أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - كريم الوائلي - تأملات في الاعلام العراقي















المزيد.....

تأملات في الاعلام العراقي


كريم الوائلي
كاتب وناقد ادبي وتربوي .

(Karim Alwaili)


الحوار المتمدن-العدد: 6647 - 2020 / 8 / 15 - 21:27
المحور: الصحافة والاعلام
    


1
لا يخفى ما للإعلام من دور خطير في التعبير عن الرأي العام والسيطرة عليه والتحكم فيه وتوجيهه وجهات معينة ، وإذا كانت الأهداف المعروفة للإعلام هي نقل وتوصيل المعلومات للآخرين ، ومحاولة التأثير في آرائهم وأفكارهم ، فان هذه الأهداف تصاحبها رؤى وأيديولوجيات تسهم في توجيه الرأي العام ، ويمكن التذكير بما فعله غوبلز وزير الاعلام النازي من تأثير في المجتمع الألماني .
وحين نتوقف عند الاعلام العراقي ومدى تأثيره في الرأي العام ، فان اول ما يتبادر الى الذهن هذه الفوضى التي تهيمن عليه ــ باستثناء حالات نادرة ــ ومن ثم فهو يفتقر الى النضج وتسيطر عليه السطحية ، بحيث لم يتمكن الاعلاميون العراقيون من اصدار مجلة متخصصة بالدراسات الثقيلة على غرار مجلة السياسة الدولية التي تصدرها مؤسسة الاهرام المصرية من عقود طويلة ، نعم هناك قلة من الدراسات المعمقة قام بها كتاب بشكل فردي ، او مواقع جادة نادرة تهدف الى تنوير المجتمع .
وأود التوقف عند عدد من الانطباعات وهي قد تتداخل أحيانا مع بعضها ، وهي :
أولا : يرتبط الاعلام بشكل عام ـــ ما عدا استثناءات نادرة ــ بمكون سياسي يكون في الغالب متعصبا ، يرى انه يمثل الحق ، وما عداه الطوفان ،وبذلك يختزل مواقفه بمدى مواقف قائده الأعلى ، فإن ما يقوله هو الذي يحدد توجيهاتهم وافكارهم على الرغم من الانتقال من النقيض الى نقيض اخر يعاكسه ، بغض النظر عن الطائفه والعرق والمنطقة ، ويشيع هذا في المناطق التي تتفشى فيها الامية والفقر وشيوع القيم العاطفية والانفعالية .
ثانيا : يعبر الاعلام أحيانا عن نمط متعصب طائفيا بغض النظر عن صواب المبادئ او خطئها ، ويتصاول المختلفون على المنابر الإعلامية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بشكل انفعالي ، إذ يرى أنّ الخصم على خطل تام ، إنهم هم وحدهم يمثلون الحقيقة التي لا نظير لها ، ومن الجدير بالذكر ان هذا النمط الإعلامي لا يوحده نسيج فكري ، وانما هم اشتات ، يجمعهم امر واحد هو تعصب طائفي ليس غير ، ونرى ان بعضا من اعلامي هذا التوجه انهم يبدلون جلودهم وأيديولوجياتهم ، فيتحولون من النقيض الى النقيض ، او ان يوهمك بإخلاصه الوطني حين يدافع عن الشعب ويهاجم أعضاء مجلس النواب الذين يصفهم بأوصاف حيوانية ، وحين يصبح عضوا في مجلس النواب ، يختفي صوته تماما .
ثالثا : ويتميز نمط اخر بانحيازه الى توجه سياسي معين ، ويعلى من شأن زعمائه ،ويسعى الى تسقيط خصومه بشتى الوسائل والأساليب، ان الاعلام والحالة هذه ، يفتقر الى المنهجية العلمية القائمة على الربط بين الأسباب والنتائج ، كما يعبر في الوقت نفسه عن غياب الحوار ، واذا حصل حوار ما ، فانه لمجرد توزيع المكاسب وتحقيق المصالح الذاتية.
رابعا : تبعية الاعلام لأجندات خارجية دولية وإقليمية، الامر يجعل منها نسخة تتبنى مفاهيم هذه الجهات وتدافع عن مصالحه ، وتتغير مواقفها بحسب التغيرات والتوجيهات التي تأتيها من هذه الجهات .ولقد تحاورت ذات يوم مع مسؤول طلبت منه ان تكون الصحف التي يصدرونها والقنوات التي يديرونها ان تكون عراقية خالصة ، لان ما يصدر عنها بمجرد ذكر خير واحد يدل على انها تابعة الى هذه الدولة الإقليمية ، فلاحظت استياءه وعدم ارتياحه ، ثم رد على باننا لا نستطيع ان نخسر من يمدون لنا يد العون ، وآلمني موقف زميل منافق ، وهو يحمل شهادة عليا ، تبريره واشادته بالإعلام الناضج لهذه الجهة .وما يصدق على هذه الجهة يصدق على غيرها في تبعية مميتة .
ولا يعني هذا ان هذه الاتجاهات الإعلامية تتميز بتحددها التام ، اذ انها تتداخل وتتقاطع في احايين كثيرة ، الامر الذي يقود الى كثير من التعصب والتشتت ، بحيث تولدت من هذا موقف اللارأي ، وهي حالة تهيمن على شرائح واسعة من المجتمع العراقي ، ويعبر هذا عن حالة من الاغتراب ويقود الى اللامبالاة الى حد كبير .
اما اعلام التواصل الاجتماعي فهو في حالة فوضى عارمة ، لا تحده حدود ولا تحكمه ضوابط ، والغريب ان هذا يسهم في احباط المتلقي ، وعدم ثقته باي خبر.
2
يتعرض العراق منذ سنوات عديدة الى حرب إعلامية هدفها اثارة الفتنة واحداث البلبلة بين مكونات الشعب العراقي ، اذ ليس من قبيل المصادفة ان تنشر مواقع التواصل الاجتماعي مشروع برنامج لاحدى الوزارات يحاكي الى حد كبير رغبات شرائح عديدة من المجتمع العراقي ، غير ان الوزارة تنفي هذا الخبر جملة وتفصيلا ، كما انه ليس من قبيل المصادفة أيضا ان تنشر مواقع التواصل الاجتماعي خبرا عن اجتماع متوهم لمجلس الوزراء وتبادر الى نشره جهات إعلامية حكومية ، تم تنفي بعد ذلك عقد الاجتماع ، لا شك ان هناك عقلا مركزيا يوحد هذه الاعمال وينظمها ويبثها في أوقات معينة ، من اجل التشويش في إعطاء معلومات كاذبة ومضللة كما ان انتشارها لفترة قصيرة من الزمن ، وهي قابلة للتصديق .
ونستعير مصطلح قابل للتصديق من المفكر الجزائري مالك بن نبي حين تحدث عن القابلية للاستعمار والقابلية للتصديق هنا ان الانسان العراقي بشكل عام يصدق ما ينشر في اغلب الأحوال على مواقع التواصل الاجتماعي ، واكثر من هذا انه يشعرك انه اعلم ببواطن الأمور فيعيد انتاج الخبر مرة أخرى ، وقد يضيف عليه تحليلات كثيرة وكأنها معلومات متحققة فعلا .
وتعد ظاهرة التسقيط واحدة من الآليات التي يتم استخدامها على مستويات عليا ودينا ، وتشمل أناس اخرين يقومون بمهام تعليمية ومهينة ، والهدف من هذا كسر إرادة الاخر حقا او باطلا ، واكثر من هذا ان تخدم اهدافا ذاتية او مصلحية محددة ، بمعنى ان المخلص والنزيه لا يستطيع مقاومة تيار التخريب المقصود فيتهم بشتى التهم من اجل اهداف قريبة رخيصة .
ان اختلال منظومة القيم في المجتمع العراقي قادت الى احداث تغيرات كبيرة في شرائح المجتمع ، اذكر ان احد موظفي السفارة العراقية في احدى البلدان التي اضطر العراقيون السفر اليها من اجل العمل بمبالغ زهيدة في اثناء فترة الحصار ، كان هذا الموظف يشكو من كثرة التقارير التي يكتبها بعض العراقيين ضد بعضهم الاخر ، ربما كانت مجرد اعمال قام بها بعضهم ، ومن المؤسف ان من بينهم حملة شهادات عليا ، الامر الذي يؤكد ان الجامعات تمنح حاملي هذه الشهادات علما ، ولكنهم ليست مسؤولة على منحهم قيما واخلاقا.
ومن الجدير بالذكر ان بعض القنوات الفضائية ليس لها سوى اثارة الجدل والفتن ، فهي تدس السم بالعسل ، ان هذه القنوات تزرع الألغام في نفوس المواطنين ، الامر الذي قاد الى حساسيات مفرطة تتجلى نتائجها على صفحات التواصل الاجتماعي .
وتحولت صفحات التواصل الاجتماعي الى أداة تستخدم فيه كل الأسلحة القذرة، بمواقفها والفاظها وادواتها ، بذاءة وتكفيرا ، ناهيك عن اخبار كاذبة تتحدث عن وفاة فنانين ورياضيين ، وغير ذلك.
ومن الغريب ان يتحول بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الى تصديق أي خبر ، مهما كان نوعه ، اذ يمكنك ان تكتب أي خبر كاذب عن شخصية حقيقية او وهمية ، وعندها تجد التعليقات دوت تثبت ،بالويل والثبور وعظائم الأمور ، ويقوم بعضهم بإعادة انتاج هذه الاخبار ونشرها مرة ومرة ، على الرغم من الهجوم قد تم توجيهه الى شخصيات نزيهة شريفة .
وتحول قسم من هذه الممارسات الى مماحكات حقيقية في الواقع ، فحين يجد احدهم انك تمثل معيقا لرغباته في عمل وظيفي او نحوه ،يهددك عشائريا وحزبيا ، وربما بأكثر هذه الكتل بطشا وتنكيلا ، وهذا ما حصل وفعلا في مواطن كثيرة ، وتطال كثيرا من الناس لدرجة التصفية الجسدية ، والامثلة كثيرة .



#كريم_الوائلي (هاشتاغ)       Karim_Alwaili#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاختلاف الفكري وسياسة التهميش والاقصاء الجسدي الجعد بن درهم ...
- العنف
- انتخابات ثانوية قتيبة
- إبداع القصيدة بين اللغتين المعيارية والفنيةفي التراث النقدي
- العودة الى التراث
- الشعر والتصوف
- الثقافة القامعة والثقافة المقموعة وعودة ذي الوجه الكئيب
- الرومانسية الصوفية وإبداع القصيدة في فكر صلاح عبد الصبور الن ...
- جماليات الأنظمة اللغوية عند ابن جني
- التعليم في العراق في اواخر العهد العثماني ، تأملات نقدية
- القلب كقطاة ، قصيدة للشاعر قيس بن الملوح
- التسامي في الحب عند رابعة العدوية
- ( المسلمون العقائديون ) منظمة اسلامية بنكهة يسارية
- الارهاب صناعة ثقافية / تربوية ( مقترحات ستراتيجية لتربية ما ...
- الدرس الادبي في الجامعات ، الواقع والافاق
- انشطار الذات وانشطار الوعي في رؤية البياتي للتراث
- الحداثة الزمانية ، المبرد وابن قتيبة انموذجا
- اختلاف الاجيال وتغاير الازمنة
- جدلية القامع والمقموع في الديمقراطية العراقية


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - كريم الوائلي - تأملات في الاعلام العراقي