في تعقيب على الولادة المتعسرة لحكومة ابو مازن:
الوزارة ولدت مأزومة والوضع يتطلب رص الصفوف وصد التدخلات الخارجية
تعقيبا على اعلان الاتفاق على تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الأخ ابو مازن ادلى ناطق بلسان الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالتصريح التالي:
يأتي تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الأخ ابو مازن في ظرف بالغ الخطورة تمر به قضيتنا الوطنية ومنطقتنا العربية بشكل عام. ولقد كان هذا الظرف وما يزال يتطلب اقصى درجة من التلاحم للصف الوطني، ويملي تشكيل حكومة اتحاد وطني ذات قاعدة سياسية واجتماعية عريضة، تستند الى برنامج متفق عليه لتأمين مقومات الصمود والاستمرار للانتفاضة عبر خطة وطنية للاصلاح والتغيير الديمقراطي تعيد صوغ الوضع الداخلي الفلسطيني بما يمكن من التصدي لتحديات المرحلة المقبلة وفي مقدمتها لجم العدوان وازالة الاحتلال الاسرائيلي. ولكن من المؤسف ان المشاورات التي سبقت التشكيل الوزاري لم تأخذ هذا المنحى بل هي انزلقت الى صراع حاد على الاشخاص والمناصب اخطر ما فيه انه فتح الابواب مشرعة للضغوط الخارجية للتدخل بصورة فظة ومهينة في الشأن الداخلي الفلسطيني. هذه الولادة المتعسرة وما احاط بها من تدخل خارجي ادت الى استياء واسع في اوساط شعبنا الفلسطيني وبددت الآمال التي علقها البعض على ان يكون التشكيل الحكومي بداية جديدة لمرحلة من الاصلاح والممارسة الديمقراطية.
اننا على ثقة بان الضغوط الخارجية التي رافقت عملية تشكيل الحكومة لن تتوقف باعلانها، فهي تندرج في سياق مخطط يهدف الى احداث تغيير بنيوي في الهيكل القيادي الفلسطيني في محاولة لجعله اكثر تناغما مع الشروط والاملاءات الامريكية والاسرائيلية. ولذلك فان هذه الضغوط سوف تتواصل هذه المرة على الحكومة الجديدة نفسها لجرها الى صدام مع شعبها بحجة تلبية الاستحقاقات الامنية التي تفرضها "خارطة الطريق"، والتي تعني وقف المقاومة واستهداف فصائلها. ان التعويل على الوعود الامريكية بفتح آفاق لحلول سياسية عبر "خارطة الطريق" سرعان ما سوف يتأكد انه وهم كبير لا يقود سوى الى سراب. فقد بات واضحا ان النشر الموعود لهذه الخطة سوف يترافق بالدعوة الى التفاوض الثنائي حولها مع اسرائيل، والاهم من ذلك سوف يصحبه ضغط متواصل على الجانب الفلسطيني لتنفيذ ما تمليه عليه تلك الخطة من التزامات مجحفة حتى دون التزام اسرائيلي مقابل بقبولها.
ان هذا يتطلب المسارعة الى ازالة الاثار السلبية للازمة التي رافقت تشكيل الحكومة، والسعي الى رأب الصدع واستعادة تلاحم الصف الوطني لمواجهة هذه الضغوط الخارجية بموقف موحد يرفض أي تدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني ويصد أي محاولة لزرع بذور الاحتراب الفلسطيني – الفلسطيني بحجة الامن، ويرفض أي تفاوض على قاعدة "خارطة الطريق" سيئة الصيت. ان الجبهة الديمقراطية تؤكد مجددا اهمية المباشرة في حوار وطني شامل للتوصل الى برنامج موحد لتأمين مقومات استمرار الانتفاضة وتعزيز الصمود عبر خطة وطنية للاصلاح والتغيير الديمقراطي بما يمكن من تشكيل قيادة وطنية موحدة تضم جميع القوى الوطنية والاسلامية وتقود المعركة بمختلف جوانبها ضد العدوان والاحتلال الاسرائيلي بما يمكن من مواجهة التحديات الخطيرة التي تنطوي عليها الفترة المقبلة بصف وطني موحد ومتماسك.
الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
24/4/ 2003