عادل عبد الزهرة شبيب
الحوار المتمدن-العدد: 6665 - 2020 / 9 / 2 - 09:43
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
اختار مؤشر (ميرسر) العاصمة العراقية بغداد كأسوأ مدينة في العالم للمعيشة بعد مرور فترة طويلة على سقوط النظام المقبور حيث حلت المدينة في المرتبة الاخيرة من التصنيف العالمي للدول التي توفر افضل نوعية عيش في العام 2016 الذي يضم 230 مدينة، والمعد من شركة ميرسر الامريكية. وفي 2020 ازدادت اوضاعها سوء وتدهورا , وتترقب الحكومات والشركات الدولية نتائجه لاستخدامها في ادارة شؤون موظفيها في الخارج . اما بالنسبة للمعايير المعتمدة في تصنيف المدن فهي المتعلقة بالأمن والاستقرار السياسي ومعدل الجريمة وتطبيق القوانين والعلاقات بين الدول والرعاية الصحية والتعليم والترفيه والنقل.
بغداد تعاني نقصا حادا في الخدمات وإمدادات الماء الصالح للشرب ووضع البنى التحتية غير الجيد وكذلك شوارعها السيئة وسوء الخدمات الصحية وتفشي ظاهرة الفساد المالي والاداري في معظم مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية . ومازالت بغداد تغرق بعد سقوط الأمطار، والكهرباء فيها غير مستقرة ولا تكفي حاجة السكان رغم انفاق المليارات على مشاريعها ، ومازالت مولدات الكهرباء الاهلية قائمة ومنتشرة بكثرة تعبر عن عجز الحكومة في تأمين الكهرباء. فيما إشارات المرور متوقفة عن العمل وفوضى المرور قائمة والنفايات تملأ شوارع وأزقة بغداد في جانبي الكرخ والرصافة ، والخدمات عموما ضعيفة وشبه معدومة، والى جانب ذلك كله مازال الامان غير متوفر فحالات الخطف والاغتيال والاعمال الارهابية والطائفية والعشائرية منتشرة في بغداد.
على الرغم من مرور 17 عاما على سقوط النظام الدكتاتوري وتحكم الكتل المتنفذة بالسلطة، إلا أننا نلاحظ انهيار البنى التحتية في بغداد ولم نلمس جهودا حثيثة للنهوض بواقع البلاد بل بالعكس تم إرجاع البلاد إلى الوراء وأوصلوها الى حافة الإفلاس بسبب سوء الادارة وفساد المسؤولين ونظام المحاصصة المقيت وابقاء الكثير من العراقيين يعيشون تحت خط الفقر. ولم تشهد بغداد أي تطور جدي بعد عام 2003 حتى اليوم .
إن الهجمات على سكان بغداد وعلى الزوار الاجانب وتعرضهم للخطف يجعل بغداد اسوا مكان للعيش ولا تزال نقاط التفتيش الامنية وكتل الخرسانة والاسلاك الشائكة تقيد الحركة في شوارع المدينة.
لقد تصدرت مدينة بغداد للمرة السابعة المرتبة الاخيرة في التصنيف العالمي للدول التي توفر افضل نوعية للعيش. وكعادتها فقد سبق لأمانة بغداد ان طعنت بالمسح السنوي الذي أصدرته مجموعة "ميرسر" العالمية للاستشارات في السنوات السابقة مبينة أن "ميرسر" غير مدرجة لديها ولا تدري من اين تأتي بمعاييرها مرجعة سبب نقص الخدمات وإمدادات الماء إلى إسراف سكان بغداد في استهلاك ما تنتجه الأمانة من المياه!
كل هذه المؤشرات السلبية على العاصمة بغداد تعبر عن عجز الحكومات المتعاقبة بعد 2003 وعن سوء الادارة وسوء التخطيط . واذا كانت بغداد العاصمة هذا حالها فكيف الحال بمدن المحافظات العراقية في ظل الفشل والمحاصصة وتفشي الفساد ؟!!!
#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟