أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن الساعدي - حكماء العقل وسفهاء الفوضى !!














المزيد.....

حكماء العقل وسفهاء الفوضى !!


محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)


الحوار المتمدن-العدد: 6656 - 2020 / 8 / 24 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يروى في الأمثال " لو كان العقل على قدر كلام الرجل لكان الثرثار اكبر الناس عقلاً،ولو كان العلم على قدر حفظ المسائل لكان التلميذ أوسع من أستاذه علماً،ولو كان الجاه على قدر الفضائل لما كان للأشرار نفوذ، ولو كان المال على قدر العقل لكان أغنى الناس الحكماء،وأفقر الناس السفهاء،ولو كان الخلود على قدر نفع الناس لما خلد السفاحون والطغاة وكثر الملوك والزعماء".
هناك تعريف موحد لمفهوم السياسة،وهو جامع مانع في نفس الوقت وعمر هذا التعريف هو مئة عام ،فقد عرفها عبد الرحمن الكواكبي " إدارة الشؤون المشتركة بمقتضى الحكمة "،وما زال هذا التعريف رائجاً في الكتب والمصادر السياسية المعتمدة،ومعناه إدارة الشؤون العامة للدولة بحكمة العقل والمنفعة العامة للمواطن،لذلك فان السياسة يراها البعض من المفكرين بأنها مجموعة من العلاقات الموضوعية بين الأفراد والجماعات والمؤسسات لذلك يمكن القول بان السياسة هي " وحدة الحكمة والعقل أو المعرفة والأخلاق".
المشهد السياسي العراقي يتصدره أصحاب الوجوه المتلونة والتي يغيب فيها الحق والعدل،ويحضر فيها الظلم والقتل ويكثر فيها السجن،وتسيل فيها دماء الأبرياء دون وجه حق، لالذنب سوى أنهم يريدون الحق ويدافعون عن حقوقهم المسلوبة أمام كروش ممتلئة بالحرام من أموال الشعب الميت، وتكون اللغة السائدة هي لغة السفيه الذي لايملك لغة القتل الممنهج ظناً منه أن بالدم يمكن أن ينتصر، ولكن لايعلم أن الدم دائماً هو المنتصر، في المقابل عندما يغيب العقل ويغيب معه أصحاب الألباب والنهى والمشورة والحكمة،يحضر أهل الزيف والنفاق والجهل والتضليل،وتبقى هي المسيطرة على المشهد عموماً عقلية الجهل والتخلف ويسود الظلام أمام المعرفة والعلم،فالآن نشاهد كيف يسود الظلم في بلد يدعي الديمقراطية،خصوصاً بعد خروجه من حقبة مظلمة كانت تحكم بالحديد والنار .
الشارع الممسوك من قبل السفهاء يعقد المشهد كثيراً،بل يعرضه إلى الانهيار،وهذا ما لايدركه جل السياسيين،فالتظاهرات في الجنوب أخذت منحى آخر يتمثل بضرب الأحزاب المسيطرة على المشهد السياسي فيها،يقابله قمع وحشي للتظاهرات،وعدم التمييز بين المتظاهر والمخرب،لذلك الواقع أمام مفترق طرق بين سيطرة السفهاء وحكمة العقلاء والتي ضلت معيبة أمام هذا المشهد، فالسياسيون غائبون عن المشهد والعشائر باتت في سبات لا ينتهي،فلم نرى لها دور ينسجم مع تاريخها الطويل في مقارعة الظلم او رفض الاستبداد والتزمت الغبي من قبل الصبية الذي يحاولون السيطرة على هذه الإرادات عبر مبدأ التخويف والحرق والهدم، وربما لانتفاجأ يوماً من انهيار الوضع الأمني تماماً كما هو اليوم في الناصرية والبصرة،والتي تعتبر عمق واقع الجنوب،وسر وجوده، بل أن قوة الجنوب مستمدة من هذه المحافظات التي سعى أهل الأجندات إلى تخريبها،وإيجاد الفوضى فيها من أجل أهداف وأجندات خارجية أهمها إخراج الإرهابيون من سجن الناصرية، ومن ثم حرق المحافظة وإسقاط هيبة الدولة وحكومتها .
من المهم أن يكون سلطة عقلائية تحكم المجتمع وتبسط سلطة القانون، وان يبقى السلاح بيد الدولة حصراً، لذلك يقول الفيلسوف"هارولد لاسكي" في كتابه تأملات في ثورة العصر " عندما يتسلط الخوف على حكم مجتمع ما يبدو أن العقل نفسه أصبح عدوهم " .
أن حكم العقل في مقابل حكم السفاهة ربما يتعرض للضربات الموجعة، ولكن النظريات الفلسفية والاجتماعية تؤكد دوماً أن العقل يعد رادعاً في كل الاتجاهات للجهل، وان السفاهة والجهل تكون متقوقعة في باكورة جهلها وأساليبه في الحرق والهدم والقتل، ولكن في نفس الوقت مع حكم العقل ينبغي إبعاد الفاسد عن حكم الدولة والمؤسسة، ليأخذ دوره العاقل في الحكم والقيادة .



#محمد_حسن_الساعدي (هاشتاغ)       Mohammed_hussan_alsadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشرين.. نقطة الانطلاق
- الدولة بين الحوار والعقد!
- العراق ساحة المشاريع والاجندات !!
- سبايكر ...محنة وطن !!
- الاتفاق العراقي الأمريكي ..انسحاب إلى الوراء !!
- ألكاظمي في محنة !!
- الدراما العراقية بين الارتجال والأجندة !!
- طهران وواشنطن ... التهدئة في المواقف !!
- شخصيات ضاعت بين صفحات التاريخ !!
- سفسطائية دون حكمة !!
- سليماني مرة ثانية !!
- قريباً كورونا ... في ذمة الله !!
- الإسلاميون والحكم ... العراق أنموذجاً
- محمد بن سلمان شرطي المنطقة القادم ؟!
- الزرفي يطيح برئيس الجمهورية
- الزرفي خيار السفارة .
- الضربة الاميركية ....مبررات واهية ونتائج كارثية !!
- كورونا وحرب السيطرة .
- مفهوم الدولة في فكر الأحزاب .
- الحرب قادمة ؟!!


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن الساعدي - حكماء العقل وسفهاء الفوضى !!