|
سوس ماسة في القرن التاسع عشر من خلال كتاب: أخبار ابراهيم الماسي - عن تاريخ سوس في القرن التاسع عشر
محمد بقوح
الحوار المتمدن-العدد: 6655 - 2020 / 8 / 23 - 03:45
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
أولا: ماسة 1 - البنية السكانية و المرافق و نظام الضرائب ( الإتاوات ) تميز التأريخ لمنطقة ماسة، خاصة في القرن التاسع عشر، من منظور ابراهيم الماسي بالبعد الإحصائي، و العنصر التسجيلي، في إطار الرؤية التاريخية الشمولية ذات النفس الأدبي للكتابة عند الكاتب، وخاصة في مستوى شقها المتعلق بسيرته الذاتية و صلتها الوطيدة بأدب الرحلة، باعتبار الكاتب كان بصدد رحلة طويلة في طلب العلم. هكذا، نلاحظ أن ابراهيم الماسي بدأ عمله البحثي التاريخي عن منطقة سوس - ماسة في القرن 19 بإحصاء أولي عن مداشيرها ونوعها، وسوقها، وساكنتها، ومنازلها، وخيولها، وأشجارها ومزروعاتها، وماشيتها. بعدها تحدث عن تجارتها و ثقافتها. 1-1 المدشر ( 17 ) – السوق – الملاح في مدشرين: مدشر الشيخ مبارك بن باحمان – مدشر الشيخ محمد بن ابراهيم بن بوجمعة 2-1 الرجال ( 1700 ) و النساء و البنات و الأولاد و الخيول ( 180 ) و المنازل ( 1250 ) 3-1 الأشجار ( العنب – التين - التين الشوكي – التمر – البرتقال – الليمون - الحامض- التفاح – المشمش – البرقوق – الدلاح – البطيخ - الخيار ) و الزيوت ( زيتون – أركان ) و الماشية (غنم – معز- بقر- حمير – جمال ). 4-1 التجارة ( كثيرة و متنوعة ) و الثقافة ( الكتب الدينية – المساجد ) 2- أهل ماسة في عهد السلطان مولاي عبد الرحمان 2-1 السياسة و المال تمرد أهل سوس على السياسة المالية للحاكم مولاي عبد الرحمان. ( كل عام كانوا يعطونه جباية بمبلغ خمسة آلاف مثقال. وقد استمروا إلى العام الحالي وهو 1251 هجرية حيث قال لهم: " لابد من زيادة ألف مثقال أخرى على هذا المال، فما تقدمونه من المال قليل". فردوا عليه قائلين: "والله لا نعطيك إلا خمسة آلاف مثقال، التي كنا ندفعها، مع عبد و أمة و فرس، مما تعودنا أن نعطيك كل سنة ) . أخبار سيدي ابراهيم الماسي (عن تاريخ سوس في القرن التاسع عشر) – سيدي ابراهيم الماسي - ص 36-37 كان رد الحاكم الذي لم يتأخر كثيرا بمواجهة حركة التمرد بالتهديد و السلاح، إلا أن أهل سوس كان لهم رأي آخر، بحيث طردوا المهدد وحاربوا جنود السلطان بالسلاح و العصيان. ( قام القائد عبد الصادق الذي كان خليفة السلطان يومئذ على مدينة تارودانت، فأرسل عليهم خمسا وخمسون فارسا، قائلا لهم "لابد أن تعطوني ستة آلاف مثقال من المال، مع عبد و أمة و ستة خيول تضيفونها. فقاموا بطرد الفرسان الذين أرسلهم عليهم، قائلين لهم: " اذهبوا إلى القائد الذي أرسلكم علينا، وقولوا له بأننا لن نزيد أي شيء عن المال الذي تتحدث عنه ). نفسه – ص 38. 2-2 السياسة العسكرية كتب القائد عبد الصادق إلى السلطان المولى عبد الرحمان في مراكش، ليرسل إليه محلة عسكرية في 3500 فارس، تحت إشراف القائد الطيب الوديني الذي قادها إلى تارودانت حيث ينتظره خليفة السلطان عبد الصادق، بهدف إخماد تمرد أهل ماسة ورفضهم أداء الصيغة الجديدة للإتاوات المخزنية. 3-2 فشل صلح قبائل هشتوكة وهزيمة الوافد العسكري تدخل شيوخ قبائل هشتوكة لتحقيق الصلح بين الجانب المالي للخطة السياسية العسكرية للدولة، و الجانب الشعبي المتعلق بأهالي ماسة، لم يدم سوى لحظات الأيام السبع لعيد المولد النبوي، بعدها نشبت المواجهة الحربية بين الطرفين، وانتهت بانتصار الماسين بمساعدة ساكنة أكلو و تيزنيت. ( والحال أن أهل ماسة ليس لهم معين غير أهل أكلو و أهل تيزنيت، هؤلاء هم الذين يكونون جيشهم أما المدافع التي كانت قد تركتها لهم المحلة أثناء الحرب، فقد احتفظوا بها في حوزتهم ببلدهم، حتى أعاد إليهم قائد المحلة المال الذي قبضه منهم، وهو ستة آلاف وخمسمائة مثقال، فأعادوا له المدافع التي استولوا عليها أثناء محاربته ). نفسه – ص 43 ثانيا: زاوية تازروالت بالأطلس الصغير 1 – الدراسة و طلب العلم 1-1 ابراهيم الماسي و طلب العلم في الزاوية - مدة الدراسة : سبعة أشهر - العالم : الفقيه سيدي محمد أعجلي - الطلبة : 74 طالبا. منهم 32 دراسة العلم. 42 قراءة القرآن - التغذية : حاكم البلد هاشم (من حفدة الشيخ أحمد أموسى المنتسب للشيخ علي بودميعة المدعو أبوحسون السملالي ). الإطعام : ستة عبيد و ست إماء 2-1 البنية السكانية - القرى و المداشر : 9 مداشر – 1 ملاح اليهود – قصبة الحاكم هاشم (في الوسط) - السوق اليومي - عدد السكان : 1400 رجل (أما النساء و الصبيان الصغار فلا يعلم عددهم إلا الله) ص49 - الخيول : 200 فرس (دون احتساب خيول الحاكم هاشم) - عدد المنازل : 750 م - عدد الكتب : 130 كتاب (في مسجد هاشم) – 4 كتب منها مكتوبة بالأمازيغية (تاشلحيت) تتناول أحاديث الشيخ ناصر .. 3-1 الأشجار و الأنهار - الأشجار في تزروالت : النوع و العدد : التمر – التين – العنب – اللوز – الجوز – الرمان- البرتقال- الليمون – الحامض – البرقوق – المشمش - نهر تزروالت يخترق المنطقة في وسطها. 4-1 قبائل يحكمها هاشم بيد من حديد - مجاطة تيزلمي – أيت وانكيضا – إداو باعقيل – إداكّارسموك – المعدر – تينويجّان – أيت بارييم – أيت عبدلا- أيت رخا – أيت إيفران – إداولتيت – إداوسملال- يقول ابراهيم الماسي عن الحكم التسلطي القاسي الذي حكم به الحاكم هاشم منطقة كل هذه القبائل الشاسعة جدا : (في كل هذه البلدان التي ذكرت لك هنا ليس فيها الحكم لأحد لغيره (يعني لغير الحاكم هاشم)، حيث يقوم فيها بقطع الرؤوس وقطع الأيدي، فهو الآمر فيها و الناهي أبدا) ص 49 5-1 الحاكم هاشم الزروالتي : الأصل و النسب : - أصل سملالي من القبائل السوسية ذات نسب الإدريسي الشريف. و السملالية قبيلة أصلها من قبيلة ولتيتة التي كانت واحدة و انقسمت إلى ثلاث قبائل هي: سملالة و رسموكة و بعقيلة، نسبة إلى أبناء الشيخ ولتيت : سملال و رسموك وباعقيل . 6-1 قصبة الحاكم هاشم الجير و اللبن – الأعمدة الخشبية – الألواح الضخمة من الصنوبر . 7-1 أموال الحاكم هاشم : النشاط التجاري الداخلي (الوطني) و الخارجي (الإفريقي) - كان لانفتاح النشاط التجاري المحلي و الوطني للحاكم هشام على البلاد الخارجية خاصة الإفريقية، دور كبير في توسع سلطته السياسية والاجتماعية و تقوية قاعدة مواره المالية والاقتصادية.. وعن نوع المواد و السلع التي تتاجر فيها قوافل المولى هشام، ومختلف المدن و الدول الإفريقية التي كان يتعامل معها تجاريا ..، يقول سيدي ابراهيم الماسي : ( كانت له أموال كثيرة وهائلة، بحيث غدت قوافله التجارية تجوب البلاد، فتصل إلى تينبكتو، وتصل إلى بلاد السودان والصحراء و أكادير ندّاوم) .. ص 47 يضيف بخصوص نوع السلع و المواد التي يتاجر فيها: (تذهب إلى هذه البلاد التي ذكرتها لك، وتشتري منها عظام العاج وريش النعام، كما تشتري العبيد و الذهب و التبر و الفضة، وحينما تغيب هذه القوافل في البلاد المذكورة فلا تعود منها حتى بداية السنة الأخرى. فإذا عادت تلك القوافل سالمة، فإنها تجلب معها إليه المال الكثير، فيوجهها إلى سوق التجار من أصحابه في الصويرة، فيبيع لهم كل تلك السلع، فيدفعون مقابلها سلعا أخرى، مثل: الملف و الكتان و الحرير و الحديد، و الحديد الصلب و اللوبان و المرجان، و القرنفل و السنبل، و الخزامى، و الفخار و الزجاج، وكلما يرد على اللسان من السلع الأجنبية الواردة من "بر النصارى" فيبعثون له بهذه السلع التي ذكرتها لك، وعندما تصله، يجتمع عليه جميع التجار من المسلمين و من اليهود، فيشترونها منه كلها. هكذا كان دأبه في التجارة أبدا و السلام). ص 47 8-1 الحاكم هاشم : الأبناء و الزيجات و الخيول - الأبناء : 12 رجلا - الزيجات : 4 حرائر و 6 إمات - الخيول : 35 فرس (صالحة للركوب) 9-1 العلاقة بين السلطان المولى عبد الرحمان و الحاكم الشيخ هاشم الزروالتي - العلاقة السياسية و الدينية : كان يبعث الشيخ هاشم بداية كل عام بأمة وعبد إلى المولى عبد الرحمان الذي يحكم بلاد المغرب (أما مولاي عبد الرحمان فقد دأب أيضا على أن يبعث لهاشم ألف مثقال سنويا، قائلا بأنها تعتبر صدقة لجدك أحمد أوموسى - نفعنا الله ببركة زاويته). ثالثا – زاوية أكلو – تيزنيت 1 – ابراهيم الماسي و طلب العلم ببلدة أكلو 1-1 الدراسة : تسعة أشهر 1-2 العالم : الفقيه سيدي محمد بن حساين الجراري 1-3 الطلبة ونوع العلم : عدد الطلبة: 52 طالب – منهم 15 يدرسون العلم بكل أصنافه - 37 طالب يحفظون القرآن. 1-4 الكتب ونوعها : عدد الكتب: 83 كتابا – واحد فقط بالأمازيغية. 1-5 إطعام الطلبة في الزاوية: تم دمجه في نظام التضامن القبلي – تقوم الأسر الأربعة التي اختيرت للإقامة داخل الزاوية بالسهر على عملية تحضير و إطعام الطلبة .. 1-6 مصروف الطلبة: شيخ القبيلة علي بن عبد الله هو المسؤول عنه. ( كان الفقيه يشتري للطلبة حاجياتهم من الزيت و اللحم و الصابون، ويلبي كل رغباتهم بالإنفاق من تلك النقود ). ص 59 1-7 المداشر و الشيوخ : تسعة عشر مدشرا – شيخان : علي بن عبد الله و عبد الله بن مبارك 1- 8 السكان و الخيول و المنازل - السكان: 3250 من الرجال – ( أما عدد النساء و الفتيات و الفتيان فلا يعلمه إلا الله ). ص 59 - الخيول: 960 فرس - المنازل: 2200 منزل 1- 9 موقع بلدة أكلو - موقع بحري ساحلي – لها مرسى – يشتغل أهلها بصيد السمك .. - حادثة وصول السفينة الأجنبية إلى مرسى أكلو : يوظفها الحاكم هاشم التازروالتي لصالح مصلحته القبلية و قوته الاقتصادية و السياسية في المنطقة التي تحت نفوذه .. اتفاق بين الحاكم هاشم و الأجانب ( النصارى ) لتوطيد علاقتهم التجارية. السلع الغذائية و البضائع الفلاحية للأجانب ( الزيت – السمن – القمح – الأبقار – الأكباش – الدجاج، مقابل الأسلحة ( مدافع – مهارز ) للحاكم هاشم التازروالتي . رابعا : قبائل أيت باعمران 1- واقعة الاصطدام بين القبائل الباعمرانية و ربان سفينة النصارى الثانية التي حطت بمرسى إيفني . الاصطدام الذي خلف القتلى في صفوف رجال قبيلة أيت باعمران (رجل واحد) و (رجلين) في صفوف النصارى، و أيضا تم القبض على الأسرى الأجانب.. والاستيلاء على سفينتهم وبيعها ب280 مثقالا، وكذلك بيع الأسرى النصارى وتفريقهم بين القبائل.. قد تكون هذه العملية بمثابة ردة فعل انتقامية لعدم وفاء نصارى السفينة الأولى بوعدها.. تلك السفينة التي زارت بلدة أكلو في السنة الماضية (إحضار الأسلحة المتفق عليها لأهل أكلو). خامسا : مدينة تيزنيت 1 – وصف المدينة : 1-1 تيزنيت في عهد المولى سليمان - السور : محاطة بسور من جميع الجهات - الأبواب : لها بابين - المياه : توجد في وسطها عين ماء جارية بنى عليها المخزن قصيته في وسط المدينة. - القصبة (المخزن) : مواد البناء : الجير – الحجر المنجور – الرخام – الأخشاب مواد بناء مصدرها هو ( بر النصارى ) 73 كما قال الكاتب .. - استقر فيها خليفة السلطان مولاي سليمان - تمرد أهل تيزنيت على الخليفة و طرده من المدينة بعد موت السلطان، وقاموا بتخريب القصبة بالكامل، و تعويضها ببناء المسجد من موادها النفيسة بالقرب من العين الجارية. 2 – أهل تيزنيت 2-1 تمرد أهل تيزنيت على السلطان مولاي عبد الرحمان - أرسل السلطان الطاهر بن مسعود الأوديي خليفة له على أهل تيزنيت، بمعية 300 خيالة - بعد الأيام الثلاثة للضيافة، قام أهل تيزنيت بطرد و رفض بيعة السلطان الجديد - ( كان أهلها يمدونها بالطعام و الزرع حتى مرت تلك الأيام الثلاثة، فبعث (الخليفة الطاهر) إليهم ليجتمعوا لديه قصد قراءة ظهير السلطان عليهم، فاجتمع عليه أهل تيزنيت كبيرا وصغيرا وجلسوا إليه، فتلا عليهم ظهير السلطان، وقال لهم بأنه سيدخل المدينة وسيسكن في قصبة السلطان، فقالوا له: إن ذلك غير ممكن، فارجع حيث أتيت إلى سلطانك، وقل له فأنت لست علينا سلطانا. أما قصبتك فقد قمنا بتخريبها وبنينا محلها مسجدا كبيرا في وسط مدينتنا). ص 75 3 – رد السلطان على تمرد أهل تيزنيت 3-1 جيش في 16 ألف فارس تزعم هذه المحلة العسكرية نجل السلطان سيدي محمد رفقة القائد الطاهر . توقفت بمنطقة هشتوكة في بلدة تابوحنيكت (قريبة من وادي والغاس الذي يبتعد عن تيزنيت بيوم واحد) مدة 22 يوما، قبل أن تستمر في طريقها إلى أهل تيزنيت الذين شعروا بجدية وخطورة الوضع، لهذا طلبوا العون من القبائل المجاورة واستعانوا بمساعدتهم المادية والمعنوية قصد مواجهة المحلة العسكرية السلطانية. وكان النصر في هذه المواجهة الحربية لصالح مقاومة أهل تيزنيت. قال الكاتب في هذا الصدد : ( كان نجل السلطان قد أقام في تابوحنيكت اثنين وعشرين يوما. فنهض منها واجتاز نهر ولغاس وسار حتى نزل بضواحي تيزنيت، فأرسل عليهم المحلة، فأغارت عليهم و أحاطت بالمدينة، فنهض إليها أهل تيزنيت و خرجوا عن بكرة أبيهم فحاربوها ودام صراعهم حتى وقت المغرب، فتفرقوا وساد السكون حتى مطلع الفجر، وعند انبلاج الصباح، نهضوا إليه وحاربوه حتى وقت الزوال، واستطاعوا أن يهزموه متعقبين المحلة حتى اجتاز وادي ولغاس. وقد قتل منهم نجل السلطان سبعا وثمانين رجلا وخمسا وثلاثين فرسا. أما محلة السلطان فقد مات فيها خلق كثير، فعاد في طريقه يزحف حتى وصل إلى مراكش والسلام ) . ص 77 سادسا – بلدة تاكركوست – تارودانت 1 – الموقع و المداشر و السكان و المنازل 1 – 1 الموقع : تقع في أعلى رأس وادي سوس، جنوب أولوز بمدينة تارودانت. 2 -1 المداشر : تضم 13 مدشر ا 3 – 1 السكان : 2500 شخص أو أكثر 4 – 1 المنازل : 1200 منزل 2 – حكم الشيوخ و الصراع القبلي 2 – 1 التقسيم الثلاثي لحكم الشيوخ الثلاثة على منطقة تاكركوست أدى هذا التقسيم الثلاثي لتراب بلدة تاكركوست بين الشيوخ الثلاثة إلى نزاع و صراع دائمين بين الفرق القبلية المنتمية للمناطق الثلاثة المتصارعة، تحت خلفية الحوادث الدموية التي تقع في سوق البلدة تاركركوست .. تثار هنا مسألة الحق و الواجب. حق أي شخص أن يذهب إلى السوق، و من واجب سلطة الشيخ حمايته وتحمل كل المسؤولية في سلامة ممتلكاته وحياته.. وبسبب التقصير في هذا الواجب كانت تقع الحروب بين القبائل التي تجد نفسها مجبرة للدفاع عن حقها القبلي. لهذا، تصر كل القبائل الخاضعة لحكم التقسيم الترابي الثلاثي السابق، على جعل أبنائها الراشدين في حالة زيارتهم لسوق البلدة تاكركوست، أن يحملوا معهم بندقية (مكحلة) و خنجر (الكمية). بل أول ما يبلغ الطفل سن الرشد يشتري له أبوه هذين السلاحين كحجة أنه قادر على حماية نفسه بنفسه دون انتظار تدخل واجب سلطة المخزن. قال الكاتب عن هذه السوق التي اكنت السبب في إشعال فتيل الصراع بين قبائل المنطقة : (أما السوق فيتوسط بلدتهم والجميع يتسوقونه، غير أنه لا يذهب إليه أحد من الرجال الكبار إلا إذا تقلد بمكحلته و كميته. وكان شيوخهم قد قسموا بينهم حراسة السوق، فجعلوا لكل واحد أربعة أشهر يتولى الحكم فيها على السوق. وكل شيخ انتفضت السوق خلال أشهره الأربعة، ووقعت فيها خسائر فهو الذي يغرم جميع ما نهب منها، كما يدفع ديّة كل من قتلوا في السوق، وعادة يمتنع الشيخ من دفع الديات ). ص 79 الخاتمة : جدلية الحاكم و المحكوم: سياسات الرغبة الحاكم يرغب في تكريس دولة السلطة القوية بالسلاح الفعال، لتحقيق الأمن السياسي وتحصين المدينة و الدولة. أما المحكوم فيرغب في تأسيس مجتمع الأمن الغذائي الذي يعني عنده قوة الفكر وجسد المواطن. ويقف هنا المحكوم ضد موقف الحاكم، معتبرا مقايضة الشرط الغذائي بالسلاح إضعافا للفرد و المجتمع معا. وتلك كانت أطروحة رغبة العلم و العلماء ضد رغبة السياسة. طلب الحاكم من النصارى قائلا: ( لابد أن تزودوني أنا بالمدافع و المهارز و البارود، و بالمقابل أزودكم من عندي بالقمح والزيت والصوف وكل شيء تعلق به مرادكم، فقال له النصارى: فيه خير كثير، وها نحن سنعود إليك بكل تأكيد وفعلا رجعوا بعد مدة، و قد جلبوا إليه المدافع و المهارز و البارود وكل ما طلبه منهم، وبدوره زودهم بالصوف و القمح و الزيت وكل ما طلبوه منه، فقام عليه علماء المسلمين واحتجوا قائلين : إن الشرع لا يخول لك أن تمد النصارى بالصوف والقمح والزيت فأنت بذلك تضعف المسلمين، فأجابهم بقوله : لابد أن نضحي بمحصول سنة أو سنتين أو ثلاث سنوات حتى يمدنا النصارى بالمدافع والمهارز و البارود وكل ما تعلق به مرادي عندهم، لأنني أريد أن أحصن المدن الواقعة على البحر، لنحارب بها النصارى عند هجومهم المحتمل . نفسه- ص 87
#محمد_بقوح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كورونيات (9)
-
كورونيات (8)
-
كورونيات (7)
-
كورونيات (6)
-
كورونيات (5)
-
كورونيات (4)
-
كورونيات (3)
-
كورونيات (2)
-
كورونيات (1)
-
دشيريات (٣)
-
دشيريات (٢)
-
دشيريات (١)
-
الكبش مسعود
-
سيرة إنسان : الأديب حسن العيساوي
-
من دفاتر نيتشه الفلسفية : نظرية الإنسان (7)
-
مأزق الدين والسياسة من منظور سبينوزا - جدلية القوة والضعف -
...
-
مآزق الدين والسياسة من منظور سبينوزا
-
من دفاتر نيتشه الفلسفية : الوعي والجسد (6)
-
من دفاتر نيتشه الفلسفية : الدين والأخلاق (5)
-
من دفاتر نيتشه الفلسفية : نظرية المعرفة (4)
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|