أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رحاب حسين الصائغ - اهمية أن يكون المرء جاداً / عن المسرح














المزيد.....

اهمية أن يكون المرء جاداً / عن المسرح


رحاب حسين الصائغ

الحوار المتمدن-العدد: 1599 - 2006 / 7 / 2 - 02:36
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


اوسكار وايلد الكاتب المسرحي الكبير الذي أصبح نجاحه نقمة عليه، ومسرحيته( أهمية أن يكون المرء جاداً) هي محنة اوسكار وايلد التي لم تعالجتها السماء، دقت أجراس ميلادها كعروس في سماء المسرح وعالمه معلنة بتلألئها والق نجاحها واستقطابها للأنظار، واشتدَّ خوف لندن من اوسكار وايلد.. وفكرت إنه أمراً لابد أن يعالج، خاصة وان ذلك الايرلندي القادم اليها بوجهه الذي يحمل معه أفكارا ثورية تحريرية محاولاً نزع القناع عن ذلك المجتمع الفكتوري طالبا التحرر من العبودية متعاطفا مع الحركات الإنسانية مناصراً للمرأة قالعاً التقاليد العقيمة جاداً في كل أعماله حاصداً للجوائز متزعماً حركات التجديد (الرمزية والجمالية) رافضاً لكل التخاذل مما اكسبه مركزاً مرموقاً بقدرته على الكتابة ونظمه للشعر ونضجه الأدبي، كان محط الأنظار بالقياس لانجازاته في ذلك العصر، ولذكائه وأناقته وبلاغته اللفظية في أدبه وقد شجعاه استاذيه على التحرر هما / الناقد والقاص الانكليزي (w.h.pater ) العلامة السير (sir. J.p.mahaffy) أستاذ التاريخ.
وقد دعي إلى الولايات المتحدة ليلقي محاضرات عن أفكاره وآرائه في (الجمالية والرمزية) فزار مختلف ولاياتها وعاد إلى لندن فاستقبله الجمهور بإعجاب شديد وحما واستحسان كبير، فعمل صحفياً في مجلة (عالم المرأة) وكتب استعراضات بدون تواقيع لعدد من الصحف، وشرع يمارس عمليات الإبداع الفني بشكل فعلي لم يقتصر على المحاضرات، وأخذ يكتب الشعر والقصة والمسرحية.
نقمة النجاح : في مسرحية ( أهمية أن يكون المرء جاداً) كتبها في خريف (1895 ) في ضاحية (ورذنج ) بمقاطعة سكس بالمنزل المرقم (5) في شارع اسبلايند، فقد كان في رحلة لقضاء فترة راحة، وهناك انفتحت شهيته على التأليف وكتب هذه الملهات في ثلاث اسابيع، عام الكارثة بالنسبة لاوسكار وايلد، مما جعل المؤرخون المسرحيون يسجلون كل تحركات اوسكار وايلد والاسباب التي مهدت له عن تمخض افكار هذه المسرحية لما تحمل من قوة وما لاقت من نجاح، ففيها أخذ نزع ما تبقى من ذلك القناع للمجتمع الفكتوري، بعباراته الساخرة وكلماته المحكمات، وبديع حواراته اللطيفة؛ وسحر بيانه لأنه اشبع الجمهور بمسح ما تبقى من الأصباغ، على وجه تلك العجوز لندن.
لم يتحمل أدعياء العظمة وأقطاب المجتمع اللندني ذلك فدبر له مكيدة على شكل رسالة تحمل اهانة وتلحق باسمه العار، تسلمها في ثلث يوم لعرض المسرحية وهو في قمة النشوى بنجاحه الساحق، وقد نصحه أصدقاؤه المقربين بأن لا يعلق عللا الأمر شيئاً، ولكنه لم يسكت وهو معروف بطبعه الأيرلندي، وبيئته التي تركت أثرها في تكوينه النفسي. لهذا أصر على أن يدافع عن نفسه ولكنه سرعان ما اكتشف سر الخدعة التي نصبت له، فكان ضحية ذلك المجتمع.
القي عليه القبض، وفي ثاني مرافعة أدين وحكم علية بالسجن لمدة سنتان بالحبس الانفرادي مع الاشغال الشاقة، وحين صدر الحكم علية حاول أن يصرخ ببعض الكلمات احتجاجاً.. إلاّ أن الدهشة والحيرة أذهلته.
ولم يكن من ذلك الوجه اللندني العجوز إلاَّ أن عمل على قلع جذوة فكره ونشاطه الأدبي، ونار الغدر تعمل في قلب اوسكار وايلد فبعد خروجه من السجن كان فاتر النفس مهيض الجناح كسير القلب فاقد الأمل.
وقد استولت زوجته على كل أموله، لم يمهله المرض والفقر طويلاً فقرر العيش بعيداً عن المجتمع الفكتوري لما لحق به من أذى وألم ومرض وفقر فاختار منفاه طوعاً هرباً من ذكرى أشباح الكارثة، وذهب إلى باريس وسكن غرفة في فندق الزاس في شارع يكنى بشارع الفنون الجميلة، ومات في تلك الغرفة وحيداً نتيجة اصابته بمرض ( السحايات الدماغية ) وهو في السادسة والاربعين من العمر، وجد جثة هامدة في الثلاثين من تشرين الثاني عام 1900 في تلك الغرفة، فدفن مقبرة ( بيير لا شيز) ووضعت صخرة فوق القبر كنصب تذكاري يرمز إلى النفاق في ذلك العصر.
أما بعد خروجه من السجن لم يكتب في تلك الفترة غير قصيدته الشهيرة (انشودة سجين ريدنك جيل ) ورسالة طويلة عنونها (من الاعماق)، أما قبل دخوله السجن وقبل تعرضه لتلك المحاولات المغرضة مسرحيته الشهيرة سالومي في عام (1891) التي جعلت من اوسكار وايلد في مصاف المسرحيين العالميين وشهرتها طارت إلى أركان العالم / ومثيلاتها مسرحية بربارة وقد كتبها بالفرنسية / ومسرحية الليدي وندرمير (1892 ) فقد أخذ عليها في ذلك العصر أكبر أجر.
ولكن بريطانيا بعد (54) عاماً عادت لتحتفل بذكراه المئوية بمختلف الصور والأشكال وفي مختلف أقطار بريطانيا، ووضع المجلس البلدي لوحة على الدار التي سكن فيها اوسكار وايلد في شارع تايت، وحفظت مخطوطاته وكتبه في وعرض كلية ترنتي بدبلن في ايرلندا في عام 1954 تبجيلاً له ولمقدرته الفذة واعتبر من اكبر كتاب الملهات في عصره.

المصادر والمراجع:
دراسة نقدية معاصرة / ترجمة وتعليق على الحلي /سلسلة المائة كتاب /دار الشؤون الثقافية 1986 /ص 130 .
المعجم الادبي/ تأليف جبور عبد النور /دار العلم للملايين ص 126 .
روائع المسرح العالمي (29) أهمية أ، يكون الانسان جاداً / تأليف سلمان التكريتي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر.



#رحاب_حسين_الصائغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوكتيل الحرية
- المرأة في شعر الجواهري والاسطورة
- المرأة والمجتمع المدني
- الصحافة والمرأة


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رحاب حسين الصائغ - اهمية أن يكون المرء جاداً / عن المسرح