أخبرني بعض الزملاء من لندن أن جريدة "الزمان" أعادت نشر مقالتي " سقوط الصنم " التي أتيت على ذكرها في الحلقة 31 من ( يوميات المجزرة الديموقراطية / القفزة الكبرى لسعد البزاز ، من يمين عدي الى يسار الجلبي ) و قد سألني الزملاء إن كنت قد تراجعت عن قراري بالتوقف عن النشر في هذه الجريدة ، ولهذا أكتب التوضيحات والمعلومات التالية :
بعد أن اخبرني الأصدقاء بنشر تلك المقالة ، عدت الى موقع الجريدة على شبكة الانترنيت لأجد مقالة أخرى لكاتب آخر ، ولكني لاحظت أن بعض المواقع أعادت نشر مقالة " سقوط الصنم " نقلا عن العدد نفسه لجريدة "الزمان " كموقع العراق للجميع iraq4all.com ومازالت المقالة منشورة على هذا الموقع حتى الآن . فكيف السبيل لحل هذا اللغز أو ما يشبه اللغز ؟
بعد نشر الحلقة 31 من اليوميات ، والخاصة بجريدة الزمان وسعد البزاز ، وكنت قد أرسلت نسخة من الحلقة الى الجريدة للعلم والاطلاع ، بعد ذلك بساعات ، اتصل بي أحد الأخوة من هيئة تحرير الجريدة وعاتبني أولا على " قسوتي المفرطة " مع سعد البزاز ، ثم أكد لي أن ما حدث معي ومع كتاباتي خلال فترة الحرب كان تصرفا فرديا وليس توجها جديدا عاما لجريدة الزمان . كما قال الزميل كلاما طيبا طويلا وصادقا وناشدني العودة الى النشر في الجريدة ، وكدليل على حسن النية قال لي بأنهم استخرجوا النص الأصلي من المقالة موضوع الخلاف من الأرشيف وسوف ينشرونها كما هي ودون تحريف أو تحوير في عدد الغد . شكرت الأخ المتصل ، وأكدت له قراري بالتوقف عن النشر في جريدة الزمان ومقاطعتها ، وكررت قراري هذا خلال الحوار أكثر من مرة وانتهت المهاتفة بعبارات الشكر والتقدير . وفعلا فقد نشرت المقالة ولكنها لم تنشر !! كيف ؟ الذي حدث حقيقة هو أنهم نشروا المقالة الأصلية في طبعة أوروبا من الجريدة ، والتي تطبع في لندن وتوزع في عدد من الدول الأوروبية و الأمريكية .. الخ ، ولكنها لم تنشر في الطبعة المركزية للجريدة التي تطبع في البحرين وتوزع في الشرق الأوسط بعد أن تراقب وبدقة من المخابرات " الخليجية " . وقد حدث هذا الأمر سابقا معي حين نشرت دراستي عن " الظاهرة الطائفية في العراق " حيث لم تنشر في طبعة البحرين تلك الأجزاء من الدراسة التي تتعرض بالنقد للنظام السعودي تحديدا .
واضح إن الهدف من هذه المحاولة هو استرضاء كاتب السطور ومحاولة تصفية ما يعتبرونه نوعا من "سوء الفهم " ، وأنا أقدر مشاعر بعض الزملاء الصادقة ، ولكنني مقتنع إن محاولتهم هذه غير سليمة من حيث الجوهر لسببين : أولا لأن التوجه العام للجريدة سيظل مداريا أو مروجا أو في أحسن الأحوال متفرجا على الاحتلال الإنكلوأمريكي للعراق ، وثانيا إنهم لو كانوا جادين فعلا في تصفية " سوء الفهم " و "التصرف الفردي " لكانوا قد نشروا المقالة في طبعة الجريدة المركزية أي طبعة البحرين !
خلاصة القول : إن كاتب هذه السطور لم يتراجع عن قراره بمقاطعة الجريدة المذكورة للاعتبارات التي وردت في الحلقة 31 من " اليوميات " وللاعتبارات الجديدة المذكورة في هذا التوضيح .