أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - القراءة التاريخية كيفاً _ عبد الكريم سروش مثلا 6














المزيد.....

القراءة التاريخية كيفاً _ عبد الكريم سروش مثلا 6


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6659 - 2020 / 8 / 27 - 03:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الوحي ومفهوم الإخبار
في مفصلية مهمة من فكر سروش هناك خلط متقصد ومتعمد يضع القارئ البسيط الغير مهتم بالعمق المعرفي ولا بسر الفكرة من وراء المباني اللفظية المطروحة، ويراد منها ان نسلم بها كحقيقة من خلال المساوات بين الدين كفكرة معرفية ومنتج بشري لا شك فيها مع كل الطروحات الوضعية ، وهي أن الفكر عموما دون النظر للكونية ومصدريته قابل لأضافه الصفة الخبرية عنه والتي يقررها المنطق بقانونه المأثور (أن الخبر قابل للتصديق والتكذيب الطبيعي وذاتيا من حيث كونه خبر)، فيشير إلى فهم أجمالي وكأنه حقيقة ثابته (ان المعرفة الدينية، كأي معرفة أخرى، هي حصيلة جهد البشر وتأملهم، وهي دائما مزيج من الآراء الظنية واليقينية، ومن الحق والباطل، ولا مجال لإنكار تطور هذه المجموعة وتكاملها)، نافيا عن الدين مرة أخرى حقيقته المطلقة بكونه خبرا بالمفهوم المنطقي واللغوي، بل نافيا بذلك من أنه إرادة السماء ورب السماء متشبثا بفكرة قطع الوصل بين الإله وبين النبي بواسطة الوحي الناقل لها.
هذه المفصلية التي لا تفرق بين فهم الإيمان كونه مصداق خارجي لاستحقاق وجود الدين متصل بالقارئ والمتلقي وبين الدين كموضوع ذاتي خالص، نعم الفهم مختلف دوما ولا خلاف فيه ولا أعترض على ما ينتج منه كونه طبيعي عقلي؟ ولكن الخلاف أن نجعل من الماهية والوجود شيء واحد، فأما أن يكون جوهر الدين فوقي خارجي عن الذات البشرية وتختلف الإفهمات والتفسيرات حوله وهذا غير مستنكر ولا تعارض بينه وبين حقيقة كون التعامل العقلي البشري يفترض التنوع والتعدد ، أو أن يكون المعطى الأسي والمكون للدين هو فكرة البشر عن الوجود وما يحتمل العقل من تصورات عنه، هذا ما لا يحدده على وجه الدقة فكر سروش ويشكل التناقض الحقيقي في فكره، فهو مثلا يشير إلى حقيقة الخارج المؤسسة للدين وإن علل في الاخر الاختلاف في نتيجة التعقل لا في نتيجة المصدر (نحن لا نقول إن الوحي الذي أتى به الأنبياء يكمله البشر إنما نقول إن فهم البشر لمفاد الوحي يتطور).
نعم فهم البشر الذي يتلقى الدين عن النبي وبلا شك ولا اعتراض، وليس النبي الذي يتلقى الدين من الوحي هو الذي يتطور في الجوهر، قد يكون في ترتيبية التدرج نعم ولكن ليس جوهريا كما يؤكد في مقاله له (فإذا قلنا إنّ النبوة تعني الاقتراب من عوالم المعنى وسماع نداء الغيب، وبذلك تحصل للنبي تجربة بهذا المعنى، ففي هذه الصورة يمكن القول بإمكانية زيادة واتساع هذه التجربة. فكما أنّ كل صاحب تجربة في العالم الدنيوي يمكنه ترشيد تجربته وتقويتها، فإنّ النبي يمكنه أيضاً ترشيد نبوته وتقويتها وبذلك يزداد نبوة بالتدريج، والشاعر يمكنه أن ينمي شعره ويكون أشعر من السابق، وهكذا الفنان والعارف والمدير حيث يكون بإمكانهم تقوية قدراتهم وملاكاتهم الفنية والعرفانية والإدارية) ، إذن من يملك زمام تقوية النبوة وتأصيلها أجتماعيا وتأريخيا هو النبي المبتدع لا النبي المطيع {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }يونس15.
يستظهر الدكتور سروش الإيمان بالقرآن ويستدل بآياته حينما تكون قابلة بفهم ما أن تعزز فرضياته، وهنا نحن نستدل بآية تنسف كل الفرض الذي تقدم من أن النبي هو الذي يصنع ويطور ويقوي نبوته من خلال عامل الزمن، ومن خلال الاطمئنان الحاصل لدى الجمهور المتلقي الذي أمن بالنبوة والوحي دون السؤال عن حقيقة المصدر وعن أمتحان هذ الادعاء، وبالتالي فهو يمرر نبوءته بالمراوغة العقلية التي يكشف عنها طبيعة شخصية النبي وما تملك من مؤهلات مؤثرة على الناس، أي أن العامل الرئيسي ببسط قناعة الناس بالدين هي شخصية النبي وليس حقيقية الدين (لو أخذنا بنظر الاعتبار المسيرة الجدلية والديالكتيكية لظاهرة الامتحان والممتحن وكيف يؤثر أحدهما على الآخر، فالعابد والعبادة يرتبطان بعلاقة جدلية، فكلما زادت العبادة فإنّ منزلة العابد ستسمو ويشعر العابد في نفسه بالانشراح والبهجة، وكلما شعر العابد بالبهجة أكثر فإنّ عبادته ستتعمق وتكون روحانية أكثر. ونبي الإسلام بدوره كان يملك شخصية فريدة وهي رأسماله الأساسي، وهذه الشخصية هي محل التجارب الدينية الوحيانية والموجد لها، وهي القابل والفاعل لها) .
هذا اللف والدوران والمراوغة تخفي ورائها قولا صريحا، إن رأسمال النبي في الحقيقة هي قدرته على خداع الناس بعد ان تغلب على قواه العقلية وسخرها في هذا الأتجاه، ويصر سورش على جعل هذه الحالية هي كما يقول راس مال النبي الوحيد، نافيا مرة اخرى أي علاقة للنبي بالمحدد السماوي ونفيا ثابتا لمصدرية الدين، هذا التخبط والتعارض الذي يرد بين ادبيات فكرته توضح إضطرابا حقيقيا في بنائها، فلا هو قادر على تبرير انتقاداته بالطريقة الفلسفية التي أراد امتطائها ولا توفق في صب الفكرة كلها في رباط واحد غير مهلهل ولا فضفاض.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القراءة التاريخية كيفاً _ عبد الكريم سروش مثلا 7
- القراءة التاريخية كيفاً _ عبد الكريم سروش مثلا 4
- القراءة التاريخية كيفاً _ عبد الكريم سروش مثلا 5
- القراءة التاريخية كيفاً _ عبد الكريم سروش مثلا 2
- القراءة التاريخية كيفاً _ عبد الكريم سروش مثلا 3
- القراءة التاريخية كيفاً _ عبد الكريم سروش مثلا
- هل ينتهي إيماننا بالدين؟ ح2
- هل ينتهي إيماننا بالدين؟ ح1
- اصل الدين ح 2
- أصل الدين ح1
- ختام الرسل أم ختام الأنبياء؟
- جدوى الأطروحة
- النظرية المستحيلة
- دين بلا عذاب
- لماذا خلق الله آدم؟
- الإنسان بين الملائكة والشياطين
- السؤال الأول
- الأل والألية في النص الديني
- عقدة الزوجة في قصص الأنبياء
- السادية السلطوية والمجتمع البدائي


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - القراءة التاريخية كيفاً _ عبد الكريم سروش مثلا 6