أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - حماس : بين الجنة الآنية والجنة المؤجلة














المزيد.....

حماس : بين الجنة الآنية والجنة المؤجلة


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1600 - 2006 / 7 / 3 - 08:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مأصعب الموقف بل إن شئنا الدقة المأزق الواقعة فيه حركة حماس حال كونها حركة نضالية جهادية بنيت معتقداتها وأفكارها علي أساس ديني عقائدي مرتبط بالمعتقد الديني السماوي , الذي هو العماد الرئيس لتلك الحركة التي نشات في مناخ قتالي علي خلفية إحتلال إسرائيل لأرض فلسطين وللمقدسات الدينية التي لها مكانة في القلب والوجدان الفلسطيني والعربي في آن واحد , فالحركة نشأت علي أساس أنها حركة جهادية قتالية هدفها الأسمي هو تحرير كامل التراب الفلسطيني والمقدسات الفلسطينية , ولايمكن أن تتخلي حركة حماس عن هذا المفهوم الجهادي إلا إذا تخلت عن الدين كعقيدة ومظهر حياة وسلوك , وهذا مستحيل علي الإطلاق .
فازت حركة حماس في الإنتخابات التشريعية الفلسطينية , وشكلت حركة حماس الحكومة الفلسطينية , في إطار عدائي دولي رافض لمنظمة حماس علي خلفية أنها منظمة إرهابية من ضمن مجموعة من المنظمات الإرهابية التي ؤيتوجب علي أمريكا والإتحاد الأوروبي مناهضتها بل ومكافحتها , وكسر شوكتها , وكذا كان النجاح والفوز لحركة حماس في ظلال تخاذل عربي إسلامي كئيب , محاذراً من أن يبارك لحماس الفوز بإعتبارها فازت في الإنتخابات في إطار من الإنتخابات الحرة النزيهة وأنها موجودة علي رأس السلطة بالخيار الشعبي الفلسطيني ولم تأتي حكومة حماس بالتزوير والبلطجة والقتل والإرهاب , وأمر آخر أشد الأمور خطورة وهو وجود حماس علي رأس سلطة فلسطينية , كانت تعيب وتعاير منظمة فتح علي أنها السلطة العميلة الممالئة لسلطة الإحتلال وكان أن أصبحت حماس في لعبة كراسي موسيقية حزينة الأنغام أنها أصبحت هي الجالسة علي ذات الكرسي التي كانت تعيب علي حركة فتح مجرد الإقتراب منه فمابالكم بالجلوس عليه .
وأصبحت حماس بين سندان العقيدة الجهادية المقاتلة حتي تحريركامل التراب الفلسطيني وتطبيق الشريعة الإسلامية علي الشعب الفلسطين , بل ويتعدي الأمر إلي تحريركامل الأراضي العربية والإسلامية في كل مكان علي أرض المعمورةعلي خلفية العقيدة المؤسسة علي عالمية الإسلام وأن المسلمين أخوه يقوم أعلاهم بأدناهم في كل مكان فوحدة العقيدة هي الرابط بين حماس وبين المسلمين في أي مكان أينما وجدوا , ومطرقة إسرائيل التي تمثل الفرض والسنة بالنسبة لوجود حماس ككيان شرعي له وجود وكيان .
وكانت أن كانت إسرائيل في وجودها هي الفرض الواقعي علي وجود حماس وتعطيل طموحاتها وآمالها وتحديد مستقبلها في ما تبغيه وتسعي إليه , وكانت هي أيضاً السنة المؤكدة للتعامل مع حماس ولكن داخل إطار التخلي عن سلاح المقاومة , والإعتراف بإسرائيل , والإعتراف بالمعاهدات والقرارات الدولية الفروضة علي فلسطين والشعب الفلسطيني , والجلوس علي موائد المفاوضات مع إسرائيل , وهذه قمة المأساة بالنسبه لحماس الحركة والقيادة ’ لأن هذه الفكرة ناسفة لحركة حماس كحركة , وناسفة لمعتقدات القيادة والأعضاء!!
ويبقي سؤال : هل كانت حركة حماس علي علم ودراية بما سيحدث وماهو حادث , أم أن حماس أخطأت في الحسابات ؟!!
أعتقد أن هذا التساؤل يمثل قمة الأزمة لحركة حماس , بإعتبارها حركة دينية دخلت المعترك السياسي وهي علي علم تام بأن إوراق اللعبه السياسية لإسرائيل الدور الكبيرفيها ولأمريكا والإتحاد الأوروبي , وحماس من المفترض أنها قبلت بشروط اللعبة السياسية لأنها علي علم أنها سلطة مستمدة شرعية وجودها بشروط إسرائيلية وموافقة عربية علي تلك الشروط , ورقابة دولية هي في الأساس منحازة للجانب الإسرائيلي حسب شروط اللعبه القائمة علي المصالح لا العقائد كما تريد أن تلعبها حماس , أقصد كما تريد أن تؤديها حماس .
فحماس علي علم بأن السلطة الفلسطينية ليس لها جواز سفر فلسطيني , وليس لها عملة وطنية , وليس لها مطار أو ميناء ذات سيادة وطنية , وليست لها حدود إقليمية أو دولية معترف بها , حتي حرية الدخول والخروج من أرض السلطة الفلسطينية لابد من وجود إسرائيل فيه والتصريح الإسرائيلي المبني علي المنع أو المنح هو الفارض ذاته في السنة والفرض السياسي , وليس الديني , ومن هنا كانت حماس تمثل وجع في قلب إسرائيل بإعتبارها حركة جهادية دينية , أعضاؤها علي أهبة الإستعداد والصفوف طويله في إنتظار الدور كقنابل موقوته ومن يأتي زمن وتوقيت إنفجاره يتقدم للإنفجار , مضحياً بنفسه في سبيل الحصول علي الشهادة ممنياً نفسه بالجنة المؤجله.
وعل أبسط الأقوال فإن حماس لاتمتلك سوي النشيد والعلم داخل إطار السلطة الفلسطينية.
فماذا كانت تريد حماس من الفوز في الإنتخابات هلي كانت تريد أن تحقق أكبرقدر من الرفاهية في الحياة للشعب الفلسطيني المأزوم منذ وجود إسرائيل علي الجغرافية الطبيعية والجغرافية السياسية , وهل كانت حماس تبغي إقامة مجتمع الكفاءة والعدل المبني علي التوزيع العادل للثروة الفلسطينية المتاحة , وإصلاح البنية التحتية , وإقامه الجسور وشق الطرق ,ومحاربه ومكافحة البطاله , والوصول بالمواطن الفلسطيني إلي رغد العيش والحياة داخل إطار وعقد إجتماعي مدني يقبل جميع إبناء الشعب الفلسطيني , بإعتبارهم لهم حق المواطنه والحق في بناء الوطن الفلسطيني حسب الممكن والمتاح من إمكانات محلية ودولية. وهل كانت حماس تسعي لإقامة جنة الدنيا الجنة الحالة الآنية التي هدفها المواطن الفلسطيني والشعب الفلسطيني دون النظر لإنتمائه الديني والعقيدي والفكري والسياسي , أم أنها كانت تبغي جنة أخري ؟!!
أعتقد أن المنظومة الدينية والأيدلوجية التي كانت تسعي حماس لتحقيقها لم يعد آوانها بعد لأن كافة المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية ضد حماس وضد طموحات وآمال حركة حماس العقيدة والقيادة والأفراد . لأن حماس مازات تحلم بالجنة المؤجله , لأنها فشلت في إقامة جنة الدنيا من خلال حكومة فلسطينية منتخبة , أخطأت في الحسابات والتصور والحلم .
وعلي حماس أن تختار بين الجنة الآنية , أو الجنة المؤجلة
فهل فهمت حماس الدرس ؟!!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلي عدلي أبادير : لماذا لم تفعلها ؟
- آلااء : فاضحة فساد
- النقاب : الخلفية الدينيه المرعبة
- التغيير السياسي والأمن القومي : جهاد عودة مرة أخري
- خيانة النص
- في ظل سلطة الفساد : ماذا تبقي منك ياوطن ؟
- في مؤتمر الأقباط : من وجه الدعوة لجحا المصري؟
- كلمات مأسورة
- إحتكارالنص:حصار العقل
- !! أريد أن أنتمي لتنظيم الإخوان المسلمين : ماهي الشروط ؟
- الواقع وسجن المألوف
- رجال الدين :قطيعتكم الإجتماعية فريضة وطنية وضرورة دينية
- إلي كمال خليل : المناضل الثوري
- فخامة الرئيس جمال مبارك : ماذا لديك ستقدمه لمصر؟
- الزرقاوي: هل هو شهيد ؟
- هل الحجاب هو الحل ؟
- مصر: سيناريو مابعد مبارك
- حذاء طلعت ومليلرات عز
- العلمانية : الدولة والدين والمجتمع : من الحق الإلهي المطلق إ ...
- سلطة هتك الأعراض والقضاء الدولي


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - حماس : بين الجنة الآنية والجنة المؤجلة