حكاية عم سعيد الذي خرج من عند البابا سعيد

جورج فايق

الحوار المتمدن-العدد: 6660 - 2020 / 8 / 28 - 13:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

دخل رجل رث الثياب إلي مقر البطريركية مذعورا" علي وجهه علامات حزن شديد طلب من الأمن مقابلة البابا لأمر ضروري أعتذروا له أن البابا ليس متواجد الان و عندما الح في مقابلته متهما أياهم بالكذب و أن هذا لا يصح في الكنيسة تغيرت لهجتهم و حل محل الأدب الذي رسموه علي وجهوهم الغضب و أخذوا في النذير و الوعيد له قائلين أه البابا موجود و مين سيادتك علشان تقابله أمشي يا راجل أنت أحسن نحبسك مكتب أمن الدولة في أخر الممر ده و هي دوسة زارر يجي ياخدوك و مش هتشوف الأسفلت تاني ...أمشي أحسن لك
بداء الرجل في الصراخ و البكاء أبني الوحيد بيموت و لازم أقابله ..
يا عم ربنا يشفي أبنك مش هينفع تقابله هو مشغول بمقابلات ابقي تعالى وقت تاني ..
خلاص هنتظره لأن مفيش امل تاني قدامي أنا طرقت كل الابواب و مفيش فايدة و مش همشي غير لو قابلته حتي لو ضربتوني بالرصاص ...
أي التناحة بتاعة أهلك دي هكذا تكلموا بينهم و بين بعض مهددين من سمح له بالدخول من الباب أن ده أخر يوم له هنا و شوف لك صىرفة في التلقيحة ده
يا عم في أي ؟! يرضيك أتاذي علشان دخلتك ؟!
علشان خاطر ربنا انت وصلني ليه أبني بيموت ؟!
الراجل صعب عليه فوطي علي أذن الراجل هامسا" بص هي كدة كدة بايظة و انا خلاص هيمشوني من هنا شايف الباب الكبير ده ده زقني و أجري أفتحة قبل ما الامن اللي علي الباب يرجع من الحمام البابا جوة
الراحل وطي باس أيده ثم زقه و اندفع لباب الحجرة داخلا بلا تردد فكان هناك البابا جالسا مع أثنين من الأساقفة يتناقشون حول قضايا الخدمة و الرعية و المسئولية الكبيرة اللي عليهم
أي ده انت مين و أي اللي دخلك هنا و فين اللي علي الباب ..قال هذا أحد الأساقفة مزمعا طرد الرجل من أمامهم ...
لكن البابا عندما راي شكل الراجل و دموعه أشار إلي الأسقف أن يسكت ثم نظر للرجل قائلا له اتفضل أقعد و ناوله كوبية ماية
أهدي كدة في أي .؟!
انحني الرجل بسرعة مقبلا يد البابا و أخذ منه كوباية الماية شربها ..
ها في أي يا أبني
الرجل يحكي بدموعه قبل لسانه أبني يا سيدنا بيموت و أنا عامل في مصنع داخلي علي قدي و مش قادر علي مصاريف علاجه
هو عنده أي ؟!
سرطان بالمخ و بيحتاج أدوية غالية و حاليا محتاج عملية ضروري في خلال أيام انا بعيت كل شي علشان أقدر أعلاجه و مش قادر ..
ما جربتش التأمين الصحي و العلاج علي نفقة الدولة
ما أنا بعمل كدة هو انا قد ثمن الأدوية لكن ساعات بيبقي الدواء ناقص يضطر أشتريه
بعت عفش البيت و دهب أمه لكن العملية ما بتتعملش في مستشفيات التأمين علشان صعبة و ما بتتعملش الا في مستشفي كبير سألت علي تكلفة العملية من غير أقامة و لا أدوية هتتكلف 250 الف جنيه مش معايا منهم 250 جنيه عرضنا أنا و أمه كليتنا أو جزء من كبدنا للبيع لكن بعد التحاليل و الأشعة حالتهم تعبانة و لا يصلحوا للبيع مش لاقي حل قدامي غير قداستك ..أنقذني أبني الوحيد بيموت
لا أن شاء الله أبنك هيشفي و يعيش يا عم ... أنت أسمك أي ؟! سعيد حاضر يا عم سعيد و طلع من درج المكتب شيكولاتة و زيت و حنوط خد الزيت ده أدهنه به و رفع سماعة التليفون خد الورق اللي مع عم سعيد صوره مع تقارير الأشعة و يكونوا عندي النهاردة ..ربنا معك يا عم سعيد سيب أسمك و عنوانك و رقم تليفونك مع السكارترية برة و في أقرب وقت هنتصل بك علشان أبنك يدخل المستشفي و يعمل العملية ...
رحل الحزن عن وجه عم سعيد و خرج سعيد من عند البابا قائلا لنفسه .فعلا "هي دي الأبوة
البابا بعد أن أنهي أجتماعه خرج غاضبا موجها كلامه للسكرتارية و الأمن أنتم قاعدين بتعملوا أي لما واحد يقتحم المكتب و يقطع أجتماعي ..أنتم اخر يوم لكم هنا موجها كلامه لمساعده الطقم كله يتغير .؟
اتصلوا كدة بأبونا اللي بيعلاج أبنه في أمريكا علشان نطمن علي حالته ....
بعد دقائق سيدنا الولد مات ...
الله ينيح نفسه و يعزي أبونا خلصوا أجراءات الاساقفة و الكهنة اللي هيسافروا معايا نصلي علي الولد و نعمل رحلة رعوية و اعمل شيك أب بالمرة ....
سيدنا شركة الطيران عايزة 250 الف جنيه ثمن تذاكر الفرست كلاس ... أعطوهم شيك بالمبلغ
250 الف جنيه ثمن عملية ابن عم سعيد اللي خرج من عند البابا سعيد

#جورج_فايق (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات