أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منسى موريس - نقد نظرية المؤامرة .



نقد نظرية المؤامرة .


منسى موريس

الحوار المتمدن-العدد: 6664 - 2020 / 9 / 1 - 10:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تغلغلت بداخلنا نظرية المؤامرة وطالت الدين والسياسة والتخلف و الكوارث والأوبئة لدرجة أصبح تحليلنا لكل الأمور التي تدورحولنا يسير وفق هذه النظرية فكل شيء يحدث في عالمنا نرده إلى جهات ومنظمات وحكومات وكأن العالم أجمع يجتمع ويتحالف ضدنا كى يهدمنا ويُخرب أوطاننا ومجتمعاتنا وعقولنا وضمائرنا وعقائدنا، وكأننا وصلنا إلى ذروة التقدم والعلم والمعرفة وبلغنا أفضل حياة ممكنة لذلك العالم من حولنا يحسدنا على ما نحن فيه ، للأسف هذه عقلية السواد الأعظم منا ومن شعوبنا دائماً نبحث عن مبررات وعلل الفشل خارج ذواتنا ومن يكشف حقائق أخطائنا نحسبه من ضمن هؤلاء الذين يتآمرون علينا ، نعم نقول لسنا كاملين ولنا أخطاء لكن يبقى مجرد قول وشعارات وفى الواقع لا نريد الإعتراف بحقائق الأمور و إيماننا بنظرية المؤامرة هو خير دليل على عدم قدرتنا للإقرار بزلاتنا .
لكن ما هي نظرية المؤامرة ؟ وماهى خطورتها؟
نظرية المؤامرة هي عدم إرجاع الأسباب إلى مكانها الصحيح ورمى كل الأعباء والأخطاء والكوارث على الآخر ، فهى في الأصل لا تعالج الواقع كما هو بل تشوش على كل تفسير واقعى ، فيُمكننا القول أنها طريقة من التفكير خاطئة وباطلة وتعمل على إنكار الواقع والحقيقة لعدم قدرتها التفسيرية الصحيحة لأن من شروط الفكر السليم لوضع الحلول تحليل الواقع ورد الأسباب إلى مكانها الصحيح .
ماهى خطورة نظرية المؤامرة ؟
أولاً. إنكار الواقع والحقيقة : بما أن هذه النظرية لاترد الأسباب إلى مكانها الصحيح فكيف يُمكن أن نصل إلى حقيقة واقعنا إذا كانت الحقيقة تعتمد في الأصل على دقة الوصف والتفسير؟ بالطبع كل تفسير خاطئ يقودنا إلى نتائج خاطئة ، وكيف يُمكن أن نُصلح أيضاً هذا الواقع وبتفسيرنا المؤامراتى هذا أصبحنا لانرى حقيقة واقعنا من الأساس ؟ فخطورة هذه النظرية يجعلنا لا نرى حتى واقعنا في صورته الأصلية والحقيقية فكم بالأحرى أن نغيره للأفضل ؟
ثانياً . الكراهية : نظرية المؤامرة تقترن دائماً بالكراهية فكل كوارثنا ومشاكلنا نُلقيها على عاتق كل من نعتقد أنه يكرهنا ويتمنى لنا الخراب والفناء والدمار والزوال فهى تُزيد الأحقاد والصراعات هي لاتكتفى فقط بخطأ التوصيف والتفسير لكنها تتغذى على كراهية الآخر وتُعطينا نظرة مشوهة عن العالم والآخر فهى لاتُخرب فقط العقول لكنها تُخرب القلوب والضمائر أيضاً .
ثالثاً . الحرب والموت : تخيل أن إنسان ما يعتقد تمام الإعتقاد أنك تكرهه لدرجة أنه يجعلك سبباً رئيساً في خراب حياته وتمزيق طموحاته وأحلامه ويرى من خلال إعتقاده أنك تريد أن تمحوه من على وجه الأرض وتحاربه وتُدبر له المكائد ليل نهار أليس إعتقاده المُضلل هذا كفيل أن يجعله يشن الحرب عليك ؟ بكل تأكيد نعم مادام المؤمن بنظرية المؤامرة يرى أن سبب بؤس واقعه هو نتيجه حرب عليه من الآخر الكاره له ويرى أن حياته أصلا عبارة عن حرب وصراعات دائمة ومستمرة وأبدية ، أما بالنسبة للموت فنظرية المؤامرة تتجه دائماً إلى الموت لا الحياة سواء الموت الفيزيائى أو موت العقل أو موت الوجدان الإنسانى فمن ناحية الموت الفيزيائى كونها تتغذى على الكراهية فهى قد تؤدى إلى الحروب والقتل والصراعات وليس فقط الحروب والصراعات لكن بتكريس الجهل والتخلف وإنكار العلم أيضاً ومثال على ذلك الكثير من الناس يرى أن " فيروس كورونا مؤامرة" أليس هذا الإعتقاد يؤدى بصاحبه إلى الموت ؟ ومن ناحية موت العقل كون هذه النظرية لاتعتمد على مبادىء الفكر السليم وإرجاع الظواهر إلى أسبابها الجوهرية فهذا موت للعقل والفكر أيضاً ، وأما عن موت الوجدان فنظرية المؤامرة دائماً تجعلنا في حالة عداء ليس فقط مع الآخر بل حتى مع أنفسنا وواقعنا لأنها تعمل على تزييف الحقيقة والواقع وتزرع بذور الحقد والكراهية في قلب كل من يؤمن بها .



#منسى_موريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاع عن الفلسفة .
- فك الترابط بين الإلحاد والتنوير
- النقد والإدانة فى الفكر الكنسي .
- شبهات حول العلمانية .
- الثالوث المسيحي والعقل الإنسانى
- آيا صوفيا وطمس التاريخ الإنسانى .
- التحرش مسؤلية من ؟
- الكنيسة والمرأة
- مفهوم الجهاد فى -المسيحية- رداً على الدكتور -يوسف زيدان-
- هل قضى كورونا على وجود الله ؟
- سقراط والمسيح بين الشوكران والصليب .
- كورونا كشف مساوئنا .
- مستقبل المسيحية فى الشرق الأوسط .
- كورونا وطقس - الإفخارستيا -
- خدعونا فقالوا- القراءة هواية -
- لاهوت الشر (كورونا نموذجا ً )
- المسيحية والصوفية : تحليل ونقد .
- هل من يقاوم السلطان يقاوم الله : رداً على الأب مكارى يونان .
- فوبيا العقلانية : لماذا تخاف الناس من التفكير ؟
- لاهوت الأموات


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منسى موريس - نقد نظرية المؤامرة .