أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ضياء حميو - (يهوديان عراقيان في بيتنا)














المزيد.....

(يهوديان عراقيان في بيتنا)


ضياء حميو

الحوار المتمدن-العدد: 6648 - 2020 / 8 / 16 - 23:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كان ذلك قبل مايقارب العشرين عاما في كوبنهاگن، حين اتصل بي الرفيق وصديق العمر رزكار عقراوي مؤسس ومنسق مؤسسة الحوارالمتمدن؛ أن أستقبل وأرافق زائرين قادمين من بريطانيا إلى شقة ضيافة أمّنتها لهما (مؤسسة الحوار المتمدن).

لم يكن هذان الزائران سوى الماركسي العراقي المخضرم حسقيل قوجمان (١٩٣١- ٢٠١٨)، وزوجته ورفيقة دربه ( حبيبة).

كانت الفكرة أن أتركهما يرتاحا من عناء السفر وهما المسنان في شقة الضيافة، إلى يُنهي الرفيق رزكار التزامه الوظيفي ليتكفل بالباقي.

ولكن فور دخولنا للشقة وقبل أن يفرغا حقيبتيهما خاطبتُ حسقيل: "رفيقي مارأيك أن تكونا في ضيافتنا أنا وزوجتي مع طفلتينا الصغيرتين، اللتين أتمنى أن لا تزعجاكما".

فرحا أيما فرح بهذا، وقال حسقيل: "رفيق إنما جئنا لنلتقي أهلنا العراقيين، ونعيش معهم".

هكذا طيلة خمسة أيام، نخرج يوميا لندوات ولقاءات، ولكبر سنهما نعودباكرين إلى البيت، فيفرحان بصغيرتي اللتين وجداتا أخيرا (جد وحبوبة)، تجلسان بحضنيهما وتلعبان معهما، وظلّت علاقتنا بالرسائل إلى أن توفي حسقيل عن ٨٧ عاما رحمه الله.

في تلك الأيام حدثني كثيرا، عن بعض محطات عمره، في العراق،وإسرائيل، وأخيرا بريطانيا، وإن أسعفتني الذاكرة سأدون أدناه ماعلقمنها وعلى لسانه:

المحطة الأولى ( بغداد):

١ بسبب ماركسيتي، لا أتذكر أني خرجتُ من سجن إلا ودخلتُ غيره.

٢ إنتميتُ إلى حزب التحرر الوطني وعصبة مكافحة الصهيونية عام١٩٤٥، وهما واجهتان علنيتان للحزب الشيوعي العراقي المحضور.

٣ كان أغلب أعضاء عصبة مكافحة الصهيونية من اليهود العراقيين المناوئين للصهيونية، إلى أن تم حضرها عام ١٩٤٦ من قبل الحاكم الفعلي للعراق آنذك - الإنگليز-.

٤ كانت زوجتي حبيبة، أول طالبة عراقية تدخل كلية الهندسة، يتم اعتقالها في مرحلتها الدراسية الثالثة، ويُحكم عليها بخمس سنين سجن.

٤ تم اعتقالي وزوجتي وأمي وعدد من أفراد عائلتي عام ١٩٤٩ بعدإعدام فهد بخمسة أيام-، ولم التق بعائلتي إلا عام ١٩٦١ في إسرائيل.

٥ تم اطلاق سراحي بثورة تموز عام ١٩٥٨، وأعادوا اعتقالي بعد عام بدون سبب أو محاكمة، سوى كوني شيوعي.

٦ في عام ١٩٦١ أطلقوا سراحي، فهربتُ إلى إيران سرّا، هنالك إعتقلتني شرطة الشاه السرّية وسلمتني لمنظمة يهودية تسفّرنا رغما عنّا إلى إسرائيل، وذات الأمر حدث مع زوجتي ( حبيبة) وعائلتي إذ سفّروهم من العراق إلى إسرائيل رغما عنهم عام ١٩٥٤.

٥ كانت الشرطة السرّية العراقية والإيرانية في العهد الملكي تختم ختما خاصا بالشيوعيين اليهود، لتحذّر الإسرائليين منهم.


المرحلة الثانية ( إسرائيل):

١ كان التمييز واضحا ضدنا نحن اليهود العراقيين، عشنا لسنوات في مخيمات بائسة، وفي السنوات الست الأولى، تمنّى أغلبنا العودة إلى أوطاننا على البقاء في إسرائيل.

٢ لم انتم للحزب الشيوعي الإسرائيلي، لأنني اعتبرته حزبا تحريفيا.

٣ بعد سنوات من العمل في تدريس العربية والموسيقى، قررت وزوجتي مغادرة إسرائيل، إذ قريبا سيبلغ إبني وابنتي الثامنة عشر،وسيجبرونهما على الالتحاق بجيش الدفاع الإسرائيلي ليقتلوا عربا.


المحطة الثالثة ( بريطانيا):

١أكملتُ كتابة أطروحة الدكتوراة في الموسيقى العربية ولم أناقشها.

٢ في عام ٢٠٠٢ كنتُ حاملا جوازي سفر: إسرائيلي وبريطاني، وعلىمتن باخرة سياحية إقتربتْ من شواطيء فلوريدا الأمريكية، كنتُ الوحيد الذي لم يسمحوا له بالنزول، لأن ولادتي عراقية، وكانت واحدة من أسعد أيام حياتي، نعم أنا ( العراقي).


ضياء حميو Dia Hamio



#ضياء_حميو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعيون العراقيون و -الشين فين- الإيرلنديون
- هدوء بيضتين
- عن كوبا صديقتي
- لا طماطم في الجنة
- لأجل عيون روزا (سيرة خمسة أيام)
- (خمسُ رسائل عمرها أكثر من 1400 عاما)
- (أغنية مجوسية)
- (نخلة المشاع)
- شكر بعد الأوان
- لعبة حافة الهاوية
- الله كريم
- ديمقراطية الفاسدين
- تقرير فضائي -قصة قصيرة-
- نداء من أجل أحمد الأطرش - قصة قصيرة -
- حِشمةُ المجتمع - قصة قصيرة -
- ثرثرة كاس بيرة
- سرُّ بغداد
- Big Bang
- مقايضة
- إنتصاب العذرية - قصة -


المزيد.....




- -أسر غواصة تجسس أمريكية في كمين إيراني-.. هذه حقيقة الفيديو ...
- -سرايا القدس- تقصف مستوطنات في غلاف غزة
- إسرائيل تقوم بـ-تجزئة- غزة.. ومظاهرة جديدة ضد حماس في القطاع ...
- ترامب يلقي -القنبلة-.. رسوم جمركية على دول في مختلف القارات ...
- -أسوشيتد برس-: الولايات المتحدة تنشر المزيد من قاذفات -بي 2- ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي من موقع في جنوب لبنان: -حزب الله- لم ...
- الأوقاف المصرية والأزهر يحذران من اقتحام بن غفير للأقصى: است ...
- محللون: نتنياهو يضع المنطقة على الحافة وترامب يساعده على ذلك ...
- غزة في لحظة فارقة.. هل تتحرك روسيا والصين؟
- تامر المسحال يكشف آخر تفاصيل مفاوضات الهدنة بغزة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ضياء حميو - (يهوديان عراقيان في بيتنا)