فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6658 - 2020 / 8 / 26 - 12:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن الإنسان هو الذي يخلق التقييم فيحمل صفة (الإنسان) باعتباره يملك العقل المدرك والواعي الذي أصبح به يمتاز عن جميع الكائنات الحية في الوجود وأصبح يشكل جوهر ماهية الإنسان الذي يمثل عطاء الذات قيمة لها مكانتها وقاعدتها الواسعة في المجتمع، وبما أن الإنسان نتاج البيئة الاجتماعية وظروفها التي نشأ وترعرع بها، كما أن الإنسان يرتبط بمجموعة من الأحاسيس والشعور التي تعتبر قيم اجتماعية وأخرى مجموعة من الرغبات والغرائز تعتبر قيم طبيعية فتصبح هذه القيم هي التي تحدد سلوك الإنسان وتصرفه إلى العمل والتعاون مع أبناء مجتمعه من أجل التقدم والتطور وبناء المجتمع وسعادته واستقراره واطمئنانه. إن الحياة ليس من طبيعتها الجمود والثبات على وتيرة واحدة وإنما ديناميكيتها وحركتها تؤدي للتغيير والتطور وتدفع مسيرة التاريخ والمجتمع إلى أمام مما يؤدي إلى سلسلة من التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المجتمع التي تحدث في أي بلد من البلدان نتيجة عوامل موضوعية خارجية وداخلية وتكون هذه العوامل بفعل إرادة الإنسان أو خارج إرادته حسب المنهج المادي التاريخي عن طريق ديناميكية الحياة وتقدمها التي تؤدي إلى اندفاع التاريخ ومسيرته إلى أمام بوصفها حركة الصيرورة والتقدم والتطور إلى ما لا نهاية باعتبارها حركة تراكمية ومتناقضة تقضي وتتفاعل معها جدليات وصراع ونزاع في المجتمع التي يتشكل من خلالها نوعيات تعرقل مسيرة الحياة وتنتج أخرى التي تعتبر الجديدة التي يفرزها الصراع والتناقض ويعتبر ثمرته الاندفاع إلى أمام، ولذلك إن أي مجتمع لا يمكن أن يبقى على تماسكه وانسجامه مع مرور الزمن أبداً ولابد أن ينقسم المجتمع إلى كتلتين متعارضتين ومتصارعتين نتيجة هذا التناقض الحدي والرئيسي بينهما ويكون أحدهما القديم الذي يريد المحافظة على التقاليد والعادات القديمة والسلطة والسيطرة التي كانت تملكها وتتمتع بها وتحكم بها في السابق. والأخرى الكتلة الثائرة على القديم وتريد السير والتقدم إلى أمام والانسجام مع منطق التاريخ ومسيرته إلى التقدم والتطور، ولذلك إن القوى القديمة (المحافظة) لم تستسلم وتترك مركزها ومصالحها وهيبتها تفلت من أيديهم وتتحول إلى القوى الجديدة فتعمل المستحيل وتحاول المحافظة عليها بكل وسيلة مما يدفع القوى الجديدة إلى التصدي بصمودها وإرادتها وإصرارها في مواجهة القوى القديمة وتحديد تصرفاتها وسلوكها في التصدي للحركة الجديدة وعرقلة مسيرتها، وبواسطة هذا الصراع والتناقض الاجتماعي تنمو الحضارة وتزدهر الشعوب ويتطور المجتمع ويتقدم نحو الأفضل لأن التقدم والتطور في المجتمع هو الانتفاض على ما هو مألوف وجامد والبديل له هو يقظة الجديد ضد القديم ويقظة الحقيقة والواقع وتحدي التخلف وسير أغوار المجهول من أجل بناء المستقبل المشرق السعيد.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟