|
تبيح السلطة الفلسطينية لنفسها ما لا تسمح به لغيرها
اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 6648 - 2020 / 8 / 16 - 10:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وهذه الإباحة تتمثل في ان السلطة الفلسطينية هي من أوائل السلطات العربية التي خرجت على الثوابت العربية ، وانفردت بعقد اتفاقية مع إسرائيل ...
ولهذا نظرت الى ما قاله : ابو ردينة ورفيقه في قيادة السلطة الفلسطينية : صائب عريقات ، وهما يلوحان بالعصا بوجه الإمارات والجامعة العربية : على انه تعبير على الانسجام مع الذات التي تعيش وهم الوصاية على القضية الفلسطينية ، ووهم : معاقبة اي حاكم عربي أو مسلم لو فكر بالخروج على ثوابت القضية الفلسطينية المحفوظة في مكاتب : ابو ردينة ومكتب عريقات . . وأول سمات الذين يدعون الوصاية هو الجهل الفاضح بالذات ، بما هي عليه من منهج في التفكير ومن اسلوب في التعامل ، وهذا الجهل بالذات يشير بقوة الى ان عقل السلطة الفلسطينية ينتمي الى عقلية الوصاية على الشعوب التي سادت العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية ، مارسها بفجاجة قطبا الحرب الباردة ، فأثارت سخط وحقد شعوب المعمورة عليهما ...
لا بوجد ما يشير الى ان السلطة الفلسطينية بفرعيها الدنيوي والديني عملت طوال نصف قرن على : ابداع استراتيجية او تقنية عسكرية يمكن ان تحقق توازناً في القوة يشل حركة إسرائيل من اعلان الحرب على اي دولة عربية او الاقدام على ضم أراضي فلسطينية وعربية جديدة . كان هم السلطة محصوراً بالحصول على جوائز ومكافئات دورية من بعض الدول العربية والاسلامية ومن دول ومنظمات عالمية : لاستثمارها في مشاريع اقتصادية في أفريقيا وآسيا : تستمتع الآن بمردودها الاقتصادي : لا فلسطينيات التشرد والشتات والمخيمات بل سها ياسر عرفات ...
رغم الشلل والركود المستنقعي : السياسي والفكري واللاانجاز ، تتقاضى السلطة الفلسطينية على كونها سلطة : أجراً هو الأعلى في العالم ، اذ تستحوذ رواتب السلطة وامتيازاتها على اكثر من ثلثي الوارد الاجمالي الفلسطيني : ومعظمه تبرعات ومساعدات وهبات من دول اخرى ...
ولأنها لم تنجز شيئاً لشعبها ، فأن هروب بلدان العالم العربي من سطوة ( حقها التاريخي ) يظل مستمراً : من مصر الى الأردن الى الإمارات .. الى .. لان هذا الحق تحول بمرور السنين الى مصدر رزق لسلطة بيروقراطية : أدمنت على إلقاء خطب وقصائد هجاء ، اذا ما تناقص ربحها من بضائع وسلع : ( حقها التاريخي ) ...
تتجنب إسرائيل السلام ولم تعد تعترف عملياً بحل الدولتين ، وهي باستراتيجيتها الجديدة في بناء علاقات مع العرب البعيدين ، وتجاوز القريبين ، إنما تقضي على الأمل المرجو بإقامة سلام عادل ودائم ...
اختر المشرفون على تطوير االاقتصاد الإماراتي وتحديثه ، وهو ثاني اكبر اقتصاد في المنطقة بعد اقتصاد العربية السعودية ، دخول العصر من بوابة المستوى المتقدم تقنياً من مستويات الاقتصاد العالمي ، ودخلت الدولة في ميدان البحوث المتقدمة في عالم الفضاء الخارجي . اقتصاد من هذا النوع لا يمكن له الاذعان الى اوامر عقليات زراعية تدور في مساحة ضيقة من ( الحق التاريخي ) الذي اول من فرطت به : السلطة الفلسطينية ذاتها في : اتفاقية أوسلو ...
وتتبدى العقلية الضيقة للسلطة الفلسطينية ، وعدم إدراكها للتطورات الهائلة في المنطقة وأبرزها : الاندماج الضخم للاقتصاديات الخليجية في الاقتصاد العالمي ، وما يعنيه ذلك من تكاثر مراكز القوى ، وبروز إمكانية تأثيرها على محتكري القرار من مشايخ مدن الإمارات ...
وهذا الاندماج الاقتصادي لا يحدث من غير ان يكون له ، آنياً ومستقبلياً ، التأثير الحاسم على توجهات السياستين : الداخلية والخارجية في دولة الإمارات وفي سواها من دول الخليج ، وهو تأثير سيمعن الاقتصاد الجديد في تعميق اتجاهات ميوله للخروج من قيود ( الحقوق التاريخية ) الى حقوق مستقبلية يموت الاقتصاد الناشيء في الخليج من غير الاستمرار في حفر الطرق اليه ...
يعزز من هذا الطرح : ان الإمارات وبلدان الخليج وهي تبني اقتصاداتها بالتشابك مع الاقتصاد العالمي : قد استوردت قاعدة اجتماعية تدير الاقتصاد وتصنع رأياً عاماً لا علاقة له لا بالموروث الديني ، ولا بالعرف القبلي ، ولا بالحقوق التاريخية للفلسطينيين ، ومتعاطفاً مع خطوة الانفتاح على إسرائيل ، في الوقت الذي تركت فيه الإمارات ودول الخليج الأخرى ، مجتمعاتها الأصلية تحت رحمة قناة الجزيرة الإخوانية لتلعب دوراً متقدماً في صياغة وعيها السياسي العام لصالح اليمين والرجعية ... وانا لا أتحامل على الإمارات حين اقول ان ثمة فجوة في الوعي بين مجتمعها التقليدي وبين حكامها ، فحين زرت الإمارات عام 2015 كنت اسأل عن الشعب الإماراتي : اذ لم اجد فئات هذا الشعب تدير مراكز الاقتصاد والخدمات ، وإنما تدار الأنشطة الاقتصادية والخدمية من قبل شركات عالمية ، العاملون فيها لا يتحدثون العربية : من سائق التاكسي الى إدارة الفندق ، فكانوا يقولون لي : انظر ذاك هو شعب الإمارات ، فأبصر في البعيد بناء يشبه المستشفى يضم بين حيطانه شعباً في عزلة خانقة : كما لو ان هذا الشعب مصاب بمرض معد كالكوليرا او فيروس كورونا ... ...
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاتفاق الصعب
-
عن بعض قناعاتي الشخصية
-
انبعاث فيروس الطائفية مجدداً
-
بيروت
-
طاحض هيچ وحدة وطنية
-
ألعاب الطفولة في العراق
-
قيمة الأوطان من قيمة بنيها
-
كل شيء جميل هذا اليوم
-
ليبيا - تركيا
-
هل الكاظمي في الطريق الى وعي دوره التاريخي ؟
-
ما زلت احتفظ بها ككنز ثمين
-
لا حل لمشاكل تركيا خارج حدودها
-
لا املك الا ان اقول لك
-
تركيا : من صفر مشاكل مع العالم العربي الى ...
-
لكن
-
تصبح حرامي حين لا يسند أفعالك تشريع او قانون
-
راتب الدولة الريعية
-
في الطريق الى المقهى
-
الكاظمي رئيساً لمجلس الوزراء
-
منهجان في معالجة جائحة كورونا
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|