|
هل ينتهي إيماننا بالدين؟ ح1
عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 6651 - 2020 / 8 / 19 - 15:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في فترة الكتابة الأولى والتي أنشرها على شكل مقالات متفرقة سألني أحد القراء سؤلا خبيثا بمعنى أنه كان يرمي من وراء السؤال الوصول إلى أستنتاج كامل بلساني ليبني عليه فكرته الخاصة، كان محور السؤال مع التزويق الذي صيغ فيه يقول في النهاية هل ما تكتبه بشارة بأنتهاء الدين من حياة الإنسان العاقل؟ التركيز على كلمة (عاقل) تعني له أن العقلانية العلمية تتجرد من عقلانيتها الواقعية وتتجه صوب التحلل من القيم الواقعية والتي كان لها دورا إيجابيا في حياة الإنسان، كان جوابي أشد خبثا من سؤاله ليفهم أن العلم بتجرده وواقعيته لا بد أن يصل في يوم من الأيام للمتخفي أو المستخفي أو المخفى عنه، فقلت له (الدين لن ينتهي ما لم ينتهي الجهل به، وعندما يعرف الإنسان "كل الإنسان" الحقيقية كما هي سوف يترسخ في يقينه القرار النهائي، عند ذاك يمكنك أن تسأل وليس الآن، لأننا في الحقيقة لم نصل إلى مفهوم الإنسان العاقل)، قد يكون فهم جوابي أو لم يفهم لكن هذا هو تقديري لمن سيقرأ أطروحتي ويعيد نفس السؤال في كل مرة. الجواب تضمن مفهوما ذي أبعاد مختلفة بحسب النظرة لمعنى الإنسان ومعنى العقل والربط بينهما، ليكون للمفهوم دلالته الخاصة وحدوده المعرفية، لا بد أن نؤكد أن الإنسان كتعريف جامع شامل لا أتفاق كامل عليه لا في العلوم ولا في الفلسفة، فبين من ينزل به الدرجة المادية بأعتباره جزء من العالم المادي المتنوع بالخصائص والسمات، فهو لم يكن أكثر من نوع مادي شأنه شأن أي نوع أخر مركب من نظام وبنظام، يجعل من وجوده جزء من كل مشترك ومتشابه بحدود البناء المادي ،كما يركز هذا المفهوم على عدم أفتراض التميز ولا على الأعتبارية المميزة التي تمنحها بعض الفلسفات للإنسان. فقد دارت في الفكر المعرفي والفلسفي أشبه ما يعرف بالبديهية التي تؤمن بأنه (يتّسم وضع الإنسان بميزتين بارزتين: أولاهما أنّ الوضع البشري ذو مكونات وأبعاد متعددة، الأمر الذي يجعله فريدًا من نوعه كونه يتصف بالتعدد وامتلاك الحواس والعقل، وهذه تُعدّ إحدى القوى الجبارة التي تمنح الوضع البشري دلالات خاصة وتزيد من قدرات البشر، وثانيهما أن تلك الذات ذاتًا عاقلةً ممتلكةً للإرادة والحرية، إلى جانب أنّها تعيش ضمن إطار الحق والقانون ملتزمةً بالقيم والأخلاق في سعي دائم لتحقيق السعادة والحياة الفضلى، فالإنسان ذات ونفس قابلة لاحترام القانون والأخلاقيات، إلى جانب أنّها ذات تتسم بالإبداع نتيجة امتلاكها العقل) 1. هذه البديهية والتي تبدو للبعض فيها الكثير من المصداق اليقيني التي يمنحها القبول العام والأستقرار في التعامل المعرفي، بنيت على أفتراض خاطئ أصلا، ولا قيمة له لو دققنا في دلالات المعنى ببعدها العقلي الفلسفي، وبناء على مفردات التعريف يمكن أن نسجل الملاحظات النقدية التي تطيح بمجمل المفهوم وتعيد السؤال إلى محله الأول، وهي:. 1. أنّ الوضع البشري ذو مكونات وأبعاد متعددة، ولو طبقنا المفهوم على غير البشر يمكن تطبيقه بسهولة ، فالحيوان والنبات والحجر والماء والهواء والنجوم والكواكب وكل شيء له مكونات وأبعاد عديدة، لأن ذلك جزء من وصف الماهية الخاصة، فلا ماهية بدون مكونات وأبعاد، فعندما نريد مثلا تعريف ماهية النبات سنقول، إنه أحد المكونات الوجودية الحية التي على الأرض وجزء من منظومة الحياة فيه ويتكون من أنسجة نباتية وصبغات وأقسام وووو، وله بعد حياتي متعلق بوجوده الخاص ومتعلق أيضا بوجود الحيوان والإنسان ليس كغذاء فقط بل لأنه يشارك في تجديد البيئة والحفاظ على توازنها، ولو أنعدم النبات لأعدمت الحياة على الأرض بمجملها، إذن الوضع هنا النباتي له مكونات وأبعاد متعددة ولا يختص بذلك الإنسان وحده. 2. أما النقطة الثانية في التعريف المذكور فتركز على الحواس والعقل (الأمر الذي يجعله فريدًا من نوعه كونه يتصف بالتعدد وامتلاك الحواس والعقل)، الحقيقية العلمية المجردة والتي ثبتت وقائعها بالتجربة والبراهين المختبرية ودراسة سلوكيات النبات والحيوان وحتى الجماد تثبت أن لكل كائن وجودي إحساس ووعي خاص يتناسب مع دوره في الوجود، ففي مملكة الحيوان مثلا لا ينفي العلماء ولا الأطباء وعلماء نفس الحيوان مثلا أن كل حيوان له أحاسيس خاصة يتصرف بموجبها ويتحرك وجوديا على أساسها، كما أن هناك حيوانات تتدرج في الوعي العقلي للدرجة التي تجعل من نظامها العقلي نظاما شبه كامل أستنادا لوجودها الخاص وحاجتها، الغريب أن الإنسان عندما يطبق مفاهيم ومواصفات العقل يعود إلى قياسات العقل البشري ويقارن بها عقل الحيوان أو الكائن الوجودي الأخر دون أن يلتفت مثلا أن هذا الكائن أصلا مختلف بالماهية والجوهر الوجودي، فمقياسه باطل وعليه يمكننا أن نقول ويكل جزم أن لكل كائن في الوجود حيا أو جمادا له أحاسيس وله وعي بمقدار حاجته أو بمقدار الوظيفية التي يؤديها كجزء من نظام كوني شامل. 3. يتوصل التعريف ومن خلال المقدمتين إلى ما يلي (وهذه تُعدّ إحدى القوى الجبارة التي تمنح الوضع البشري دلالات خاصة وتزيد من قدرات البشر)، في هذه النقطة إشارة مهمة وإن كانت لا علاقة لها بالحواس والعقل ولكنها إشارة حقيقية وهي أن الإنسان كائن قادر على الأستفادة من التراكم المعرفي والتجريبي على عكس بقية الكائنات إلا ما ندر من بعض الحيوانات أ الكائنات الحية التي تستفيد من وضعها الوجودي لتتطور أو تتكيف، ليس بالعقل بالضرورة ولكن البيئة هي التي تدفع الكائن الحي للأستفادة من التراكم لتزيد من قدراتها الوجودية، فإذا هذه الخصيصة وبالرغم من أهميتها يشترك بها مع بقية الكائنات الحدية وإن كان بدرجات متفاوتة، ولكن في النهاية كلها ترتبط بقانون البقاء للأصلح 2. 4. الفرضية في جزئها الثاني تفترض مقولة مطلقة لا تتناسب مع الواقع الإنساني بتفاصيله وأجزاءه وهما موضوع الحرية والإرادة، فالإنسان مطلقا ومجردا وأوليا كائن حر وإرادي لكن ضمن قانون الوجود، فهو لا يخرج ولا يتحرك إلا ضمن قواعد هذا القانون، فالقول بأنه (أن تلك الذات ذاتًا عاقلةً ممتلكةً للإرادة والحرية) لا ينفي كما بينا في 3 أن بقية الكائنات ذات عاقلة بالنسبة لوجودها وأنها تتحرك بحرية أكثر وبإرادة أكثر من حرية الإنسان الواقعية ضمن نفس النظام الذي يخضع كل مكونات الوجود له رغما عنها، فهذا المعيار غير صادق لا من حيث الأفتراض المجرد ولا من حيث الواقع العملي. 5. النقطة الخامسة والتي تشكل علاقة نتيجة وليست منفصلة لوحدها في سياق توصيف الماهية للإنسان والتي لخصها التعريف فهي (أنّها تعيش ضمن إطار الحق والقانون ملتزمةً بالقيم والأخلاق في سعي دائم لتحقيق السعادة والحياة الفضلى)، المشكلة أيضا هنا في أعتمادها على مفهوم خاص لجعله معيار عام، فكل الكائنات الحية على الأقل ضمن أطار القانون الخاص بها والذي هو وحده يرتب موضوع الحق، فمثلا الحيوانات المفترسة التي تعيش بوجودها من خلال وجود فريسة فهي تخض لقانون التكوين، وتظن أنها تمارس الحق الذي نحها القانون التكويني، فمسألة الحق دوما ترتبط ليس بفهمنا الخاص له من أنه موضوع مشتق ومتسق مع القاعدة التي تنشئه، سواء أكان ذلك دين أو قانون بغض النظر عن كون نسبية الحق وماهيته المطلقة، فهذه الحيوانات المفترسة مثلا تطبق القانون وتخضع للحق الذي نشأ في ظله، فهي تشترك إذا مع الإنسان في هذه الخصيصة وتسعى لنفس النتيجة النسبية لها ولا تخرقه أبدا، فحينما تصطاد الفريسة وتشبع فإنها لا تسعى للافتراس لمجرد كونه سلوك أعتيادي له ولكنها تمتنع عنه لأنها لا تخرق ناموس طبيعي تخضع له ويحقق لها السعادة والحياة الفضلى. عليه فالتسليم بهذا التعريف لا يجعل من الإنسان كائن منفرد ولا مميز بها بقدر ما يعطي ظواهر عامة مشتركة لا يمكن التسليم بها لحد جعلها بديهية عقلية وواقعية، لذا نجد أن هناك أتجاه فلسفي ومعرفي أخر حدد ماهيات أخرى للتفريق البشري عن غيره من الكائنات الوجودية الأخرى مثل (خاصية الوعي بأعتباره مغايرا عن بقية الموجودات الكونية وأول السمات المميزة له، وأنه ذو رغبات وحاجات بيولوجية حاله حال الكائنات الأخرى، وهذا ما طرح تساؤل ما هي الرغبة؟ وكيف يمكن تحديدها بالحاجة؟ وهل من الممكن أن يحدد الإنسان رغباته ويستطيع التحكم بها؟ بما يعني أن الوعي الإنساني بوجوده ووجود الوجود بكافة تفرعات التكوين والتشكيل هي الأساس المميز له، وقد تكلمنا قبل قليل عن هذا الموضوع ووصلنا لحقيقة أن كل كائن وجودي له وعي خاص بحدود تكوينه وتكيفه الخاص، فلا يمكن أن نجعل من ماهية وعينا الإنساني مصدر تفضيل وتميز يطبق على وضع مغاير ووضع لا يتصل به حتما). أما التحديدين الأخرين وهما اللغة والكيف الأجتماعي الذي يعيشه الإنسان كونه يعيش في مجتمع ذو روابط وقوانين من خلال وسيلة اللغة والتفاهم بها ، فمن المؤكد لكل مجموعة حياتية على الأقل لغة تواصل تلعب نفس الدور الذي تلعبه في حياة الإنسان، فكثير من قطعان الحيوانات ومجاميعها مثلا قطعان الذئاب أو مجاميع النمل والنحل لها لغة وأسلوب تواصل وتعيش ضمن مجموعات متفاهمة ضمن قوانين وقيود لا يمكن التفريط بها ولها أجزية وعقوبات في حال الأنتهاك أو الخروج عنها3، هنا لا يبقى لهذين المعيارين أهمية حيوية في تحديد ماهية الإنسان وتفرده عن المجموعة الكونية الكلية.
.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1. مفهوم الإنسان عند الفلاسفة _ مقال على موقع https://hyatoky.com 2.الانتخاب الطبيعي عند بعض علماء الطبيعة والأحياء هو عملية تحدث في الكون وبواسطتها تبقى الكائنات الأكثر تكيفًا مع بيئاتها على قيد الحياة. وقد أطلق على هذه العملية البقاء للأصلح. نص كتاب الأنتخاب الطبيعي أو صانع الساعات الأعمى - ريتشارد دوكنز، وقد شرح عالم الطبيعة البريطاني تشارلز داروين نظرية الانتخاب (الانتقاء) الطبيعي بمزيد من التفصيل خلال الخمسينيات من القرن التاسع عشر الميلادي. اعتقد داروين أن النباتات والحيوانات قد نشأت تدريجيا من أسلافها القليلة المشتركة بواسطة الانتخاب الطبيعي. وهذا الاعتقاد مبني على أساس أن بعض الصغار تموت مبكرًا قبل الأوان لأن هناك مصدرًا محدودًا من الغذاء والماء والضروريات الأخرى للحياة لجميع الكائنات، لذا تتنافس هذه الكائنات وتتصارع للحصول على ضروريات البقاء. كما تكافح أيضًا لدفع الأخطار التي تدمرها. ونتيجة لذلك تحيا الأفراد ذات الصفات الملائمة للبقاء ودفع الأخطار بينما تموت الأفراد ذات الصفات غير الملائمة وغير القادرة على الحصول على ضروريات البقاء أو دفع الأخطار. وقد اعتقد ـ داروين ـ أن جميع أنواع الكائنات قد استمرت بهذه الطريقة بعد حصول التناسل. Modified from Christiansen FB (1984) The definition and measurement of fitness. In: Evolutionary ecology (ed. Shorrocks B) pp65-79. Blackwell Scientific, Oxford by adding survival selection in the reproductive phase 3.قد لوحظ في علم التشريح أن القردة العليا مثل الغوريلا، والشمبانزي، وبونوبوس، تمتلك مجموعة من القدرات المعرفية المتقدمة التي يمكن أن تتطور، ولذلك فإن الفجوة بينها وبين الإنسان تكمن في الإدراك. ولفترة ما اعتُبر الإنسان العنصر الوحيد للعائلة المعروفة بالهومينيداي أي القردة العليا (بالإنجليزية: Hominidae)، ولكن هناك نتائج أثبتت أن الشمبانزي والبونوبوس لديها ارتباط بالبشر وأن آخر السلف المشترك بينهم عاش قبل ستة إلى سبعة ملايين سنة، لذلك يتم جمع الجنس البشري أو الإنساني مع القرود الكبيرة في تصنيف يدعى هيومينيداي https://mawdoo3.com
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اصل الدين ح 2
-
أصل الدين ح1
-
ختام الرسل أم ختام الأنبياء؟
-
جدوى الأطروحة
-
النظرية المستحيلة
-
دين بلا عذاب
-
لماذا خلق الله آدم؟
-
الإنسان بين الملائكة والشياطين
-
السؤال الأول
-
الأل والألية في النص الديني
-
عقدة الزوجة في قصص الأنبياء
-
السادية السلطوية والمجتمع البدائي
-
كوميديا الديانات
-
سيكولوجيا النبي
-
في البدء كانت الخطيئة
-
أسرار الاديان
-
غزاة الدين والعلم والفضيلة
-
العرب والعراق مصير مشكوك فيه وأداء متناقض
-
قراءة في نتائج التشريح الاجتماعي للشخصية العراقية ح20
-
قراءة في نتائج التشريح الاجتماعي للشخصية العراقية ح19
المزيد.....
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|