أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - صفحات منسية من تاريخ حركتنا















المزيد.....

صفحات منسية من تاريخ حركتنا


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 6649 - 2020 / 8 / 17 - 22:14
المحور: القضية الكردية
    


( 1 )


صونا للحقيقة ووفاء لكل من قدم وضحى من اجل اسعاد شعبه وتعزيز حركته الوطنية وقطعا للطريق أمام أصحاب النوايا السيئة وتعميما للفائدة سأحاول تنشيط ذاكرتي بتسليط الضوء في عدة حلقات على أحداِث ووقائع علمتها من مصادرها الحقيقية أو عاصرتها شخصيا تكاد تقع بطى النسيان والإهمال رافقت حركتنا الوطنية الكردية وأصبح البعض منها عرضة للقيل والقال .

مقدمة : يميل المتابعون لتاريخ الشعوب والأقوام والأثنيات الى الاعتقاد بصعوبة الفصل بين تسلسل مراحل تاريخ شعب ما في أطواره البدائية والرعوية ونمو بذور الرأسمالية من التبادل السلعي وحتى توسعها المديني المونوبولي وصولا الى أعلى درجاتها – الامبريالية – بحسب تفسير النظرية الماركسية وبين التحولات السياسية – الاقتصادية – الاجتماعية في بنيته ومحيطه وظهور أدواته السياسية – النضالية – على شكل ثورات وانتفاضات وحركات وتنظيمات ، ولايغفل هؤلاء الفرق بين التخصص في تاريخ الاجناس والاقوام من جهة وبين التركيز على التاريخ السياسي وتجلياته كما أشرنا من الأدوات وهي الحركات والأحزاب والجمعيات بمختلف ألوانها النضالية والدعوية والثقافية والإعلامية التي تخدم الهدف الأساسي لذلك الشعب .

وفي ساحتنا وبما يتعلق الامر بالنخب المتعلمة أو المثقفة أو المتنورة أو المسيسة أو المحايدة أو الملتزمة فمن حق الجميع بل من واجباتهم التطرق الى تاريخ شعبهم والاحاطة بحركته الوطنية مع التنويه بانه ليس كل مايكتب أو يسرد في مقالات ويمزج بحكايات تنم أحيانا عن مشاعر شخصية أو رغبات ذاتية أو ميول – احتيالية – كيدية ،تعبر عن الحقيقة بل قد تضيف – شكوكا – أخرى على تاريخ تعرض أصلا الى التشويه والتزييف لذلك من المفيد بل الضروري أن يظهر بين نخبنا مختصون بتأريخ أصل الكرد وجغرافيتهم ومراحل تطورهم وماتعرضوا لها من مؤامرات ومخططات تقسيمية وابادة جماعية ودورهم بتاريخ المنطقة وفي مواجهة اشكال العدوان الخارجي وفي مواجهة الاستعمار والانتداب ومن اجل البناء الاقتصادي والثقافي والتطور الاجتماعي والسلم والتقدم .

أما مايتعلق الأمر بتأريخ وسرد وتقييم ونقد التاريخ السياسي للحركة الكردية فنحن بأمس الحاجة الى من يتصدى لها وستكون النتائج مفيدة اذا توفرت الشروط التالية : أولها يفضل ( وليس فرضا أو لابد منه ) أن يكون سياسيا مناضلا مشاركا في المراحل الأولى والأخيرة أي بنحو خمسة عقود وأحد صناع قراراتها أو معاصرا وناشطا ومجربا ، وثانيها : أن ينتهج – أيا كان - الموضوعية في تبيان الحقيقة ومحايدا في سرد الاحداث ومن حقه الى جانب ذلك التقييم والنقد بحسب انطباعاته ومفاهيمه الخاصة ، وثالثها : أن لايكون محتفظا بمواقف مسبقة قبل الاسترسال والتعمق في الموضوع المشار اليه .

بعد اندلاع الثورة السورية أي في الأعوام العشرة الأخيرة انتشرت ظاهرة ( المحلل الاستراتيجي ) و ( المختص بالقضية الفلانية ) و ( الخبير الأمني والسياسي ) كتعبير عن الواقع المزري والردة السوداء التي أصابت العديد من القوى والأحزاب والمؤسسات السياسية والإعلامية وأصابت الثقافة بالصميم وغاب الدور الريادي في هذه الفورة الفالتة لأصحاب الحكمة والحل والربط ليحل محلهم ( الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب ) واختلط كمايقال الحابل بالنابل وباتت الحقيقة بهذه الأجواء بعيدة المنال في اغلب الأحيان .

انعكست تلك الفوضى في ساحتنا بتحول – الحكواتي – الى مؤرخ والشاعر أو – الشويعر - الى كاتب سياسي والروائي الى محلل استراتيجي والباحث الى انفعالي سوداوي غلبت عاطفته على عقله والحزبي الى مناضل والمقاتل المسلح الى قائد شعب وأمة وأمير الحرب الى رجل اعمال من طراز راسمالي مدني والمتعاون مع المحتل الى وطني ، شخصيا لست ضد ان يتمتع الفرد بعدة مؤهلات ولكن لاشك أن أي انسان له ميزة واتقان في ميدان معين يكون من صلب اختصاصه وقد يلم بصفات أخرى من باب – الهواية – وليس التخصص فمثلا من الغرابة الى درجة الاستهجان أن يصف شخص ما نفسه بالاديب والشاعر ثم يدعي احتكار الحقيقة في قراءة التاريخ السياسي للحركة الكردية أو أن تجد فلانا من الناس لم يكن يوما ضمن اطار الحركة الكردية بكل تفرعاتها بل قد يكون مناوئا لها أو قريبا من السلطات الحاكمة أو منخرطا في تيارات سياسية أخرى مناهضة للحركة وتراه الآن خبيرا بشؤون أحزاب الحركة الكردية يخون من يشاء ويستلطف من يريد ويغازل من يرغب وفي كل أحكامه ينطلق من العارف بالحقيقة المطلقة .

الأخطر بكل ماأوردناه أعلاه هو استهداف الحقيقة وتزييف الوقائع وتجاهل أحداث الماضي والحاضر وكل ذلك يدخل في اطار الجريمة ( الثقافية ) الأشد وطأة حتى من جرائم الحرب ضد الإنسانية فالأخيرة تحدث وتزول وتدان أما مانحن بصدده فهو حجب الحقيقة أو الانتقاص منها أو تزييفها كتابة وتوثيقا أمام جيل بل أجيال من الصعب الإحاطة بها وإعادة انتاج الحقيقة بالسرعة المطلوبة .

نحن والثقافة والشباب

سأتذكر علىى الدوام عندما ترشح الدكتور نور الدين زازا أو ( ظاظا ) في الدورة الانتخابية للبرلمان السوري عام ١٩٦١ عن – الحزب الديموقراطي الكردي –كنت مع مجموعة من الشباب من أعضاء ومناصري الحزب التقينا به بأحد المراكز بالقامشلي فاستقبلنا والبسمة على محياه مخاطبا وممازحا : ( أنتم الشباب عماد المستقبل ماأتمناه أن تثابروا في التعلم وأن تبلغوا جميعا مرادكم في اختيار شريكات الحياة والسعادة الزوجية ) .

وحول موضوعة الشباب والثقافة سأبدأ بمابعد العام ١٩٦٥ بعد التحول الجذري في نهج حركتنا المتمثلة حينذاك با ( البارتي اليساري – الاتحاد الشعبي ) – سابقا – وليس خافيا اننا كنا موضوعيا امتدادا للمدرسة البدرخانية التي امتزجت في معالمها السياسة والنضال الثوري بالثقافة وكنا نستمد عنفواننا القومي والوطني من الثورة الكردية بكردستان العراق بزعامة مصطفى بارزاني الذي أعاد الى كرد المنطقة إرادة الحياة ونشدان الحرية .

بداية كانت غالبية أعضاء كونفرانس الخامس من آب من الجيل الشاب التي لم تجتاز عتبة الثلاثين مع مجموعة من المناضلين القدامى من حكماء زمانهم كل في منطقته في النضال القومي وكان أمامنا على طاولة البحث مهام كبرى يجب إنجازها بدون ان تقبل التأجيل منها فكرية وسياسية وثقافية وتنظيمية وبعد طرح مشروع برنامجنا بين الأوساط الوطنية حصل اقبال فاق كل التوقعات من الجيل الشاب بشكل خاص من النساء والرجال وبما انني كنت قبل ذلك مسؤولا عن التنظيم الطلابي بالقامشلي علمت مدى حجم من التزم معنا وهكذا الامر في مناطق كوباني وعفرين ومدينتي حلب ودمشق .
كثيرون أطلقوا حينها على الحزب – حزب الشباب – وانصبت اهتماماتنا على تنظيم هذا القطاع الحيوي وجاء وقت كان الشباب يشكلون أكثرية في اللجنة المركزية واللجان المنطقية والمحليات والفروع كان مسؤولا منظمتي حزبنا بالعاصمة دمشق وفي لبنان من الشباب على سبيل المثال وعندما تقرر تشكيل فرق فولكورية – غنائية – مسرحية كان عمادها الشابات والشباب الذين انشغلوا بتطوير الفنون القومية وتخلصوا من ذلك الفراغ العميق ، وعندما استطعنا الحصول على المنح الدراسية في البلدان الاشتراكية – سابقا – جهزنا وأرسلنا حوالي – ٣٠٠ – شابة وشاب نقلنا معظمهم من سوريا الى لبنان ثم بلدان المقصد بوسائلنا الخاصة وبدعم الأصدقاء .

لم نكن حزبا حاكما بل حزب معارض تتعرض قيادته للملاحقة والاعتقال في كل لحظة والا لكنا حققنا خطوات رائدة وعميقة في مجال الاهتمام بتنشئة الجيل الشاب وتلبية احتياجاته المادية والمعنوية والمستقبلية لقد طرحنا أفكارا متقدمة في مجال الحركة السياسية الكردية كانت تلبي أماني وطموحات الجيل الشاب قولا وعملا لذلك كان الاقبال الشبابي غير مسبوق على الاطلاق .

لقد قامت – رابطة كاوا للثقافة الكردية – بدور بارز في تلبية طموحات الشباب الكرد ومثقفيهم منذ أواسط سبعينات القرن المنصرم للاطلاع على تاريخهم ومصادر ثقافتهم ودور أجدادهم في التاريخ بعد أن كان الفراغ الثقافي يخيم على الأجواء ، تناولت الرابطة في طرحها ومنشوراتها وكتبها المترجمة والمطبوعة مختلف جوانب الحياة الكردية القديمة منها والحديثة وكذلك الثورات التحررية والنضال السياسي والمشاركة الوطنية مع الشعوب التي يتعايش معها الكرد .

أفكارنا الحيوية ونهجنا المعالج لحاضر ذلك الزمان ( نحو نصف قرن من الآن ) والمتطلع للمستقبل اعتمادا على الانسجام والتناغم مع الجيل الشاب ومجمل مسارنا الفكري – السياسي – الثقافي قوميا ووطنيا وكردستانيا وأمميا زرع الأمل وإرادة النضال وأنتج عوامل البقاء والاستمرارية في وجه سلطة النظام بكل مخططاته وقمعه أولا وأمام التيار الانتهازي اليميني الذي كان تعبيرا ووكيلا ( كرديا ) للسلطة الشوفينية الحاكمة وفي موجته الثانية بعد نصف قرن تشكل الردة الآن أكثر خطورة فهي معبأة ومسلحة ومدعومة من أعداء الكرد فهل سيعيد الجيل الجديد تاريخ السلف وانطلاقا من مآثرهم ومسلماتهم وصمودهم بوسائل متطورة لمواجهة التحدي ؟

كماذكرت سابقا فانني أطرح بماعلمت من مصادره أو كنت معاصرا ومشاركا ولايماني بالتعددية لاشك أن هناك تجارب أخرى أعقبت المرحلة التي كنت بصددها وأفصحت عن رؤيتي حولها محترما كل الآراء الأخرى ومنتظرا النقاش حولها . ( وللبحث صلة )



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا قدمت الأحزاب الكردية السورية
- في الذكرى الخامسة والخمسين لانبثاق اليسار الكردي السوري
- الأولوية لإعادة بناء الحركة الوطنية السورية
- من جديد : كرد وعرب سوريا ...مزيدا من المكاشفة
- كرد وعرب سوريا : مزيدا من المكاشفة
- في أزمتنا الوطنية
- لاحل لأزمة الكرد السوريين الا بالمؤتمر الجامع
- مسلمات الحل السوري
- يا مثقفي القومية السائدة لاتعبثوا بتاريخ ووجود الآخر المختلف
- عندما يواجه الفعل برد فعل أسوأ
- هذا ماينتظره شعبنا من أي اتفاق كردي – كردي
- في جذور الحزب الكردي السوري الأول
- علينا ( كرد وعرب سوريا ) تجاوز حوار الطرشان
- مقارنة في غير محلها
- قانون – سيزر – ماله وماعليه
- حوار مع معارض سوري حول الوجود والحقوق
- الكرد السورييون ..على ماذا مقبلون
- وحدة الأحزاب أم الحركة الكردية أم ماذا ؟
- سوريا في الظلام
- مذكرة الى المبعوث الأمريكي الخاص


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - صفحات منسية من تاريخ حركتنا