نقلت اليوم الأحد 2. أبريل / نيسان , وكالات الأنباء العالمية خبرا عن توزيع( أول) صحيفة لحزب عراقي معارض في العاصمة العراقية بعد التخلص من نظام الرئيس المخلوع صدام حسين.
وذكرت وكالات الأنباء ان هذه الصحيفة هي ( طريق الشعب ) التي يصدرها الحزب الشيوعي العراقي.
وأشارت وكالة أ ف ب ان ( الحزب الشيوعي العراقي كان من أقوى الأحزاب الشيوعية في العالم العربي , قبل ان يحظره حزب البعث وينكل بأنصاره).
وقالت وكالة رويترز , في معرض تعليقها , على نوع النشاطات والخدمات المختلفة التي تقوم بها حاليا التجمعات المعارضة السابقة , ان (الحزب الشيوعي العراقي كان أول الفائزين في سباق الصحف) , في إشارة من الوكالة الى مبادرة الشيوعيين العراقيين , قبل غيرهم , الى توزيع صحيفتهم.
في الواقع , ان صحيفة طريق الشعب التي قالت اليوم وكالات الأنباء أنها أول صحيفة يتم توزيعها علانية بعد سقوط نظام صدام , هي , ايضا , اقدم صحيفة عراقية , بل هي الأقدم في تاريخ الصحف اليومية العراقية التي استمرت على الظهور دون انقطاع , سواء أثناء الفترات التي سمح لها بالصدور علنا , أو أثناء صدورها بشكل سري.
فعدد طريق الشعب الذي قالت وكالات الأنباء انه وزع اليوم علنا في العاصمة العراقية , يحمل السنة 68 , أي ان العدد الأول من هذه الصحيفة كان قد صدر قبل 68 عاما.
ولا توجد صحيفة واحدة في تاريخ العراق , ظلت تصدر بدون انقطاع على مدى 68 عاما , سوى طريق الشعب.
وبالإضافة الى ذلك , فان الحزب الشيوعي العراقي يصدر مجلة ثقافية / أدبية , شهرية اسمها ( الثقافة الجديدة ) هي الأخرى لم تنقطع عن الصدور منذ اكثر من نصف قرن. وهي , ايضا , تعتبر اقدم مطبوعة في تاريخ الصحافة الأدبية في العراق. وكان النشر في هاتين المطبوعتين يعد أمتيازا وطريقا مضمونا للشهرة من قبل المثقفين العراقيين , لكثرة توزيعهما داخل العراق, ولإقتران هاتين المطبوعتين بالتجديد في مجال السياسة والادب.
ومنذ تأسيه عام 1934 , فان الحزب الشيوعي العراقي لعب دورا كبيرا في تشكيل وعي النخب العراقية , واستطاع , رغم المضايقات التي تعرض لها منذ تكوينه , ان يكون له مرتكزات في جميع المدن العراقية , بما في ذلك بعض القرى والقصبات النائية عن المراكز الحضرية.
ولا يستطيع أي باحث أو مؤرخ من الذين يتصدون لدراسة تاريخ العراق الحديث , أو دراسة المجتمع العراقي منذ بداية الثلث الأول من القرن الماضي , ان يتجاهل دور الحزب الشيوعي العراقي , سواء سلبا , أو ايجابا.
واللافت في هذا المجال هو , ان الباحث حنا بطاطو , وهو أكاديمي غير عراقي , أفرد للحزب الشيوعي العراقي جزءا خاصا بأكمله ( الطبعة العربية ) من كتابه الموسوم تاريخ الطبقات الاجتماعية في العراق , الذي أصدره باللغة الإنجليزية قبل سنوات في الولايات المتحدة.
ويعتبر كتاب بطاطو , اقله حتى ألان , أحد أهم المصادر الموسوعية , ان لم يكن أهمها , على الإطلاق , التي لا يستغني عنها أي باحث لدراسة المجتمع العراقي.
واثناء سنوات الحرب الباردة , والصراع الذي كان دائرا , آنذاك , بين الولايات المتحدة , من جهة , وبين ما كان يسمى الاتحاد السوفيتي , فان الحزب الشيوعي العراقي كان يعتبر النقطة الأكثر التهابا , فيما يخص منطقة الشرق الأوسط , في ملف العلاقات التنافسية بين القطبين الرئيسيين , انذاك.
والسؤال الذي كان يشغل , أو ربما يحير , الكثيرين هو , كيف استطاع حزب شيوعي ان يحتل هذه المكانة البارزة جدا داخل بلد إسلامي وعشائري ومحافظ , هو العراق.
ويعطي الذين تصدوا للإجابة على هذا السؤال , تفسيرات عديدة ومختلفة. فالبعض يرى ان المجتمع العراقي , بحكم تركيبه الفسيفسائي , دينيا وأثنيا وعرقيا وطائفيا , يعتبر بيئة صالحة ساعدت على انتشار نفوذ الحزب الشيوعي في هذا البلد.
أما البعض الآخر , فيرى ان ( التكتيك ) الذي نهجه هذا الحزب منذ البداية هو الذي أمده بعوامل ساعدته على البقاء. فمذ الأيام الأولى لتكوينه , كما يقول هولاء , عمد الحزب الشيوعي لان يكون ( الناطق باسم العراقيين , كل العراقيين ) , وهي ميزة لم تتوفر , ربما , إلا عند الحزب الوطني الديمقراطي بزعامة السيد كامل الجادرجي , الذي كان نشطا , هو الآخر, في العراق في مرحلة العهد الملكي والسنوات الأولى من الحكم الجمهوري.
ففي مجتمع متنوع الأعراق والأديان والمذاهب والاثنيات , كان من الصعوبة ان يتمتع حزب قومي أو اثني أو طائفي بإجماع عراقيين يمثلون هذه الأطياف كلها.
فالأحزاب القومية العربية اقتصرت عضويتها , وبالتالي نشاطها ,على السكان العرب من أهل العراق. وقل الشيء نفسه عن الأحزاب القومية الكردية التي اقتصر نشاطها على الأكراد داخل العراق. وهذا ينطبق على التجمعات والحركات السياسية الأخرى ذات التلوين الواحد.
لكن الحزب الشيوعي العراقي وحده هو الذي اختلف عن هذه الاحزاب. فالبرغم من ان مؤسسه هو عراقي مسيحي , عرف عند العراقيين باسم ( فهد ) , فان زعاماته المتعاقبة ضمت عربا وأكرادا وتركمان وسنة وشيعة وصابئة ويزيدية ويهود , عندما كان لهم حضورا داخل العراق. وكان نشاطه الأقوى هو ذاك الذي كان يمارسه في المدن الشيعية العراقية المقدسة , كالنجف وكربلاء ومدينة الكاظمية ومنطقة الدجيل وسامراء.
لكن الحزب الشيوعي استطاع ان يمد نفوذه في جميع أنحاء العراق , تقريبا. فقد ظل نشطا بشكل استثنائي في مناطق جنوب العراق , ووسطه, وهي مناطق تكاد ان تكون مقفلة للشيعة العراقيين , الى حد ان بعض المدن والقصبات في هذه المناطق كان يطلق عليها , وقتذاك , اسم ( موسكو ) , أو ( المناطق الحمراء ) , مثلما كان موجودا داخل فرنسا , قبل سنوات قليلة خلت , عندما كان الشيوعيون الفرنسيون يتمتعون بنفوذ كبير في بعض المناطق.
لكن في الوقت نفسه , كان نفوذ الحزب الشيوعي موجودا في المنطقة الكردية في شمال العراق. وبعض من قيادات الأحزاب القومية الكردية التي اشتهرت لاحقا , كانوا , أما أعضاء في الحزب الشيوعي , أو أصدقاء له , قبل ان يبتعدوا عنه ويلتحقون بأحزابهم القومية الكردية
ومثلما كان الحزب الشيوعي نشطا في المناطق الشيعية والكردية , فانه كان نشطا , ايضا , في المناطق ذات الأكثرية السنية في وسط وغرب العراق. واشتهر من زعماء الحزب القادمين من هذه المناطق , عزيز شريف وعامر عبد الله والدكتورة نزيهة الدليمي , وهي أول امرأة تستوزر في تاريخ العراق , عندما تبوأت منصب وزيرة البلديات سنة 1959 .
ويقول العراقيون بان الرئيس المخلوع صدام حسين كان نفذ أول عملية اغتيال في حياته بحق ( شيوعي عراقي ) داخل مسقط رأسه , تكريت. فقد اغتال صدام حسين سنة 1959, كما يذكر بعض المؤرخين وزملاء صدام في صباه , فلاح عراقي من سكنة مدينة تكريت كان مقربا أو عضوا في الحزب الشيوعي , بتحريض من خال صدام , خير الله طلفاح.
واقترن اسم الحزب الشيوعي العراقي داخل العراق بحركات تجديدية , على الصعيد الاجتماعي , خصوصا فيما يخص بتحسين أوضاع المرآة , وكذلك على الصعيد الثقافي , فيما يتعلق بالنزعات التجديدية في الشعر والرواية والمسرح والفنون التشكيلية والغناء.
ولا يتردد بعض المثقفين العراقيين , بما في ذلك الذين اختلفوا بشدة مع سياسة هذا الحزب , من القول بأنهم ( خرجوا جميعا من معطف الحزب الشيوعي).
وكان رائد حركة التجديد في الشعر العراقي , بدر شاكر السياب , ورواد الفن القصصي , أمثال حسين الرحال واحمد السيد وذنون أيوب وغائب طعمة فرمان , واخر أهم رموز الشعر الكلاسيكي محمد مهدي الجواهري , وكذلك رائد المسرح العراقي , يوسف العاني , والتشكيليين الرواد , سليم جواد , وفائق حسن , ناهيك عن الشاعر سعدي يوسف والبياتي وبلند الحيدري , واهم رموز ما يعرف بجيل الستينيات الأدبي , والشاعر المجدد , مظفر النواب , والكثير الكثير غيرهم , كانوا قد دخلوا , أو اقتربوا , أو مروا من باب الحزب الشيوعي العراقي , ناهيك عن المفكر اللبناني حسين مروة والشاعر الفلسطيني معين بسيسو , ومحمد علي الزرقا , وغيرهم من المثقفين العرب الذين تعرفوا او ساندو أو عملوا داخل الحزب الشيوعي العراقي , عندما كانوا داخل العراق.
وفي غياب مراكز بحوث جامعية كثيرة في منتصف الثلاثينيات وطوال عقد الأربعينيات والخمسينيات وحتى الستينيات من القرن الماضي , وغياب مؤسسات المجتمع المدني , والجمعيات النسوية , وفي مجتمع كانت تنتشر فيه الأمية بشكل كبير , كالمجتمع العراقي , فان الحزب الشيوعي كان ينظر أليه , في آن واحد , كحركة سياسية تقدمية وحركة ثقافية طلائعية , وتنظيما يشجع على انصاف المرأة وتشجيعها على التعلم وممارسة النشاطات المهنية والثقافية المختلفة.
ويبدو ان نشطاء الحزب الشيوعي وزعمائه كانوا حساسين جدا لطبيعة المجتمع الذي ينشطون فيه. وكانوا يحرصون على عدم إثارة , أو استفزاز مشاعر الناس الذين يعملون في أوساطهم.
وفي هذه النقطة , فان الشيوعيين العراقيين كانوا على الدوام , حريصين على العمل وفقا لإيقاع ( الشارع ) العراقي , وعلى احترام مشاعر الناس ومعتقداتهم وطقوسهم وعاداتهم وعباداتهم وموروثهم الشعبي, لكن دون ان يتخلوا عن إيصال ما يرديونه من أفكار واراء .
وعلى سبيل المثال , فان العراقيين في المناطق الشيعية يتذكرون كيف ان الحزب الشيوعي العراقي كان حريصا , على المشاركة في مراسيم( التعزيات ) الحسينية , من كل عام.
وكان للحزب شعرائه الذين يكتبون لمواكبه ( الردات ) التي يتم ترديدها في المناسبات الكربلائية , كما كانت له ( مواكبه ) الخاصة المشاركة في هذه المناسبات الشيعية وقصائده , وهي قصائد كان الشيوعيون يخصصونها لإثارة قضايا أساسية ومطالب شعبية ملحة , آنذاك ,
فعندما كانت القوى السياسية في العراق تطالب أثناء العهد الملكي , بالتخلص من نفوذ شركات النفط الأجنبية داخل العراق , كانت ( الهوسة ) التي يتم ترديدها في موكب عزاء ( العباسية) ,وهي مدينة في منطقة الفرات الأوسط للشيوعيين نفوذ فيها هي , كالتالي :
يحسين , يحسين قلي النفط وين.
والنفط يجري ببحر تيار
بس(فقط) الاذن تسمعه , جاوينها ( أين هي ) المنفعة ؟
ولقوة نفوذ الحزب الشيوعي ومكانته داخل المناطق الشيعية , على وجه الخصوص , فان بعض ما يسمون ب( الرواديد ) , أي القراء في المواكب الحسينية , كانوا أعضاء في الحزب , أو مقربين منه.
وما يزال بعض الذين تم اعتقالهم من الشيوعيين بعد انقلاب 8 شباط / فبراير / سنة 1963 , يتذكرون أملوحة , كان السجناء الشيوعيون يردونها فيما بينهم , تقول ( انكشف خط السادة ) , كناية عن إلقاء القبض على بعض ( السادة ) , وهم الذين يشاركون في( التعزيات) الحسينية , من قبل سلطات الأمن التي كانت تتهمهم بالانتماء للحزب الشيوعي العراقي.
ولعل الفترة الذهبية التي عرفها نشاط الحزب الشيوعي العراقي هي بعد الإطاحة بالنظام الملكي في 14 تموز / يوليو سنة 1958 . وشهدت بغداد سنة 1959 تظاهرة , سميت ب( تظاهرة المليون ) , نسبة لعد المشاركين فيها , وكان هتاف المتظاهرين هو ( سبع ملايين تريد حزب الشيوعي بالحكم ) , أي ان نفوس العراق البالغة آنذاك 7 مليون يطالبون جميعا باشراك الحزب في الحكومة.
وتعرض الحزب الى انتكاسات شديدة في تاريخه , بسبب حملات المطاردات ضده من قبل الحكومات المتعاقبة.
ففي سنة 1948 تم إعدام قيادته , وتعليق جثثهم في الميادين العامة. وبعد انقلاب 8 شباط / فبراير سنة 1958 , اعدم زعيمه ومعه عدد من الشخصيات القيادية وآلاف من الأعضاء والمناصرين.
لكن أقوى ضربة تلقاها الحزب هي تلك التي حدثت في نهاية السبعينيات من القرن الماضي , وقادها صدام حسين , عندما اصبح رئيسا للجمهورية.
فبعد ان كان الحزب الشيوعي قد عقد تحالفا سياسيا مع حزب البعث الحاكم ابرم سنة 1973 , وتم على إثره استيزار قائدين شيوعيين , فان الخلاف سرعان ما نشب بين الحزبين , عندما رفض الشيوعيون العراقيون السكوت عن نقد سياسة حزب البعث.
ونتيجة ذلك , شن نظام صدام حسين حملة شعواء ضد الحزب الشيوعي , كان هدفها هو , قطع دابر الحزب والقضاء نهائيا على أي نشاط له داخل العراق.
واضطر حينها الشيوعيون العراقيون الى العودة الى مزاولة النشاط السري , لكن أجهزة الأمن ظلت تطاردهم بدون هوادة. وتمكن قسم منهم , خاصة بعد فشل التجربة العسكرية التي خاضوها من منطقة كردستان في شمال العراق , الى الهرب خارج العراق , وبدأوا نشاطهم من هناك , سوية مع جميع القوى السياسية المعارضة لصدام حسين , التي اضطرت , هي الأخرى , لمغادرة العراق , خوفا من بطش نظام صدام .
وساهمت هذه الظروف في أضعاف نفوذ الحزب الشيوعي , وتراجع دوره , مقارنة بما كان عليه قبل ربع قرن.
وجاء سقوط الحكومات الشيوعية , وقبلها الاتحاد السوفيتي السابق , لتوجه انتكاسة أخرى لنشاط الشيوعيين العراقيين.
ولكن , يبدو ان الحزب الشيوعي استطاع ان يفيق من هذه الصدمة. وبادر الى عقد مؤتمرات عامة راجع خلالها سياسته السابقة , وبدأ بتبني سياسات جديدة , وفقا للمتغيرات الدولية الجديدة.
ورغم ان الحزب الشيوعي لم يشارك في مؤتمر لندن الذي عقدته بعض الجماعات العراقية المعارضة , سابقا , لنظام صدام حسين , إلا انه ظل يحتفظ بعلاقات متينة مع جميع القوى المعارضة , بما في ذلك حزب الدعوة الإسلامية وجماعة العلماء المجاهدين , والمجلس الاعلى للثورة الإسلامية , والمؤتمر الوطني , والحزبين الكرديين الرئيسيين ,وبقية الجماعات العراقية المعارضة.
ويقول الشيوعيون العراقيون ان مهمتهم الآنية هي العمل من جل ( عراق ديمقراطي فيدرالي مستقل وموحد) , وهو الشعار الذي صدرت به صحيفة الحزب , طريق الشعب , التي وزعت في بغداد هذا اليوم , مثلما نقلت وكالات الانباء.
ويقول مراقبون للأوضاع العراقية , بان الحزب الشيوعي سيسد فراغ سياسي داخل العراق , ليس على حساب أي قوة سياسية أخرى منافسة له , وانما سيعتمد على ما يعتبره رصيده داخل التنظيمات الطلابية وفي أوساط النخب الثقافية وداخل الأوساط النسائية.
ويرى هولاء ان وجود الحزب سيكون بمثابة الحلقة المفقودة بين الولاءات العرقية والطائفية والقومية والمناطقية , فالأعضاء والمناصرون الذين يعتمد عليهم الحزب , ينتمون الى جميع ألوان الطيف السكاني في العراق. وهذا احد مصادر قوته.
ومن عناصر قوته الاخرى هي , صلابته التي انعكست في كثرة اعداد اعضائه ومناصريه الذين تعرضوا لأضطهاد عنيف على ايدي الحكومات السابقة , وكثير من هولاء فضلوا الموت دفاعا عن القضية التي يؤمنون بها , الأمر الذي جعل الناس ينظرون اليهم بتقدير.
وهو مرشح ان يكون عنصر توازن وصمام أمان لمنع احتقانات مستقبلية قد يشهدها المجتمع العراقي.
أما مصدر ضعفه الرئيسي فهو , كما يرى البعض , عدم اطلاع قطاعات واسعة من السكان و وخاصة من اوساط الشباب , على نشاطاته وبرامجه , بسبب سياسة التجهيل التي مارسها نظام صدام حسين طوال اكثر من ثلاثين عاما خلت.
وعلى أي حال , فان الحديث ما يزال مبكرا بعد للحكم على نشاط وشعبية الأحزاب السياسية العراقية التي بدأت اولى خطوات نشاطها العلني داخل العراق , بعد سنوات القمع والتجهيل والإقصاء التي مارسها نظام صدام حسين.
وقد يستفيد الحزب الشيوعي من تجربته الطويلة في العمل ( الجماهيري ) , ومن قدراته المتراكمة في التعامل مع اجيال جديدة من العراقيين قد لا تعرف حتى الان بان هناك احزاب سياسية اخرى في هذا العالم , غير حزب البعث الذي حكمهم اكثر من قرن.
إيلاف