|
الشهوة الملعون.قراءة في كتاب بالفرنسية
حميد المصباحي
الحوار المتمدن-العدد: 6664 - 2020 / 9 / 1 - 23:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الحنسي العربي والشهوة الملعونة يشتغل الكتاب، كمحاولة لمقاربة الذهنية العربية والإسلامية،من منطلق معيقاتها النفسية، تلك التي يترسخ فيها المحرم، كفعالية مانعة ومحرمة للذة الجنس، وفي الوقت نفسه ساعية إليها،هنا تنشط المفارقات والتعارضات بين القيم، بحيث لا تعرف إلام تنتصر وعلى ماذا تتأسس، لكن النتيجة حتما كانت هي التيه، المولد للتمردات والرفض، الذي ينتهي بالجهل والعنف، مما يساهم في تغطية الأسئلة وحجبها، لتصير لا مفكرا فيه، لكن هذا الإلغاء الواعي واللاواعي، يظل جمرا قابلا للإشتعال، بأشكال مفرطة في عنفها ورفضها لكل ما هو عقلي، بمعنى أنها تشوه معنى الحياة وتحد من كل رغبة في الفهم والتغير، إنها تؤدي لحالات فصامية، بحيث تجد تداخلا بين المرغوب فيه، والمكروه في الوقت نفسه،فإلى ماذا ترجع هذه الحالة المرضية،فرديا وحتى جماعيا’’’’’’’ 1_الأسباب البيولوجية ______________ هي متداخلة مع ما هو ثقافي، لكن خدوشها مرتسمة في الجسد،وعبره تمتد إلى الوعي نفسه،فقد أثبتت البحوث النورولوجية،علم أعصاب الدماغ،أن الطفل في لحظة الختان،يستبطن الألم،ويعيه حسيا قبل أن يدرك تبريراته في صيغتها الدينية أو الصحية،لكن الحالة قد تتولد عنها مخاوف من الإخصاء،بل يتعمق شعوره بذلك،عندما يتمثل أن الإناث حرمنا نت هذا العضو، بدل الختان،انتقاما منهن أو عقوبة لهن على خطأ ما، سوف يدركه دينيا من خلال حكاية الخطيئة الأولى الأصلية لحواء،زوج آدم كما يتم تصوره في الثقافة الإسلامية التقليدية،وفي الوقت نفسه،سوف ترسخ لديه هذه الثقافة،أن العضو الجنسي،ليس مجرد عضو طبيعي،بل له رمزية التميز والتفوق عن الكائن الأنثوي،المرتبط به جسديا قبل الختام،المتمثل في الأم،التي انتزع منها،أو من عالمها العاطفي بعد الختان ليصير له عالم آخر،رجولي وسلطوي وأحيانا عنيف،تجاه الإناث خصوصا.
الأسباب الاجتماعية ____________ خلاصتها أن التقاليد،ماهي إلا وسيلة لضمان استمرارية الجماعة،بخلق تخوف من كل جديد مهدد للقديم،فوجدت الجماعة في القيم العتيقة الإسلامية وسيلتها لحماية نفسها من الجديد،والمتمثل في الحرية والفردانية وحق التصرف وفق الإرادة وليس سلطة الجماعة في صيغة الطاعة لله والوالدين وأولي الأمر من الحكام والصلحاء وحراس النطام والتوازنات العامة،القيمية والأخلاقية،هكذا كان رد الجماعة على الجديد،ليتبلور في صيغة رفض قيم المستعمر،الذي أراد تعرية النساء،وتحريرهن من سلطة الرب،التي يمثلها الرجل ويعمل على حراستها بتوافق من النساء الخائفات من الانتقام المزدوج،الجماعي والرباني والأسري الأبوي.
الأسباب الثقافية _________ هي تلك المعرفة الإسلامية،التي كان الفقهاء يمثلونها ويحرسون على تجسيدها كنمط للحياة السوية والمستقيمة،بما هي الشرع وما يمثله من حياة إسلامية لا يرضى بغيرها للمسلمين والمؤمنين برسالة الطهر، بحيث لا يتمرد عليها إلا كافر أو جاهل بقداستها،هنا تصير الحرية،تعد على حدود الله،تلك الحدود التي يسلم بها كماتب على الناس العيش وفقها،أيرتبة الرجل تفوق مكانة المرأة،والمسلم فوق غير المسلم،والأكبر سنا أولى بالطاعة من الأصغر سنا،والقديم في إسلامه أولى بالطاعة من الحديث بالإسلام أو حتى الحديث باللغة العربية ومراتب الحديث ومحتوياته إضافة إلى حفاظ القرآن وسدنة القيم الإلاهية.
الأسباب السياسية __________ المجتمعات العربية والإسلامية عموما،عاشت بعد استقلالها، وربما في نظري حتى قبل استعمارها،حالة انتقال من حضارة،اعتبرت وثنية،قبلية أو حتى دولاتية،غير مسلمة،مما فرض أن بناء الجماعة لا يمكن أن يستمر إلا ببناء نسق مقبول دينيا إسلاميا،يتم الاحتكام إليه، ليكون رابطا لأفراد الجماعة، ومبررا في الوقت نفسه لمعاقبة الخارجين عليها، مهما كانت علاقاتهم العائلية والقبلية،هنا قدم الإسلام نفسه كأنجع وسيلة لاستمرارية السلطة والحفاظ على مشروعيتها المستمدة من الله والأجداد،هنا الديني لكن أيضا الأبوي في تعالقه مع الوراثي،فما يهم السلطة هو استمرارها أكثر من انفتاح المجتمع والحضارة، وهي كسلطة تراهن على تغير القيم بدون أن يطالها هي أي تهديد.
الأسباب الاقتصادية __________ طبعا الواقع الاجتماعي يشهد،بأن كل المجتمعات البشرية، تخلق نموذجين للشخصية،واحدة أساسية، تمثل المشترك،أما الوظيفية،فهي الفئات المتعلمة التي صارت تمثل النخبة،وهي التي لها القدرة على استيعاب التغيرات الثقافية والعمل على نشرها اجتماعيا والدفاع عنها، بما تمثله حالتها من فاعلية اقتصادية وقدرة على تحقيق الرفاهية والاستقلال الاقتصادي ودعم الاختيارات الشخصية والتشجيع على التميز لتحقيق النجاح الفردي، ولأن العوامل الاقتصادية تؤدي إلى أخرى، من قبيل أن الفقر حتما يقود إلى الجهل، وهدر الطاقة الفردية الغير معترف بها،بل المخوف منها أصلا. حميد المصباحي_كاتب روائي
#حميد_المصباحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التعليم بين الوطني والرهانات الدولية
-
العلوم والترجمة العربية
-
اللغة والتعريب في المغرب
-
الإخوان المسلمون
-
اتحاد كتاب المغرب_المؤتمر 19_الحلقة03
-
اتحاد كتاب المغرب_المؤتمر19_02
-
اتحاد كتاب المغرب_المؤتمر19
-
التصوف والحياة
-
التصوف والسياسة
-
الأدب والسياسة
-
الموت موتان
-
الموت
-
المقهى والكتابة
-
سلطة اليومي والمثقف العربي
-
ظاهرة التسول
-
هلوسات عاشق خانه الزمن
-
عقلانية التضامن، وتقليدانية الإحسان
-
الاشتراكية والفكر الاشتراكي
-
قلق المسافات
-
الوحي والقرآن 11
المزيد.....
-
“سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن
...
-
الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان
...
-
الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا
...
-
الضربات الجوية الأمريكية في بونتلاند الصومالية قضت على -قادة
...
-
سوريا.. وفد من وزارة الدفاع يبحث مع الزعيم الروحي لطائفة الم
...
-
كيفية استقبال قناة طيور الجنة على النايل سات وعرب سات 2025
-
طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025 TOYOUR BAB
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21
...
-
” أغاني البيبي الصغير” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي عل
...
-
زعيم المعارضة المسيحية يقدم -ضمانة- لتغيير سياسة اللجوء إذ أ
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|