أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هاشم عبدالله الزبن - بيانٌ إنسانيّ أو فضفضة شاب عربيّ حالم














المزيد.....

بيانٌ إنسانيّ أو فضفضة شاب عربيّ حالم


هاشم عبدالله الزبن
كاتب وباحث

(Hashem Abdallah Alzben)


الحوار المتمدن-العدد: 6655 - 2020 / 8 / 23 - 00:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لستُ شيوعيًا ولا ماركسيًّا ولا إشتراكيًا ولا علمانيًا ولا أُصنف نفسي كيساري إن لم أكن يميني. بل وأشمئز من التصنيفات كلّها، لأنها وهم... وهمٌ أن تضع نفسك في قالب ما، وتنطلق للعالم منه، دون أن تتجاوزه، كأنك ترتدي قناعًا، تؤمن بأنه يسترك، يحميك، من... كل الأوهام التي تُعاني منها أو تُعايشها بلذة كلذة السُكر والتخدير..

لم اقرأ الكثير من ماركس وإنجلز وجرامشي، ولم أطّلع على البيان الشيوعي، ولم أهتم بكمونة باريس... لم ألتصق بلقب:"شيوعي"، "ماركسي"، "إشتراكي"، "قومي"... أنطلق ببطئ أو بإندفاعة نحوها-"تلك الأوصاف لألتصق بها... لا، أنا إنسان قرأ وخَبر القليل - وهذا ليس من باب التواضع الأبله، بل هو وعيي بذاتي، التي أعرف بأنها تكره الرأسمالية وتوحشها، والإمبريالية وتاريخها الأسود وأشكالها الواضحة والضمنية. أكره العبودية، والإستغلال، والرجعية، والجهل الظلامي والكسل الروحي والعجز والتخاذل والخوف... أكره أن أكون آلة، بيدق، ترس، في نظام طبقيّ ملعون... وهذه المكروهات مَن يقول بأنه يقبلها، يتبناها؟! مَن يرفضها لن يكون شيوعيًا وغيره، إنما هو إنسان لم ينسلخ عن إنسانيته. إنسان يبحث عن الوعي والمعنى والمعرفة، ويُقاوم كل أشكال المسخ والإبادة والتظليل والتشييء...

في عالم يرزح تحت وطأة العولمة بجانبها المُظلم-المُستتر. عالم يحكمه القطب الواحد - الوحش الأمريكي الجالس على عرشه فوق جُثث السُكان الأصليين، والذي يتغلغل في جسم العالم كسرطان خفي، يلقى إذعان كبير، ومقاومة قليلة... وقلّة المقاومة "الإنسانية" هي أملنا الوحيد، بل هي معنى وجودنا الإنسانيّ وجوهره... المقاومة - الحفاظ على الإنسان، لا تحتاج قالب وصفي، يدخله الإنسان وينطلق من خلاله، إنما تحتاج لإنسان ينتمي للعالم وللأرض ولكل الأشياء من حوله. إنسان يعي دوره وواقعه، ولا يرضى بأن يكون مهزومًا واقعًا تحت رحمة قوى الإستعمار والإستغلال الناعم منها والخشن والعنيف...

بعيدًا عن صلابة الألفاظ وفضفاضيّة الأحكام، ففي تفاصيل حياتنا اليومية نشتبك دائمًا بأسباب مُعاناتنا ومآسينا، نرى بوضوح ملامح رِدتنا ونكستنا في مناحي مُختلفة، وهُنا الإنسان أمام الصراع، إما ينكص نحو طفولية التعامل أو يبدأ في العمل على المواجهة التي لا تحتمل الحياد أو اللامُبالاة... وللأسف يميل الإنسان إلى كل التفاعلات إلا تفاعل المواجهة مع ما تحمله تلك المواجهة من مخاطر وإرهاق يكون أخفُّ وطأة من العيش الإستسلاميّ، الإنهزاميّ، المُقنّع بأوهام العقلانية والنفعيّة والنجاة. في حياتنا اليومية نعجز عن أن نكون حاضرين هُنا - في واقعنا اليوميّ، بسبب كل أنواع المُخدرات والمُلهيات التي نتعاطاها بوعينا أو لا وعينا... لذلك تجدنا نلهث وراء السراب، ونستهلك الأشياء بنهم وشراهة، وتُصيبنا التُخمة ونكتفي بالشكوى والتذمر الخائف والمُموه! نقول: اللهم هجرة، هذا الواقع سيء، فظيع، لا يُطاق... نُريد تغييرًا جذريًا؛ أن يلتزم المراجعون بالدور مثلًا، ولا أتورعُ عن رمي كيس الشيبس "الليز" من نافذة سيارتي الفارهة وأنا عائد من عملي "اللاعملي"، سيارتي التي سأدفع قرض شراءها لعشر سنين قادمات... هكذا نعيشُ واقعنا دون أن نحاول لمرة إعادة النظر في سلوكياتنا النمطية والمألوفة، دون أن نُحاول معرفة دوافعنا وما الذي نُريده من حياتنا حقًا... ومن الكسل والعجز المُكتسب والموروث، نقول، ندعي، نتمنى الهجرة لبلاد الغرب أو الشرق أو بلاد النفط، لا يهم، المهم بلاد نتوهم بأنها تعرف قيمة الإنسان وتُكرمه ببيت وراتب وزوجة وعشيقات، والكثير من المال! هذا هو فردوس الأرض، غاية الغايات، وفردوس الله سندخله برحمته وعطفه، وبأجر صلاتنا وصيامنا وصدقاتنا على المُحتاجين والمُشردين، دائرة من الإستغلال والتأله، لن تكسرها سوى ثورة الكادحين المُتنورين... هذا بيانٌ إنساني أو مُجرد فضفضة شاب عربيّ يأمل بتحرر الإنسان والأوطان، ويعيش يحلم بذلك العالم الذي يكون فيه الإنسان قيمةٌ عُليا وما دونه ليس سوى كماليات يُمكن الإستغناء عنها...



#هاشم_عبدالله_الزبن (هاشتاغ)       Hashem_Abdallah_Alzben#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأمُّلات...
- فكرة أو وهم
- الحياة: بين الهَزل والجِد..
- نصوص لم تكتمل
- -المُثقف والسُلطة-
- ما قبل الهروب...
- عن التنمية المُجتمعية
- مُلاحظة...
- من طفلة لاجئة (قصة قصيرة)
- عن الحُب...
- -حين تركنا الجسر-
- رغد (قصة قصيرة)
- تصدّقوا...
- الصحة النفسية... الأهمية مُقابل الإهمال!
- إطلاق طاقات الحياة (قراءة في علم النفس الإيجابي)
- الإرهاب الصهيوني
- مقتل البغدادي ونظرية الوحش الكامن
- عن الإنسان المهدور
- عن رداءة الواقع
- عن الهروب من السجن الكبير


المزيد.....




- باحثون يكشفون أين تصنّع كوريا الشمالية صواريخ تستخدمها روسيا ...
- على ارتفاع 5 آلاف قدم.. هل تجرؤ على صعود -سلم السماء- بالصين ...
- خريطة توضح موقع نهر الليطاني ومناطق انتشار الجيش اللبناني وف ...
- وزير الدفاع اللبناني يوضح كيفية التعامل مع حزب الله وعدد قوا ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الأزهر يهاجم إسرائيل نصرة لشيخه
- الأردن يرحب بوقف إطلاق النار في لبنان ويؤكد ضرورة وقف الحرب ...
- ميقاتي: وضعنا خطة لانتشار الجيش اللبناني في الجنوب وعلى إسرا ...
- -ليبيا هي وطني وأرض أهلي، لكن السجلات الرسمية لا تعترف بي-
- ألمانيا ـ مبيعات أسلحة لإسرائيل بأكثر من 130 مليون يورو


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هاشم عبدالله الزبن - بيانٌ إنسانيّ أو فضفضة شاب عربيّ حالم