أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سامي العباس - محاولة للتفسير














المزيد.....


محاولة للتفسير


سامي العباس

الحوار المتمدن-العدد: 1600 - 2006 / 7 / 3 - 07:55
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


-1- البوصلة

شكل ظهور الشركات العابرة للقارات ,الإرهاصات الأولى لتبدل نوعي طرأ على حركة توسع نمط الإنتاج الرأسمالي (الانتقال من التوسع في دائرة التبادل الى التوسع في دائرة الإنتاج )..أميل الى الاعتقاد بأن ما توقعه كاو تسكي في سجاله النظري مع لينين (وجود مرحلة مافوق امبريالية )ردا على مقولة لينين الشهيرة (الإمبريالية آخر مراحل الرأسمالية) (1 ),قد أكسبته التطورات اللاحقة المصداقية اللازمة..
لا تتوسل هذه العودة الى آباء الماركسية محاولة لاستدعاء النص على طريقة الإسلاميين في الجدل النظري.إذ لاقدسية لنص حتى ولو طال عمر مطابقته لحركة الواقع..فالواقع دوماً أشد واقعية من محاولات تفكره..
إلا انه لا بد من رفع القبعة احتراما لمفكر كان لفكره كل هذه القدرة على الاستشراف..أقصد ((المرتد كاو تسكي))
أعود الى الموضوع ..لقد صنعت باقة من التطورات :داخل المركز الصناعي وفي الأطراف غير المصنعة شروط الانتقال الى العولمة (الاسم الدارج لمرحلة مافوق الإمبريالية-مقولة كاو تسكي الشهيرة )
فمن ارتفاع كلف الإنتاج الى ارتفاع مستوى التلوث البيئي الى ضغوط العمالة المهاجرة على استقرار وانسيابية الجدلية الاجتماعية- الاقتصادية في الجزء المصنع من العالم...ومن تبلور بيئات جاذبة للمال والتكنولوجيا على خلفية انتشار التعليم الحديث وارتفاع القدرة على الاستهلاك نسبياً والمستوى المتدني للأجور. ومن الإمكانيات المتاحة لتقليص كلف الإنتاج وزيادة هامش الربح الصافي بتقليص اكلاف النقل بالاتجاهين (للمواد الخام وللسلع المصنعة )بين مواقع الإنتاج ومواقع الاستهلاك في الجزء غير المصنع من العالم ..ان كل هذه التطورات شكلت اكراهات وحوافز تعمل على نفس السمت :سمت الانتقال من التوسع في دائرة التبادل الى التوسع في دائرة الإنتاج بالنسبة لآليات تمدد نمط الإنتاج الرأسمالي..
إلا أن العمود الفقري لكل هذه التحولات الطارئة على آليات توسع نمط الإنتاج الرأسمالي هو الميل المتنامي لاستقلالية أسواق المال عن أسواق السلع والعمالة..لاريب أن تشابكات الأسواق الثلاثة سيظل في المدى المنظور هو الطابع المهيمن ..إلا أن الميل العارم الى تسليع النقد عبر التوسع في خلق المزيد من شروطه المناسبة: بورصات العملة, الإنترنيت ,كوسموبوليتية طبقة رجال الأعمال..الخ.. يدفع باتجاه المزيد من تدامج الاقتصاد العالمي الى المستوى اللذي يقضي على ما تبقى من أوهام التنمية المستقلة, التي داعبت مخيلة انتلجنسيا العالم الثالث الموزعة على مذاهب للماركسية, شكلت هرطقات على مجنبتي اللينينية التي فرضت نفسها كأرثوذكسية للماركسية بعد انتصار ها في العالم السوفييتي ..
يعمل التسليع المتزايد للنقد عبر التوسع في سلة العملات القابلة للتبادل, في تعاملات أسواق المال الدولية(دخول عملات محلية نادي العملات الدولية) , على فتح آفاق جديدة لمزيد من تجانس الاقتصاد العالمي بالقضاء على ماتبقى من ملامح اقتصاد ما قبل الرأسمالية,بشكليه: القديم ( إقطاعي ,أو خراجي )أو الحديث : ( رأسمالية دولة)
وذلك عبر تحطيم العوائق القانونية والأيديولوجية والسياسية . وخلق بدائل على الجبهات الثلاث..فمن اتفاقيات التجارة الدولية (ألغات)الى اتفاقات الشراكة الإقليمية ( الشراكة الأوربية-المتوسطية , الشرق الأوسط الكبير ,منظمة آسيان ..الخ ..) ,الى تنويس الضوء حول الأيديولوجيات الوطنية و القومية والدينية, الى مزيد من الصلاحيات السياسية الممنوحة للمؤسسات السياسية ذات الطابع الإقليمي أو الدولي (الأمم المتحدة,جامعة الدول العربية ,الكومنولث البريطاني ,رابطة الفرانكفونية ..الخ ..) كل ذلك يجري في فضاء تتذاوب فيه التمايزات الاقتصادية والسياسية والإيديولوجية والثقافية ,وتتبلور فيه سلة لغات على شاكلة سلة العملات القابلة للتداول في سوق التثاقف العالمي..ولا يجري ذلك على طريق ممهدة بل في مجرى صراعي تستخدم فيه كل أنواع الأسلحة تحت غطاء كثيف من الديماغوجية, تسمح بتداخل الخنادق واختلاط حابل الحداثة بنابل التخلف..!!!
كيف للمثقف العالم ثالثي المعني بعملية التقدم ألا يضّيع رأسه ,ويظل في موقعه كحامل للبوصلة التي تشير إبرتها تحت كل الظروف نحو الهدف (تحسين الشرط البشري)؟؟
أظن أن ترتيبا للأولويات عليه أن يصمد تحت كل الإغراءات هو التالي :
1-تحسين الإنتاجية
2-تحسين التوزيع
بصدد الأولوية الأولى لا أظن أحدا يجادل بارتباطها على نحو قاطع بنجاح عملية التحول من أنماط الإنتاج ما قبل الرأسمالية,الى الرأسمالية.
وبصدد الثانية (تحسين التوزيع ) أصبح واضحاً أن إغراء وضعها كأولوية أولى من قبل الجناح اللينيني من الماركسية في الاتحاد السوفييتي, ولاحقا في أجزاء كثيرة من العالم الثالث التي تأثرت نخبها السياسية باللينينية قد أدى مع الوقت , الى تخلق شرائح من البيروقراطية طيرت (عدالة التوزيع ) وتقف حجر عثرة أمام ( تحسين الإنتاجية ).
يتبع ..



#سامي_العباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليق على نص لحواتمه
- رد على رد
- عزف على عزف
- ترنم
- استراتيجية الشعبويين
- تحية لمحمد صادق حديد بمناسبة تكريمه
- هل افلحنا في ايجاد بديل لنظام المللة؟
- القنبلة النووية الإيرانية
- الروائي يهزم المفكر السياسي
- وقت ضائع
- دمعة لا تخجل من الإبتسامة في موكب تشييع الماغوط
- هوامش على خواتم انسي الحاج
- نقاش حول الأولويات
- تحية لمحمد الماغوط
- رسالة
- رمضان كريم
- محاولة للخروج من فخ المكان
- قراءة تحت السطح
- بصدد اعلان دمشق والردود النقدية عليه
- مخرج فانتازي من الفانتازيا العربية


المزيد.....




- علماء: الذكاء الاصطناعي يوسع الفجوة بين الفقراء والأغنياء
- الشيوعي السوداني يعبر عن تضامنه الكامل مع الشعب السوري وقواه ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 595
- اشتباكات عنيفة في بوينس آيرس بين قوات الأمن والمتظاهرين احتج ...
- رائد فهمي: المنظومة الحاكمة تقف على أرض مهزوزة والتغيير الشا ...
- نداء أوجلان.. توقعات مرتفعة ومسار سياسي ينقصه الوضوح
- تزايد أعداد التكايا في الضفة الغربية.. ملاذ الفقراء والنازحي ...
- م.م.ن.ص// مرة أخرى منطقة صفرو تبرز في واجهة محاربة الغلاء
- بدء مفاوضات تشكيل حكومة المحافظين والاشتراكيين في ألمانيا
- عن جدوى المقاومة والبكاء على أطلال أوسلو


المزيد.....

- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي
- نظرية التبادل البيئي غير المتكافئ: ديالكتيك ماركس-أودوم..بقل ... / بندر نوري
- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سامي العباس - محاولة للتفسير