|
العلمانية هو طريق الخلاص
ايفان محمد
الحوار المتمدن-العدد: 1598 - 2006 / 7 / 1 - 00:09
المحور:
ملف - 1 تموز 2006 - العلاقة المتبادلة بين العلمانية والدولة والدين والمجتمع
بداية اعتقد انه ليست هنالك أية علاقة متبادلة بين العلمانية والدين ، سوى علاقة تناحر وصارع من اجل السيطرة على الدولة والمجتمع ، وقد حاول الدين دائما احتكار العلم والعلمانية لنفسه دون غيره من عامة الشعب ، ليس في الوقت الحاضر فقط ولكن منذ العصور الغابرة ، وهناك العديد من الأمثلة على ذلك فمثلا ، كان كهنة معبد أمون يحتكرون كتابة ولغة خاصة بهم من الكتابة المسمارية ، داخل المعابد في عصر الفراعنة ، تختلف عن كتابة عامة الشعب ، ويجهلها الشعب ، وانقرضت هذه الكتابة ، دون فك رموزها إلى الآن ، وسبب الاحتكار معرف لنا . كذلك في العصور الوسطى ، لم يكن يعرف قراءة الإنجيل في عموم أوربا المتحضرة الآن ، سوى رجل الدين داخل الكنيسة ، بينما عامة الشعب في أمية كاملة وجهل وتخلف كامل تقريبا ، إذا حتى يسيطر رجال الدين على الدولة والمجتمع ويقوده وفق مصالحهم الشخصية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، لا بد من شرط فالعلمانية تحاول الاستفادة من التطور التاريخي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والإرث الحضاري للبشرية ، وأصبحت العلمانية علم قائم بذاته في كافة المجالات في الدول المتقدمة حاليا من الناحية المادية فقط خاصة بعد الثورة الاقتصادية بعد اكتشاف الآلة البخارية. إما من حاول الحفاظ على التخلف ، أي احتكار الحقيقة والثقافة والعلم ضمن دائرة معينة داخل المعابد والكنائس والجوامع ، ونشر الثقافة التي لا تعتمد على العلم ، وإنما تعتمد على الخرافة والجهل . والمثال الواضح على عدم تقدم وتطور المجتمعات العربية ، فما طبقه محمد علي في مصر ، طبقه اليابانيون وتطور اليابان ، وبقيت مصر متخلفة والسبب واضح ، في تقدم من كان يقدس الحجر ومن كان يقدس ما في السماء ! إذا تفوق العلمانيون على الدين ، من الناحية الاقتصادية والتقنية والمدنية والمادية ، ولكن هل تفوقوا عليهم روحيا من الإنسانية ، أظن إن الدين حاجة روحية للمجتمع من اجل بقاء الإنسان ، هذا الكائن المادي الروحي والذي يخضع لصراع داخلي عنيف بين ما هو علماني وديني ، وان مجتمعاتنا الشرقية بحاجة بحاجة إلى زمن طويل ، لتحقيق المجتمع العلماني المتقدم المزدهر ، ولا بد من مراعاة خصوصيته الدينية في الوقت الحاضر واحترام المشاعر الدينية ، حتى يأخذ التاريخ مجراه ، ولا يقع في شباك الاستعمار ، التي تحاول إن تغرق شعوبنا في الشرق في حروب دينية وطائفية وأهليه قذرة بين كافة المذاهب التي يحاول ا لاستعمار إشعالها ، من اجل إيجاد نقطة عبور له لنهب خيراتنا ، ومن اجل السيطرة علينا عبراستغلال الدين أو القوة ، والسبيل الوحيد لوصول إلى برالامان هو إيجاد دولة سليمة علمانية المنهج ذات طابع أنساني تتحقق فيه العدالة الاجتماعية ، وكذلك البحث عن الحقيقة بكل وضوح في هذه الدولة العلمانية المتحضرة المزدهرة المتقدمة .
أساسي إلا وهو إن يبقى الشعب متخلفا أميا وجاهلا ، حتى يتقبل أفكارهم التي كانت تعتمد على الخرافة في معظمها ، وكذلك الأمر بالنسبة للديانة اليهودية والإسلامية ، التي استمدت أفكارها وتعاليمها من ملحمة جلجامش ، وبقية الأساطير القديمة ، أيضا هناك صراع دائم بين العلمانية والدين ، من اجل إيجاد تفسير للكون وتحليلات الوجود الإنساني ، إذا هناك صراع فلسفي ديني علماني ، حتى في إيجاد القوانين الوضعية وإنشاء نظريات من اجل السيطرة على عقول الناس ، وتسيير المجتمع وفق ما يريده المتدينون أو العلمانيون ، وهذا الصراع موجود في ذروته في الوقت الحاضر .
#ايفان_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإبادة الجماعيةللمسيحيين - الأرمن ، الآشوريين ، والسريان ،
...
-
محمد الغانم القلم الذي لن ينكسر
المزيد.....
-
هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل
...
-
في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو-
...
-
الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م
...
-
البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
-
الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
-
السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز
...
-
دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
-
ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد
...
-
تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
-
مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح
المزيد.....
-
ما بعد الإيمان
/ المنصور جعفر
-
العلمانية والدولة والدين والمجتمع
/ محمد النعماني
المزيد.....
|