علي الأمين السويد
الحوار المتمدن-العدد: 6665 - 2020 / 9 / 2 - 14:40
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لماذا يقوم أي شخص في العالم بحرق نسخة من القرآن الكريم أو تدنيسه أمام مرأى و مسمع المسلمين و غير المسلمين؟
سأقوم بتعداد الأسباب الممكنة الكامنة خلف هذا العمل:
أولا - طالما أنه يريد حرق نسخة القرآن أمام كاميرات الاعلام فهو يريد حقيقة اغاظة المسلمين و دفعهم للقيام بأعمال انتقامية متوقعة منهم مبنية على جهلهم الذي لا يغيب عن معظم سكان العالم مما يشجع آخرين على أخذ الامر على سبيل التسلية بإثارة المسلمين دون أذيتهم جسديا.
ثانيا - طالما أن عملية حرق نسخة من القرآن بالغة الأهمية بسبب ردة فعل المسلمين المتوقعة، فسيكون نصيب من يحرق نسخ القرآن الشهرة و التي تعني في الغرب المزيد من المال و الاستحقاقات.
ثالثا - قد تكون عملية الحرق طقسا من طقوس الانضمام الى جماعات دينية أخرى و ربما يُراد من عملية الحرق اثبات أن الحارق موالي للجماعة الدينية الى حد التطرف.
كيف يسلب المسلمين النتائج التي يرجوها الحارق من عملية الحرق و تصبح أية عملية حرق نسخ القرآن المستقبلية بلا معنى و لا تستحق العناء عند من يريد أن يحرق النسخ؟
الحل هو التجاهل لعملية الحرق و بكل بساطة، مما سيظهر الحارق على أنه أخرق أو مجنون لأنه يقوم باستعراض لحرق كتاب. فطالما ان هذا الكتاب لا يعني للحارق شيئا و حرقه لا يعني شيئا للآخرين، فسيبدو الحارق و كأنه مجنونا او ابلها او سفيها.
في حقيقة أمرنا نحن نريد ان يتوقف الآخرين عن اهانة القرآن و المقصود به اصلا اهانتنا كمسلمين، و لكننا نفعل ما يريدون مننا فعله.
لقد حاول المسلمون كثيرا معاقبة الدول و الشعوب التي خرج منها أناس رسموا شخصيات اسموها النبي محمد في اوضاع لا تليق بالانبياء و بعضهم حرف القرآن و بعضهم حرقه، فماذا كانت النتيجة؟
بكل شفافية و وضوح: لا شيء.
بعد مقاطعة المنتجات الدانماركية، ملّ المسلمون من المقاطعة ووجدوا ان المنتجات الدانماركية أطيب من المقاطعة، فكسروا المقاطعة.
فاعتقد من اساء للنبي برسوماته أن المسلمين يحبون الجبنة الدانماركية أكثر من نبيهم محمد. علما أن هذه النتيجة ليست من الواقع الا أن أفعال المسلمين أظهرت ذلك.
متى نتوقف عن كوننا قطيعا من الخراف يسيرنا كلب راع من هنا و كلب راع من هناك؟
هذا هو السؤال الذي أصبح السؤال الوجودي الاهم في تاريخ حضارة المسلمين.
#علي_الأمين_السويد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟