أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - التجربة النضالية الفلسطينية بين النقد الموضوعي والتشكيك المُغرِض














المزيد.....


التجربة النضالية الفلسطينية بين النقد الموضوعي والتشكيك المُغرِض


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 6644 - 2020 / 8 / 12 - 20:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


نلاحظ في الفترة الأخيرة تزايد عدد الكُتاب والندوات التي تقوم بمراجعات لتاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة وخصوصاً نهج الكفاح المسلح أو العمل الفدائي كما كان يُطلق عليه، ونلاحظ أن بعض هؤلاء الكُتاب خرجوا عن سياق المراجعة أو النقد الموضوعي الذي يهدف لاستخلاص الدروس والعبر لتقويم المسار واستنهاض المشروع الوطني كمشروع تحرر وطني إلى تشويه التجربة النضالية الفلسطينية، بحيث لم يروا فيها إلا العيوب والأخطاء، متجاهلين أنه لولا الثورة الفلسطينية التي انطلقت مع حركة فتح وغيرها من المنظمات الأخرى في منتصف الستينيات ونهجها المسلح ما كان العالم التفت إلى وجود شعب فلسطيني بهويته وثقافته الفلسطينية، ويعترف بوجوده وبحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة غالبية دول العالم.
حالة الاستعصاء التي تمر بها القضية لا يعني أن القضية الفلسطينية غير عادلة أو نهاية القضية الوطنية أو أن فكرة النضال التحرري الوطني وما صاحبها من كفاح مسلح لم تكن صحيحة كما يزعم البعض ممن يتنكرون اليوم لتاريخ الثورة الفلسطينية ونهج الكفاح المسلح، لأن الخلل كان وما زال في الأدوات وموازين القوى وليس في المبدأ والمنطلق.
صحيح، إن العمل المسلح أو الفدائي لم ينجز هدف تحرير فلسطين، ولكن هذا لا يعني أن انطلاق ثورة فلسطينية ضد الاحتلال في منتصف الستينيات كان موقفاً خاطئاً، كما أن الثورة الفلسطينية وعلى رأسها حركة فتح لم تقل أنها لوحدها ستحرر فلسطين بل كانت تقول بأن الشعب الفلسطيني طليعة الأمة العربية وقوى التحرر العالمية وكان لها آنذاك أنصار ومؤيدون عبر كل قارات العالم، وأن ينفك وينهار معسكر الحلفاء وتأتي متغيرات إقليمية ودولية معاكسة لتطلعات الشعب الفلسطيني في الاستقلال فهذا ليس خطأ الثورة الفلسطينية ولا يشكك في منطلقاتها، ومن جهة أخرى فإن منظمة التحرير تبنت العمل السياسي وفكر التسوية السياسية بعد عقد فقط من انطلاقتها دون أن تتجاوب إسرائيل لنهج السلام وهذا يؤكد أن الخلل ليس في نهج الثورة والعمل العسكري بل في إسرائيل، ومع ذلك فإنه لولا العمل الفدائي وقوافل الشهداء ما تم استنهاض الهوية الوطنية الفلسطينية وما كان العالم اهتم بالقضية الفلسطينية بل ما كان هناك شعب يسمى الشعب الفلسطيني تعترف بوجوده كل دول العالم حتى إسرائيل، وهذا بحد ذاتي منجز للثورة الفلسطينية وكفاحها المسلح لا يستهان به.
من يرجع إلى مرحلة انطلاق الثورة الفلسطينية وتبني نهج الكفاح المسلح سيلمس أنه لم يكن أمام الشعب الفلسطيني آنذاك وهو يعاصر ويشهد الثورة الجزائرية والثورة الفيتنامية ومختلف حركات التحرر آنذاك وجهود الأمم المتحدة لتصفية الاحتلال الخ إلا أن يسير على نفس النهج وهو الثورة والكفاح المسلح، وهو نهج كانت تدعمه غالبية دول العالم والشرعية الدولية التي أصدرت عديد القرارات التي تؤيد حق الشعب الفلسطيني وكل الشعوب الخاضعة للاحتلال باللجوء إلى كافة الوسائل بما في ذلك العمل العسكري لنيل استقلالها.
مع تأييدنا وتثميننا لكل مراجعات نقدية لتاريخ الثورة الفلسطينية وهو نقد ومراجعة مطلوبان وخصوصاً مع طول الزمن واستمرار نفس القيادات السياسية تقريبا، إلا أن بعض المراجعات جانبها الصواب، ويبدو أن بعض هؤلاء المثقفون والكُتاب الذين تنطعوا لمراجعة التجربة النضالية الفلسطينية إما أنهم يسعون للشهرة، أو ينطلقون من حقد وعداء سابق مع القيادة الفلسطينية وخرجوا طواعية أو تم إخراجهم من تنظيماتهم السياسية، أو ينطلقون من الواقع الراهن لحركة التحرر الفلسطينية ومخرجات نضالها، وبعضهم غي موقع السلطة والحكم أو قريب منهما ويدينون ويتنكرون للعمل المسلح وللمقاومة حتى يبرروا نهجهم الاستسلامي الراهن، وآخرون ينطلقون من منطلق إسلاموي يبشر بـ (مشروع إسلامي) كبديل عن المشروع الوطني الفاشل كما يزعمون، وجميعهم يتجاهلون عن عمد طبيعة الصراع وتشابك وتعدد أطرافه والاختلال الهائل في موازين القوى مع العدو الصهيوني/ الأمريكي .
وهكذا بوعي أو بدون وعي فإن هؤلاء يلتقون أو يتقاطعون مع الجهود الحثيثة لإسرائيل وللمطبعين العرب لتصفية القضية الفلسطينية سواء من خلال ما يجري على أرض الواقع من استيطان وضم وحصار أو من خلال تشويه الرواية الفلسطينية والتاريخ النضالي الفلسطيني والزعم بأن حركة التحرر الفلسطينية حركة إرهابية فاشلة لم تجلب إلا الخراب والدمار للشعب الفلسطيني.



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان وفلسطين
- هل يمكن للدولة الواحدة أن تكون بديلاً عن حل الدولتين؟
- المزيد من التنازلات لن يجلب السلام
- الواقعية السياسية المفترى عليها
- مصر في مواجهة تهديدات غير مسبوقة
- للمشهد السياسي الفلسطيني اوجه متعددة
- العروبة ليست تهمة
- الموجة الخامسة للديمقراطية (دمقرطة الديمقراطية)
- الفلسطينيون ومعادلة (الرواتب أو الوطن)
- الانتخابات لوحدها ليس مؤشراً على وجود الديمقراطية
- التطبيع وانتهاء معادلة (الصراع العربي الإسرائيلي)
- في ذكرى النكبة الفلسطينية الثانية
- ازدواجية المعايير في الحكم على الاحتجاجات الشعبية
- ماذا بعد قرار وقف العمل بالاتفاقات الموقعة مع إسرائيل؟
- جذور وأسباب رفض إسرائيل قيام دولة فلسطينية
- السفينة الفلسطينية لم ولن تغرق
- ما بين الأصولية الإسلاموية والأصوليات الدينية الأخرى
- قرارات ملتبسة ولكن يمكن البناء عليها
- تساؤلات في انتظار إجابة من القيادة الفلسطينية
- القضية الفلسطينية بعد 72 عاماً على النكبة


المزيد.....




- شاهد ما كشفته صور حطام طائرة ركاب ومروحية في نهر شبه متجمد ب ...
- حماس تعلن مقتل قائد جناحها العسكري محمد الضيف ونائبه مروان ع ...
- ترامب: -لا ناجين- من حادث اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية ف ...
- أبو عبيدة يُعلن مقتل محمد الضيف وعدد من القيادات العسكرية لـ ...
- واشنطن.. لحظة اصطدام طائرة أمريكية بمروحية عسكرية ومقتل 64 ش ...
- مقابلة الكلب -رامبو- بمصر
- من قائد -تنظيم إرهابي- إلى رئيس انتقالي.. احتفالات في دمشق ب ...
- خلال لقاء مع حماس.. إردوغان يأمل في نجاح المرحلتين الثانية و ...
- -حياتي ليست أقل قيمة-.. غضب في الأرجنتين من خطط ميلي لإلغاء ...
- مقتل 6 أشخاص بهجوم روسي بمسيرة على بناية سكنية في سومي شمال ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - التجربة النضالية الفلسطينية بين النقد الموضوعي والتشكيك المُغرِض