أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - منسوب -الأخونة- في ملصق وزارة الثقافة.














المزيد.....

منسوب -الأخونة- في ملصق وزارة الثقافة.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 6654 - 2020 / 8 / 22 - 17:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إستراتيجية أخونة الدولة التي ينهجها حزب العدالة والتنمية في المغرب منذ ما قبل رئاسته للحكومة وخلالها والتي مكّنته من التغلغل في مفاصل الدولة ستظهر آثارها على المدى القريب والمتوسط .فالأخونة لا تعني بالضرورة جعل موظفي الدولة ومؤسساتها أعضاء في الحزب وموالين له ، وليست تلك هي الغاية المقصودة ؛بل تروم التأثير على عقليات المسؤولين والموظفين بما يجعلهم يتأثرون بأطروحات الحزب فيصيرون أدواته في تمريرها وترجمتها إلى قرارات أو برامج إعلامية أو تربوية أو ثقافية .والتجربة الحكومية للبيجيدي أثبتت خطورة هذه الإستراتيجية في التطبيع مع العنف ضد النساء والتشجيع عليه . ويمكن الاستدلال على هذا المنحى بملصقين /إعلانين :
الأول: أصدرته وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية سابقا ، بسيمة الحقاوي،وجعلته عنوانا للحملة الوطنية 16 لمناهضة العنف ضد النساء التي أطلقتها يوم 26 نونبر 2018 تحت شعار"العنف ضد النساء ضصارة والسكات عليه خسارة"؛ وهو الشعار الذي أثار انتقادات حادة من طرف الجمعيات النسائية لكونه غير منسجم مع قانون العنف 103.13 كما هو منشور في الجريدة الرسمية بتاريخ 12 مارس 2018،والذي يعتبر التحرش جريمة تترتب عنها عقوبات سالبة للحرية .شعار يعكس تصور البيجيدي للعنف ضد النساء والذي إما يشرعنه (الاغتصاب الزوجي حق شرعي للزوج لا يستوجب العقاب في ثقافة الحزب وعقيدته الإيديولوجية لهذا لم يجرّمه القانون) ، أو يبرره بأن يلقي كامل المسؤولية على الإناث الضحايا في إثارة غرائز الذكور واستفزازهم بنمط اللباس أو السلوك .وهذا ينسجم مع الحملة التي أطلقها القطاع النسائي لحركة التوحيد والإصلاح ، الذراع الدعوية للبيجيدي، سنة 2008 تحت شعار"حجابي عفّتي". فالشعارين معا يبرئان المتحرشين ويدينان الضحايا .
الثاني: ويتعلق الأمر بملصق حديث أصدرته وزارة الثقافة تحت شعار "لكي لا تتعرض للتحرش الجنسي الالكتروني تجنب مشاركة صورك الشخصية وأرقام هاتفك ومعلومات خاصة عنك مع أي كان". هذا الملصق أشد خطورة من ملصق بسيمة الحقاوي من حيث كونه يبرر التحرش الجنسي ويشجع عليه ، وفي نفس الوقت يجعل الضحايا من الإناث مسؤولات عما يتعرضن له من تحرش وابتزاز واستغلال جنسي.ملصق بهذه الحمولة "الإخوانية" الخطيرة يعكس مفعول إستراتيجية "الأخونة" في تغيير نمط التفكير في صفوف المسؤولين . فالمسؤول عن قطاع الثقافة لا ينتمي لحزب العدالة والتنمية لكنه يتبنى تصوره للعنف والتحرش الجنسي . إن إستراتيجية "الأخونة" هذه تتكامل مع الإستراتيجية الفرعية الهادفة إلى "أسلمة" الفرد والأسرة . إذ لا يكفي أن تغير الوزراء وتسند الحقائب إلى أحزاب ليبرالية أو علمانية لتجفف منابع المنظومة الإيديولوجية التي سرّبها البيجيدي وبثّها في مفاصل الدولة وقطاعاتها الحيوية ومنها قطاع الثقافة ، خصوصا إذا علمنا الحزب إياه يعتمد خطة من بُعدين لتحقيق "الأخونة":
البعد الأول ويتمثل في توظيف عناصره بالقطاعات الحكومية التي يشرف عليها وزراؤه حتى يتولوا تنفيذ الإستراتيجية بكل إحكام وبشكل "قانوني" ما دام القانون يسمح للوزراء بتعيين الموظفين تحت إمرتهم .وبحسب الإحصائيات المسرّبة ، فإن الحزب عيّن 1600 من عناصره داخل الإدارات والجامعات والمعاهد وحتى القطاعات التي لا يسيّرها (بنكيران عين القيادي البارز في حركة التوحيد والإصلاح في منصب مدير الشؤون القانونية بوزارة الإسكان التي كان يتولى حقيبتها محمد نبيل بن عبدالله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية). ومهمة هؤلاء الأعضاء، بالإضافة إلى تحسين أوضاعهم المادية كما سبق وأكد رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران ، تثبين عناصر "الأخونة" وترجمة إيديولوجية الحزب إلى قرارات وإجراءات وقوانين ، بالإضافة إلى جعلهم عيونا للحزب المبثوثة بالمواقع الحساسة ، فضلا عن عرقلة تنفيذ خطط حكومات أخرى لا تنسجم مع إستراتيجية الحزب (أي يشكلون جيوب مقاومة الإصلاح).
البعد الثاني : إبعاد الأطر التي تقاوم إستراتيجية "الأخونة" وتجعل الوطن فوق الحزب ، وتعويضها بأطر متعاطفة مع الحزب أو على استعداد لخدمة إستراتيجيته .فقد تناولت الصحافة الالكترونية حملة تصفية الأطر غير الموالية للبيجيدي ولا تخدم أهدافه، التي تقودها وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة ، جميلة الموصلي، داخل وكالة التنمية الاجتماعية ، وتعيين أعضاء من الحزب أو أطر خدومة.
إن انخراط مسؤولي وزارة الثقافة ، بوعي أو بدونه، في خدمة إستراتيجية البيجيدي يطرح أكثر من علامة استفهام حول السياسة الثقافية ومدى انسجامها من الدستور والقوانين. فكيف للوزارة أن تصدر إعلانا يبرر التحرش الجنسي ويطبّع معه ، بدل أن تحيل على قانون العنف ونصوصه التي تجرّم التحرش الجنسي بكل أشكاله وأساليبه ، ومنها الالكتروني ، حيث ينص"الفصل 1-1-503.- يعتبر مرتكبا لجريمة التحرش الجنسي ويعاقب بالحبس من شهر واحد إلى ستة أشهر وغرامة من 2.000 إلى 10.000 درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من أمعن في مضايقة الغير في الحالات التالية:
1 ــ في الفضاءات العمومية أو غيرها، بأفعال أو أقوال أو إشارات ذات طبيعة جنسية أو لأغراض جنسية؛
2 ــ بواسطة رسائل مكتوبة أو هاتفية أو إلكترونية أو تسجيلات أو صور ذات طبيعة جنسية أو لأغراض جنسية".
لا شك أن وزارة الثقافة هي القطاع الذي يُفترض فيه أن يحسّس المواطنين بالقانون ضد العنف وأن يرقى بالوعي المجتمعي ويهذّب سلوك المواطنين ويعزز قيم المساواة في الحقوق والكرامة والمواطنة ، نجده يعطّل القانون ويكرّس العنف ويطبّع معه. لم تعد وزارة الثقافة إذن ،القطاع الذي عليه أن يحرس ثقافة المجتمع ويكسبها المناعة ضد القيم السلبية الدخيلة التي تهدد نسيج المجتمع الثقافي والقيمي ، ويدعم أسس دولة القانون والحريات، بل باتت قناة يمرر بها البيجيدي قناعاته الإيديولوجية وأداة يخدم بها إستراتيجيته .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس الحكومة ما -قدّو فيل زادو فيلة- .
- الولاء لتركيا يجمع بين إسلاميي المغرب وليبيا.
- خطط البيجيدي لإنهاك الدولة وتفقير الشعب.
- البيجيدي يتوسّل بالكفاءات بعد أن همّشها.
- الحاجة إلى دليل بيداغوجي لكل مراحل التعليم.
- درس لبنان لكل العرب
- هل سيغير البيجيدي نهجه في تدبير الشأن العام ؟
- رسائل النهب بسوق الأضاحي ومستشفى بنسليمان.
- سيف أردوغان وديناميت طالبان .
- طمس التاريخ والتنكر لبطولات الجيش من خطط البيجيدي.
- أية وطنية للإسلاميين ؟
- هل يقبل البيجيدي بالمراجعة بالجذرية لعقائده ومواقفه؟
- إستراتيجية التمكين لدى البيجيديين.
- المغرب وإستراتيجية مواجهة الإرهاب.
- مدرسة البيجيدي تجعل الغش نزاهة وخرق القانون شفافية.
- البيجيدي يستغل كورونا لتنفيذ أجندته.
- الأمانة العامة للبيجيدي تناصر الوزيرين في خرق القانون.
- إستراتيجية جماعة العدل والإحسان للانقلاب على النظام.
- أدبيات البيجيدي وتصريحات قادته تناهض الدولة المدنية.
- هل القانون لا يسري على وزراء البيجيدي؟


المزيد.....




- -تلغراف-: الروح المعنوية في الجيش البريطاني عند أدنى مستوى
- نزليهم لاطفالك وفرحيهم حالا!!.. الترددات الطفولية والتي تخص ...
- المقاومة الإسلامية في العراق: هاجمنا بالطيران المسير فجر الي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تعلن استهداف هدفين للاحتلال في ش ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تنفذ هجومين بالمسيرات على هدفين ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تنفذ هجومين بالمسيرات على شمال ف ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف بالمسيرات 3 مواقع إسرائي ...
- أطفالك مش هتعمل دوشه من الآن.. تردد قناة طيور الجنة 2024 الج ...
- مصر.. رأس الطائفة الإنجيلية يوضح دور الكنيسة في مواجهة ظاهرة ...
- النمسا: طلاب يهود يمنعون رئيس البرلمان من تكريم ضحايا الهولو ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - منسوب -الأخونة- في ملصق وزارة الثقافة.