أوراق السلام .. رؤية ثورية(5)

محمد خدام عبد الكريم
كاتب
(Mohamed Khadam Abdalkareim)

الحوار المتمدن-العدد: 6655 - 2020 / 8 / 23 - 15:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أوراق السلام.. رؤية ثورية (5)


إزالة الفقر والتهميش.. طريقنا لحل قضايا اللاجئين والنازحين والرحل

هنالك طريق واحد فقط لا يوجد غيره إذا أردنا بالفعل حل قضايا اللاجئين والنازحين والرحل ضمن إطار ملف السلام هو إزالة الفقر والتهميش بطريقة فعالة وحقيقية تعود بالمصلحة على أصحاب الشأن وليس حلا سياسيا سطحيا يعتمد على المكاسب التي يحققها السياسيون كما يجب ربط طريق الحل بعملية إعادة البناء والإعمار في المناطق التي دمرتها الحرب في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وغيرها من مناطق السودان التي تأثرت بالحرب. وذلك بإزالة كافة الأسباب التي أدت إلى إندلاع النزاعات المسلحة وبالطبع من أهم تلك الأسباب الفقر والتهميش وذلك من خلال اطلاق صندوق مخصص للتنمية وإعمار ما تأثر بالحرب وما نتج عنها على أن يعتمد هذا الصندوق على الجهد السوداني الشعبي والرسمي ثم الدولي والعربي.
لأن الوضع الطبيعي يستلزم منا توفير الخدمات والمرافق الصحية والتعليمية والبنية التحتية وغيرها قبل أن نفكر في عودة اللاجئين والنازحين أو نجد حلا لمشاكل وقضايا الرحل. كما يتطلب منا افكارا بناءة لكيفية جبر الضرر وتعويض المتأثرين من الأفراد والجماعات ولكن هذه العملية لا تتم إلا من خلال اجراء احصائي دقيق وشفاف وعادل تحت اشراف جهات عدلية وقضائية مستقلة حتى نقف على حجم الضرر المادي أو العيني الذي أصاب المتضررين.
جميعنا يعلم أن دار فور هي أكثر منطقة تأثرت بالنزاع المسلح في السودان فقد افرزت الحرب فيها جيلا جديدا من المهمشين والنازحين والرحل واللاجئين والفقراء والمشردين والمهاجرين يتطلب المنطق حل جميع قضاياهم ومشاكلهم حتى نصنع البيئة الجاذبة والآمنة والمحببة لهم وإلا ستكون عملية (سلام جوبا) الدائرة الآن مكانا لتبادل وجهات النظر دون التوصل إلى أي سلام حقيقي يخاطب أصحاب المصلحة والشأن فهناك قرى ومدن لم تعد موجودة وبالتالي أي حل لا يتعمق في هذه التفاصيل سيظل (كلام ليل).
لأن الخسائر كبيرة والضرر بالغ لا يمكن جبره أو رفعه إلا عن طريق إبتكار حلول غير تقليدية تنفذ إلى أصل المشكلة وتعمل على حلها حتى لا يتكرر الضرر سواء في مجال الأفراد أو الجماعات أو الخدمات والمرافق التي تم تدميرها أو تخريبها وقتل ساكنيها أو تشريدهم قسرا.
وهذا الأمر لا يتأتى إلا إذا قمنا بتطبيق القانون بقسوة ضد كل من ارتكب المخالفات والجرائم بحق الأبرياء عن طريق إنشاء محاكم مستقلة كما أسلفنا من قبل لأنه بدون إجراءات قضائية وقانونية تلاحق المفسدين والمخربين سيكون الحديث عن السلام وإعادة توطين النازحين واللاجئين تحصيل حاصل.
وحتى تكون هنالك عدالة في توزيع التعويض وجبر الضرر يجب أن تكون لدينا في المقام الأول رؤية ثاقبة وواضحة ودقيقة ومفصلة عن كيفية تأسيس صندوق الإعمار والتنمية لنتمكن من إزالة الغبن والظلم وان نراعي المناطق الاكثر تضررا ولكن لا نقتصر عليها بل لابد من احداث تنمية متوازنة ومستدامة تعود على الأقليم بالخير والنماء.
وأن تركز عملية إعادة البناء والإعمار على إزالة مسببات وأسباب الفقر وتوطين التنمية والرفاهية والعدالة الاجتماعية من خلال تخصيص ميزانية ضخمة لشق الطرق وبناء المستشفيات وخدمات الصحة والتعليم والكهرباء والمياه، والبنى الأساسية وذلك بإستغلال الموارد التي تتمتع بها دارفور، خاصة الزراعة بشقيها النباتي والحيواني، بالاضافة إلى التعدين، وغيره من الموارد الصناعية، حتى تعود الحركة الأقتصادية إلى سابق عهدها. وعندها فقط سيصبح السلام واقعا معاشا على الأرض يلمسه كل المتضررين من آثار الحرب.

#محمد_خدام_عبد_الكريم (هاشتاغ)       Mohamed_Khadam_Abdalkareim#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات