نصر القوصى
الحوار المتمدن-العدد: 1597 - 2006 / 6 / 30 - 05:51
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
ترجع نشأة أول كليات للطب "مدارس الطب فى مصر الفرعونيه "الى عهد الأسرة الأولى وقد بلغ البعض منها شهرة واسعة مثل كلية ايونو"هليوبوليس عند الأغريق "وأنشئت فى سايس لأمراض النساء وا لتوليد وإيمحوتب بمنف وقد زادت الأخيرة شهرة مكتبتها التى كان يتردد عليها الأطباء حتى عهد جالييتوس "القرن الثانى الميلادى" فيقول فرنسيس أمين الباحث الأثرى عن تلك الكليات "مدارس داخل معابد خاصة "أن الطلبه كانوا يترددون عليها لمقابلة الفلاسفة والعلماء وأن هذا التعليم كان فى الغالب ينقل من الطبيب الى إبنه شفويا حرصا منه على الإحتفاظ بسرية علمه وهذه التقاليد العائليه اتسم بها الطب فى كل دول العالم القديم كما كان يفرض لذلك على الأطباء قسما يوحى بمثل هذه الكتمان حتى العصر المسيحى فقد وردت فى اللفافه القبطيه العبارة الآتيه "هذه قطرة حضرتها مع أبى " وأضاف فرنسيس أن أول من سمح للأجانب بدخول مصر ليتلقوا فيها هذا العلم هو " أمازيس " أحد ملوك الأسرة السادسة والعشرين وكانوا عددا لا بأس به من ا لإغريق مثل عباقرة عصرهم أفلاطون _ أدوكسوس _أبقراط غير أنه من المشكوك فيه أن يكون الكهنة قد أئتمنوهم على علومهم السريه
وأكد الباحث الأثرى فرنسيس أمين أنه رغم الهيبه التى أحاطت بهذه الكليات فقد عانت فى فترة من الفترات بسبب بعض الغزوات وخاصة غزوة "قمبيز" مؤسس الأسرة ال27 والذى أمر بهدم هذه الكليات " المعبد الخاصة "عقابا للمصريين عندما رآهم يحتفلون بعيد الحصاد بعد عودة حملته الفاشله من الجنوب ظنا منه أنهم مبتهجين بهزيمته وأن "دارا الأول "أبنه أعاد بناء بعضها وقد كلف بذلك طبيبه المصرى الخاص " أوجا حورسنت " الذى أرسل بأمر من دارا لأعادة أنشاء مدارس الطب فى مصر والتى كانت تسمى "بيوت الحياه "بعد أن هدمت
مشيرا الى مكانة الأطباء فى المجتمع المصرى القديم بأنهم كانوا يتمتعون بمكانة كبيرة فقد كان ينظر اليهم نظرة تقدير وإحترام فقد لقب الفرعون "زوسر " باسم "سا " الشافى الإلهى مؤكدا أن الملك " أثوتيس " نجل مينا ألف كتابا فى التشريح وأن الملك أوزيفايوس من القرن " 3100 قبل الميلاد حقق نجاحا كبيرا فى علم التشريح هذا وقد كان الأطباء يصنفون فى مصر القديمة الى ثلاث أصناف الكهنة _ الأطباء _المساعدون
#نصر_القوصى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟