أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - لماذا يكره الإسلاميون الجمال والفرح ؟















المزيد.....

لماذا يكره الإسلاميون الجمال والفرح ؟


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 6651 - 2020 / 8 / 19 - 17:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم يعد غريباً ابداً ولا نادراً ايضاً ان نسمع فتاوى الإسلاميين التي لا تثير إلا الضحك والإستهزاء من كل ذي عقل سليم وفكر يعيش عصره ولا ينتمي لجيش من تحكمهم فتاوى اموات القرون السالفة . وفي بعض الأحيان تثير هذه الفتاوى ليس السخرية والإستهزاء فحسب ، بل والعطف ايضاً على المساكين الذين يستمعون بافواه مشرعة الى مثل هذه المهازل ليصرخوا باعلى اصواتهم مباركين لما تفوه به الجالس على المنبر الذي كان في غابر الزمان يستوحي التراث الإيماني ليصبح اليوم ينشر الجهالة والضلال والإستغباء الذي اصبح مهنة الإسلام السياسي المفضلة ورأس مال احزابه التي اتقنت روح اللصوصية وادركت لب التجهيل وكل ما يمت الى ذلك من عوامل تمسكهم بمراكز السرقات المشرعنة دينياً بفتاوى فقهاءهم واجتهادات رؤساء عصاباتهم الإجرامية.
وانطلاقاً من هذا التجهيل واستغباء الآخرين ينشر لصوص الإسلام السياسي وعبيد السلفية المقيتة افكاراً تصب حقدها وكرهها على كل ما هو جميل يبعث السعادة والفرح في النفوس التي ابتلت بمآسيهم التي تنوعت بحيث لم تتُرك شائنة إلا وتكفل بانجازها هذا الحزب الإسلامي او ذاك دون ان ترف لزعماءه واتباعهم شعرة من بقايا ضمير او تسقط من جباههم قطرة من بقايا شرف ، إذ كيف يكون ذلك وهم مَن فقدوا هذا وذاك .
احدى هذه المهازل التي تعبر عن بدائية مقيتة وكره اسود لكل ما هو جميل يتجلى في ما نشرته وساءل الإعلام المقروءة والمرئية عن هجوم جرذان الإسلاميين في باكستان على مشروع تشجير اراضي صحراوبة قامت الحكومة بتشحيرها كوسيلة من وساءل منع التصحر الذي تعاني منه وتحاول ان تكافحه كثير من الدول التي ينتشر بها هذا الوباء البيئي القاتل . وسبب تدمير الإسلاميين لهذا المشروع واقتلاع الأشجار المزروعة تواً اعلنه مفتي الباكستان بان الزرع والضرع من ارادة الله ولا يحق للإنسان التدخل في ذلك ، آمراً اتباعه بالهجوم على المناطق المشجرة واقتلاع الأشجار بما اعده لهم بسيارات خاصة نقلت لهم كل الآلات التي يمكن استعمالها في عمليات قلع الأشجار من جذورها ورميها على قارعة الطريق. أّبعدَ هذه البدائية في التفكير بدائية اكثر استحماراً وابشع استهتاراً بكل قيم الجمال؟
https://twitter.com/i/status/1292458321572765697
ويخرج علينا منبريون آخرون ليؤججوا مشاعر مستمعيهم بكل ما يوحي بكره الموسيقى والإستهزاء بالفنون والإنتقاص من المتلذذين بها ، حتى وإن كانوا يشاركونهم الدين والمذهب والعقيدة. لقد تمادى احد ناهقي المنابر هؤلاء بشتم كل من لا يحارب الموسيقى ومستمعيها ومروجي الأغاني التي وضعوها في عداد الجريمة الأخلاقية . وذهب احدهم بعيداً في التخصص ليشتم ام كلثوم ومن يستمع اليها وخص بالشتم الشيخ احمد الوائلي لأنه مدح ام كلثوم في احدى قصائده ، (شاهد الرابط التالي:
https://www.facebook.com/AbuSamirAlWaeli/posts/1087772318023528/

اما الرياضة فكان لها النصيب الأوفر من النهيق على منابر الناهقين . فالركض وراء كرة ، من وجهة نظرهم ، لا يعني إلا الركض وراء هدف مجهول ومن الأفضل للمسلم ان يركض وراء هدف معقول يمثل إنعكاس الشريعة على نفس المؤمن ، وهذا ما لا يتوفر في رياضة كرة القدم التي جاء بها لنا الإستعمار والصهيونية ، مؤكدين ذلك بعدم وجود مثل هذه الألعاب في امريكا واسرائيل ، شاهد الفيديو:
https://www.youtube.com/watch?v=IGb16dB3CpY

الى هذا الحد ينشر معتلو المنابر هذه الأكاذيب والخزعبلات على مستمعيهم الذين طالما يعكسون استقبالهم لذلك بالتعجب والتأييد ايضاً. وما ينال كرة القدم من قدح واستنكار ينال ايضاً كل انواع رياضة الكرة التي يعتبرها هؤلاء المهرجون جزءً من التدني الخلقي الذي يكشف عن السيقان الذي جعلوه السبب الرئيسي لحضور النساء الى العاب مثل هذه للتفرج على سيقان الرجال ، وهذا عين الحرام وبئس الجريم الأخلاقية التي لا تقف دونها كل جرائم لصوصية احزاب الإسلام السياسي وسقوطها الأخلاقي وفقدانها لكل ما يمس الى الضمير الإنساني بصلة.
كثيراً ما شاهدنا وقرأنا ، خاصة في السنين الأخيرة ، كيف وقف الإسلاميون ينددون بالإحتفال بعيد الحب الذي يجري فيه تبادل الزهور والهدايا الجميلة التي تبعث الفرح والسرور بين المحتفلين بهذا العيد .إلا انهم لم يتناولوا عيد الحب فقط بالتحريم والرفض باعتباره مخالف للشريعة الإسلامية ويشكل تشبهاً بالكفار واعيادهم ومناسباتهم، بل تعدوا ذلك الى كل الأعياد التي يلتقي فيها الناس لنشر الفرحة والبهجة بينهم كعيد الميلاد مثلاً الذي يحتفل به الشخص مع اهله وعائلته واصدقاءه بين الزهور والموسيقى وكل ما يشيع الفرحة بين المحتفلين .إنظر فتاواهم المقززة تحت هذا الرابط:
https://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=10936
لقد اعتلى بعض خطباء المنابر مواقعهم الخطابية وهم ينشرون الأكاذيب والخزعبلات بين الناس ، كعادتهم في كثير من المناسبات. لقد انصبت تصريحاتهم على ما نعتوه باعمال الفسق والفجور التي يقوم بها المسيحيون وكل المحتفلين معهم بميلاد المسيح ، واعتبروا ذلك لا يليق بالسيد المسيح ، لذلك افتوا ، حفظهم الله ، ببطلان هذه الإحتفالات الماجنة كما يدعون.
إن جهل هؤلاء السادة بالعالم الذي يحيط بهم جعلهم ينشرون اكاذيب جهلهم على البسطاء من الناس التي يراهنون على بقاءها في سياج هرطقاتهم واستغلالهم للدين وعلاقة الناس العاطفية به. اعياد الميلاد ، ايها السادة التي تجري في اوقات مختلفة ، حسب الفرقة المسيحية ، تجري بكل هدوء ضمن نطاق الإحتفال والتجمع العائلي الذي طالما تسبقه صلاة كنسية او لقاء ديني يذكر الأتباع بولادة المسيح ، بحيث يتم ذلك بكل خشوع واحترام . وتعتبر هذه المناسبة الفرصة التي لا ينبغي الإستهانة بها للقاء بالعائلة والأصدقاء والأقارب ، حيث يجري تبادل التهاني في البيوت الخاصة وتقديم الهدايا ، خاصة للأطفال. اما الإحتفالات الأخرى التي تجري في نهاية كل سنة ميلادية والتي ترتبط بما يسميه اعداء الفرح والحب والبهجة بالمجون والفسوق وتناول الخمور فلا علاقة لها بعيد ميلاد المسيح . انها احتفالات يمارسها الناس الذين يتعاملون مع السنة الميلادية الجديدة في مختلف مناحي الحياة ، وما اكثرهم في هذا العالم الفسيح الذي لا يفقه كنهه فقهاء السلاطين واتباعهم. فالإحتفال بعيد ميلاد المسيح والإحتفال بالسنة الميلادية الجديدة احتفالان مختلفان شكلاً ومضموناً.
وبالمناسبة نسوق معلومة الى هؤلاء الفقهاء الجهلة والتي تؤكد على ان العراقيين هم اول من احتفل بحلول السنة الجديدة منذ آلاف السنين. ووفقا لمقال كتبه جمال بن حويرب المهيري ونشرته جريدة البيان كان أهالي العراق يسمون هذه الاحتفالات بـ “أكيتو”، ويعني عيد رأس السنة لدى الأكديين والسومريين والآشوريين والكلدانيين في بلاد الرافدين.
وكانت السنة تبدأ في أول إبريل، وتستمر الاحتفالات حتى يوم الثاني عشر. وعلى الرابط التالي المزيد من المعلومات حول هذا الموضوع لمن يهمه الأمر:
https://news.travelerpedia.net/excerpts-tourism/
وآخر تقليعات الإسلاميين تناولت مظاهرات الشباب التي بدأت في وطننا العراق في الأول من شهر تشرين الأول ( اكتوبر ) والمستمرة حتى الآن بزخم يبشر بقرب رمي عصابات الإسلام السياسي المتحكمة بالبلاد والعباد في اعمق اعماق مزابل التاريخ ترافقها اللعنة الأبدية التي ترافق كل سارقي قوت الشعب وناهبي خيرات الوطن .
لقد ندد هؤلاء المتخلفون بالمظاهرات والأساليب التي يعبر بها الشباب عن طلباتهم وآراءهم وهي اساليب حضارية تمتزج فيها السياسة والفن بالتعبير عبر الغناء او حتى الحركات التي تحاكي لغة الجسد ، كما يعبر اهل العلم عن ذلك . وما ردود فعل الإسلاميين هذه إلا تعبيراً عن حقدهم على كل من يطالب بحقوقه المسروقة من احزاب الإسلام السياسي الحاكمة في وطننا العراق وكل القوى والأحزاب القومية الشوفينية والعنصرية والطائفية التي تؤيدها في نهجها اللصوصي هذا. لذلك فإن الإتهامات التي نشرها هؤلاء حول الأعمال التي وصفوها لااخلاقية والتي نسبوها الى المتظاهرين الأبطال ، لا تعبر إلا عما يقوم به هؤلاء انفسهم لعكسه على الآخرين من اعمال المجون وادارة بيوت الدعارة وسرقة اموال الشعب ونهب خيرات الوطن ونشر الأكاذيب بين الناس وتضليل البسطاء بشعارات دينية زائفة وعرقلة اي مساعي للخلاص من زمرهم الفاسدة والتوجه للدولة المدنية الديمقراطية بكل ابعادها الإنسانية والتحررية والحداثوية.
الدكتور صادق اطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبريرات فقهية جديدة لجرائم الإسلاميين
- كَفا كُم .......
- هذيان الرعب ورفسات الموت
- عودة النقاش حول القضية الكوردية مجدداً
- مسابقة الكرامات
- داعشي آخر يحرض على قتل اهلنا من غير المسلمين
- حينما يتخلى الإعلامي عن رسالته
- حتى العيد تحاول الرأسمالية المتوحشة ان تسرقه من الطبقة العام ...
- دواعش المنابر خير ورثة لدواعش المجازر
- احتفال بطعم خاص
- منتَصِبَ القامة يمشي
- والدين منهم براء .....
- ارادها المتخلفون عورة فقدمها الوطن ثورة
- لا شأن للعراق بصراع اعداءه
- شعارات تعبر عن وعي ثوري وعمق سياسي
- على شط السماوة تنام تلعفر
- الإنتماء
- سلاح المواجهة الميدانية اليوم
- الإسلاميون ورثة البعثيين ... التربية والتعليم مثالاً القسم ا ...
- الإسلاميون ورثة البعثيين ... التربية والتعليم مثالاً


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - لماذا يكره الإسلاميون الجمال والفرح ؟