أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي وتوت - تنوير أهل العراق... هل يعرف العراقيون بعضهم ؟ الجزء الحادي عشر والأخير














المزيد.....

تنوير أهل العراق... هل يعرف العراقيون بعضهم ؟ الجزء الحادي عشر والأخير


علي وتوت

الحوار المتمدن-العدد: 1601 - 2006 / 7 / 4 - 07:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


رؤية سوسيولوجية في تنوع المرجعيات العراقية الفاعلة
في الجزء الأخير من مقالتنا المطولة نؤكد على أنه لم يعد خافياً على أحد تلك التركيبة الاجتماعية المتنوعة للمجتمع في العراق، والتي تصبغه بالصبغة الثقافية العائلية والقبلية والمذهبية والإثنية. فلم يكن هذا المجتمع مجتمعاً موحد الذهنية ولم يكن منصهراً في بوتقة واحدة طوال تاريخه، بل كان وما زال العراق يعاني ويقاسي من فقدان التجانس الاجتماعي، إن مشكلة عدم التجانس الاجتماعي وعدم الانصهار الثقافي هي من أعظم مشاكل المجتمع في العراق.
فالكورد بكل عشائرهم وقبائلهم (الطالبانيين والبرزانيين والبابانيين...وما إلى ذلك) ومذاهبهم في الشمال لا يرغبون قلباً وواقعاً بالانتماء إلى المجتمع العربي في الوسط والجنوب، وهو ما جعلهم يعانون من صراع مستمر وعنيف دامي مع الدولة والمجتمع. وهذا الصراع سواء كان بين بعضهم البعض، أو مع الحكومة، فإنه أفرز لدى الكورد العراقيين أمراضاً نفسية واجتماعية كالخوف وعدم الاطمئنان وعدم الثقة والغش والخداع والمراوغة علاوة على الفقر والعنف، وليس لنا إلا أن نشير إلى الأحداث منذ دخول قوات الاحتلال وسقوط النظام الدكتاتوري السابق، والتقارير الكثيرة الصادرة عن الأمم المتحدة وحقوق الإنسان في العراق.
والعرب بكل عشائرهم وقبائلهم لم يكونوا بأفضل حالاً من الكورد، فعلاوة على الاختلافات الدينية والمذهبية التي تستحوذ على أفراد المجتمع في العراقي لقرون طويلة من يهود ونصارى ويزيدية وصابئة وآشوريين، وشيعة وسنة ... الخ نجد أن الانتماء الديني والطائفي والإثني هو الذي تحكم ذهنية أفراد المجتمع في العراق، يعزز تلك الانتماءات الجماعات الفاعلة في العراق، وهي العائلة والقبيلة والعشيرة. ومع سيطرة كل هذه التركيبة الثقافية من الانتماءات التي لا تترك المجال لتطبيق حقوق الإنسان، ما الذي ينبغي فعله لضمان احترام الجماعات المتنوعة في مجتمع العراق لحقوق بعضها البعض؟
إنَّ صناعة مفهوم (الوطن) وفق معايير الجماعات الاجتماعية الفاعلة غير الحديثة وغير المتحضرة (العائلة والعشيرة والقبيلة والمحلة والمدينة المتريفة)، بدعمٍ من المرجعيات الفاعلة (الإثنية والدين والطائفة)، سيؤدي إلى العزل السياسي والطائفي والعِرقي والثقافي المتبادل بين أبناء الوطن الواحد لأنه سيقود لخلق كانتونات متحصنة بمعاييرها الذاتية، فضلاً عن إنها تستهدف خلق ذوات ضيقّة ضمن الذات الوطنية الواحدة مما سيمزق هذه الذات ويسلب عنها مقومات القوة. وعليه فإنَّ التنافس القائم على رقعة النفوذ ونوع المصالح والتعبير عن الذات سيولد الكراهية جرّاء اختلاف نمط المعايير والمصالح المُعتَمدة لدى كل طائفة وفرقة وما تختزنه من أطروحات ورؤى، وستنتج عن هذه الكراهية حالات التصادم لا محالة.
إن الحل يتجسد بخلق أو صنع تركيبة مجتمعية جديدة في العراق، إن المقتربات والتنظيرات الجديدة في علم التنمية تركز على ما يطلق عليه الرأسمال الاجتماعي. إذ تؤكد هذه التنظيرات على أن المصادر والثروات الطبيعية ليست هي مقياس غنى أو فقر المجتمع. ويعطي الباحثون في المجتمع الياباني مثلاً على فقر الثروات الطبيعية، وغنى الرأسمال الاجتماعي للمجتمع الياباني. مثلما إن تواجد ثروات عملاقة في العراق لم يجعل من أهله أغنياءً في يوم من الأيام، ولنستذكر هنا قول شاعر العراق بدر شاكر السياب:
ما مرّ عام والعراق ليس فيه جوع
فالتنوع الاجتماعي المنتج هو الثروة الحقيقة للدولة أو البلد، فاليابان مثلاً دولة تفتقد للثروات الطبيعية، لكنها تعد اليوم واحداً من أغنى وأرقى المجتمعات تحضراً، إن لم تكن الدولة الأولى أو الثانية على أبعد تقدير من ناحية الغنى الاقتصادي. كل ذلك يحدث في اليابان على الرغم من فقر الطبيعة فيها للثروات (وبجميع أشكالها ومصادرها)، وأيضاً على الرغم مما أصابها من كوارث الحرب العالمية الثانية.
إنَّ معظم إشكاليات واقع الاجتماع السياسي والثقافي الراهن في العراق تصدر عن وعي مغلوط لتراكم هذا الاجتماع. وهذا الوعي هو ما يؤسَّس عليه من قِبَل العديد لصياغة الواقع في العراق الجديد. وهو ما نحن في غنىً عنه الآن. إذ إننا بحاجةٍ إلى العمل على خلق إحساس جديد بمفهوم العراقية Iraqi الغائب عن الأذهان لحد الآن، بفعل استمرار ممارسات التصفية والعزل والتهميش والإقصاء المتقابل بين أفراد وشرائح المجتمع في العراق، والتي تصدر، في أغلبها الأعم عن جهل وعن وعي منحرف لقواعد الحياة وشروط إنجاز التجربة الإنسانية والوطنية.
من هنا تأتي قضية تقبل التنوع والاختلاف الإنساني كإحدى الموضوعات المهمة في حقوق الإنسان.كما أنَّ في تأكيد الديمقراطية على قيم المساواة وقبول الآخر والحوار والتعايش انطلاقاً من مبدأ التنوع، الأساس لبناء أية تجربة وطنية وإنسانية.



#علي_وتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنوير أهل العراق .... هل يعرف العراقيون بعضهم ؟ الجزء التاسع
- تنوير أهل العراق .... هل يعرف العراقيون بعضهم ؟ الجزء العاشر
- تنوير أهل العراق .... هل يعرف العراقيون بعضهم ؟ الجزء السابع
- تنوير أهل العراق .... هل يعرف العراقيون بعضهم ؟ الجزء الثامن
- تنوير أهل العراق ... هل يعرف العراقيون بعضهم ؟ الجزء الخامس
- تنوير أهل العراق .... هل يعرف العراقيون بعضهم ؟ الجزء السادس
- تنوير أهل العراق ..... هل يعرف العراقيون بعضهم ؟ الجزء الثان ...
- تنوير أهل العراق ..... هل يعرف العراقيون بعضهم ؟ الجزء الراب ...
- تنوير أهل العراق ..... هل يعرف العراقيون بعضهم ؟ الجزء الثال ...
- تنوير أهل العراق... هل يعرف العراقيون بعضهم ؟ الجزء الأول
- في المضمون الاجتماعي للفن....قراءة أولية في سوسيولوجيا الفن ...
- في المضمون الاجتماعي للفن.... قراءة أولية في سوسيولوجيا الفن ...
- المؤسسة العسكرية في الدولة العراقية السابقة 1-2
- المؤسسة العسكرية في الدولة العراقية السابقة 2-2
- عراق (واحد) أم (موحّد)...... عن أيّ مجتمع عراقي نتحدث ؟
- في الاجتماع السياسي للعراقيين ....عن أيّ مجتمع عراقي نتحدث ؟
- في أبعاد العولمة ومستوياتها
- انتهاكات حقوق الطفل في العراق 1-2
- بيئة الإنسان من منظور الثقافة والمجتمع
- 2-2 انتهاكات حقوق الطفل في العراق


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي وتوت - تنوير أهل العراق... هل يعرف العراقيون بعضهم ؟ الجزء الحادي عشر والأخير