أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - د. مراد وهبة واللص الذى يسرقنا مرتين














المزيد.....

د. مراد وهبة واللص الذى يسرقنا مرتين


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 6667 - 2020 / 9 / 4 - 08:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى لباس شيخ جليل دلف الرجل بتؤدة ووقار إلى محل الذهب، كان وجهه يشع نوراً، ألقى التحية على الصائغ الذى استقبله بحفاوة وتقدير واحترام، أخذ بيده وأجلسه على كرسى فى مواجهته قائلاً: تفضل يا شيخنا الجليل، أعذرنى كل العمال خرجوا فى ساعة الراحة وأنا بنفسى الذى سأقوم على خدمتك، أؤمر. رد الشيخ فى تأثر شديد: أنا الذى جئت لأخدمك، فأنا عملك الصالح يابنى. تبسم الصائغ وفى تردد قال: ماذا تقصد يامولانا، صحيح أن وجهك يشع نوراً، لكن حكاية عملى الصالح هذه تحتاج تفسيراً. فى هذه الأثناء دخلت عروس وخطيبها ليشتروا "شبكة الخطوبة" فاختاروا بعضاً من قطع الذهب فى فاترينة العرض، ذهب الصائغ لإحضارها قائلاً تفضلوا بالجلوس حتى أقوم بوزن الذهب. تفاجأ الصائغ بالعروس تجلس فوق الشيخ على ذات الكرسى، فبادرها انتبهي يا عروسة فأنت تجلسين فوق الشيخ. تلفتت الفتاة حولها قائلة باستغراب: أي شيخ يا رجل؟ ماذا تقول فأنا لا أرى أحداً غيرنا هنا؟ تدخل خطيبها قائلاً: يا ستى الراجل بيضحك معانا. صمت الصائغ متحيراً وقام بوزن الذهب، اتفقوا على السعر، أعطاهم الفاتورة وأخذ النقود وهو فى دهشة كبيرة .
ولما انصرفوا لحال سبيلهم، قال الشيخ للصائغ: يا بني لا عليك، فأنت وحدك من تراني وتسمعني أما باقي الناس فلا يستطيعون ذلك، لأنني كما أخبرتك أنا عملك الصالح. يا بني أنا لا اريد منك شيئاً ولولا استقامتك وإيمانك لما استطعت أن تراني، وقبل أن أعرفك لماذا أنا هنا، خذ قطعة القماش المعطرة بالمسك هذه، امسح بها وجهك جيداً فينجلى بصرك وتحل عليك البركة. أخذ الصائغ قطعة القماش بكل قدسية ووقار وقبلها وشمها ومسح بها وجهه فاغمي عليه في الحال، فقام الشيخ المزعوم بسرقة المحل عن بكرة أبيه، وغادر كما دخل بكل تؤدة ووقار.
وفي أحد الأيام وبعد أربع سنوات جاءت سيارة شرطة ومعهم الشيخ المزعوم مكبلا بالأغلال إلى محل الصائغ، فطار الرجل فرحاً، وأخذ يشكر الشرطة اللذين طلبوا من الصائغ الانتظار حتى يستكملوا إجراءاتهم. وزع الضابط القوة المسلحة، وقال للحرامي: هذا محل الصائغ اشرح لنا كيف تمت عملية السرقة. فقال الحرامي: يا سيدي دخلت على الصائغ فى ملابس شيخ خليل بعد أن دهنت وجهى بأصباغ بيضاء ليشع نوراً، وجلست هنا وقلت له أنا عملك الصالح، وشرح كل القصة حتى وصل عند قطعة القماش التى أخرجها من جيبه وكان قد وضع عليها مخدر قوى، فقال الضابط: إشرح لى بالضبط ماذا فعلت، قم بتمثيل جريمتك بالتحديد. وقف الحرامى مقابل الصائغ وقام باعطاءه قطعة القماش، ومرة أخرى مسح الصائغ وجهه، فدخل في غيبوبة كما في المرة السابقة، فَقام الشيخ المزعوم ورفاقه المحتالون المتنكرون فى ملابس الشرطة بسرقة المحل مجدداً.
هذه الحكاية تواترت بشأنها الأقوال، فمن قائل إنها من نسج خيال هؤلاء الشياطين القابعين فى دغل منصات التواصل الاجتماعى، يشاغلون بها الناس ويزجون وقت فراغهم، ومن قائل بأنها قصة حقيقية وقعت فى إحدى قرانا الطيبة من ريفنا المسالم وناسنا البسطاء الذين تأخذهم المظاهر وينخدعون ويسلمون لكل من يجيد حبكة الأكاذيب عليهم، ومراوغتهم بمعسول الكلام وحبكة المظاهر.
لكن ورغم أن الأمر لم يخلو من أخذ ورد، وشرح وتحليل وتفصيل، إلا أن نفر ممن يجيدون القراءة من أهل هذه القرية قالوا إنها قصة لاتخلوا من طرافة، لكن مذاق العلقم فيها، هو أننا أمام لص نجح فى أن يسرقنا مرتين. وتلقف الأمر بعض من المثقفين فراحوا يسقطون القصة على النظام العالمى الجديد، إذ يحاول إحياء مفاهيم الاستعمار القديم التى سرقنا بها واحتلنا وعذب شعوبنا واستغل مقدراتها، ليعيد سرقتنا من جديد واستلاب بلادنا واستهلاكها فى لبنان وفلسطين وسوريا والعراق وليبيا وغيرها من بلادنا التى يضغطون عليها للتطبيع واسقاط آخر أوراق التوت عن عوراتنا، بينما هم جاءوا فى لباس قشيب كما يفعل ماكرون وكوشنر وتابعيهم. دهنوا وجوههم بمساحيق التقوى والإنسانية والتعاون والإخاء، ومارسوا علينا الدجل والشعوذة وراحوا يسرقوننا للمرة الثانية، كما فعل صاحبنا بطل الحكاية.
ستقول هذه حكاية اللص الذى يسرقنا مرتين، فماذا عن د. مراد وهبة؟ الإجابة فى مقالنا القادم.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جو بايدن واستعادة المكانة الأمريكية المفقودة
- بيروت والوطن الذى فى حضرة الموت
- ويعيش جمال حتى ف موته
- تأملات حول نكتة - أو العالم فى نكتة
- رئيس من متحف العنصرية القديم
- -فن المسافات- بين فلسفة التراث والمعاصرة
- من قبيل -البيداجوجى-
- ترامب: أسوأ الخيارات للبيت الأبيض -بالإيمان يمكنك أن ترى الأ ...
- عندما يُسَخر الرئيس كل مقدرات الدولة لمصالحه الشخصية
- كورونا: موت النظرية والإنسان الصغير
- هل -كورونا- حرب صينية أمريكية؟
- محمود درويش: وكم نمشى إلى المعنى .. ولا نصلُ
- أزمة سد النهضة: رؤية الأحزاب والخبراء
- المجتمع المصرى والسياسة: مشاهد تنذر بالخطر
- إعادة هندسة النخبة والجماهير
- إن السفينة لا تجرى على اليبس
- التنوير ومؤسساتنا الثقافية الغائبة
- تناقضات عالم أضحى غابة: حكاية الدب الذى صار أرنباً
- صناعة الوعى فى مقابل التجريف الثقافى
- الأحزاب وصناعة الوعى والتغيير


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - د. مراد وهبة واللص الذى يسرقنا مرتين