أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صوت الانتفاضة - مدينة الثورة والاشكال الأولية للدين-القسم الثالث














المزيد.....

مدينة الثورة والاشكال الأولية للدين-القسم الثالث


صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 6649 - 2020 / 8 / 17 - 20:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


((كل العناصر الأساسية للفكر الديني والحياة، على الأقل في أشكالها الأولية،
موجودةً في أكثر الديانات بدائيةً)) دوركهايم.

يعتقد عالم الاجتماع الفرنسي اميل دوركهايم بأن الطوطمية هي أولى اشكال الحياة الدينية، و"الطوطم" هو رمز او شعار للقبيلة البدائية، كأن يكون حيوان او نبات او ظاهرة طبيعية، دوركهايم يعتبر الطوطم "مصدر المقدس" فهو يعرّفه بأنه "الشيء الذي يفيد في الإشارة الى العشيرة إشارة جمعية، وطوطم العشيرة هو طوطم كل فرد من افرادها"، كما ان فرويد يؤكد هذه الحقيقة بالقول بانها "الطوطمية" " يمكن أن تعد فعلا صيغة أولى للدين في تاريخ البشرية" وهي عنده ديانة انبثقت من رؤية الاب القوي المستحوذ على كل شيء؛ تنتشر الطوطمية في المجتمعات البدائية في ماليزيا والهند، والقبائل الافريقية، وسكان أمريكا وأستراليا الأصليين، وهي ديانة بدون الهه، كما يراها دوركهايم.
عندما تسير في شوارع مدينة الثورة ترى جداريات صور لرموز دينية، بعض هذه الصور تاريخية "الإباء المؤسسون"، وبعضها حديثة، تنتشر في كل الشوارع والساحات وامام الدوائر الحكومية وفي الأسواق وملاعب كرة القدم وحتى المقاهي، بل قد لا تدخل بيت في هذه المدينة دون ان ترى صورة هنا او هناك لهذه الرموز، وقد تحولت صور بعض هؤلاء الرموز الى مزارات، وحيكت حولها الاساطير، فقد رأينا الناس تتجمهر حول جداريات معينة، يشعلون البخور عندها، ويتبركون بها بوضع "الحنا" عليها، ويقدمون لها الاضاحي، القوى المسيطرة من الميليشيات تديم هذه السلوكيات وتنتج أشياء جديدة وتعيد انتاج القديم، فمثلا عملوا إشاعة لبعض الصور لرموزهم المقدسة في أماكن مختلفة، هذه الاشاعة تقول بأن أصحاب هذه الصور "بدأت بالبكاء على الواقع المرير الذي تعيشه المدينة"، واذا بجمهور مدينة الثورة وحواشيها بدأت تزور وتتبرك وتقدم النذور امام هذه الصور، والزائر لهذه المدينة يرى النسوة يتجمعن تحت هذه الجداريات، ليطلبن امانيهن، او ليبكين على واقعهن المرير، فالحزن هو العلامة المميزة للمرأة هناك.
لم تنحصر تلك المقدسات بالأشخاص، فظهرت اشكال جديدة من المقدسات، فقد سرت إشاعة عن شجرة في أحد البيوت المتهالكة، قيل انها "بكت دما على الحسين"، تحول هذا البيت الى مزار، تأتي له النسوة من كل مكان، أصبح محجا وقبلة في ليلة وضحاها، صاحب البيت عٌرض عليه بيع البيت مقابل مبالغ عالية، الا انه رفض. https://www.youtube.com/watch?v=54pY8VkHplg&feature=youtu.be
وانتقلت هذه الاشكال البسيطة من العبادات الى أنواع اخرى، فمثلا بئر الماء في منطقة سبع قصور، وهي احدى لواحق مدينة الثورة الرئيسية، وقد احيط هذا البئر بقداسة مهولة، وبدأت الناس تأخذ منه الماء للشفاء، رغم تلوث مياهه بشكل واضح:
https://www.youtube.com/watch?v=RkszJqhsHuM&feature=youtu.be
ان الذي يزور مدينة الثورة يجدها قابعة في المقدس، غارقة فيه، وهذه حال المجتمعات التي تعيش حالة بدائية، فالإنسان في هذه المدينة سلبت منه الإرادة على التغيير، بسبب تشبيعه بالقدسي، والعمل على ادخال وعي على انه انسان "ناقص" بدون ذلك الطوطم المقدس، فيجب عليه الاستمرار في المعاناة من اجل ذلك الطوطم، وهو ما تعمل القوى المسيطرة عليه ليل نهار، في محاولة لتأبيده، فقد لا تجد مستشفيات كافية لتعالج الناس، لكنهم يعوضوها مثلا "ببصاق السيد" في فم المريض، او شد قطعة خضراء "علگ" من الشجرة المقدسة او من صورة المقدس على مكان الألم؛ وقد لا تجد مدارس او رياض أطفال كافية، وهذا جيد، بل افضل شيء للميليشيات، لديمومة السيطرة، وبالفعل قد حولوا المدارس الى مكان لتعيلم الطقوس، وضخ الفكر الديني والطائفي، بل قد هدموا بعض المدارس وحولوها الى ساحات لإقامة الطقوس.
أن ماكس فيبر على حق عندما يقول ((فالإلهة والمقدسون هم بمنزلة الهة الدولة ومقدسي الدولة، وتقديسهم هو شأن الدولة، وصاحب السلطة هو الذي يسمح بوجود الهة جديدة وعلوم دين وطقوس حسب رغباته او ان يمنعها)).
يتبع لطفاً..



#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينة الثورة والاشكال الأولية للدين-القسم الثاني
- مدينة الثورة- الاشكال الاولية للدين
- الطابع الفاشي لنظام الإسلام السياسي في العراق-القسم الثاني
- الطابع الفاشي لنظام الإسلام السياسي في العراق-القسم الاول
- -المرجعية- - صمام امان- لمن؟
- مرشح التواثي -الشهيد الحي- ولابسي الاكفان- الانجازات
- لحظة اختطاف- لحظة اغتيال- لقاء تلفزيوني
- الإسلاميون ضد الفن والحياة
- الاغتصاب وبراءة المغتصب مستمر في ظل حكم الإسلام السياسي
- وتستمر اللعبة- أوهام إصلاحات الكاظمي وصدق الصور الشخصية له
- مثقفو سلطة الإسلام السياسي الفاشي- علي وجيه أنموذجا
- السيادة بين السيرام والصواريخ السبب والنتيجة
- الهذيان حول -نهاية اللادولة-
- لا لحكم الميليشيات والعصابات وداعا هشام الهاشمي
- -التغليس- و -جرة الاذن- فلسفة حكم سلطة الإسلام السياسي
- قضايا ساخرة -هيبة الدولة-
- انتهت المسرحية واٌسدل الستار
- كلمة حول خطاب قيس الخزعلي
- ما هي حركة جهاز مكافحة الإرهاب الأخيرة؟
- تحالفات مدنسة -الشيوعيون والاسلاميون-


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صوت الانتفاضة - مدينة الثورة والاشكال الأولية للدين-القسم الثالث