|
الجمهورية العائمة على .. فساد وفوضى دائمة ..
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 6645 - 2020 / 8 / 13 - 15:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كانت انطلاقة مبادئ الثورة والحراك المدني في لبنان بمثابة قنبلة موقوتة بوجه النظام والفساد والظلم المستشري في جسد الجمهورية النكرة النكراء اولاً ضد ابناء البلد وثانياً ضد اعطاء الصورة الحقيقية عن المواطنة وعن الحفاظ على ابناء الوطن لكى يكونوا في منأى بعيد عن الهبوط الى مستوى الاتهامات للحكام الذين يتعاملون في تحمل مسؤولياتهم كأنها منحة الهية لا يجب على احد محاسبتهم ؟! كانت ثورة 17 تشرين ويبقي بعضاً من الأسابيع لكي تتم عامها الاول لكنها الثورة قد حققت بعض الخروقات في إقالة الحكومات وتبديلها حسب مقدرتها وتقبل الناس لها ولمشروعها برغم الفروقات التي سادت مما ادى ربما الى إنكفائها بعضاً من الوقت وربما لعدم وضوح في الرؤية التي تتداخل في اوقات وازمات خطيرة ؟ لكن الذي حدث في انفجار المرفأ الاسبوع الماضي هو الذي دفعني ان اعيد بعضاً مما كنا نراه حينها ويتناسب بدون تقاطع مع الازمة الحالية والفراغ الذي سوف يدوم ربما لأشهر طويلة برغم الحزن العميق على الخسارة البشرية والوطنية نتيجة إغتيال بيروت وجوارها لذلك اربط ضروري جداً وقد يفتح الباب مجددا نحو قراءة معمقة بين السطور المكتوبة سابقاً وتلاقيها الأن !؟ عذراً على اعادة ودمج المواضيع لكنها البكائيات على اطلال جراح بيروت هي اكبر مننا جميعاً ؟ القرن العشرين كان بمثابة وحشٌ ضخم يُخيم على ارض الجمهورية اللبنانية التي إنبثقت وولِدت من رحمها اثار الجراح المستمرة تدكُ مضاجع ابناءها دون تفرقة على المستوى الشعبي. علينا ان نتحدث هنا بنوع من المسؤولية عن بعض تحميل اوهام ورجس الخطر الدائم الى ما تم الإتفاق عليه بعد نهاية الحرب العالمية الاولى ، التي كان لها تأثيراً ضخماً على طرد حكم الامبراطورية العثمانية من البلاد العربية ، وإن كان لبنان شبه "إمارة او مقاطعة" لها دورها كونها يسكنها نسبة كبيرة من المسيحين . يعني ذلك ان دولة لبنان الكبير كانت كما هو معلوم ترك ورثة لفرنسا ولبريطانيا لما تراه مناسباً بعد ان "فكرًا مليًا"، في توزيع التركات حسب التقسيم الجغرافي ما بعد إتفاقيات "سايكس بيكو " التي أفرزت دولاً قاصرة لا تستطيع اتمام مسيرتها دون اخذ الإشارات من المستعمرين الجدد بعد نهاية حكم الأتراك للمنطقة طِوال خمسة قرون من الظلم المستديم. لكن الجمهورية اللبنانية بعد ولادتها المفروضة كانت بمثابة إنحياز علني حول الاتفاق على دور يُمنح المسيحيون لكي يستمروا في تسلم دورهم في المشرق العربي حسب الخارطة للوجود والإنتشار الجغرافي المحدود المسكون في لبنان وسوريا وفلسطين قبل الشروع الى تأسيس دولة اسرائيل. ان الجمهورية اللبنانية التي تواصلت عقود متتالية في تمديد وتوسيع أوصالها حسب الخارطة الجغرافية الحالية للبنان . تم إلحاق مناطق ومحافظات الجنوب والشمال وبعضاً من مناطق البقاع الغربي الذي يُعتبُر شبه وادي وسهل متداخل مع الحدود الشرقية والشمالية مع سوريا . وللحقيقة والتاريخ كلنا يعلمها ان دولة لبنان الكبير كانت اخر ما تتمناه فرنسا في تمكين وتمتين المسيحيون في إنشاء دولة خاصة بهم ، هنا قد يتذمر احدهم من إعتبار النقد بمثابة الحديث عن اثارة النعرات الطائفية وإن تشابه وتلازم حينها مع إنشاء الكيان الصهيوني بعد مؤتمر بازل وتلاه تدخل فرنسا وبقوة نحو مساندة دور الجمهورية اللبنانية. لكن المحاولات تلك الى الان وللحظة قد تحتاج الى بحث دقيق حقيقي وجذري حول استمرار الأزمات في داخل البيت اللبناني الواسع في تعدد الطوائف التي إلتزمت دستوريًا من خلال شرائع حول تحملُ وتوزيع الحص في مكاسب المواقع والإدارات التي تعمل على كافةً الجمهورية اللبنانية ، لكن الأسبوع الذي فات كان "ملتهبًا وغير مسبوق في الثورة والصحوة والإنتفاضة الباسلة " التي فجرتها شابات وشباب في مقتبل العمر بعد سلسلة قوانين اصدرتها الحكومة في فرض الضرابب والقوانين على حساب لقمة عيش الناس الذين في الأساس يعيشون في حالة فقر مُذِل نتيجة الفساد والمحسوبيات التي فرضتها وأفرزتها الأحداث الطويلة المتسلسلة داخل النظام السياسي الحاكم دورةً بعد دورً سواءاً كان من خلال رئاسة الجمهورية ، او من الحكومة ورئاسة مجلس الوزراء ،او من مجلس النواب الذي يُعتبرُ اخر مطاف للعب الدور الديموقراطي تحت مسميات شعب لبنان العظيم . التكاذب والمزايدات كانت اخر أدوات النظام عندما طلع على الناس معلناً عن رزمة إصلاحات باتت شبه فضيحة تامة في تمادي اصحاب المواقع السيادية في الرئاسات الثلاثة البالية بعدما" إرتعدت خوفاً و هلعاً “ من أصوات وصلتهم صارخة بأرفع صوتها نابعة من حناجر الثوار الذين رفعوا شعارات لا بديلاً عنها مفترشين الارض والشوارع والساحات كافة شرقاً وغرباً جنوباً وشمالاً في رحيل للسلطة لا بل إتهامها في شراكة تامةً في التجويع والتفقير للشعب كافةً، لذلك كان شعار ""كلكن يعني كلكن"" من أقوى وأعنف مستوى اخاف الجميع مهما كانت إنتماءاته الطائفية او الحزبية مسيحية او مسلمة. مطالب جامعة وعابرة فوق جميع المذاهب والطوائف . لا عودةً عن المحاسبة في اعادة الأموال المسلوبة . وحرية التعبير والتظاهر وضمان الصحي وإعانة العجزة وتحصين المواطن الذي ليس لديه آلية ما بعد الوظيفة والخدمة العامة.ومتابعة قضية التعليم والكهرباء والمياه والنفايات. و مراجعة سريعة لإلغاء الضرائب التي تجنيها الدولة من عرق الفقراء بينما يتمتع اصحاب الحكم في تغطيةً مستمرةً في عدم المسائلة والمحاسبة القانونية تحت "حجج الحصانة"، كما ان الصورة الواقعية للجيل الجديد الذي نشأ وترعرع خلال العقود الثلاثة الماضية كانت شبه غياب للدولة وبروز المحاصصة والمزرعة المتوارثة للحكم والفساد معاً، يبقى علينا ان نتأكد من ان النزول الى الشارع يعنى استخدام حقنا كمواطنين في مطالبنا الإصلاحية مهما كلف ذلك من تضحيات خصوصًا بعد نسف حاجز الخوف والذعر من المحاسبة او من الاعتقال او من السجن او حتى من ترتيب ملفات ملفقة حول العمالة الى سفارة ما او الى العدو الصهيوني . يجب على الشباب عدم السماح الى إختراق صفوفهم اولاً وأخيراً من الذين يُعكرون صفوة اجواء الحراك الشعبي والمدني والثقافي المتعدد الأوجه ، لبنان يستعيدُ مجده وثورته الشبابية التي تحظى بترحيب الجميع في الوطن الجريح، انه حان الوقت الان الى رفع الظلم عن كاهلهِ والتطلع الى المستقبل الذي سوف ينتظر الفئات الشبابية ودورها الطليعي في الأشراقات طالما لبنان كان ومازال وسوف يستيقظ من نومه ضد الفساد،
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأسمال الثقيلة البالية .. لبيروت .. يحرقُها اكثرُ من نيرون
...
-
رِثاءُ بقايا رُبوع الوطن
-
كُنوز مِن مناجِمّ إبداعات كريم مروة. .. إصرار وإدخار دمج الز
...
-
أثار الخراب السياسي للعراق بعد .. إحتلال الكويت منذُ الثاني
...
-
الحياد الماروني الملغوم في .. مواجهة نمط المقاومة المعلوم ..
-
الشارع المصري بين الوهم والحلم ... الحرية دربها ليس عقيماً .
...
-
إنبعاث الغرور والعربدة والسماجة العثمانية .. مجدداً لتطال ال
...
-
حاكم دار الباب العالي .. تحول الى سلطان بإسم الديموقراطية..
-
لا سلام قبل الحرب .. ولا حرب إلا وبعدُها سلام .. أين نحنُ من
...
-
الإتحاد السوفييتي السابق .. و روسيا اليوم ..
-
عاصفة توبيخ السفيرة الأمريكية .. اعقبها مواقف مُبطنة تحتاجُ
...
-
المشروع الصهيوني .. المحضون دولياً ..
-
صِراع و نِزاع أحفاد عُمر المختار .. على إحتكار منابع النفط و
...
-
خمسون عاماً .. ارنستو تشي غيفارا .. قابضاً على الزناد .. سعي
...
-
جورج حاوي .. محسن إبراهيم .. ابو خالد فينا ..
-
سيرة رحيل القومندانتا فيديل كاسترو
-
أعظم دولة ملعونة تُقاصص و تُعاقب قيصرياً
-
إجهاض ثورات .. الربيع العربي ..
-
من جورج واشنطن .. الى جورج فلويد .. الدونية الوجه الحقيقي لل
...
-
نكبة .. نكسة .. ثم هزائم .. ما زالت المقاومة
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|