْ ينم، وراح يتصارع مع الليل، فتارة يصرع الليل، وطورًا هو الذي يقع تلك سيوف الليل التي لا ترحم. ما هذا؟. أنها الاغلال، يا الهي؟. الاغلال تفعل بنا ذلك؟. نعم، واكثر، والاغلال لها اسبابها التي جعلت منها أن تستفحل، بل وتصبح كشرطي يضرب بعصاه الغليظة ظهور من يخالفوا تلك القوانين، ولا يوجد من يدعه.
وكأن دايروش شايغان، يستمع، بل ويشاهد ما يفعله عبد الله القصيمي، فصحا هو الآخر من ذهوله، وطفق يناغم القصيمي في قبره، ويبكي لبكائه، ويتمنى من كل قلبه لو كان موجودا بجانبه، يشاركه الاسى، ويعينه على آلامه ويداوي جراحه التي لا تندمل.
للأسف أن القصيمي لا يسمع بكائه وحزنه وتضرعه، لأن الموت قد باعد بين الاثنين، (مالك ايها الموت تباعد بين الاحبة)؟.
القواسم المشتركة، التي تجمع بين القصيمي وشايغان، عديدة، والاطر التي بينمها كثيرة، والافكار التي يحملها الاول ازاء الثاني، متشابهة كتوأمين سياميين.
وحتى أن كان لغة الاول بعيدة عن لغة الثاني، لكن الافكار متشابهة، والمشكلة واحدة، والمرارة نفسها التي تذوقها الطرفين، هي مرارة لا يمكن أن يستسيغها فم الانسان الذي يحمل الانسانية بين جنبيه كقلب ينبض بالمحبة الى الناس على حد سواء، ويؤمن كل واحد منهم أن يعيشوا الحياة بكرامة، وبصفاء، وبحرية، من دون أن تُمس كرامتهم، كائن من يكون، وبالخصوص رجال الدين، من الذين حرفوا الواقع وتعكزا على القضايا التاريخية والتراثية، وتناسوا أن الانسان له كرامة وحق العيش الطبيعي، بصرف النظر عن كل المسميات.
وهذا لا يمكن.. لأن رجال الدين هذه هي بضاعتهم، وهم يتكسبون بها، بل ويتسيدون على الناس من خلالها، ومن يقف بالضد منهم، فأن مصيره الاستقصاء، أو التكفير والخروج من الملة!.
اذن ثمة اغلال تقيّد التقدم والحضارة، والارتقاء بالإنسان الى انسانيته، حتى يعيش عيشة راضية.
شايغان تيقن بذلك، ووافق الاطروحة التي قدمها القصيمي، لكنه الآخر انصدم بنفس تلك (الاغلال)، فراح يكتب هو الآخر، ينتقد ويشجب، ويوضح للناس ما تفعله تلك الاغلال، بحيث تعيق التقدم والانفتاح، لكن اللغة التي كتب بها شايغان هي ليس اللغة التي كتب بها من قبله القصيمي، بمعنى آخر، أن القصيمي كتب بصورة مباشرة، بحيث يفهما الجميع، علماء والمثقفين ومتعلمين وسوقة، حتى حد سواء. وشايغان طفق يكتب باللغة التي تفها النخبة، والنخبة فحسب، لكن الرسالة واحدة والهدف نفسه.
وللمقال بقية..



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسلية في فراغ جامح
- الفيلسوف الذي انتقد ماركس بشدة ووصفه بالنبي الكذاب
- تحدي
- بقايا وطن
- مجنون!
- رجلٌ مرشّح للهذيان
- هذيان في الحجر الصحي!
- انت تدخّن ايامك
- في ذلك الشارع الهرم!
- الحُسين!
- الحاكم العربي
- بساتين أحلامنا غزاها الشيب
- إنها الحرب يا صديقي
- اغتيال قصيدة!
- لو كنت امير المؤمنين
- قررتُ أن لا أرُيد وطنْ
- قاسمني رغيف ألمي!
- مِجَسَّات تلك الغرفة/ قصة قصيرة
- اشوفك مبتسم: نص غنائي
- ارصفة حالكة


المزيد.....




- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - القصيمي و دايروش شايغان.. مقدمة اولية