فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6666 - 2020 / 9 / 3 - 21:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وصف الرئيس الفرنسي ماكرون المرحلة ما بعد عام / 2003 إلى الآن مرحلة انتقالية وهذه المقولة من الرئيس الفرنسي إشارة وتنبيه بأن المرحلة الماضية أفرزت سلبيات كثيرة تركت آثارها المدمرة على الشعب العراقي الذي يعيش من خلال تراكماتها أزمات قاتلة .. كما هي إشارة وتنبيه إلى جميع القوى السياسية بتجاوز تلك المرحلة والاستفادة من سلبياتها وإخفاقاتها (اتعظ بالماضي لتكون أكثر خبرة في المستقبل). وهذا يعني أن على العراقيين جميعاً البدء بمرحلة جديدة من أجل بناء العراق وسيادته واستقراره وسعادة شعبه.
الآن يجب على العراقيين سياسيين وغير سياسيين أن يعتبروا العراق وطن الجميع وبناءه وصيانته وحمايته من مسؤولية جميع أبناء الشعب العراقي ... وهذا يعني أن المرحلة الجديدة تفرض ويتحمل مسؤوليتها (القوى السياسية) بالتشاور والبحث حول طاولة مستديرة وكل فئة تحمل معها (غصن الزيتون) والثقة والمصداقية وحب العراق والإخلاص والتفاني والعمل من أجل سعادة الشعب ورفاهيته واستقراره واطمئنانه ... تحضرني الآن قصة ذلك الشيخ الكبير عندما حضرته الوفاة استدعى أبناءه الستة وطلب من كل واحد منهم أن يأتي له بعصى، فحضر الأبناء ومعهم العصي فتناولها من أبناءه وجمعها كتلة واحدة وطلب من كل واحد من أبناءه كسرها فلم يستطيعوا جميعاً ثم أخذها منهم وفرقها وأعطى لكل واحد منهم عصا وطلب كسرها الجميع كسروا العصي التي كانت لدى كل واحد منهم عصا واحدة .. فقال لهم والدهم : هكذا أنتم إذا كنتم كتلة واحدة لا يستطيع عدوكم التغلب عليكم وبالعكس إذا كنتم متفرقين يستطيع عدوكم القضاء على كل واحد منكم بسهولة.
الآن لابد من موقف فيه نداء حي واستدعاء صارخ للماضي والحاضر والمستقبل تتحمل القوى السياسية وجميع الكتل والفصائل المسؤولية التاريخية عن فشل المساعي والجهود التي تبذل من أجل لملمة وجمع القوى العراقية لإنقاذ العراق وطناً وشعباً من المحنة التي تخيم بكابوسها على صدور أبناء الشعب العراقي ...
وإذا لم تبادر القوى السياسية والكتل والفصائل مد الأيدي بالمحبة والتآخي والسلام وبناء العراق والمحافظة على وحدة الشعب وسيادة واستقلال العراق سوف تتحمل المسؤولية التاريخية عن تمزق العراق وطناً وشعباً إلى مقاطعات ومناطق شذر مذر ويذهب اسم العراق إلى متحف التاريخ.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟