كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي
(Kamal Ghobrial)
الحوار المتمدن-العدد: 6647 - 2020 / 8 / 15 - 21:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل توالي اتفاقيات سلام الدول العربية مع إسرائيل يضر بمصالح الفلسطينيين أم يفيدها؟
واضح للجميع أن حالة العداء المطلق لإسرائيل والتجييش على المستوى العربي والإسلامي لمواجهتها حربياً، لم تسفر بعد ثلاثة أرباع قرن، إلا إلى أن المفاوضات السلمية هي الطريق الوحيد المتاح لحل ما نسميه القضية الفلسطينية.
ولا يختلف معنا على هذه النتيجة إلا التنظيمات الإرهابية الجهادية، ودولة ولاية الفقيه الإيرانية، التي لم تطلق منذ نشأتها منذ أربعين عاماً رصاصة واحدة على إسرائيل.
إذا كان السلام هو الطريق الحتمي، سواء سرنا فيه برغبة وقناعة أو على مضض مرغمين، فإن بقاء حالة عداء الدول العربية لإسرائيل يجعل إسرائيل شعباً ودولة تستبعد إمكانية تعايش سلمي مع دولة فلسطينية مجاورة.
ونفس الشيء ينطبق على السلام البارد (أو خديعة السلام) مع مصر والأردن. وقد اتضح أن العرب يأخذون باتفاقيات السلام أراضيهم، ولا يعطون إسرائيل في مقابلها شيئاً، سوى عدم شن حرب عليها، دون علاقات سلام طبيعية.
هذا الوضع يفاقم حالة عدم تصديق الفلسطينيين والعرب عموماً فيما يبدونه في المحافل الدولية من رغبتهم في إنهاء حالة العداء التاريخي، والعيش في سلام حقيقي مع اليهود ودولتهم.
الآن بدء دول عربية خارج دائرة المواجهة في مد يدها للسلام والتعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي مع الدولة العبرية، على كل من المستويين الرسمي والشعبي، سيخلق ثقة لدى الإسرائيليين في معاهدات العرب، وفي إمكانية قبولهم الحقيقي للسلام.
وبالتالي سيكونون أكثر مرونة واستشعار أمان وثقة في مفاوضاتهم مع الفلسطينيين لإقامة دولتهم المستقلة.
الأمر إذن في صالح الشعب الفلسطيني،
وإن لم يكن في صالح من يريدون إلقاء اليهود بالبحر، ومحو إسرائيل من على الخريطة، لإقامة دولة حمساوية داعشية مكانها.
#كمال_غبريال (هاشتاغ)
Kamal_Ghobrial#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟