أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الفضل شلق - كارثة تدمير الدولة والمجتمع














المزيد.....

كارثة تدمير الدولة والمجتمع


الفضل شلق

الحوار المتمدن-العدد: 6649 - 2020 / 8 / 17 - 09:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كتب علينا أن نعيش حياة دائمة من عدم الاستقرار. انتقلنا الآن الى عصر الكوارث. ليس الأمر زلزالاً يحدث بتحرك طبقات الأرض؛ هو كارثة تحدث باهتزاز طبقات المجتمع. لم تدرك الطبقة السياسية القابعة على قشرة الأرض (سطح المجتمع) أن ما حدث في 17 تشرين الأول عام 2019 تحرّك تكتوني في طبقات المجتمع. استمرت السلطة وكأن الأمر لم يحدث. جاءت بأسفل واحط ما في المجتمع فأعلت شأنهم، وجعلتهم في اعلى مراتب السلطة. صار القفا يحكم الرأس. وصار الرأس محكوماً بنفايات المجتمع وافرازاته.

كل أطراف السلطة السياسية والبيروقراطية كانت تعلم بالخطر المميت في مرفأ بيروت. السجلات والدعاوى لرفع المسؤولية كانت تتطاير بين أروقة السلطة السياسية والقضائية والأمنية. لم يحرك أحد ساكناً. كلُّ يرمي المسؤولية على غيره. الإهمال وانعدام المسؤولية وتلاشي الجدية والعبث بالدولة والمواطنين. كل ذلك كان سيد الموقف؛ بل كان هو سياسة السلطة. ليس في السلطة بريء؛ كلهم يعرفون. كلهم غضوا النظر. كلهم كانوا يعرفون. وكلهم كانوا يتجاهلون. لا استثناء لأحد.

كما قال مظفر النواب : “أولاد الـقحبة لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم. إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم…” لا أستثني أحداً.

لا أعرف إذا كان اللبنانيون يستثنون أحداً من الطبقة السياسية، سواء كان من المدنيين أو من أصحاب العمائم.

ما حدث يبعث على الخوف والهلع. حذر ناصيف حتي في استقالته من دولة فاشلة. فهل نحن نسير نحو مجتمع فاشل؟ في العقود الأخيرة استهان اللبنانيون، بالأحرى الطبقة السياسية، بأمر دولتهم. لم يكن هناك احترام للمواقيت في انتخاب رئيس الجمهورية أو في تركيب الوزارة. وحتى في التعيينات الإدارية. لم نأبه لما يُسمى نصاب الدولة. فراغ بعد فراغ في أعلى السلطة السياسية (رئاسة الجمهورية، رئاسة الوزراء، مجلس النواب، حيث تأجيل الانتخابات سنوات عديدة). كيف يستقيم أمر المجتمع عندما تفرغ الدولة من قيادتها وكادراتها؟ شعار “شعب وجيش ومقاومة” كان كارثة في الوعي، وكان كارثة عملية. استبعاد الدولة كلياً.

خلى البلد من السياسة. سياسات كيدية يمارسها راسبوتين من هنا وراسبوتين من هناك. أموال الناس محجوز عليها في المصارف بما ينافي القانون والدستور. أبشع أنواع التعدي على الملكية الخاصة. مصادرات كما في القرون الوسطى أو في أيام الممالك والسلطنات القديمة. نصاب الدولة مفقود. نصاب الإدارة مفقود. رعاع الناس يتحكمون بالسلطة. قبل إقرار سلسلة الرتب والرواتب جرى تعيين الألاف من صغار العاملين الذين لا لزوم لهم في أوقات الانتخابات النيابية.

كل ذلك يهون أمام تهرّب جميع المسؤولين من المسؤولية، بحجة مراسلات قضائية تروح وتجيء بين دوائر قضائية هي على الأرجح غير معنية. سلطة سياسية وإدارية ترمي بأوساخها وقذاراتها على القضاء. كأن البلد، أو أي بلد في العالم، يحكم بالقضاء. في مسرح السلطة العبثي يرفضون هيئة تحقيق دولية بعد أن جاؤوا بشركات دولية للتحقيق الفورنسيك بشأن المصرف المركزي. سياسات كيدية. صراعات سخيفة على السلطة. عقول سخيفة تتحكم بمفاصل الدولة داخلها وخارجها. اعتقد فريق السلطة الحالي أنهم يبررون سخافاتهم بإلقاء اللوم على من يعارضونهم؛ ليقولوا الغير يعارضوننا فلا نستيطع فعل شيء.هو البلد الوحيد في العالم دون كهرباء، بل كهرباء مستعارة مستأجرة، لأسباب تعود الى منطق “إما أنا ورأيي، أو لا أحد”. والثلم الأعوج من الثور الكبير مع ادعاء أن رئاسة السلطة ليست مسؤولة رسمياً عن شيء. رؤوساء السلطة متعودون يتلهون بمناكفاتهم ومؤامراتهم ضد بعضهم البعض، والكارثة قابعة في مرفأ بيروت؛ والكل في السلطة يعرفون عنها. التعمية التي تحدثنا عنها سابقاً هي في قمة الهرم السياسي نزولاً.

وضع الرجل (أو المرأة) المناسب في المكان غير المناسب. هو الأمر الذي كان في المرفأ. وكان ما يشبهه في مؤسسات الدولة الأخرى وخاصة الجامعة اللبنانية. تدمير مبرمج للدولة اللبنانية. لا تعنيهم الدولة؛ كل ما يعنيهم هو حصة كل فريق في الدولة. دمروا الدولة ودمروا التعليم. يريدون وعياً من نوع آخر غير الذي بني عليه لبنان. وعي ديني. تجاهلوا أن الدين لا ينشئ وعياً حديثا بل وعياً جاهلاً.

كارثة 4 أب تغيّر وجه لبنان وجوهره. يستطيع المرء المضي في تعداد أوجه تدمير الدولة وما حصل. والذي حصل لم يكن نتيجة إهمال وانعدام المسؤولية وحسب، بل كان تدميراً منهجياً. لن يكون لبنان كما كان، أو كما كان يريد شعبه أن يكون. الأساس في ذلك، في هذا التطوّر الذي يشير إليه الحدث، هو أن الكارثة لم تحدث شرخاً بين اللبنانيين وحسب، بل هي بكل بساطة تدمير للدولة، يؤدي الى تدمير المجتمع أو على الأقل تفكيكه.



#الفضل_شلق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالعمل والإنجاز نحارب الفساد.. لا بالتسول والسرقة
- أممية النيوليبرالية والبشرية سوق نخاسة
- مواجهة الامبريالية الأميركية؛ ما معناها؟
- العرب والحصار وصراع من أجل البقاء
- لماذا لا نتحمل شتم مقدساتنا؟
- لماذا العنصرية الآن؟
- ذكرى 5 حزيران – واقعنا الهزيمة
- خراب القرية الكونية
- في ذكرى 25 أيار عام 2000 – تحرير ولا حرية
- العجزالسياسي يلغي السيادة والاستقلال
- انهيار الحياة البشرية – شرط البقاء هو القبول بالرقابة الكامل ...
- موت افتراضي
- التباعد الاجتماعي وتداعياته
- البطالة في عالم تقطعت أوصاله
- لماذا الفقراء يدفعون الثمن الأكبر في الكوارث؟
- فاشية ما بعد الكورونا
- السياسة عندما تسيطر على العلم والدين
- نفاق العلم
- أممية الفيروس
- يوم انتصر العلم على الدين


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الفضل شلق - كارثة تدمير الدولة والمجتمع