أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - حماية الفساد مس بمصداقية المؤسسات.














المزيد.....

حماية الفساد مس بمصداقية المؤسسات.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 6667 - 2020 / 9 / 4 - 21:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


تتأكد يوما بعد يوم وفضيحة بعد أخرى أن الحكومة طبّعت مع الفساد حتى صار جزءا من بنيتها تحميه أطراف من داخل الحكومة ومن خارجها .وعلى الرغم من توفر الآليات الدستورية والتشريعية والمؤسساتية (الدستور الذي يربط المسؤولية بالمحاسبة ،الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، الهيئة المركزية للحماية من الرشوة، المجلس الأعلى للحسابات، اللجنة الوطنية لمكافحة الفساد ) فضلا الهيآت غير الحكومية التي يبدو أن الحكومة لا تتعامل مع تقاريرها بجدية ، فإن المغرب لا يزال يحتل مراكز متأخرة في مؤشر مدركات الفساد ، بل تراجع ليحتل الرتبة الـ80 من أصل 180 دولة، بدل الرتبة الـ73 التي احتلها سنة 2018 ، حسب تقرير منظمة ترانسبرنسي الدولية لسنة 2019. فحتى حين اعتمدت الحكومة المغربية الإستراتيجية الوطنية لمحاربة الفساد ، وأعطت انطلاقتها الرسمية في 2016، لم تكن جادة في تطبيقها بدليل تقسيمها إلى ثلاث مراحل : مرحلة “انطلاقة” التي انتهت في سنة 2018 ، ثم المرحلة الثانية “ التوسيع” (2019 إلى 2021) ، ثم مرحلة النضج” التي ستبدأ في 2022 وتنتهي في 2025. وما يثير الشكوك لدى عموم المواطنين في جدية الحكومة وصدقية برامجها وخططها لمحاربة الفساد ، أن اللجنة الوطنية لمكافحة الفساد التي تم إحداثها بموجب مرسوم صادر في نونبر 2017 ، ويرأسها رئيس الحكومة وتضم في عضويتها ممثلين عن بعض السلطات الحكومية والهيئات ذات الصلة وممثلين عن القطاع الخاص والمجتمع المدني، ورُصدت لها ميزانية مهمة من المال العام ، لكن آثارها على الواقع تكاد تكون منعدمة فيما يخص ملفات الفساد الكبرى التي تنهك الدولة وتمس مباشرة بحقوق المواطنين في العيش الكريم والسلامة الصحية .أما الاقتصار على مطاردة صغار المرتشين من دركيين وأمنيين وموظفين عبر الخط الأخضر أو استقبال شكايات المواطنين عبر البوابة الوطنية الموحدة للشكايات التي أطلقت الحكومة ، فمسألة لا تستدعي تشكيل كل هذه الهيآت ورصد الميزانيات الضخة للتسيير.فباستثناء الإجراءات العقابية التي أمر جلالة الملك باتخاذها بحق عدد من الوزراء والمسؤولين الإداريين الذين شملتهم تقارير المجلس الأعلى للحسابات على خلفية الاختلالات التي سجلت في برنامج "الحسيمة منارة المتوسط"، تكاد تخلو محاكم المملكة من ملفات كبار المفسدين وناهبي المال العام.
وضعية تراخي الحكومة وتساهلها مع لوبيات الفساد وناهبي المال العام ، بل تواطئها معهم منذ أعلن رئيس الحكومة السابق بنكيران عن قرار "عفا الله عما سلف" ضد على الدستور الذي يلزم الحكومة بربط المسؤولية بالمحاسبة ، أثار سخط عموم الشعب المغربي الذي لم تعد تخفى عليه ملفات الفساد وضلوع مسؤولين كبار فيها ، وآخرها صفقة تحاليل كورونا التي تفجرت منذ 12 يونيو 2020 عبر المواقع الالكترونية والصحافة الوطنية دون أن يتحرك رئيس الحكومة ، المسؤول المباشر عن مالية الدولة ورئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الفساد، للتحقيق في الفضيحة وإحالة المتورطين فيها على القضاء .فتفاصيل هذه الجريمة المالية باتت معروفة لدى الرأي العام بكل تفاصيلها ، خاصة تلك المتعلقة بوجود لوبي الفساد المتحكم في كل صفقات وزارة الصحة والذي تغوّل حتى بات الوزير ورئيس الحكومة عاجزان عن تفعيل القانون ضده .والدليل هو استمرار الكاتب العام لوزارة الصحة في التمسك بمنصبه رغم انتهاء ولايته ، وإشرافه على إبرام الصفقات خارج القانون وبأغلى الأسعار كما هو موضوع الفضيحة التي فجرتها صفقة التحليلات التي أبرمتها الوزارة مع شركة أمريكية هي ABBOTT عبر شركة مغربية هي MASTERLAB . إذ كشفت عدة مواقع الكترونية أن التحليلة الواحدة لا يتجاوز سعرها 55 درهم ، بينما باعته الشركة الوسيط للوزارة ب100 درهم . الأمر الذي يطرح أكثر من سؤال: ما الذي منع الوزارة من إبرام الصفقة مباشرة مع الشركة المصنعة ؟ لماذا لم تتحقق الوزارة عبر لجنها المختصة ، من تاريخ صلاحية التحليلات الذي لا يتجاوز ثلاثة أشهر عند اقتنائها ؟ من الذي يحمي الكاتب العام ليستمر في المنصب ويمارس المهام دون سند قانوني؟ لماذا لا تتعامل اللجنة الوطنية لمكافحة الفساد مع الأخبار والتقارير الصحفية في موضوع الفساد المرتبط بصفقة التحاليل بالجدية التي تتعامل بها مع شكايات المواطنين وتبليغاتهم ضد الرشوة ؟ لماذا لا يسارع المجلس الأعلى للحسابات إلى افتحاص صفقات الوزارات بنفس الوتيرة والدقة التي يفتحص بها صفقات المجالس الترابية؟ أين النيابة العامة من هذه الجرائم المالية ؟
إن تواطؤ الحكومة وعجزها عن مواجهة لوبيات الفساد يمس بسمعة المؤسسات وبمصداقيتها ، كما يهز ثقة المواطنين فيها . واقع بقدر ما يثير سخط المواطنين ، يثير انتقاد وزارة الخارجية الأمريكية لتساهل الحكومة المغربية مع الممارسات المرتبطة بالفساد، حيث في جاء تقريرها لسنة 2019 "رغم كون القانون ينص على عقوبات جنائية ضد الفساد من قبل المسؤولين، إلا أن الحكومة بشكل عام لم تنفذ هذا القانون بشكل فعال".
بل تحدث التقرير عن "فساد حكومي في الأجهزة التنفيذية والقضائية والتشريعية ".
إن الحكومة مسؤولة دستوريا وأخلاقيا على محاربة الفساد بكل أشكاله ، والإخلال بهذه المسؤولية هو إخلال بالواجب الوطني وتعطيل للدستور واستخفاف بالقانون وبمؤسسات الدولة ؛ من هنا فـ"عدم الـقيام بالواجـب، هو نوع من أنـواع الفساد"، كما خاء في خطاب العرش لسنة 2016 ، حين شدد جلالة الملك على أن : "محاربة الفساد هي قضية الـدولة والمجتمع، الدولة بـمؤسساتها ، من خلال تفعـيل الآليات القانونية لمحاربـة هـذه الـظاهـرة الخطيرة ، وتـجريـم كل مظاهرها للضرب بـقـوة على أيـدي الـمفـسدين".



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين أجهز البجيدي على الدولة الاجتماعية .
- البيجيدي أكبر عرقلة في وجه الإصلاح والدمقرطة .
- حكومة الفشل والارتجال .
- منسوب -الأخونة- في ملصق وزارة الثقافة.
- رئيس الحكومة ما -قدّو فيل زادو فيلة- .
- الولاء لتركيا يجمع بين إسلاميي المغرب وليبيا.
- خطط البيجيدي لإنهاك الدولة وتفقير الشعب.
- البيجيدي يتوسّل بالكفاءات بعد أن همّشها.
- الحاجة إلى دليل بيداغوجي لكل مراحل التعليم.
- درس لبنان لكل العرب
- هل سيغير البيجيدي نهجه في تدبير الشأن العام ؟
- رسائل النهب بسوق الأضاحي ومستشفى بنسليمان.
- سيف أردوغان وديناميت طالبان .
- طمس التاريخ والتنكر لبطولات الجيش من خطط البيجيدي.
- أية وطنية للإسلاميين ؟
- هل يقبل البيجيدي بالمراجعة بالجذرية لعقائده ومواقفه؟
- إستراتيجية التمكين لدى البيجيديين.
- المغرب وإستراتيجية مواجهة الإرهاب.
- مدرسة البيجيدي تجعل الغش نزاهة وخرق القانون شفافية.
- البيجيدي يستغل كورونا لتنفيذ أجندته.


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - حماية الفساد مس بمصداقية المؤسسات.