أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - تحليل التجربة الفكرية الغيرية ل-نادي مقابسات- ذي المرجعية الفلسفية الإسلامية















المزيد.....

تحليل التجربة الفكرية الغيرية ل-نادي مقابسات- ذي المرجعية الفلسفية الإسلامية


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6662 - 2020 / 8 / 30 - 11:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


L`Universel dépasse de loin le Culturel, mais ne le nie pas

تنبيه منهجي:
أنا أعي جيدًا أن التجربة التي سأتحدثُ عنها تجربة محدودة في العدد والزمان والمكان وأعرف أيضًا أن التوقف عند مثالٍ واحدٍ (Un seul exemple) يختزل الفكرة وقد يشوّهها (L`exemple réduit l`idée et pourrait la déformer) لكنني -ورغم العوائق المنهجية- سأحاوِلُ.

ملاحظة ديونتولوجية:
للأمانة العلمية، أخذتُ الوعاءَ اللغويَّ والمضمونَ الفلسفيَّ من كتاب "الحداثة واستبعاد الآخر" للفيلسوف عمر بوجليدة، 2013، ص 43-45، واستبدلتُ نَصَّه بِنَصِّي.

نَصِّي:
هذا الآخر (أعتذر عن استعمال مصطلح خوانجي للذين يرون في تداوله ثلبًا وأوجه اعتذارًا خاصًّا إلى صديقي النهضاوي علي ضيفلله القاطن بحمام الشط)، الآخر الذي هُمِّشَ طويلاً ونُبِذَ بعيدًا عن الفضاء الثقافي العام وبِنيّةٍ مبيّتةٍ (مسرح، سينما، إعلام، نشر، نوادي ثقافية ومدرسية، جمعيات حقوقية، دُور الاتحاد العام التونسي للشغل، إلخ.)، هُمِّشَ من قِبل اليسار الستاليني التونسي (البوكت والأوطاد).
هذا الآخر (الخوانجي التونسي) لم يعد يقبلُ أن يكون موضوعًا للدرس فقط بل يريد أن يصبح ذاتًا وليس اختراعًا تصنعه ذاتٌ ما (اليسار الستاليني التونسي) لتوظفه وتستعمله لتعريفِ نفسِها بما ليس فيها (حركة أممية يسارية حداثية عَلمانية ديمقراطية حقوقية).
ينحط هذا الآخر (الخوانجي التونسي) في نظرهم (اليسار الستاليني التونسي) مِن كائنٍ فعلِي إلى كائنٍ صورِي لا يمتلك أيَّ دَوْرٍ وجودي قِيمِي (Un être axiologique) بل يمتلك فقط دورًا أداتي لِشيءٍ مغايرٍ، شيءٍ يتوهم الستالينيون التونسيون أنه يساعدهم على تمييزِ هويتهم الستالينية الشمولية الإقصائية المنغلقة والدخيلة الوافدة والمنبتة عن بيئة المجتمع التونسي ذي الأغلبية الساحقة المسلمة، هوية مثلها في الانبتات مثل الهويات السياسية الأخرى المتواجدة بتونس كالإخوانية والوهابية وهوية حزب التحرير (ثلاثتهم إديولوجيات ذات مرجعية إسلامية سياسية مشتركة).

في عصر الثورة التونسية البوعزيزية، ما يزال الآخر (الخوانجي التونسي) غريبًا وبعيدًا، لم يرتق بعد في ذهنِ الستالينيين التونسيين إلى أن يكون موضع الغيرية وعنوانًا معروفًا ومعترفًا به للاختلاف ولا حتى مصدرًا لحركةٍ موجبةٍ، وبالتالي يغيب عند هؤلاء الستالينيين المتعصبين المنغلقين مفهوم "الآخر" بإطلاقٍ من تأملاتهم الوثوقية (Dogmatiques).

لقد جَلَّلَ اليسار الستاليني التونسي ذاتَه ونفخَ فيها وصدّق حجمَها الوهمي وأسس جل خطابَاته السياسية والفكرية والثقافية والنقابية والحقوقية على إقصاءِ الخطابات الإسلامية، وخصوصًا الخطاب الخوانجي. الستالينيون استبعدوا الخوانجية التونسيين من جل الفضاءات العمومية ولم يتركوا لهم -مكرهٌ أخاكم لا بطل- إلا المساجد والجوامع والكتاتيب والجنائز والأعياد الدينية، فحكموا بالتالي على الذات الخوانجية التونسية بالتقوقعِ على نفسِها ونفوها خلال ستين سنة وطوالَ العهدَين السابقَين (بورڤيبة وبن علي) من جل الساحات الثقافية الممكنة.

يقول الستاليني التونسي وهو ينظر إلى حداثته هو (الستالينية) وعَلمانيته هو، أي لائكية الثورة الفرنسية المعادية للكنيسة مع التذكير أن الدولة الستالينية لم تكُ يومًا ديمقراطية ولا تعددية ولا حقوقية ولا حرية تعبير أو نشر ولا لائكية بل كانت دولةٌ قمعيةً تسود داخلها ديكتاتوريةُ الحزبِ الواحدِ، دولةٌ تُعلِي من شأن الإلحاد بل تدرّسه وتمنع المسيحيين والمسلمين واليهود من الاحتفال العلني بأعيادهم الدينية.
الستاليني التونسي يقولُ: كيف يمكن لي أن أنكر وجاهة "الحداثة" و"العلمانية" ولا أرى فيها الحل الأوحد لتخلف مجتمعنا التونسي العربي المسلم المعاصر، اللهم إلا إذا قارنتُ نفسي بهؤلاء الخوانجية التونسيين الرجعيين الظلاميين الجرذان الإرهابيين الذين اختلطت عليهم الأمور وأعماهم كرههم لليسار عن المنطق والحس السليم فباتوا عُميًا صمًّا بُكمًا لا يفقهون.

يبدو لي أن مهمة الانتقال من الأنا الستالينية إلى الاعتراف بالآخر كذات وليس كموضوع هي من أهم وأوكد المهمات الديمقراطية إلا أن اليسار الستاليني التونسي -خلافًا لليسار الغربي- لم يتحرر بعدُ من وهم تحقيق الجنة الشيوعية في تونس بغض النظر ورغمًا عن تركيبة المجتمع التونسي المسلم. إن التيار الستاليني التونسي لا يعترف بالتيار النهضاوي التونسي إلا ليتمكن من إقصائه واستبعاده حتى يطرد خطرًا مستقبليًّا وهميًّا، يعتقد هو أنه يهدد وجوده. ما الحل إذن؟ يحاول غلق الأبواب على الفكر السياسي الإسلامي للحد من تأثير هذا الفكر ومن ثَم إخراجه ثانية (بعد الثورة) من الفضاء الثقافي العام ظنًّا منه أن الغائب على العين غائب على الفعل في الواقع. لم يتعظ اليسار التونسي من تجربته الفاشلة قبل الثورة بل أراد تكرارها بعد الثورة. غاية الستالينية التونسية كانت ولا زالت السيادة والسيطرة وتحويل كل مَن خالفها إلى خصومٍ وأعداءٍ حتى ولو كان عدد هؤلاء الخصوم يُعدّ بالملايين، فَعَلَ هذا الفِعل الشنيع أسوة ب"أب الشعوب" (ستالين) الذي نفى وشرّد وقتل وسجن قرابة ثلث شعبه السوفياتي (يكون نقدي في غير محله لو قام الستالينيون التونسيون بنقدهم الذاتي خاصة وأنا أصدّق شعاراتهم الاشتراكية النبيلة ولي فيهم أصدقاءٌ كُثْرُ أحبهم وأحترمهم وأجلهم وأقدرهم وهم أبرياء من جرائم ستالين ولا أحمّلهم وزرها ومتأكد أنهم صادقو السريرة ولا يحبذون القتل للوصول للسلطة كما فعلت الدواعش الإسلامية). غايةٌ الستالينيين التونسيين نبيلة لكنها مستحيلةٌ أما وسائلهم لتحقيقها فهي أقل ما يُقال فيها أنها غير ديمقراطية، والغاية عندي -مهما كان مستوى نبلها- لا تبرر الوسيلة.. كان ستالين في عونهم!

يحق للقارئ أن يسأل وما الربطُ مع العنوان؟
"نادي مقابسات" هو نادي ثقافي ذو مرجعية فلسفية إسلامية (مؤسسوه أساتذة فلسفة لا يحبذون ربطه بِمدار حزب النهضة وأنا أصدقهم)، مؤسسوه يسعون للإعتراف بالآخر (اليسار) كذاتٍ مستقلةٍ مغايرةٍ وليس كموضوعٍ للدرس فقط. استدعى هذا النادي مفكرين يساريين ماركسيين (أمثال سليم دولة ود. أم الزين بن شيخة وغيرهم من الأقل شهرة وأقل إنتاجًا من اليساريين غير الماركسيين أمثالي) ووفر لهم منبرًا حرًّا بأتم معنى الكلمة وجمهورًا أظن أن أكثرَه نهضاويون وفسح لهم المجالَ واسعًا ليعبّروا عن وجهاتِ نظرهم المختلفة تمامًا عن وجهاتِ النظر الإسلامية عمومًا والنهضاوية خصوصًا.

خاتمة:
أتمنى أن أرى وأسمع يومًا مفكرًا إسلاميًّا يحاضرُ في منتدى ثقافي ذي مرجعيةٍ ستالينيةٍ مع الإشارة أنني لستُ إسلاميًّا ولستُ ستالينيًّا، لا أقصي الاتجاهين، لكنني أعارضُهما سياسيًّا وفكريًّا.

إمضائي
"الفلسفةُ هي الحوارُ" فيلسوف حمام الشط حبيب بن حميدة
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"نَحْنُ نسأل مَن نكون في هذا الحاضر؟ لا لنكتشف مَن نَحْنُ فقط بل لنرفض مَن نَحْنُ، أي أن نتخيل كيفية وجود مُغايِرة، تأكيدًا لحق الاختلاف، حق الآخر...". فوكو (عمر بوجليدة، 2013)
"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف الرمزي أو اللفظي أو المادي" (مواطن العالَم)
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعيِ الإيديولوجي المُكَبِّلِ للفِعلِ الثورِيِّ!
- -ما هْلكْنا في تونسْ كانْ النضالْ الإيديولوجي !-
- عن أيِّ ضميرٍ مِهَنيٍّ تَتَحَدَّثونْ؟
- طَرحٌ ضد التيّار!
- سؤال -امْحَيِّرْنِي-: لماذا كلما قلتُ لزميلٍ غير مختصٍّ في ا ...
- دردشة مقاهي بين فيلسوف حمام الشط (ماركسي) ومواطن العالَم (يس ...
- هو نارْ تِﭬْدِي... وأنا رْمادْ مْهَبِّي !
- الكَوْنِي يتجاوز الثقافي لكنه لا ينفيه
- -العنف الشرعي- الوحيد هو العنف ضد الوَسْواسِ الخَنّاسِ
- في انتظار الإصلاح التربوي الموعود، هل نستطيع بالموجود بلوغ ب ...
- الدين ليس مسألةً شخصيةً كما يعتقدُ اليساريون التونسيون، الدي ...
- الحزب الشيوعي والبوكت والوطد، أحزابٌ ستالينيةٌ، هي وحدها تقر ...
- الحرية والعدالة الاجتماعية قِيمتانِ نبيلتانِ، لكن للأسف لم ي ...
- في مقهى البلميرا، سُئِلَ فيلسوفُ حمام الشط: ما الفضيلةُ يا س ...
- المسلم الداعشي هو الإنسان الوحيد الذي يتمتع ب-حريته الطبيعية ...
- الأخلاقُ ليست معرفةً حتى ندرّسَها، بل هي فِعلٌ نمارسُه في ال ...
- هذه هي هيبة الدولة بالحق (أمريكا، 1957)!
- الفنّانون في المجتمع: هل يَصْلُحُونَ لِشيء؟
- إشكالية مطروحة منذ بداية التاريخ: هل نجحت الأخلاق الفلسفية أ ...
- اللغة العربية، التغيير والديمقراطية: أي علاقة؟


المزيد.....




- قيل له إن جسمه -غير مناسب- لبعض الأدوار.. هذا ما يرويه تيموث ...
- أمريكا تعلن تفاصيل إحباط هجوم -حوثي- بالمسيرات والصواريخ على ...
- فوز ترامب يمنح -تيك توك- طوق النجاة في الولايات المتحدة
- حدث في دولة إفريقية.. ائتلاف الحكومة يحصد -صفر مقاعد- في الا ...
- جنازة جماعية في لبنان لتشييع 8 مسعفين ومدنيين بعد غارة جوية ...
- المزيد من القتلى في المواجهة المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله ...
- سيناتور أمريكي: جيشنا الآن لا يستطيع هزيمة أحد
- رسميا.. ترامب يعين النائب والتز مستشارا للأمن القومي
- محلفون أمريكيون يمنحون ثلاثة ناجين من سجن أبو غريب بالعراق ت ...
- ألمانيا.. توجه حكومي لحظر استخدام غاز الضحك بعد انتشاره الوا ...


المزيد.....

- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - تحليل التجربة الفكرية الغيرية ل-نادي مقابسات- ذي المرجعية الفلسفية الإسلامية