|
رسالة عاجلة لحاكم ولاية فكتوريا دانيال أندروز المحترم: ليس بالكورونا وحدها يموت الإنسان
ماجدة منصور
الحوار المتمدن-العدد: 6660 - 2020 / 8 / 28 - 10:03
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
إن لم أمت بالكورونا فسأموت من العزلة. ليس بالكورونا وحدها يموت الإنسان فهناك قانون صارم إسمه قانون الحياة و يقابله قانون أشد صرامة منه وهو قانون الموت. لو لم نمت بسبب كورونا فقد نموت لأي سبب آخر....فهناك بشر يموتون من الضحك ...فهل ستسن قانونا يمنع الضحك؟؟؟ تعددت الأسباب و الموت واحد فمن لم يمت بكورونا فقد يموت من الضحك أو التخمة أو أزمة قلبية أو سرطان مستشري أو من إرتفاع نسبة السكر لديه أو بحادث سيارة أو قد يتزحلط في حمامه اثناء الإستحمام أو قد يمت بسبب سيكارة حشيش أو أو أو ....هناك ملايين الأسباب التي يموت بها الإنسان....هذه قوانين الموت الصارم....ولن تستطيع إيقافها بأي شكل و لكن أن نموت من الإكتئاب و العزلة و الوحدة و الخوف من الآخر بسبب ( قانون الكوارث ) الذي أتحفتنا به منذ ما يقارب الستة أشهر الفائتة ...فهذا فوق قدرة إحتمالنا مستر أندروز. سجُلت ولاية فكتوريا البارحة 113 حالة إصابة بفيروس كورونا و 23 حالة وفاة و تعد حصيلة الوفيات تلك ثالث أسوأ حصيلة في الولاية منذ بداية تفشي الوباء و بذلك يرتفع عدد الوفيات الى 485 شخصا معظمهم قد توفي في دور العجزة بولاية فكتوريا و لكن مع إرتفاع أعداد الوفيات فإن حالات الإصابة اليومية في أقل مستوى لها منذ تاريخ 6 يوليو تموز الماضي عندما سجلت الولاية 74 إصابة و بذلك يستمر نمط إنخفاض معدلات الإصابة بعد أن عبرت الولاية ذروة الموجة الثانية في مطلع شهر آب أغسطس الحالي. كانت حكومة فكتوريا قد فرضت حالة الطوارئ في 16 آذار مارس الماضي و من ثم رفعت من حالة الطوارئ لحالة الكوارث!!! و ستنتهي حالة الكوارث في 13 ايلول سبتمبر القادم. بعد فترة عزل صارم إمتد لغاية 6 شهور نرى بأنك ستتخذ قرارا بتمديد ( قانون الطوارئ) لمدة 12 شهر آخر أي لمدة سنة إضافية!!!!! ما الذي يجري؟؟؟ هل تريد لنا أن نموت من العزلة؟؟ إن ولاية فكتوريا قد اصابها الشلل الإقتصادي و الإجتماعي و النفسي و الإنساني و أنا أرى أن تمديد حالة الطوارئ لا تروق لملايين الإستراليين لا بل أن هذا التمديد يٌشُكل خطرا كبيرا على حقوق الإنسان بكل المقاييس بل هو إنتهاك صارخ لصحتنا العقلية و النفسية و الجسدية بكل معنى للكلمة. ليس بالكورونا وحدها يموت الإنسان....فقد يموت الإنسان من قانون الطوارئ...الذي يفرض عليه العزلة الإجبارية و الوحدة القاسية....فهل أنت بصدد تحويل ولاية فكتوريا لسجن جماعي كبير؟؟؟؟؟؟ أدرك جيدا حرصك على تجنيب ولاية فكتوريا خطر تفشي الفيروس اللعين و لكن ماذا لو قرر هذا الفيروس العيش جنبا الى جنب معنا!!!! ماذا لو راقت له الحياة على أجسادنا!!!!ماذا لو أحبنا و قرر الإستيطان بجوار الإنسان!!!ماذا لو لم نجد له لقاحا أو علاجا!!!!أيعني هذا أنك تنوي ((سجننا)) لأجل غير مسمى مستر أندروز!!! أيعني أننا سنموت من العزلة و الوحدة و القهر؟؟ و كأنه ينقصنا أن توجه لنا دعوة رسمية لشراء قبورنا و أكفاننا. عليك أن تدرك سيدي المحترم بأن معظم الناس في فكتوريا قد أصابها التمزق العائلي و الوحشة و العزلة و الغربة .....وقد اصبحنا أشد شراسة و توحشا و عنفا فليس أقسى على الإنسان من أن تسلبه حريته في نمط معيشته....فإن الإنسان يحيا و يعيش بالحرية فقط ليس إلا. أدرك جيدا أن حريتي تنتهي حينما تبدأ حرية الآخرين و لكن لا يجوز للآخرين التعدي على حريتي و إنسانيتي تحت أي ذريعة أو عذر فليس هناك من معنى موت ما يتجاوز 400 إنسان أن تحجز على حرية ما يقارب 7 ملايين إنسان يعيشون في ولاية فكتوريا....أليس كذلك؟؟ تعددت الأسباب و الموت واحد. فمن لم تقتله كورونا....فإن العزلة و الوحدة كفيلة بأن تقتل الباقي. ليس هكذا تكون القوانين و كم من بشر إستغلوا القانون كي يمرروا نزعتهم الدفينة بالسيطرة و فرض القوة و لا تنسى مستر أندروز بأن الذرائع القانوية لطالما كانت حججا قوية لإستعباد البشر و تطويق حرياتهم و قهر إنسانيتهم و إلا ما معنى الديموقراطية و الحرية و حقوق الإنسان التي طالما تباهت بها أستراليا أمام الأمم و الشعوب!!!! لك أن تعلم مستر أندروز بأنني أبكي كل يوم لأنني لا أستطيع زيارة إبنتي الوحيدة و هي حامل و ستلد قريبا لأنها تقيم في ولاية ( كوينزلاند) و هذا هو أول مولود ستسقبله بعد شهرين من تاريخ هذا اليوم , فهل لك أن تدرك مدى ألمى لعدم قدرتي على التواجد الى جانب إبنتي حين ستلد مولودها الأول!!! كم هو قاس أن تبعدنا عمن نحب!!! لعمري إن الموت أهون عندي من أعيش أسيرة سجينة في بيتي. لقد حرمتنا من أبسط مقومات الإنسانية بحجة قانون الطوارئ ذاك الذي تنوي تمديده سنة أخرى!!!!!! و كأنه من أبسط الأمور لديك هو أن _تقرر_ سجننا....لسنة إضافية!!! ألا يكفيك أنني أمشي في فيللتي أتحدث مع نفسي لأنه ممنوع أن أخرج من بيتي لمدة تتجاوز الساعة الواحدة ليس إلاٌ. هزلت إنك يا سيدي لا تستطيع مقايضتي على حريتي و التي كدت أن أموت من أجلها بحجة كورونا أو غيرها و لك أن تدرك أن من يموتون بنزلة برد عادية في أستراليا أكثر بكثير جدا ممن ماتوا في ولايتنا بسبب الكورونا و سأقولها لك ثانية: هناك اسباب كثيرة للموت و كورونا المستجد هو أحدها. دعني أقول لك همسا: إن النساء هن أكثر من يعاني اليوم لأن ( وسواس النظافة) قد سيطر على أدمغتنا.....فنحن لم نعد سيدات جميلات يعتنين بجمالهن و زينتهن لأنك حين تزورني فستجد بأنني أحمل معدات التنظيف و التعقيم و أجري بمنزلي كالمجنونة و المهووسة بعملية تنظيف فيللتي و سيارتي.....أنا في حالة تنظيف مستمر طوال اليوم....حتى زوجي المسكين قد أصابه التعب و الإرهاق لأني أجبره على تنظيف و تعقيم سياراتنا كل يوم....كما أنه قد اصابتني لوثة عقلية بالتعقيم...أحس أنني أعيش على كوكب آخر. هناك سؤال يدور بخاطري أود أن اسأله لك: هل الخوف و الرعب من كورونا ( عقيدة ) جديدة تودون إرعابنا بها؟؟؟ إنه أمر سيئ للغاية بأن يتم مصادرة حرياتنا تحت أي عذر....و إنني أفضل موتي كإنسانة حرة على موتي ذلا و قهرا و عزلة تحت ما يُسمى بالكورونا. إن الموت في هذه الحالة يبدو أكثر مصداقية لي أنا على اقل تقدير. خذها نصيحة صادقة مني سيدي أندروز: هناك شيئ ناقص و مضحك و مبكي و غامض و شيطاني و هلامي و مُحٌير و غير عقلاني و شبحي و مدمُر و إجرامي و غير إنساني بقصة كورونا....إني أرى اشباحا شريرة تحوم خلف الغيوم و كأني أرى شبح دراكولا يرقص رقصته الشريرة خلف الغيوم. سيدي أندروز: إفرض ما يحلو لك من قوانين حفظ السلامة العامة إلا قانون الطوارئ أو الكوارث لأنك بهذا تفرض الموت و العدم و الشلل الكامل لكافة أشكال الإقتصاد الإسترالي و بذلك تكون جنابك أول من كان السبب في كارثة الإنهيار النفسي و العقلي و الجسدي و الذي سيصيب شريحة كبيرة من المجتمع الإسترالي....فليس بالكورونا وحدها يموت الإنسان. بل يموت حين تفرض عليه قانون الطوارئ الذي يمنعنا بأن نكون بشرا يستحقون الحياة. أخيرا أتمنى لك النجاح في مهمتك القاسية تلك....و بليز....لا تغضب مني فلدي أمل جامح بأن نستطيع تجاوز تلك المصيبة قريبا جدا. هنا أقف من هناك أمشي للحديث بقية
#ماجدة_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إعلان صادم...من الله
-
ما هذا الحزن..الذي يلف العالم!؟
-
كورونا...عدالة كونية!!
-
جعلوني ملحدة!!
-
رسالة خضراء لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي..سلام الأقوياء
-
أين الوصايا العشر..لزعمائنا العرب!
-
رسالة خضراء ل المحترم..سيادة الرئيس م السيسي
-
الحب....ما زال موجودا
-
الرابح..سيأخذ كل شيئ
-
رسالة خاصة ل محمد ح.
-
طلب صداقة للمستر عبد الفتاح السيسي
-
لما يخشى الرجل العربي من الحب؟
-
كوكب أستراليا..تاج العدالة ((2))
-
كوكب استراليا..تاج العدالة 1
-
رسائل مفتوحة لجناب حكُام الإمارات العربية المتحدة ((3))
-
صبًح على مصر..بمليون دولار
-
رسائل مفتوحة لجناب حكًام الإمارات العربية المتحدة2
-
رسائل مفتوحة لجناب حكًام الإمارات العربية المتحدة
-
مصر..بعيون عالمية. مرسى مطروح
-
مصر..بعيون عالمية
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج
/ توفيق أبو شومر
-
كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
كأس من عصير الأيام الجزء الثاني
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية
/ سعيد العليمى
-
الشجرة الارجوانيّة
/ بتول الفارس
المزيد.....
|