أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - آية … إبراهيم … عظماءُ على مُنحنَى المعادلة الرباعية














المزيد.....

آية … إبراهيم … عظماءُ على مُنحنَى المعادلة الرباعية


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6668 - 2020 / 9 / 5 - 13:08
المحور: حقوق الانسان
    


طبيبةُ المستقبل القريب: "آية طه حسين"، وطبيب المستقبل القريب: "إبراهيم عبد الناصر راضي"، وجهان مصريّان جميلان، من تلك التي تصادفُها في كل مكان. الأولى ابنة محافظة البحيرة، والثاني من محافظة الإسكندرية. لم يلتقيا من قبل، وإن جمعت بينهما عديدُ الأشياء. جمعَ بينهما الوطنُ، والملامحُ المصرية الآسرة. جمع بينهما تقاربُ العمر، حيث أنهيا هذا العام امتحانات الثانوية العامة بمجموع فائق، ربا على ال 99٪. جمعتْ بينهما الرغبةُ في الالتحاق بكلية الطبّ البشري، وضمن لهما التفوقُ هذا. بعد بضعة سنوات بإذن الله، سوف تجمعُ بينهما مهنةُ الطبّ النبيلة، وشرف البالطو الأبيض. سوف يتعلّمان خلال السنوات القادمة كيف يُخفِّفان آلامَ المأزومين، وأوجاعَ المجروحين؛ بمباضع الجراحة وعقاقير التداوي. سوف يتلوان قسمَ الشرف العظيم، المستوحى من قَسَم "أبقراط"، "أبي الطب" الإغريقي، الذي خطّه في القرن الرابع قبل الميلاد، قائليْـن: “أقسمُ بالله العظيم أن أراقبَ اللهَ في مهنتي. وأن أصونَ حياةَ الإنسان في كافة أدوارها، في كل الظروف والأحوال، باذلًا وُسعي في استنقاذها من الموت والمرض والألم والقلق، وأن أحفظ للناس كرامتهم، وأسترَ عوراتهم، وأكتم سرّهم. وأن أكون على الدوام من وسائل رحمة الله، باذلًا رعايتي الطبيّة للقريب والبعيد، الصالح والطالح، والصديق والعدو. وأن أثابر على طلب العلم، أُسخِّره لنفع الإنسان لا لأذاه. وأن أوقِّرَ من علّمني، وأُعلّم من يصغرني، وأكون أخًا لكل زميل في المهنة الطبية في نطاق البرّ والتقوى. وأن تكون حياتي مصداق إيماني في سري وعلانيتي، نقيًا مما يشينني أمام الله ورسوله والمؤمنين. والله على ما أقول شهيد.” وسوف يتعلّمان أن ينقشا "عين حورس" على روشتة الوصفات الطبية التي يكتبانها، كما كان "أبقراط" ينقشُها على صدر أي وصفة طبيّة، إيمانًا منه بعظمة الطبّ المصريّ القديم. ومع الزمان تطورت "عينُ حورس" لتغدو على شكل حرفي (Rx ) المتشابكين التي نراها مطبوعة على جميع روشتات العالم. وسوف يغدوان بإذن الله طبيبين عظيمين يُشرّفان اسمَ مصر في محافل العالم الطبية والعلمية.
“آية" و"إبراهيم" صبيّةٌ وصبيٌّ في بداية مشوار حياتهما، يجمعُ بينهما صخبٌ إعلاميّ أحاط بهما منذ أُعلنت نتائجُ الثانوية العامة قبل أيام، ويجمعُ بينهما احتفاءُ الحكومة المصرية والمؤسسات العلمية والأزهر الشريف والجامعات المصرية بما صنعا. وتجمعُ بينهما وعودٌ كريمة بمنح دراسية مجانية، ليس وحسب مقابل تفوقهما في الثانوية العامة، بل لأن ذاك التفوّق كان عصّيًّا وعسرًا، يحملُ من التعب ما يحملُ، ويحملُ من الكدّ والكفاح وتحمّل مسؤولية الأشقاء الصغار ومساندة الأم والأب على العمل، الشيءَ الكثير.
لا شيء فريدًا يجمعُ بين الشابين الجميلين: "آية طه"، و"إبراهيم عبد الناصر" في هذا المقال إلا المشتركاتُ السابقة، التي قد تجمع بين بشر كثيرين غيرهما. غير أن الرابطَ الأساسَ الذي يضفُرُ هذين الاسمين هو "الدرسُ" الذي تعلّمناه من هذين الصغيرين، و”المعادلة” التي نسجها هذان الطالبان المتفوقان. ولا ضيرَ مطلقًا في أن نتعلّم من أبنائنا، ما فاتنا أن نتعلّمه في حياتنا.
أما الدرسُ: فهو أن ضيقَ ذات اليد شرفٌ وعِزّة، إن اقترن بالعمل والكفاح وتحمّل المسؤولية. تعلّمنا منهما أن رقّة الحال وعُسر الظرف والعمل المبكّر، ليست مبررًا لإهمال تحصيل العلم والتفوق والإصرار على احتلال مكان في حقل المهن الرفيعة التي يصبو إليها الناس. تعلّمنا منهما أن النبلاءَ إن عاشو حياة صعبة، يجهدون بقية حياتهم أن يُجنبوا الناسَ ما مرّوا به من صعوبات، فيمتهنون مهنًا تساعدُ الإنسانَ وترتقي به. تعلّمنا منهما أن "أولاد الأصول"، لا يخجلون من مهن آبائهم وأمهاتهم مهما كانت بسيطة: بل يقفون أمام الشاشات في ثباتٍ يعلنونها بفخر وإكبار؛ لأن العملَ، أيَّ عمل، مجالُ تقييمه الأوحد لا يكون إلا في "محكمة الشرف”. وكلُّ عملٍ شريف، هو بالضرورة عملٌ رفيع وراق.
وأما "المعادلةُ" التي نسجها كلٌّ من"آية" و"إبراهيم" لكي نتأملها، فهي متعددةُ الحدود من "الدرجة الرابعة”. تدرجتْ من معادلاتٍ خطية ثنائية ثم ثلاثية حتى وصلت إلى المستوى الأعلى. الكفاح + الجَلَد = النجاح. النجاح + تحمّل مسؤولية الأسرة + الثقة بالنفس والاعتزاز بالأصول = الإنسانية الفائقة. الإنسانية + الموهبة والتوقّد الذهني + الإصرار على التفوق + الثقة بالله والبساطة = هنا تكون المعادلةُ الإنسانية قد وصلت أوجَها الفائق. ما يدفع المرءَ للسعي لمصافحة أولئك النابهين. تحية احترام للجميلة "آية" وأسرتها، والجميل "إبراهيم" وأسرته، ولمصرَ العزيزة التي أنبتتْ تلك النبتات الطيبة؛ وسوف ترعاها. "الدينُ لله، والوطنُ لمن يعلو باسمِ الوطن”.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاء الدين… المسرح في أوجِ الإبهار
- سمير اللإسكندراني … خالدٌ كما تعاويذ الفراعنة
- القلمُ الباركر …. الذي علّمني نُصرةَ المظلوم
- روشتة النجاح: -الصَّمَم الجميل- !!!
- وفاءُ النيل … عند السلف الصالح
- بابٌ من صفيح
- إطلاقُ اسم سمير الإسكندراني … على أحد شوارع القاهرة
- أبي …. وعنصريةُ يدي اليسرى!
- لماذا تأخّر التنويرُ في بلادنا؟
- صاحبُ المقام… التجارةُ الحسنةُ مع الله
- بيروت الجميلة … سلاما
- محمد مشالي … شجرةٌ بمئة مليون ثمرة
- نورا … وأشهر إصفاقة باب في التاريخ
- إنه … الأستاذُ: عبد الرحمن أبو زهرة
- نورا التي رفضت أن تكون عروس حلاوة
- حوار مجلة أمارجي العراقية مع الشاعرة المصرية فاطمة ناعوت
- انتحالُ صفة: (رجل)!!!
- التحرُّش… وصعوبةُ أن تسكنَ جسدَ امرأة!
- حينما تصيرُ المرأةُ: سيارةً ب قِفل!!!
- رجاء الجدّاوي … الجميلةُ التي غادرت


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - آية … إبراهيم … عظماءُ على مُنحنَى المعادلة الرباعية